ملتقى شذرات - من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

تترافق أي صفة مدح ما في اذهان الناس بنقيصة ما لذلك لانجد أن كل الناس يفعلون الممدوحات لأنها قد تكون منقصة من قدرهم
فالكرم قد يعتبرونه هبلا
و الطيبة قد يعتبرونها إنخداعا
والسماحة عبطا
والسهولة عيبا
والشهامة غرّا
والشجاعة مهلكة
والأمانة مسكنة
والعفو ضعفا
وحسن الظن غفلة
والمباديء غباء
وخدمة الناس فراغا
وفعل الخيرات لا مسؤلية
حتى النبي صل الله عليه وسلم خير خلق الله لم يسلم من أذى الكفار بسبب حسن خلقه فقد أعتبرت قريش أن سماحته ضعف ،فقالوا هو أذن (أي :غر يسهل خداعه -لأنه حسن الظن بهم - وجيد الإستماع اليهم) - ومع ذلك مدح الله حسن خلقه واعتبره خير لهم ولم يعتبرذلك نقيصة حتى وإن كان حسن خلقه خيرا للكفار أعدائه - بل وتوعد سيئي الخلق بعدم الإفلات من العذاب الأليم
فقال الله تعالى في ذلك:
(ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم (61) التوبة
فكن خلوقا وأفعل الخيرات واعمل الصالحات ودع قول الناس وانتظر قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا(107) الكهف
و قوله صل الله عليه وسلم:
( مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ )
أو قول الشاعر:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
وإن لم تعي كل هذه الا يكفيك راحة الضمير التي يتميز بها الخلقاء

:1: