ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   شذرات إسلامية (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أساس الأعمال (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=1753)

عبدالناصر محمود 02-03-2012 07:53 AM

أساس الأعمال
 
أساسُ الأعمال
------------

ـ قال ربُّنا تبارك وتعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم :
{ وإنْ تُطيعوه تهتَدوا } [ النور : 54].

ـ وقال سبحانه عنه : { وَما يَنطِقُ عَن الهَوى إن هُوَ إلا وَحيٌ
يوحى } [ النجم : 3ـ4].

ـ وقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا إنِّي أُوتيتُ القُرآنَ ومثلهُ
مَعَهُ ) .

ـ وليس بخافٍ على أحدٍ من المسلمين أنَّ هدي النبي صلى الله
عليه وسلم شاملُ لحياةِ النَّاسِ بفروعها كافَّة ، دينيَّة ودنيويَّة،
ففي اتِّباعهِ الفلاحُ والسُّؤدُد ، وفي الاقتداء به النَّصرُ والتَّمكُّين،
وفي مخالفته الهزيمة والخسار ، وفي تنكُّب شريعته الذُّلُ
والدَّمار .

ـ ومن أعظم ما قالهُ نبيُّنا صلى الله عليه وسلم الحديث الذي
رواه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه :
( إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّات ، وإنَّما لكلِّ امرىءٍ ما نوى ، فمن
كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى اللهِ ورسوله ،
ومَن كانَت هجرتُه إلى دُنيا يُصيبها أو امرأةٍ ينكحها ،
فهجرته إلى ما هاجرَ إليه } .

ـ فعُمدَةُ العَمَلِ الإخلاصُ ؛ وَبالإخلاصِ تَستقيم القلوب ،
وتَستقرُّ الأفئدة ، وبه يعرفُ المرءُ طريق دينهِ صحيحاً ،
فيأتي البيُوتَ مِن أبوابِها .

ـ وبالإخلاصِ الصَّادق ـ مع الاتِّباع الصحيح ـ يَعرِف المسلمُ
ما عليهِ من واجبات ، وما يتعيَّنُ عليهِ من حقوقٍ ، وبه يَرُدُّ
الأمورَ إلى نِصابها ، ويُؤدِّيها ما تستحقُّ دونَما إفراطٍ ولا
تَفريطٍ .

ـ وهذا الحديثُ هو أحدُ الأحاديث التي عليها تقومُ أصولُ فهمِ
دينِنا الحنيف ؛ إذ النِّيَّةُ أساسُ الأعمالِ ، ونقطة البداية
الصَّحيحة ، وأصلُ التَّوجُّه الصَّادق .

ـ ولقد قال الإمامُ أبو عُبَيد رحمه الله تعالى : ( ليسَ في أخبارِ
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أجمعُ وأغنى وأكثرُ فائدَةً من هذا
الحديث ) .

ـ وقال الإمام عبد الرَّحمن بن مَهدي رحمه الله تعالى : ( مَن
أرادَ أن يُصنِّف كتاباً فليَبدأ بهذا الحديث } .

ـ فالواجب على كلِّ مسلمٍ أن يُحسِّنَ نيَّتهُ ، حتى يَرى الأمورَ
كلَّها على حقيقتها دون أيِّ زُيوفٍ أو بهارجَ ، فإذا اطمأنَّ
قلبهُ بذلك صار مُسلماً حقَّاً ، يُوافِقُ قلبُه قالبَه ، وظاهرُه باطنَه،
وهذا من أعظم مقاصدِ هذا الدِّين ، ومن أهمِّ ما بَعَثَ اللهُ به
النَّبيِّين والمُرسلين .
واللهُ وليُّ المؤمنين .
*********
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ م : الأصالة ـ 1ـ علي بن حسن }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:24 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59