ملتقى شذرات - ترامب يعتبر الاعتداءات في أوروبا صراع أديان

http://www.alqalahnews.net/assets/im...1482311745.jpg

القلعة نيوز-
لم ينتظر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اتضاح ملابسات الاعتداء الذي أوقع 12 قتيلاً أول أمس الإثنين في سوق ميلاد في برلين، ليعلن أنه مؤشر إلى ما يعتبره صراع ديانات على الصعيد العالمي.

وقال في بيان "قتل مدنيون أبرياء في الشوارع فيما كانوا يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد"، وتابع إن "تنظيم داعش وغيره من الإرهابيين يهاجمون باستمرار المسيحيين داخل مجتمعاتهم وأماكن صلاتهم في سياق تطرفهم العالمي".

وبذلك خالف ترامب الذي يتولى مهامه رسمياً في 20 يناير(كانون الثاني)، نمط ردود فعل معظم القادة الغربيين على التطرف العنيف، لكنه بقي ملتزماً بالخط الذي اتبعه في حملته الانتخابية.

تعليقات ترامب
واستخلص ترامب استنتاجاته وأعلنها قبل أن تقدم الشرطة الألمانية أمس الثلاثاء على إطلاق سراح طالب لجوء باكستاني موقوف لديها، بعدما تبين أنه غير ضالع في الاعتداء، وقبل حتى أن يتبنى تنظيم داعش العملية في بيان بثته وكالة أعماق التابعة له.

واستخدم الرئيس المنتخب أيضاً الخطاب نفسه للتنديد باغتيال السفير الروسي في تركيا متهماً إرهابياً إسلامياً متطرفاً بإطلاق النار عليه، والتشديد بهذه الطريقة على ديانة المهاجمين المفترضة يعكس خياراً متعمداً من ترامب لتمييز نفسه عن سياسة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.

واتصل أوباما أمس الثلاثاء بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ليقدم لها تعازيه بعد الهجوم الإرهابي المفترض المروع، وإن كانت إدارته تحارب التطرف العنيف، إلا أنه يشدد على أن المتطرفين لا يمثلون ديانة.

الديانة الإسلامية
وذهب وزير خارجيته جون كيري إلى حد وصف عناصر تنظيم داعش بـ"كفار" شوهوا رسالة هذه الديانة، ولكن قناعات دونالد ترامب ومستشاريه مختلفة، فهم يرون أنه لا يمكن الانتصار على التطرف إلا إذا تم التعريف عنه على أنه نابع من الإسلام.

ودعا رجل الأعمال الثري خلال حملته الانتخابية إلى حظر جميع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة إلى أن يصبح بوسعنا فهم ما يجري.

وأكد مستشار الأمن القومي الجنرال السابق مايكل فلينفي في أغسطس(آب)، أن الإسلام ليس ديانة بل عقيدة سياسية، وقال "لقد أعلنوا الحرب علينا، وحكومتنا لا تسمح لنا بالتكلم عن هذا العدو".

وعرف عن هذا الخطر بأنه "النزعة الإسلامية"، مضيفاً "إنه سرطان خبيث في جسد 1.7 مليار من سكان هذه الأرض ويجب استئصاله"، ولكن هذا العسكري السابق الذي قاتل المتطرفين في العراق وأفغانستان ليس الوحيد الذي يقدم المشورة لدونالد ترامب، بل أن الرئيس المنتخب يستمع أيضاً إلى ستيف بانون، أحد أقرب معاونيه ومستشاره المقبل في الشؤون الاستراتيجية، وهو يجسد رؤية قومية متجذرة في اليمين المتطرف الشديد المواقف.

آراء المستشارين
وقبل انضمام بانون إلى حملة ترامب في أغسطس (آب)، كان يدير موقع "برايتبارت" الإعلامي الذي يعتبر منصة لليمين البديل، الحركة المرتبطة بالأفكار القومية والتي تعتنق نظرية تفوق العرق الأبيض.

وتصدر خبر اعتداء برلين أمس الثلاثاء صفحة الموقع الذي سلط الضوء على الانتقادات الموجهة إلى سياسة ميركل بفتح أبواب بلادها أمام مئات آلاف المهاجرين.

وشارك بانون عبر الفيديو عام 2014 في مؤتمر محافظ في الفاتيكان، فأشاد بصورة خاصة برأسمالية الغرب المسيحي اليهودي المتنورة، وقال بحسب نص مداخلته الذي نشره موقع "بازفيد نيوز"، إننا "منخرطون بكل بساطة في حرب ضد الفاشية المتطرفة الإسلامية، وهي تنتشر على حد اعتقادي بسرعة أكبر من قدرة الحكومات على التعامل معها".

ومع فوز دونالد ترامب بالرئاسة في 8 نوفمبر(تشرين الثاني)، ستدخل هذه الرؤية للعالم إلى البيت الأبيض، لكن المستشار الرئاسي المقبل في الاستراتيجية كان يرى أبعد من الحدود الأمريكية في مداخلته عام 2014.

ويتوقع أن تحل الأحزاب الشعبوية اليمينية مثل الجبهة الوطنية في فرنسا وحزب "يوكيب" في بريطانيا تدريجياً محل الأحزاب المحافظة من وسط اليمين.