مواقف
أوقفتني في مقام النور و قالت : - أوقد لي مصابيح النور - فأوقفتها على منصة العشق في نقطة يختلي فيها النور بذاته , بذرتها كحبات وهج قادم من السماء على صفحة مرآة فتناثرت تنير ظلمتى , لحظة الوقوف هي لحظة الوجود , و مقامها الساكن في قطرة الندى الهادئة ينزلق في ذاتي فيلينها كغصن البان الرقيق . - أوقفتني في مقام الحضور و قالت : - كن حضورا بعد الغياب أوقفتها في دائرة الساعة و جمعت لها الأزمان كواسطة عقد على جيدها , أفرغت قطع الروح في قارورة الزمن ثم رججتها فكنت و هو نفسا واحدة .فإن غبت احتوتها كما كان يفعل الزمن . أوقفتني في مقام الجنون وقالت : - صبرا على حبيبتك - أوقفتها في عصف الجنون فلما اشتمت نسائم العقل , احتارت , إن ما ترينه جنون في عالم الشهود هو رجفة العقل في عالم المحبوب , يكتبني الجنون بحبر حضورك في نفسي فيزهر سطرا يكشف عن حفر قديم برسم اسمك. - أوقفتني في مقام الوطن و قالت : - استحضرني في قلبك وطنا - أوقفتها على قمة الصبا فلم تر إلا نفسها , ثم ترقيت بها على طيش الشباب فلم تر إلا نفسها . ثم على معراج الكهولة فلم تر إلا نفسها, من أول يوم افترشتك وطنا و تدثرت بك وطنا, و تلقيت الأمنية الشاردة كي تكوني أبدا و طنا . الوطن هبة لحظات الجنون و التعقل و أنت لم تكوني إلا هذه التوأمة . - أوقفتني في مقام النساء و قالت : - في النساء بديل فاختر خليفة لي على عرشك - أوقفتها على طرز منديلها لم يكن في البياض إلا رسم حرفها الإفرنجي , إن النساء مسجونة فيه, لا أرى منهن إ لا حرفا في منديل , سكنت عيني على صورة وجهك فحجب عني خيالات النساء , مقام شهود هذا مقام كجدار قديم متهدم - أوقفتني في مقام البعد و قالت : - ليتك تكون قريبا - أوقفتها في حضرة الوجود فلم المح إلا البعد يلاعبه القرب كأنهما طفلين يتسابقان نحو نصب وجهك , أنا فيك أين تسكت دقات الساعة في لحظة ولدت فيها . - |
لا عدمنا إشراقة حروفك
كل التقدير والاحترام لك |
ولك الاحترام التحية على حسن الاهتمام شكرا جزيلا على المتابعة
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع