ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   مقالات وتحليلات مختارة (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=84)
-   -   الرجوع إلى الأمام والتقدم إلى الخلف (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=392)

عبدالناصر محمود 01-10-2012 08:19 AM

الرجوع إلى الأمام والتقدم إلى الخلف
 
الرجوع إلى الأمام والتقدم إلى الخلف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

ـ قال لي : أنتم رجعيون متخلفون : فسألته : ومن أنتم ؟
قال : متقدمون حداثيون .
ـ فسألته وما معنى رجعيون ومتقدمون ؟ فأجاب رجعيون : أي الرجوع للماضي ونبذ التقدم والحضارة والتمسك بأحكام وقوانين قديمة لم تعد تصلح للزمن الجميل الجديد التكنولوجي ، ومعنى متقدمين :أي منفتحين على العالم ونقبل العلوم الحديثة والنظريات وندعو للحرية الكاملة للرجال والنساء وتطوير الاقتصاد الحديث والتعامل مع أصحاب المعتقدات دون تمييز .
ـ فطرحت عليه سؤلا آخر : هل ترانا نركب الجمال ونترك السيارات والطائرات ؟ أم ترانا نتراسل ونتواصل عبر الحمام الزاجل ؟ أم نحن رافضون للسكن في الأبراج لأن الخيام سنة ؟ أم نحرم دخول الأطفال الحضانات لأنها رحم صناعي ؟ وهل نمنع الآي باد لأنه يلهي عن ذكر الله ؟
ـ فأجاب : لا ، لا أعرف عنكم ذلك . فسألته : إذن فلماذا تصفنا بالرجعيين ؟ فقال : لأنكم تريدون الرجوع لأحكام الإسلام التي ظهرت منذ ألف وأربعمائة عام بينما نحن في زمن مختلف تماما .
ـ قلت : أولو كان الإسلام جاء منذ مائة عام أكنتم تقبلونه ؟
ـ فأجاب : لا . فسألته : أولو جاء منذ عشرين عاما أيكون مناسبا لزماننا ؟ فسكت وزاغ بصره متحيراً .
ـ فسألته : عن القوانين التي تسير عليها حياة الناس في مختلف الدول منذ متى وهي موجودة ؟ فقال : منذ سنين أو عشرات السنين .
ـ فقلت : إذن حدد لي عدد السنين التي يمكن من خلالها قبول القوانين وتقييم صلاحيتها ؟ .
ـ فقال : لا يمكن لأن كل بلد له ظروفه ولن نضيع أوقاتنا في تغيير القوانين كل عام بل علينا أن ننتج ونعمل . فقلت : إذن فكيف تقيس صلاحية القوانين ؟ فقال : من خلال تحقيق القانون لردع المخطئ والعدالة ومراعاة اختلاف أحوال الناس . فسألته : ولو توافرت هذه الصفات في قانون ولكن عمره ألف عام أتقبلونه ؟ فقال : نعم مادام يؤدي الغرض ويحقق المرام .
ـ فقلت : إنكم تكيلون بعشرة مكاييل إذا كان الأمر فيه إسلام ، وحقيقة رفضكم لأنه جاء بمكارم الأخلاق التي تمنعكم حرية الفسوق والعصيان بينما لم تحصلوا من الغرب إلا على مفاسد الأفكار ومساوئ الأخلاق .
ـ وقد اتفقنا معكم في قبول الحداثة والتكنولوجيا والتقدم العلمي واختلفنا في أي قانون ينظم شئون حياتنا كما يختلف الجميع ولم نعرف منكم معايير أسباب منطقية بفلسفتكم أنتم لرفض الإسلام ، فإنكم تدعون للتقدم لكن إلى الوراء حيث تعودون لأخلاق ما قبل الإسلام التي يعيشها العالم الغربي الآن ، والديمقراطية التي تريدون كانت قبل الإسلام بمئات السنين ، فمن منا رجعيّ ؟ وهذا فقط ما اكتسبتموه دون أن نرى مجهوداتكم العملية ، بينما حتى ثقافة قبول الآخر التي تدعون إليها ما هي إلا ديكور لانفتاح زائف يغلق في وجوهنا ... لهذا فإنكم تتقدمون إلى الخلف .
ـ بينما نحن نقبل التقدم التكنولوجي والعلمي في حين نرجع لأحكام الإسلام التي تتجدد فيها الأخلاق الإسلامية الكريمة كلما مر عليها الوقت في زمن اللا أخلاق مثل العطور كلما مر عليها الزمن زاد ثمنها وأصبحت أكثر ثباتا وأفوح عبقا وأعظم قيمة .. ولهذا فإننا نرجع إلى الأمام .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ بقلم : محمد عياد ـــ صحيفة الفتح ــ العدد : الثالث ـ
ـ 15 ـ 12 ـ 1432 هـ ــ 11 ـ 11 ـ 2011 م }
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:Egypt:

مهند 01-13-2012 04:32 PM

فقد صدق الذي كتب

اشكرك اخي الفاضل على الطرح الرائع و الراقي

جاسم داود 01-13-2012 04:34 PM

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمن ِالرَّحِيمِ
الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه
الأخ الفاضل
جزاك الله خيراً
نسأل الرحمــن أن يجعل كل عملنا خالصاً لوجهه الكريم
جزاك الله الجنة و نعم المصير
وأدعو لك و للأبد بالصحة والعافية ان شاء الله
وصلى اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـت برعـاية الله وحفـظه

مطر وقمح 01-14-2012 12:11 PM

جميل ما تقدم
ندعو الله ان يثبتنا على دينه الحنيف
..
تقديري

أمير الحرف 01-15-2012 10:54 AM

الحمد لله رب العالمين
أشكركِ جزيل الشكر والعرفان
أحييك

عبدالناصر محمود 01-17-2012 08:10 AM

ـ استنكر أحد المفكرين العرب(*) أن يكون في تراثنا العربي مئة اسم للسيف في تاريخ مليء بالهزائم ، وهذا الاستنكار يلح الآن بشدة ضمن سياق الثورات التي تعصف ببعض الدول العربية ، وعن دور المثقف فيها . حيث سقط دور المثقف الطليعي والمبشر والمنقذ ؛ وأصبح في كثير من أحواله مجرد معلق على ما جرى . أما كون المثقف هو ضمير الأمة ؛ فأصبح موضوعاً قابلاً للنقاش ؛ إذ قد يكون المثقف مستلباً أو مردداً ، ويكفيه أن يؤلف كتاباً عن عودة الوعي يصفي به مواقفه السابقة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(*) م: المجلة العربية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 01-18-2012 08:33 AM

ألبراليون هؤلاء ؟
----------------

اللبرالية صنفان : صنف أصلي مصنوع في الغرب، وصنف
مغشوش يباع في العالم العربي باسم الصنف الأصلي.
أصحاب الصنف الأول يبيعون بضاعة من صنع أيديهم
فتستطيع لذلك أن تتحاور معهم وتدلُّهم على مواطن الخلل في
بضاعتهم ، وهي كثيرة . وقد يستمعون إليك ، وقد يعترفون
لك بما في بضاعتهم من عيوب ثم يحاولون تغييرها كما ظلوا
يفعلون على مرِّ السنين . لكنك لا تستطيع أن تفعل ذلك مع
مروجي البضاعة المغشوشة ؛ لأن بائعيها ليسوا أصلاء ؛
وإنما هم مقلدون مزيفون لا يستطيعون ترويج بضاعتهم إلا
بتسميتها بالاسم الذي اختاره المصنعون الأصلاء ودافعوا عنه
وأعطوا أنفسهم حرية إعادة النظر في بضاعتهم وتعديلها
وتبديلها . كيف تتجادل مع إنسان يعترف لك بأن مَثَله الأعلى
أن يتحول إلى أوربي يأخذ من أوربة كل شيء حتى الديدان
التي في بطون أبنائها كما كان أتاتورك يقول، أو يقول لك :
( لكي نكون مثل الأوربيين يجب أن نسير في الدرب نفسه
الذي ساروا عليه . ونأخذ حضارتهم بما فيها من حلو ومُرِّ ،
وخير وشر ). كما كان طه حسين يصر ،أو يردد ما كان يقوله
الدكتور زكي نجيب محمود قبل أن يمنَّ الله عليه بالهداية :
( إنه لا أمل في حياة فكرية معاصرة إلا إذا بترنا التراث بتراً،
وعشنا مع من يعيشون في عصرنا علماً وحضارة،ووجهة
نظر إلى الإنسان والعالم،بل إني تمنيت عندئذٍ أن نأكل كما
يأكلون ،ونجدَّ كما يجدُّون ،ونلعب كما يلعبون،ونكتب من
اليسار إلى اليمين كما يكتبون ). كيف يمكن أن نتحاور مع
إنسان مثل هؤلاء غمس نفسه في بؤرة التقليد والتبعية فلم يعد
يرى إلا ما رآه له من أتبعه ؟

رأى اللبراليون الزائفون كما رأى الشيوعيون من قبلهم أن
أكبر عائق يسد على الأمة طريق التبعية هذا هو الإسلام ،
فأصيبوا كما أصيب الشيوعيون من قبلهم بداء عضال يسميه
بعض الغربيين (الإسلامفوبيا) . تحولت دعوة الشيوعيون
بسبب هذا المرض من دعوة ذات أساس اقتصادي إلى دعوة
همُّها الترويج لثقافة الشارع الغربي الرأسمالي . ثقافة الرقص
والغناء والسفور ومعاقرة الخمور،حتى أصبحوا ـ كما كنا نقول
لهم ـ مجرد وكلاء لثقافة ذلك الشارع الرأسمالي .والذي حملهم
على هذا هو أنهم وجدوا أن القيم الإسلامية المعادية لذلك
الفجور هي التي كانت من أهم أسباب ابتعاد الشباب عنهم ،
فأرادوا أن يقولوا للشباب كونوا معنا نحرركم من تلك القيود
ولا تكون مع الإسلاميين الذين أثقلوا كواهلكم بتكاليف
المعتقدات والعبادات والحلال والحرام، وما علم المساكين كما
لا يعلم إخوانهم المسمَّون اليوم باللبراليين : أنهم يتبعون بذلك
طريقاً خطَّه لهم العدو منذ زمان بعيد وحذرهم ربهم منه :
{يَا بَنِي آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطَانُ كَمَا أَخرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الجَنَّةِ
يَنزِعُ عَنهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِما }[الأعراف:27].
{ إِنَّمَا يَأمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالفَحْشَاءِ }[ البقرة : 169] .

إذا كان الشيوعيون في بلادنا كانوا قد صاروا مجرد عملاء
لثقافة الشارع الغربي الرأسمالي ، فما هكذا كان إخوانهم في
البلاد الغربية .لقد كان أولئك يحاربون تلك الثقافة ؛حتى إن
ابنة ستالين قالت في كتاب لها : إن والدها كان ينهاها من
ارتداء التنانير القصيرة! وكانت تسجيلات بعض الأغاني
والموسيقى الغربية كموسيقى الروك آند رول لا تدخل البلاد
الشيوعية إلا مهربة.
يقول أ.د/ جعفر شيخ إدريس :
عندما هيأ الله ـ سبحانه وتعالى ـ لنا زيارة موسكو بعد سقوط
الاتحاد السوفييتي مباشرة،وجدنا نساءهم يرتدين ثياباً هي
أكثر حشمة مما رأينا النساء في البلاد الأوربية والأمريكية
يرتدينه. لكننا علمنا بَعدُ أن الأمر تغير بعد أن فُتح باب
الاتصال بالغرب على مصراعيه .

واللبراليون المزيفون في بلادنا يكررون الآن مأساة مرض
الإسلاموفوبيا مع فارق كبير :هو أن الشيوعيين كانوا بسبب
تبعيتهم للاتحاد السوفييتي أعداء للاستعمار الغربي.لكن
أصحاب اللبرالية المغشوشة في بلادنا يشيدون بهذا الاستعمار
ويرون فيه المنقذ الوحيد لهم من آثار القيم الإسلامية ،والقادر
وحدَه على تحقيق لبراليتهم المعادية للإسلام.
يقول أ.د/ جعفر إدريس : لقد سمعت ـ والله ـ بأذني رجلاً في
إحدى دول الخليج كان يتمنى أن تزحف القوات الأمريكية على
بلده بعد أن تنهي مهمتها في العراق .ثم عرفت بَعدُ أن ذلك لم
يكن موقفاً شاذاً؛وإنما كان أمراً يجاهر به أصحاب اللبرالية
المغشوشة من العرب الساكنين في البلاد الغربية،بل ينظمون
مظاهرات تؤيد بوش وتصفَّق له .

المقلدون من أمثال من يسمُّون أنفسهم باللبراليين في بلادنا
يأخذون عن الغرب مذاهب باطلة لجأ إليها الغرب لظنه أنها
تحل مشكلات يواجهها ،فيتبنون تلك الفلسفات والمذاهب
الباطلة ثم يزيدون الأمر ضِغثاً على إِبَّالة بمحاولتهم فرضها
على بيئة ليس فيها أمثال تلك المشكلات .بعض منتقديهم في
بلادنا ـ بما فيهم بعض الإسلاميين ـ يأخذون عليهم هذا الجانب
الأخير،أي جانب محاولتهم لفرض الأفكار والقيم والفلسفات
الغربية على بيئة لا تشبه البيئة الغربية التي نشأت فيها تلك
الأفكار والمعتقدات بما أنها في نفسها باطلة فإنها لا تصلح لا
للشرق ولا للغرب. نعم ! إنها قد تكون قد أدت من الناحية
العملية إلى وضع هو أخف ضرراً من الوضع الذي حلَّت
محلَّه في البلاد الغربية ؛ لكن هذا لا يجعلها حقاً أو صواباً .
ثم إنهم لا يكتفون بأخذ المذهب الباطل ،بل يحاولون أن
يتقمصوا الشخصية الغربية وأن ينظروا إلى الأمور بنظرتها
حتى لو لم يكن لتلك النظرة علاقة بالفلسفة أو المذهب الذي
أخذوه منهم وتبنَّوه .

البليَّة الثالثة التي أصابت هؤلاء المقلدين العمين ؛أنهم
يستوردون بعض المذاهب والأفكار الغربية لحل مشكلات لا
وجود لها في العالم الإسلامي .من أحسن الأمثلة على ذلك
دعوتهم جميعاً إلى العَلمانية التي يسوَّغ الغربيون لجوءهم إليها
بكثرة الحروب التي حدثت عندهم بسبب الحكم الديني ،كانوا
إذا حكمت طائفة منهم (كاثوليكية أو برتستانتية)لا تكتفي
بسيطرتها السياسية،بل تحاول أن تُكره أصحاب الطوائف
الأخرى على تغيير معتقداتهم والدخول معهم في طائفتهم .
وهذا شيء لم يحدث في العالم الإسلامي ؛بل إن أهل السُّنة
الذين كانوا مسيطرين سياسياً على معظم العالم الإسلامي لم
يجبروا المعتزلة ـ مثلاً ـ على تغيير عقائدهم ،بل لم يجبروا
اليهود والنصارى على تغيير أديانهم .لقد أعطوا خصومهم من
حرية العبادة وحرية التصرف في شؤونهم الخاصة ما لا
تعطيه العلمانية. ثم إن العلمانية حدثت في أوربة بموافقة
رجال الدين وربما مساعدتهم ؛ فلماذا يحاول هؤلاء العمون
فرضها على أناس يرونها مضادة لدينهم ؟
هذا ما كان من أمر اللبراليين المقلدين ؛ فما بال اللبراليين
الأصليين ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
{م:البيان :ع:288ـ أ.د. جعفر شيخ إدريس ـ حفظه الله}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 01-19-2012 08:18 AM

العلمانية في المغرب ... صراع متجدد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقول مصطفى الحسناوي الميسوري :(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

ـ كان يوماً مباركا ذلك اليوم الذي زرت فيه الشيخ الدكتور إدريس الكتاني في بيته لأول مرة تنقلنا في النقاش بين مواضيع شتى حتى أثرت معه كتابه ( المغرب المسلم ضد اللادينية ) واستغربت عدم إعادة طبعه رغم مرور أكثر من نصف قرن على طبعته الأولى التي نفدت منذ أعوام ، فاقترح عليِّ أن أتكلف بذلك فاستجبت دون تردُد شاكراً له هذه الثقة ، ثم اقترح عليِّ أن أعدَّ مقدمة لهذه الطبعة ، وهذا من تواضعه ـ حفظه الله ـ فمتى كان الأصاغر المجاهيل يقدمون للأكابر المشاهير ، وترددت في القيام بذلك لمعرفتي قدر نفسي ، ولعلمي أن أي مقدمة لهذه الوثيقة المهمة لن تقدم جديداً ذا فائدة . ثم بعد تفكير يسير توكلت على الله في خط هذه السطور التي لن يكون لها كبير فائدة إلا على كاتبها ، الذي هيأ له الله ـ عز وجل ـ من الأسباب ما جعل اسمه يوضع بجانب اسم باحث ومفكر من الطراز العالمي . ويتشرف بأن تكون له يد في إخراج هذا السفر المهم المفيد،الذي يرصد فيه صاحبه مؤامرة حيكت ولازالت تحاك ضد عقيدة ودين وأخلاق وتاريخ هذا الشعب . مؤامرة حاكت خيوطها نُخبٌ تصدرت صالونات السياسة ومنابر الإعلام ، وصُنعت صنعاً على أعين الغرب . لتكون هي ممثل الشعب وقائده إلى ظلمات العلمانية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(*) م: البيان ـ ع:293 ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 01-20-2012 07:55 AM

الخطاب الليبرالي ولغة الهجاء(*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ في الدفاع عن الليبرالية ، لكن دون أي تحليل معرفي يتعمق مفاهيمها وشروط نشأتها والإشكالات التي انبثقت في صيرورة ظهورها ونموها، وبلغة أكثر إيغالاً في استهجان المخالف وهجائه واحتقاره ؛ يقول د. أحمد البغدادي في مقالة يكفي عنوانها دلالة على وثوقية وقصور الفكر الذي تصدر : فالعنوان (( نعم الليبراليون وحدهم هم الديمقراطيون ولا أحد غيرهم ))(1) ، ثم يضيف مؤكداً أن ليس ثمة ديموقراطيين غير الليبرالين ، وأن هذا الحكم لا يصدق على (( العالم العربي فقط ، بل وفي كل مجتمع )) .
ـ وكأن الرجل قام باستقراء جميع الوقائع والتجارب السياسية في العالم أجمع ، وانتهى بعد طول بحث ومعاينة إلى تسطير حكمه الجازم هذا !!!
ـ بل يذهب أكثر من ذلك إلى الإفصاح عن حكم في حق تاريخ الإنسانية كله متجاهلاً أن النظام الديمقراطي ظهر ، على الأقل داخل
سياق التاريخ الأوربي نفسه ، في المجتمع اليوناني القديم ، أي في لحظة تاريخية تسبق ظهور الليبرالية بأزيد من 23 قرناً ! لكن رغم بداهة هذه الحقيقة التاريخية وشيوعها ، نجد البغدادي يقول متسائلاً باستنكار : (( أليست الديمقراطية من ( اختراع ) الفكر الليبرالي لقطع دابر الاستبداد السياسي والديني )) . [!!!!!].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(1) شاكر النابلسي، ((الليبراليون الجدد جدل فكري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(*) نقد الليبرالية ـ د. الطيب بوعزة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

عبدو خليفة 01-20-2012 09:54 AM

شكرا لأخينا الكريم عبد الناصر على هذا الموضوع الحيوي الذي أعتبره موضوع الساعة في الصراع الحضاري وبعد، في الحقيقة مهما ادعى العلمانيون من التقدم والحرية فهم متخلفون ورجعيوت وعبيدا لما سواهم من البشر، أما كيف ذلك؟ فأقول إن العلمانية هي إديولوجية تحتوي على تصوارت وأحكام ــ قوانين ــ من صنع البشر فالإيمان والالتزام بها وفرضها على الناس بأي وسيلة كانت هو عبادة لأربابها، وإن تعجب فعجبا لمن يرضى أن يكون عبدا للإنسان الأروبي الذي لم يعرف في حياته قط حتى الطهارة من البول أعزاكم الله، لذلك كانت العلمانية مصنع يتم فيه مسخ البشر، أما الإنسان الحر الأبي ذو الفطرة السليمة هو من لا يرضى أن يكون عبدا إلا لله خالق الكون والإنسان والحياة الذي خضعت له السماوات والأرض، أما أن يخضع البشر لبشر مثله ويلتزم بما يشرعه له فهذا عين التخلف والرجعية علم من علم وجهل من جهل وأحب من أحب وكره من كره فعلى الإنسابية أن تنتبه لذلك.

(( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ))


[التوبة:31]
ملاحظة : ان أحبار العلمانيين ورهبانهم لا صلة لهم بعلم اللهوت وان ما يشرعونه لهم إنما من وحي الشهوات .

عبدو خليفة 01-20-2012 11:47 AM

اسمحوا لي معشر الإخوة أن اضف هذه المعلومات عن ظاهرة الإنتحار في الغرب نتيجة للحداثة والعلمانية، محذرا مما يدعو له هؤلاء القوم في وطننا الإسلامي، المعلومات تقول أن حالات الانتحار بين الشباب في أمريكا قد زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

• في كل يوم ، ينتحر 14 شابا (تتراوح أعمارهم بين 15 و 24).

• في كل عام ينتحر أكثر من 5،000 شاب ،( تتراوح أعمارهم بين 15 و 24).

• وهناك 1.2 مليون شاب يحاول الانتحار في كل عام.

المصدر: المواقع الحكومية الأمريكية:
http://www.azag.gov/ChildrensPage/bookmark_Teen ٪ 20Suicide.pdf
http://mentalhealth.samhsa.gov/publi...t3/default.asp

عبدالناصر محمود 01-22-2012 07:51 AM



السلام عليكم ورحمة الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأخ الفاضل: عبدو خليفة

ـ جزاك الله خيراً على هذه الإضافات القيمة ، وهذا الإثراء الجيد.
ـ دمت في رعاية الله وحفظه .:1_181:

عبدالناصر محمود 01-22-2012 07:53 AM

بين الليبرالية والإسلام(*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ بينما يرى توماس هوبز ـ أحد منظري الليبرالية ـ أن المجتمعات البشرية لا تقوم إلا على المصلحة الشخصية وأن كل واحد لا يهتم بأخيه بل بنفسه ومصلحته فقط ، وأن حالة الطبيعة هي " حرب الكل ضد الكل " فإن نبي الإسلام محمداً صلى الله عليه وسلم يصدع قائلاً: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " [متفق عليه]، وجاء في الأثر : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان الإنفاق من الإقتار والإنصاف من نفسك وبذل السَّلام للْعَالم "[رواه البزار والطبراني وصح موقوفاً].
ـ وبينما ترى الليبرالية شرعية الرغبة اللامتناهية في الاستهلاك ، فإن الإسلام حد لذلك حدوداً فجعل رغبة الإنسان في امتلاك المال والشهرة محدودة بألا تصل إلى إفساد خلقه ودينه ، فقد ذم الله تعالى من فرح بملكه وأضاع إيمانه فقال عن قارون : { إنَّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إنَّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إنَّ اللهَ لا يُحب الفرحين(76) وابتغ فيما آتاك اللهُ الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن اللهُ إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنَّ اللهَ لا يُحبُّ المُفسدين }[القصص:76، 77] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه "[رواه أحمد والترمذي وغيرهما ] . ولقد رشد الإسلام السلوك الاستهلاكي فذم الإسراف وهو مجاوزة الحد فيه بقوله تعالى : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يُحب المسرفين}[الأعراف:31].
ـ وفي حين يتحيز هوبز وجون لوك لصالح أصحاب الملكية ويرون أن غير الملاك لا حق لهم في الحياة السياسية إلا الاعتراف بمن يسود لأنهم غوغاء وغير قادرين على الفعل السياسي العقلاني ، وهم كالصفحة البيضاء القابلة لأن تكتب السلطة فيها ما تشاء ، وهو ما يفسر لك احتقار الليبراليين للشعب وتجهيله إذا ما خالف رأيهم .
ـ فإن كتاب الإسلام خلد مبدأ المساواة بين الكافة بقوله تعالى : {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}[الحجرات:13] وجاء في الحديث : ( الناس سواسية كأسنان المشط ، وإنما يتفاضلون بالعافية ، والمرءُ كثيرٌ بأخيه ، ولا خير في صُحبة من لا يرى لك من الحق مثل ما ترى له ) [رواه الاصبهاني في أمثال الحديث ].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) علاء عبده ـ الفتح ـ ع : 13 ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

عبدالناصر محمود 01-25-2012 08:55 AM

اكتبوا التاريخ(*)
ـــــــــــــــــــــ
*ـ بقلم : نادر بكار :ـ

ـ اليوم يتحدد بشكل ما إذا كنا قادرينا على كتابة التاريخ ؛ وهو السؤال الذي طرحته قبل خوض غمار المنافسة الانتخابية ؛ أم أننا سنفوت الفرصة النادرة ونرتد على أعقابنا خاسرين .... اليوم ـ والحديث لأبناء التيار الإسلامي ـ جزءٌ كبير من مستقبل الإسلام في مصر ستتحدد ملامحه بأدائكم البرلماني جنبا إلى جنب أداء إخوانكم الدعوي .
ـ بغير مبالغة أقول أن أنظار العالم بأسره معلقة بكم ؛ وأنفاس الدنيا محتبسة ترقب خطواتكم ؛ لأن الناس ببساطة قد انقسمت في شأنكم فريقان ؛ فريق دأب على شنئانكم فهو يتربص بكم الدوائر لحقد دفين لا يعلم مداه إلا الله وفريقٌ دأب على حبكم لكنه ينتظر منكم الكثير بعدما حمَّلكم أمانة تشفق منها الجبال من ثقلها .
ـ أما الأول فحسن صنيعكم تحت قبة البرلمان وانتباهكم لمصالح الناس كفيل بإلجامه فلن يشمت منهم أحد ؛ والثاني فاستمساككم بالشريعة ؛ مع بذلكم الواسع في حل مشكلاته المزمنة كفيل باستمرار تأيده لكم ؛ فاستوعبوا حجم التحدي الذي تقبلون عليه فلن تبك علينا السماء والأرض ولن نجد بين يدي الله عذراً إن فرطنا هذه المرة .
ـ وتذكروا أن هداية القلوب لازالت مهمتكم الرئيسة ؛ فاستصحبوا طلاقة الوجه واستقامة السلوك ولطف المعشر مع رفق في المعاملة ولين في القول أثناء جلسات البرلمان عسى ربكم أن يقلب من كان بينكم وبينه عداوة وليا حميماً .
ـ أما الحديث عن تطبيق الشريعة فقد أفتاكم أهل العلم بأنه لن يأتي دفعة واحدة في واقع مرير ورث فيه الناس الإسلام وجهل أكثرهم معانية ؛ فاحذروا مزالق الشيطان فلستم على الناس قضاة وإنما ارتضاكم أهل مصر دعاة ؛ فالتؤدة التؤدة والسكينة السكينة ؛ ولكم في حديث ( لولا أن قومك حديثو عهد ) إشارة واضحة تستأنسون بها في للتدرج المطلوب ؛ فلا يكفي حسن النية لقبول العمل حتى يضاف إليه حسن الصنيع ؛ وقد يفسد الرجل الواحد تدبير جيش بأكمله .

*ـ رسالة خاصة إلى هند أحماس :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

ـ فرنسا كلها في كفة وأنتِ في الكفة الأخرى وحيدة ؛ ومع ذلك رجحت كفتك .. هند أحماس أنتِ مستورة وفرنسا الليبرالية عارية .. هند أحماس .. كتب الله ليغلبن هو ورسله ومن سار على نهجهم فلا تبتأسي .. هند أحماس .. سيأتي يوم يرونه بعيداً ونراه قريباً سترتدين فيه نقابك وتسيرين به في طول فرنسا وعرضها لا تخشين إلا الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) صحيفة النور ـ العدد : 19 ــ 29 ـ 2 ـ 1433 هـ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 01-27-2012 07:55 AM

مُسلمة تصفع العلمانية على وجهها(*)
ـ}هند أحماس تتحدى وتصر على ارتداء نقابها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

ـ منذ أن كان للإسلام والمسلمين الكلمة العليا في ذلك العهد المشرق المبارك كان المسلمون في مجدهم وعزهم يتعايشون مع أبناء الأديان الأخرى وكان تصريف أمور وشئون الأقلية غير المسلمة يتم عن طريق رؤسائهم المدنيين فيجدون حقوقهم لدى المسئولين المسلمين مستقرة مشروعة ثم دارت الأيام فصار جزء من المسلمين يمثلون أقليات تعيش في وسط غير إسلامي إلا أننا هنا نرى صورة أخرى للتعامل مع الأقليات نتج عنها إشكاليات لكل مهاجر مسلم إلى جانب الذين اعتنقوا الإسلام في البلدان غير الإسلامية ، وعلى سبيل المثال القارة الأوربية .
ـ ولنرجع إلى الوراء قليلا منذ أن كان لدخول المسلمين الأندلس تأثير بالغ على الأوربيين أنفسهم وأدى تأثيرهم هذا لنقلهم إلى عصور النهضة والتقدم و[الديمقراطية] التي تم الوصول إليها ادعاءً في القرن العشرين .
ـ واليوم يشكل المسلمون في أوربة وجوداً حقيقياً ذا فاعلية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، ورغم عدم وجود إحصاء رسمي يبين حجم الأقلية المسلمة في دول أوربة فإن بعض المصادر الإسلامية تقدر عدد المسلمين هناك بــ52مليوناً من أصل 705 ملايين نسمة هم عدد سكان القارة الأوربية ويعيش في فرنسا وحدها 6 ملايين مسلم .
ـ ورغم هذا كله تطالعنا الصحف العالمية بأن هند أحماس الفرنسية المسلمة تواجه حكماً بالسجن لمدة عامين بسبب ارتدائها النقاب ، وذلك بعد رفضها حكماً لقاض في باريس يقضي بخضوعها لدورة مواطنة للتدريب على حقوقها وواجباتها المدنية بوصفها مواطنة فرنسية ، كما نشرت هذه الصحف بأن هند ألقي القبض عليها مرتدية النقاب خارج قصر الإليزيه ويبدو أنها ارتكبت جرماً عظيماً ليحكم القاضي بخضوعها لدورة تعلمها أصول المواطنة ، كما لا يسمح بدخولها لقاعة المحكمة لسماع أقوالها بعد أن رفضت خلع النقاب ، فيتحدث محاميها قائلاً بأن القاضي يوشك أن يوجه إليها عقوبة بالسجن لمدة عامين مع غرامة مالية قدرها 27 ألف جنية استرليني ،وهنا تخرج هند عن صمتها معلنة أنه لا مكان لديها لخلع النقاب وأن هذا القاضي هو من يحتاج حقاً لدورة للتدريب على المواطنة ، وتذكر أنها ليست السابقة الأولى للقضاء الفرنسي العلماني الذي يدعي قدسية الحريات الدينية فقد رفضت في السابق دفع مبلغ مائة جنية استرليني لارتدائها النقاب في مناسبة أخرى ، كما أشارت إلى أنها ستنقل قضيتها إلى محكمة حقوق الإنسان الأوربية .
ـ فهل ستنصف محكمة حقوق الإنسان الأوربية هند أحماس ؟
ـ لا أعتقد ولا يعتقد كثير من مسلمي فرنسا الذين يعانون الاضطهاد بدءًا من حظر النقاب ومروراً بحظر صلاة الجمعة من الشوارع وربما تحمل الأيام مزيداً من السخط الفرنسي على مسلميها (**).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) محمد رشاد .
(**)صحيفة الرحمة ـ ع :11 ــ
ــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 02-03-2012 07:44 AM

مقدمة في التسامح الليبرالي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ برز مفهوم التسامح بوصفه جزءاً من المفاهيم التي سعت الولايات المتحدة الأمريكية نحو فرضها على الأمم والشعوب ، وقد ارتبط التسامح بقيم الليبرالية والديمقراطية والعلمنة ، وأصبحت المناداة بالتسامح مطلباً يتناغم وينسجم بالكلية مع مطالب الليبرالية الأخرى ، وأصبح الحديث عن الآخر وحقوقه جزءاً لا يتجزأ من نشر ثقافة " التعددية"و"التحرر"من القيم العليا"والحرية الدينية" وتلقف الفكرة كتاب وباحثون حاولوا توطين التسامح عن طريق ربطه بقيم الإسلام العليا،فأصبح التسامح إسلامياً كما الليبرالية الإسلامية والديمقراطية الإسلامية والتعددية كذلك، ولربما تصبح اللادينية (العَلْمانية) بعد حين ذات صبغة إسلامية عند أولئك المنساقين خلف ثقافة الغرب ومفاهيمه عن الحياة .
ـ ومن هذا المنطلق تؤكد [الدراسات] أن التسامح الليبرالي يقوم على قواعد أساسية تشكل منظومة فكرية متكاملة يحتاج قيامها إلى توافر شروط أساسية ينتفي التسامح بغيابها أو فقد أحدها حيث لا يعود التسامح تسامحاً معبراً عن قيمة ليبرالية محددة . وتتمثل هذه الشروط
في :
أولاً : العلمانية ( اللادينية ) .
ثانياً : النسبية .
ثالثاً : التعددية والديمقراطية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(*) نقد التسامح الليبرالي . ـ أ.د. محمد بن أحمد مفتي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 02-04-2012 08:45 AM

عربستان
ـــــــــــــ

ـ حزب النهضة التونسي يتقدم في الانتخابات !
ـ حزب العدالة والتنمية المغربي يحقق نتائج غير مسبوقة ويتولى أمينه العام رئاسة الوزراء !
ـ حزبي الحرية والعدالة والنور يكتسحان الانتخابات المصرية ويتجاوزان جميع الأحزاب الليبرالية العريقة !
*ـ يا الله ! هل ستتحول البلاد العربية إلى عربستان جديدة تُحكم بعقلية القرون الوسطى،ونسقط في بحر التخلف ؟

ـ هكذا هو المشهد العربي كما يرسمه الإعلام الليبرالي ، حالة من الفزع والقلق أفقدت الليبراليين توازنهم الفكري والأخلاقي ؛ فالأحزاب العَلمانية التي كانت تبشر بالديمقراطية وتدعوا إلى الاحتكام على صناديق الاقتراع ، ها هي ذي تدعو إلى حماية الديمقراطية من الإسلاميين لأن الشعوب العربية ليست ناضجة بدرجة كافية ، ولا تستطيع أن تحدد خياراتها بوعي !

ـ لقد كشفت الانتخابات العربية عن معركة ثقافية وفكرية تلبس لبوس السياسة ، اصطفت فيها الأحزاب الليبرالية واليسارية والأقباط ـ النصارى ـ في صف واحد لمواجهة ( الإسلام الظلامي ) ، واللافت للنظر أن السفارة الأمريكية في القاهرة تجاوزت الأعراف الدبلوماسية ودعت صراحة من تسميهم بأصدقاء أمريكا لمواجهة تداعيات تصدُّر الإسلاميين للمشهد السياسي ! (*)

ـ وليس لهذا تفسير إلا قول المولى ـ جلَّ وعلا ـ :
ـ{وَإِخوَانُهُم يَمُدُّونَهُم فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقصِرُونَ }[الأعراف:202]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ـ م: البيان اللندنية ـ ع: 294 ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 02-05-2012 08:30 AM

أمثلة من مناحات بعض الليبراليين في مصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

ـ كتب أحدهم في جريدة الأخبار : ( ينتظر الأدب والفنَّ وروح مصر وحضارة مصر وتاريخ مصر وآثار مصر فترةُ ظلام لا يعرف إلا الله مداها ) .
ـ وكتب آخر في الجمهورية المصرية : ( إذا تركنا الأمور مائعة فسيصبح الوطن ريشة في مهب الريح ؛ سنرى مهازل ومساخر ، سنرى حكومات تتساقط كورق الخريف من أجل فيلم رأى البرلمان أنه إباحي ، ومن أجل لوحة تشكيلية رأى أنها بورنو ، ومن أجل كتاب أو رواية قليلة الأدب ، ومن أجل نقاب أو حجاب أو حفل راقص ، وقرارات بإلغاء اتفاقيات وطرد سفراء . لقد كانوا يقيمون الدنيا ويقعدونها من ذلك كله وهم خارج البرلمان وخارج المنظومة السياسية كلها ؛ فماذا سيفعلون وهم أغلبية برلمانية ؟ بالتأكيد سيُقعدون الوطن ولا يقيمونه أبداً ) .
ـ ويزداد الفزع خصوصاً من السلفيين ؛ فأحد مفكري مصر يكتب في موقع قنطرة الألماني قائلاً : ( خصيصة أخرى في الشأن المصري هي البزوغ اللافت لقوى التيار السلفي ، هذه القوى التي لا تحترم التعدُّد أو أبسط قواعد السياسة من تقبُّلٍ للآخر ، والتي هي نتاج للتربية الأمنية لعصر مبارك ؛ حيث درَّبها على استهداف خصومه ، وستدخل البرلمان بعاصفة من الأفكار القمعية والاستعبادية ، وهي حالياً تلقى التدليل من المجلس العسكري وكلِّ المسيسين ، وهم كما عبروا جهاراً نهاراً سيحرقون الأخضر واليابس لو لم يحققوا رؤاهم الظلامية ضد المجتمع ، هؤلاء هم الخطر الأكبر بين قوى الإسلام السياسي ) .
* ـ إن تتبُّع هذه المناحات التي تضج بها وسائل الإعلام العربية ستجعلنا نقف أمام ظاهرة صوتية مكلومة لا تجيد إلا فنون التحريض والإقصاء .
ـ إن البلاد العربية مقبلة على مرحلة إستراتيجية لها أثر عميق في تغيير البنية السياسية والفكرية التي جعلت من بعض دولنا دولاً فاشلة تتراجع إلى ذيل القائمة . وقد آن الأوان أن يدرك الإسلاميون أن معركتهم ليست معركة انتخابية ، بل إنَّ مسؤوليتهم الحقيقية إنما هي تجديد الهوية واستنقاذ البلاد من التخلف والتردِّي ، ثم إعادة البناء والانطلاق نحو النمو والازدهار الفكري والحضاري والتقني والاقتصادي (*).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
(*) م : البيان اللندنية ـ صفر 1433هـ ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

عبدالناصر محمود 02-08-2012 08:16 AM

الليبرالية نواتها وثمارها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ مِن المسلَّمات أن الفكر الليبرالي فكرٌ مولَّدٌ من مجموعة غرائز ونزوات ، وأكثر بل جُل الأفكار منبعها غريزي ، والأفكار التي لا تعتمد على أصل غريزي لا تستقر ولا تدوم غالباً ، فيبقى العمل بها قليلاً ثم يتلاشى ، وأما الغريزي فمكان الخطأ فيه هو أن أصل القول أو الفعل غريزة ثابتة في الفطرة ، ولكن تم وضعه في غير موضعه كالشذوذ اللواط والزنا والسحاق ، أو الزيادة عن الحد المأذون به شرعاً مما يتوافق مع أصل الغريزة ولا يُلغيها كالزواج بأكثر من أربع ، أو إبداله بغيره كإبدال الأكل من لحوم الأنعام والطيور والأسماك بلحم الخنزير والكلاب والميتة ، وإبدال سائر معادن الأواني بآنية الذهب والفضة والأكل فيها ، فأصلها فطري لذا يجد السامع البسيط لها ما يتوافق مع أصل غريزته فينقاد لها لتتميم المفقود من تلك الغريزة الخاصة به ، والتي ربما تختلف عن غريزة غيره ، وكلما كانت الأفكار أقرب للفطرة كانت أكثر اتباعاً وأسهل في ورود القناعة بها والعمل بمقتضاها ، وقد يكون الشيء الواحد مركَّبًا من عدة غرائز فطرية فيكون التأثر بحسب قوة التركيب وصحته مع مقدار صحة العقل المتلقي لها (*).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(*) العقلية اللِّيبرالية ـ عبد العزيز مرزوق الطريفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 02-10-2012 08:15 AM

*** أعداء الهوية في الداخل ***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن تشوية الهوية وإضعافها عمل إجرامي تآمري, يرقى ـ بل ينحط ـ
إلى مستوى الخيانة العظمى لأمة التوحيد, قال الشيخ جاد الحق علي
جاد الحق شيخ الأزهر السابق ـ رحمه الله تعالى ـ : ( إن البحث عن
هوية أخرى للأمة الإسلامية خيانة كبرى, وجناية عظمى ).

وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير منار الأرض, فكيف
بمن يُغَيِّر هوية أمة, ويُضلها عن طريق النجاة ؟

إن التاريخ المعاصر حافل بنماذج بشعة من ممسوخي الهوية, الذين
كانوا " يُخْربون هويتهم بأيديهم " فمنهم على سبيل المثال لا الحصر,
و إلا فما زالت الشجرة الخبيثة تُخْرج نَكَداً :

1 ـ مصطفى كمال أتاتورك : الذي مسخ هوية تركيا الإسلامية بالقهر,
والذي قال: ( كثيراً ما وددت لو كان في وسعي أن أقذف بجميع
الأديان في البحر) وهو الذي ألغى الخلافة, وعطل الشريعة, وألغى
نص الدستور على أن الإسلام هو الدين الرسمي للبلاد, وألغى المحاكم
الشرعية, والمدارس الدينية, والأوقاف, وألغى الأذان العربي وحوله إلى
التركية, وألغى الحروف العربية واستبدلها باللاتينية, وكان يقول :
(انتصرت على العدو, وفتحت البلاد, هل أستطيع أن أنتصر على
الشعب؟).
2 ـ أغا أوغلي أحمد:أحد غلاة الكمالين الأتراك ـ القائل:
( إننا عزمنا على أن نأخذ كل ما عند الغربيين حتى الالتهابات التي
في رئيهم, والنجاسات التي في أمعائهم).

3ـ أحمد لطفي السيد:خصم العروبة والوَحدة الإسلامية, وصاحب شعار:
(مصر للمصريين), والنعرة الفرعونية, ويكفي في بيان عدائه للهوية
الإسلامية أنه كان يصف نص الدستور على أن الدين الرسمي للدولة
هو الإسلام بأنه "النص المشئوم"!

4 ــ طه حسين : عميد التغريب, وداعية التبعية المطلقة للغرب حتى في
مفاسده وشروره, والقائل: ( لو وقف الدين الإسلامي بيننا وبين
فرعونيتنا لنبذناه).
وطالب "عميد التغريب": (بأن نسير سيرة الأوربيين, ونسلك طريقهم
لنكون لهم أنداداً, ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها, حلوها
ومرها, وما يُحب منها وما يُكره, وما يُحمد وما يُعاب ) اهـ .
فلا عجب أن قال المستشرق ماسينيون: (لو قرأنا كلام طه حسين لقلنا :
[هذه بضاعتنا رُدَّت إلينا] ).

والقائمة طويلة ستجد فيها : سلامة موسى, لويس عوض,جرجي زيدان,
وفرج فودة, وحسين أحمد أمين, وزكي نجيب محمود, وغيرهم ــــــــ
لا كثَّر الله سوادهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ{ الهوية الإسلامية: د/ محمد بن أحمد إسماعيل المُقدَم ـــــــــــــ
حفظه الله ــــــــــــــــــــــــ}ــــ
***********************

عبدو خليفة 02-17-2012 11:31 PM

كانت لي مداخلة في هذا الموضوع القيم تضمنت بعض ما يعانيه الإنسان في الغرب من الاضطراب والشقاء خصوصا في العلاقات الاجتماعية بسبب أنظمته العلمانية، ومما يؤسف له حقا ان هذا الاضطراب في العلاقات الاجتماعية وفوضوية الجنس لم يعد محصورا في العالم الغربي بل انتقل إلى بلاد الإسلام التي تدين أنظمتها بالعلمانية كالمغرب مثلا، بين يدي الآن تقرير قامت به جمعية ( إنصاف ) ونشرته جريدة المساء المغربية في عددها 1629 المؤارخ 16ـ2ـ 2012 يحتوي على حقائق صادمة عن أطفال يحملون إسم ( xبن x) وهو ما يعني بدون، يولدون بالآلاف سنويا وعددهم قارب المليون في مدة أقل من عقد من الزمان، حيث يولد في المغرب سنويا ما يقرب 80 الف طفل غير شرعي، مجهولة هويتهم أو متخلى عنهم، يتم العثور عليهم مختنقين داخل أكياس بلاستيكية مرمية وسط الأزبال، ثم يدفنون في مقابر جماعية بدون اسم، ومن عثر عليه حيا يكتب له أن ينشأ بين أحضان الشوارع وكنف الأزقة، ومما ينبغي الإشارة إليه أن هذا الجيش العرمرم من المولودين غير الشرعيين إنما جاء في الفترة التي حمل النظام فيها على علماء الإسلام بذريعة ما يسمى محاربة الإرهاب فمنهم من قضى في السجن عقد، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ترك بشرط أن يتكلم فقط عما هو موجود في السماء ولا يشر إلى ما يجري على الأرض، لذلك كانت الأنظمة العلمانية أكبر خطر يهدد المسلمين، لأنها تحاول بكل وسيلة أن تحول بين سلوك الناس ودينهم لأن عقيدتها فصل الدين عن الحياة .

عبدالناصر محمود 02-19-2012 08:37 AM

سياسة العقل مع الأفكار
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ العقل يَقطَع بأن ما كان أصله الانفلات يؤصل له الكبح والتقييد ، لا أن يُفسَح له الطريق وتُعبَّد له كل السبل ليمضي ؛ لأنه ليس بحاجة إلى ذلك ، فهو أحرص منك على هذا لأنه مفطور عليه ، كالسيل الجارف ليس بحاجة إلى إزالة الموانع من أمامه ، وإنما هو بحاجة إلى ضبطه وتوجيهه ليُنتفَع به ، هذه سياسة فطرية جرت عليها السنن الكونية ، والشرائع السماوية ، وهي ما تعاملت به شرائع السماء مع العقل ، وقَلَبته وعَكَسته العلمانية وثمارها كالليبرالية فظهرت كثير من آثار أخطأ العقل إلى حدِّ شارك فيه الإنسانُ البهيمةَ؛ لأنه خُلِق منفلتاً ومهَّدت له السبلَ ليكون أكثر انفلاتاً .
ـ وهذا أصل اضطربت في فهمه الليبرالية ، واختلط على الليبراليين الفرق بين كون الأصل في العقل والإنسان الحرية والانعتاق في ذاته، وبين سياسة التعامل معه ، فهل الأصل في التعامل مع العقل التقييد بضوابط أم الترك والتخيير أم التذليل والتسويغ له ما يُريد ، والتسويغ زيادة على الترك والتخيير ، والليبرالية تنتقل بين الثاني والثالث ، تارة هنا وتارة هناك ، وهذا تحصيل حاصل .
ـ والقاعدة الكونية أن ما أصله الثبات يُضبَط نقله ، وما أصله الانفلات يُضبط تثبيته ، فالزروع والثمار والبيوت والمعادن يُضبط نقلُها حسَب المصلحة لا أن يؤصل ثبوتها ؛ لأن أصلها الثبوت ، وما أصله الانفلات يُضبَط تثبيته كالسيل والرياح وكثير من الكائنات الحية ، ومثلها العقل ، أصل تركيبته من جهة الثبات ولانفلات شيء والتعامل معه شيءٌ آخر .
ـ كما تفسد أحوال الناس ومعيشتهم في الاضطراب في قلب هذه القاعدة ، كذلك تفسد أفكارهم وعقائدهم وأخلاقهم في قلب قاعدة العقل والتعامل معه .
ـ وقد انشغل الفكر الليبرالي في تعبيد الطريق أمام العقل ليعمل ما شاء ويعتقد ما يُريد ، بدلاً من تسييسه والانشغال بضبطه حسب ما يُريده الله ، وحسب ما يَظهر للإنسان من مصالح ومساوئ الأعمال والأقوال وآثارهما بما لا يُبطل حكم الله(*) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(*) العقلية اللَّيبرالية ـ عبد العزيز مرزوق الطريفي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 02-20-2012 08:49 AM

الفكر الليبرالي
ــــــــــــــ

ـ الفكر الليبرالي فكرٌ عائم يعتمد على حق الفرد الواحد في اختيار ما يُريد ؛ لأنه هو الخالق لأفعاله ، ولهذا فهو لا يُقر بوجود مقدَّس مشترك معيَّن منضبط ، لا رب ولا كتاب ولا نبي ولا غير ذلك ، سواء كان مفكراً أو غيره ، ولا دستور لا يحتمل التغيير متى ما احتيج إلى تغييره ، ولا يمكن ضبط هذا الفكر ضبطاً دقيقاً حتى لدى الفرد الواحد إلا في لحظة واحدة ؛ لأنه ربما بعد تلك اللحظة يتحول عن كل معتقداته ، وله الحق في ذلك ، فيتغير معه ضبط الفكر أُصولاً وفروعاً (*).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) العقلية اللِّيبرالية ـ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 02-21-2012 09:00 AM

2 أصول الليبرالية
ـــــــــــــــــــــــــ

ـ الفكر الليبرالي يقرر أن الإنسان هو الذي يُحدِث أفعاله ويختارها ابتداءً ، من غير أن تكون مقدَّرة عليه قبل ذلك ، أي سابقة في علم الله ، ويرفض الليبراليون تفسير أفعال الأفراد تفسيراً سببيًّا ، ويُعلِّلون ذلك بأنه لو صح التفسير الحتمي للأفعال لانعدمت مسئولية الفرد عن أفعاله ، والعجب أنهم مع إيمانهم بـ ( قانون السببية ) الذي يضبط الطبيعة إلا أنهم يستثنون الإنسان منه ، والمتأثرون بالفكر الليبرالي من الشرقيين لا يتحدثون عن هذا الأمر كثيراً مع اقتناعهم به لموافقته اعتقاد القدَرية المعتزلة الذين ينفون القدر ، وينفون علم الله بالحادثات المستقبلية من الإنسان إلا عند حدوثها ، والحق الذي يشهد به القرآن والسنة وتُجمِع الأمة عليه أن أفعال العباد مِن خَلق الله وإيجاده ، وهي من العباد فعلاً وكسباً ، وهم الفاعلون لها ، وهذا لا ينفي تقدير الله وعلمه بها ، قال تعالى : { واللهُ خلقكُمْ ومَا تَعْمَلُون }، فالله أضاف العمل إليهم ، ولأن عمل العبد حاصل بإرادة الله وتقديره وقدرته كان خالقاً له ، ومن قال : إن الإنسان يخلق أفعاله من دون الخالق سبحانه فقد جعل في الكون خالقين ، وهي عقيدة المجوس(*).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(*) العقلية اللِّيبرالية ـ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

Eng.Jordan 02-21-2012 10:39 AM

حفظك الله أخي عبد الناصر ...لو لم يكن في هذا الموقع سوى هذه الفائدة التنويرية المرجوة لكفتنا سبب بقاءه ودعمه

طبت وطابت أيامك

وبارك الله بك ولك

عبدالناصر محمود 02-22-2012 08:52 AM

الليبرالية الخديجة
ــــــــــــــــــــــ

ـ الليبرالية الشرقية ليبرالية خديجة ، غير مكتملة ، وذلك لاختلاف الدين الإسلامي الذي تواجهه باسم العقل عن غيره ، فخالق المادة ومُنزِل الدين المتكفل بحفظه واحدٌ ، فنتاج المادة العقلي الصحيح لا يتعارض مع الوحي الصحيح الصريح ، وكثيرٌ من المسلمين ممن رجع إلى معرفة الإسلام بعد تدثره بالليبرالية ، واستعماله ذات الآلات والمصطلحات والمعاني التي واجه بها الغربيون دينهم ، وجد نفسه أمام مواجهة تختلف وتتباين عن غيرها ، فبدأ بالتنازل عن بعض ممارسته لوضوح الحِكَم والعلل الشرعية في كثيرٍ من أحكام الله لعباده ، وكان اختلاف كثير من السياسات الشرقية عن غيرها له أثر في اختلال نظام الفكر الليبرالي ، فهي ترفض تطبيق ما يمس حُكمها وثرواتها ، وتقبل ما عدا ذلك ، كقبولها التحرر في حياة الناس وسلوكياتهم ؛ إرضاءً للغرب المتسلط بفرض هذا الفكر ولو بشطر ما يُريدون ، إثباتاً للولاء الاجتماعي ولو بنقض الدين وأُصوله وفروعه ، ليغضَّ الغرب الطرف عن النظام السياسي ، حتى بلغت حريات الأفراد في بعض البلدان الإسلامية حدًّا يفوق الغرب ، ومحاربة الإسلام المواجه لها بجميع أنواع القمع والقهر ، فأصبحت الليبرالية الشرقية بوجه ذي صفحتين ؛ صفحة مشوهة وصفحة صحيحة ، وأصبح كثيرٌ من السالكين لهذه الأفكار يعيش اصطراباً بين ما يقتنع به وبين السواقي الضيقة التي سمح للعقل أن يسبح فيها ، وكل بلد من البلدان تختلف قبولاً للفكر عن الآخر ، إلا أنهم يكادون يتفقون على قبوله على سبيل التدرج في أحوال الناس الاجتماعية(*).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(*) العقلية الليبرالية ـ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 02-25-2012 08:11 AM

الليبرالية بدون رتوش !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ كتب : محمد سعد الأزهري :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ شهد موقع "تويتر" الاجتماعي هجوماً على نائب حزب النور السلفي الدكتور يونس مخيون لمطالبته بحجب المواقع الإباحية في الإنترنت . واعتبر "المغردون" أنه يوجد في مصر ما يكفي من المشاكل الاجتماعية ذات الأولوية لإيجاد حلول لها أكثر من حرية الإنترنت !! لم يكف رواد موقع "تويتر" لأكثر من 24 ساعة عن انتقاد طلب الإحاطة العاجل الذي تقدم به النائب السلفي داعياً فيه إلى حجب المواقع الإباحية في مصر .

ـ وكان مخيون قد قدم طلبه في جلسة المجلس التي عقدت يوم الاثنين 20 ـ 2 ـ 2012م مطالباً بتفعيل الحكم القضائي الصادر في هذا الأمر عام 2009 م والذي نص على أن الدستور المصري قد كفل حرية التعبير في مدلوله العام إلا أنه قيد ببعض القيود للحافظ على الطابع الأصيل للأسرة التي هي أساس المجتمع ، والتي قوامها الدين والأخلاق والوطنية والآداب العامة .

ـ وكانت التعليقات تسير في إطار من السذاجة والسطحية التي تُنبئ عن الانفصال الكبير بين التيار الليبرالي والشعب المصري المسلم ، حيث قال أحدهم : إن حل مشاكل الشباب الاجتماعية ، كمشكلة البطالة ، هي الطريقة المثلى لجعل الشباب يُعرضون عن تلك المواقع !!
ـ وقال آخر : المنع ده هيؤدي لمصائب .. اللي بيتفرج هيعاكس واللي بيعاكس هيحترش واللي بيتحرش هيغتصب والبنات هتخاف تمشي في الشارع لوحدها .. اتقوا الله !!

ـ بل تمخض الكاتب الصحفي بلال فضل ـ مؤلف بلطية العايمة ـ فولد فأراً حيث قال : إلى كل النواب السلفيين دعاة منع المواقع الإباحية نؤيدكم ونتضامن معكم وندعمكم من أجل إنعاش الاقتصاد الوطني . الإمضاء تجار السيديهات الجنسية !!

ـ وعلى هذا المنوال يمكن القول : إلى كل دعاة منع المخدرات نؤيدكم ونتضامن معكم وندعمكم ونشكركم لحسن تعاونكم معنا من أجل إنعاش الاقتصاد الوطني . الإمضاء : تجار المخدرات بالجملة!!

ـ بل وعندما يقوم أحد النواب المحترمين بمناقشة وزير الداخلية حول أوكار الرذيلة المنتشرة في بعض الأماكن ، سنرى الليبراليين والعلمانيين يخرجون علينا بتصريحات من نوعية : أن حل مشاكل المرأة الاجتماعية ، كمشكلة البطالة ، هي الطريقة المثلى لجعل النساء يُعرضن عن تلك الأوكار !! ويبدو أننا سنتمتع بمثل هذه الردود السطحية والساذجة ! خصوصاً عندما يتبنى التيار الإسلامي تطهير البلاد من دنس الرذيلة أو تطهيرها من التبعية للغرب ؛ لأن الليبرالية الحقة لا تعرف طهراً ولا استقلالاً ، فهي تهيئ للشذوذ الطريق وتسمي العلاقات المحرمة حرية شخصية ، وتجعل من الربا والقمار والتجارة الجنسية تجارة مشروعة ! وتسمي شرب الخمر ممارسات روحية ! أمّا الفاجعة الكبرى فإنها تتلخص في تصورهم للتبعية الغربية بأنها : التطور الطبيعي للحاجة الساقعة !!

ـ الليبرالية أيها الأعزاء لا تعرف شيئا يسمى الخوف من الله ، ولا ما يُعرف بوخز الضمير ، لكنها تعرف توحشا رأسمالياً ليس له أدنى علاقة بما يحبه الله ويرضاه ، وتعرف قهراً سياسياً ينتهب مقدرات الشعوب ومخزون الأمم تحت غطاء الديمقراطية ومجلس الأمن والأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية !!

ـ الليبرالية هي الغلاف الخارجي للقهر والاستبداد ، وهي الحاضن الأساس لكل بلد يرضخ تحت حكم الحديد والنار ، فمن الذي كان يدعم الأنظمة الاستبدادية في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن ؟
ومن الذي يقف قلبا وقالبا مع النظامين الأفغاني والعراقي الحاليين ؟
ـ من الذي تسبب في دمار الجيش العراقي ، والجامعات العراقية ، والشرطة العراقية ، وجميع الكفاءات العراقية ؟!
ـ هو النظام الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والذي ينبهر به محبو القتل الرحيم ! لا فرق بين الاعتراض على منع المواقع الإباحية ، وبين منع المخدرات وبين منع شرب الخمر ، وبين منع أوكار الرذيلة ؛ فكلها تقع تحت عنوان قرآني واحد ألا وهو:
{ أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون } !!!
ــ إنها الليبرالية بدون رتوش !!(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ـ صحيفة الفتح ـ 2ـ4ـ1433هـ /24ـ2ـ2012م.
ــــــــ ع : 18 ـــــــ
ـــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 02-27-2012 08:30 AM

الليبرالية قبل قرنين
ــــــــــــــــــــــــ

ـ لو عرف منظروها أنها ستنتهي باستساغة الشذوذ الجنسي وتشريعه وأن الرجل يتزوج الرجل في محفل عام بوثائق قانونية ، فيضاف الرجل في جواز سفر الآخر كزوج ! وكذا المرأة مع المرأة! واستساغة التعري بحيث يُغطَّي القُبُل وحلمة الثدي فقط ... لم تقم دعوة لهذا الفكر ، فهم أدركوا من أين يبتدئ الفكر بهم ولكن لم يُدركوا نهايته وحدَّه ، ولم يُدركوا حقيقة العقل أنه يجمح إلى الأمام دائماً ليفك قيده ، وليس من تركيبة العقل الرجوع إلى الوراء ، والشيطان يحدو به ويُسليه حتى ينتهي إلى ما لا يمكن أن ينتهي إليه بشرٌ صحيح الفطرة .(*)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) العقلية اللِّيبرالية ـ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 02-28-2012 08:52 AM

تحرير المرأة في مصر(*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ بدأ تحرير المرأة في مصر بتأصيل قواعد الليبرالية ، والمطالبة تبعاً لذلك بنزع حجاب المرأة والذي هو النقاب فقط ، وبعد مرور مائة عام احتفلت زوجة رئيس مصر بمرور قرن على ذلك ، وقُدمت مطالبات وأوراق تطالب بتحرير المرأة من قوامة الرجل ، وبحقها في الزواج من أربعة أزواج ، وبإلغاء حق الزوج في الطلاق ، وبمنع اختصاص المرأة بالعدة ، والمتابع يستيقن أن قاسم أمين الذي ناكف الشريعة وبدأ بالمطالبة بنزع النقاب تحت مبدأ (( الحرية ))
(( وتحرير المرأة )) لم يدُر في ذهنه أن الذين يسيرون على مبادئه وأُصوله سينتهي بهم الأمر بعد مائة عام بأن يطالبوا بهذه الكفريات القطعية ، ولكن هذا طريق ليس لأحد أن يسلك أوله ولا يدري أين ينتهي به ؛ لأنه في أمور الدنيا سفه وبلادة ، فكيف في أمر الدين ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) العقلية اللِّيبرالية ـ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 02-29-2012 09:10 AM

التوطين بالإعلام
ــــــــــــــــــــــ

ـ لاهتمام العقلية الليبرالية بالنظر والتحليل العقلي المادي ، وأثر مشاهدات العقل على الأمور الغائبة عنه ، تعرف المنافذ الموصلة إلى تغيير المفاهيم ، ولو بالتزييف والتضخيم أو التحقير ، أو انتقاء أخطاء حقيقية من عقيدة متسعة وفكر فسيح وعرضها في سياقات واحدة ، وإشغال السامعين بها .
ـ وكذلك الإكثار من الترويج للفكر المرغوب بالاستحسان العقلي واستغلال النتائج الحسية فقط ، من غير اعتبار أي حكم خارجٍ عنه .
ـ وأصحاب الفكر المادي لا يرون شيئاً ممنوعًا في إزالة أي فكر وعقيدة غير مادية ، لعدم الإيمان التام بالضمير والفطرة ، وإنما الحق القطعي هو الوصول للنتائج العقلية الخالصة ، وغيرها تخلف وظلام ، فيحاربونها بالتدليس والكذب والتنديد والسخرية والاستهزاء وإظهار عيوب المخالفين ، والتنديد بها في وسائل الإعلام ، فيجمعون شذوذات الأفراد من عقائد أمة تملأ الأرض التي لا يقول بها إلا واحدٌ منهم ويسوقونها جميعاً مساق التسليم المذهبي المجمَع عليه ، لرسم صورة شاذة للجميع ، وهي أقوال أفراد معينين ، وبهذه الطريقة تستطيع أن تجعل من أي فكر على وجه الأرض فكراً غالياً أو منسلخًا وتصفه بأي وصف قبيح أو حسن بالتلفيق للمسائل المنفردة بصورة الجماعة . (*)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(*) العقلية اللِّيبرالية ـ
ـــ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

عبدالناصر محمود 03-02-2012 07:44 AM

بقاء الليبرالية
 
بقاء الليبرالية
ـــــــــــــــــــ

ـ هذا الفكر ما كان ليستقر أو يبقى لولا أنه يجعل فكر الفرد وقناعته خاصين به ، لا يُلزم بهما غيره ، وهذا سبب بقائها ؛ لأن الأفكار الخاطئة تنتهي بتصادمها بما هو أقوى منها ، والخاطئة التي لا تتصادم تبقى أكثر من التي هي أقل خطأ وتتصارع م غيرها .

ـ والفكر الليبرالي يلغي الوصول إلى الصراع معه بمحاربة وسائله ، فيمنع من تخوين الفرد في تصرفاته الخاصة ، وتضليله وتخطئته وتفسيقه ، فضلاً عن تكفيره ، وهذه أدوات إصلاح الفكر وتقييمه .

ـ والسلوك الذي لا يتعارض مع غيره بالنقد والتصحيح سلوك حيواني بهيمي ، وسيدوم ويبقى ما لم يتعارض مع غيره ، فالبهائم وسلوكياتها تعيش على نفس السلوك والتصرف على الدوام ، فسلوك البهائم في زمن آدم ـ عليه السلام ـ هو نفس سلوكها اليوم ولن يتغير؛ لأنها غير مفطورة على التصحيح فيما بينها كما في البشر ، بل مجبولة على القناعة بالتصرف الفردي ، مع إمكان تصحيحها ، فإذا دخلها النقد والتعليم في سلوكها تغيَّرت ، فالسباع كالكلب والهرة وكذلك الطيور وغيرها ربما تصل إلى مشاركة الجنس البشري في بعض التصرفات بسبب التعليم والنقد لها ، ولو تُركَت عاشت كبقية البهائم إلى ما شاء الله على فطرتها البهيمية ، لا يعنيها إلا سلوك فردها .

ـ وهذا الأمر يُحقق لكل واحد عقيدته وهواه تامًّا كما يُريد ، فيشغله عن غيره ، لهذا العقل الليبرالي منصرفٌ عن الدين ومعرفة الوطن وحقه ، وكثيرٌ من الغربيين لا يعرفون أكثر من محيط الذات ، بل كثيرٌ منهم لا يَعرِف اسم حكام بلاده ، ولا يعنيه ، ولا يُعرَف لديهم ما أقره الإسلام من حفظ النسب ومعرفته وصلة الرحم ، والإحسان إلى الجار وذي القربى ، وهذا نتاج تمرد النفس والهوى على الفطرة باسم العقل .(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) العقلية اللِّيبرالية ـ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 03-03-2012 08:21 AM

ما تكرر تقرر .. فأفيقوا أيها السادة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ كتب : محمد سعد الأزهري :ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ هذا هو ملخص ما قام به الإعلام الليبرالي الشرقي والغربي خلال العقود الماضية ، حتى إنهم يصدقون أنفسهم من كثرة الأكاذيب التي يرددونها ليل نهار ؛ لأنهم لا يرددون غيرها !!
ـ من ذلك مثلاً أنهم يكررون مصطلح التشدد ثم يربطون هذا المصطلح في ذهن السامع بالذين يحرمون ما حرم الله ورسوله !!

ـ وينتقون بعض المحرمات التي تتعلق بالحياة اليومية لغالب الناس ، والتي من كثرة وجودها وتكرارها في المجتمع أصبحت شيئاً موروثاً، من ذلك مثلاً تحريم الموسيقى والطاولة والدمينو والغناء وشرب الشيشة والسجائر ومصافحة المرأة والذهاب للمصايف التي تعج بكثير من المخالفات الشرعية .. إلخ
ـ ثم يقولون للناس هؤلاء هم المتشددون لأنهم يحرمون كل شيء نفعله !!
ـ فيرتبط في ذهن عامة الناس أن التشدد مقترن بالتحريم وأن الوسطية مقترنة بالتحليل من باب أن " الدين يسر ".
ـ فخطتهم الماكرة هي وضع هذه المحرمات في مساق واحد ، وتكرير ذلك على مسامع الناس من خلال الصحافة والقنوات الفضائية وغيرها من الوسائل الإعلامية ، بل والتعليمية ، مما يكّون عند المستمع والمشاهد النفور من هذا التيار .
ـ ومن ذلك أيضاً ما يتم أتباعه مع المرأة المسلمة في الإعلام ؛ حيث ينفرونها عن دينها من خلال ذكر المحرمات في مساق واحد ، وأن هؤلاء المتشددين يريدون جارية منزوعة الحقوق !!
ـ ثم يسردون المحرمات كحرمة النمص ، والاختلاط مع الرجال ، والتبرج والسفور ، والسفر بلا محرم ، والخضوع بالقول ، والتعطر حال خروجها إلى الشارع ..إلخ .
ـ فتصاب المرأة التي ترتكب أغلب هذه المحرمات بالفزع ؛ حيث تشعر بأنها لا ترتكب إلا المحرمات !
ـ ومن ثم تتصور المرأة أن التشدد قد وصل إلى النخاع في المجتمع !

ـ الإعلام الليبرالي يكرر هذه الصور النمطية في جميع مناحي الحياة، ولقد أتحفنا هذا الإعلام زمانا طويلاً بالكلام ليل نهار عن الديمقراطية الغربية ، وكيف أنها استطاعت أن تصل بدخل الفرد السنوي إلى عشرات الآلاف من الدولارات واليوروهات ، مع التأمين الصحي الشامل ، وتبادل السلطة ، وحرية الرأي والفكر ، وسيادة القانون على الجميع دون استثناءات .. إلخ .
ـ ومن ثم تكرار هذا الجانب في كل البرامج والصحف والكتب مما أدى إلى صناعة ذهنية معجبة بالنظام الغربي الديمقراطي !!
ـ ولكن أين الوجه القذر للنظام الغربي في هذا الإعلام الموجه ؟
ـ بالطبع لن تجد له أثراً ؛ حيث الجنة الغربية التي لا يوجد فيها إلا كل ما هو حديث ومبهر وبرّاق !
ـ فالغرب الديمقراطي هو الذي دعم كل الأنظمة المستبدة في العالم عامة والإسلامي خاصة .
ـ وهو الذي استباح ثروات الأمم المختلفة وعلى رأسها بلاد المسلمين ومناجم الذهب والألماس وسائر المعادن في إفريقيا ، وهو الذي سرق العقول النابهة من جنوب أسيا .
ـ الغرب الديمقراطي هو الذي نشر الفجور والشذوذ ولعري والخلاعة عن طريق الإعلام الهوليودي البغيض ، وعن طريق مؤتمرات السكان التي تفرض على الدول الفقيرة والنامية إباحة زواج المثليين والعلاقات خارج الزوجية ، وسائر أنواع القرف الغربي الديمقراطي !
ـ أين الحديث عن هدم الأسرة في الغرب ، وشرب الخمر واتخاذ الخليلات ؟!
ـ أين الحديث عن حرية السخرية من الإله والأنبياء والملائكة في الغرب ؟!
ـ أين وأين وأين ؟؟!
ـ الخلاصة : لابد من الوقوف بقوة أمام كل المؤامرات التي تحاول نزع الهوية من القلوب ، ومعرفة طريقة القوم في تبشيع ما يحبه الله ويرضاه ، وتذليل العقبات أمام ما يبغضه الله ، وبيان أن الغرب يريد منا أن نكون خدماً لا سادة .
ـ فأفيقوا أيها السادة .(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
(*) صحيفة الفتح ـ 9/4/1433هـ ـ 2/3/2012م ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 03-05-2012 08:16 AM

من أساليب أهل الباطل
ــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ الجدل أحد أساليب أهل الباطل لترويج باطلهم وإشغال أهل الحق، وهو أحد أسلحتهم لختل الخصوم ، وقد يرضون منه بمجرد الدخول في الجدال والعراك الفكري الذي يثيرونه باستمرار ، ويشغلون الآخر بقضاياه الكرَّة تلو الكرة يرمون له الحبائل ويزيدون في تمديدها حتى يطوقونه بها ثم يحصرونه في مناطق ضيقة وحتى لو تنبَّه لكمينهم ؛ فكل الخيارات لديه بعد ذلك تصبُّ في صالحهم .
ـ ولا يقال : إن الجدل كله باطل ؛ ولكنه كالدواء يؤخذ عند الحاجة وعلى قدرها ، فإذا لم نجد وسيلة لقمع الباطل إلا الجدل ووجدنا مؤهَّلاً متمرساً فلا مانع من ذلك .(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(*) ـ د. محمد الفقيه الغامدي ـ
ــــــــــــ م:البيان ـ ع: 289 ـــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

عبدالناصر محمود 03-10-2012 08:10 AM

العلمانية والعقيدة
ــــــــــــــــــــــ

ـ العلمانية إن قبلت الإسلام نظرياً أو كلامياً ، ترفض ما تستلزمه العقيدة من معتنقيها ، وما توجبه على أبنائها إيجاباً حتميًا بمقتضى الإيمان ، وذلك بين واضح في أمرين أساسيين :

أولهما :
ــــــــــ
ـ رفضها اتخاذ العقيدة أساساً للانتماء والولاء ، فهي لا تقيم للرابطة الدينية وزنًا بل تقدم عليها رابطة الدم والعنصر ورابطة التراب والطين وأي رابطة أخرى .
ـ وهذا مناقض تمامًا لتوجيه القرآن الذي يقيم الأخوة على أساس الإيمان والعقيدة (( إنما المؤمنون إخوة ))[الحجرات:10] .
(( فأصبحتم بنعمته إخواناً ))[آل عمران: 103].
ـ ويجعل ولاء المؤمن قبل كل شيء لله ورسوله وجماعة المؤمنين .
(( إنما وليُكم اللهُ ورسُولُهُ والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومَن يتول اللهَ ورَسُولَهُ والذين آمنوا فإنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغَالبُونَ ))[المائدة:55 ، 56 ] . ويلغي كل رابطة مهما يكن قربها وقوتها إذا تعارضت مع رابطة الإيمان حتى رابطة الأبوة والبنوة والأخوة يقول تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكُفرَ على الإيمان وَمَن يَتولهُم مِّنكُم فأولئكَ هُمُ الظَّالمُون َ ))[التوبة:23].
(( لا تجد قوماً يُؤمنون باللهِ واليومِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ وَرَسُولهُ وَلوْ كانُوا آباءهُمْ أوْ أبناءهُمْ أوْ إخْوَانَهُمْ أوْ عَشِيرَتَهُمْ أوْلئكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِم الإيمانَ وأيَّدهُم بِرُوحٍ مَّنْهُ ))[المجادلة:22].
ـ ويضرب القرآن مثلاً بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي برئ من أبيه حين تبين له أنه عدو لله تعالى (( قدْ كانتْ لكمْ أُسوةٌ حَسنةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والذين مَعَهُ إذْ قَالوا لقومهم إنَّا بُراءَ منكُمْ ومما تَعْبُدُونَ من دُون اللهِ كَفرْنا بكُمْ وبَدَا بَيْننا وَبَيْنكُمُ العَدَاوةُ والبَغْضَاء أبَدًا حتى تُؤمنُوا باللهِ وَحْدَهُ ))[الممتحنة:4].
ـ وكذلك قال تعالى لنوح عليه السلام عن ابنه من صلبه لما تمرد على ربه (( قال يا نُوحُ إنَّه ليس مِنْ أهْلِكَ إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالحٍ )) [هود:46].

والأمر الثاني :
ــــــــــــــــــــ
ـ أن العلمانية ترفض ما توجبه العقيدة الإسلامية على أبنائها ، من النزول على حكم الله ورسوله ، والتسليم دون تردد أو حرج .
ـ وهذا موجب الإيمان ومقتضى الالتزام بعقد الإسلام ، وهو ما نطق به القرآن في بيان محكم صريح لا لبس فيه ولا تشابه يقول تعالى :
(( وما كان لمُؤمِن ولا مُؤمنة إذا قضى اللهُ وَرَسُولُهُ أمْرًا أن يَكُونَ لهم الخيرةُ من أمرهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَل ضَلالاً مُّبيناً))[الأحزاب:36].
وقال تعالى (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شَجَرَ بينهم ثُم لا يَجدُوا في أنفسهم حَرَجًا مَّمَّا قَضَيْتَ ويُسلمُوا تَسْلِيمًا ))[النساء:65]

ـ فالعقيدة الإسلامية تفرض على المسلم أن يكيف حياته وفقاً للأحكام التي تجسدها ، وأن يتجلى أثرها في سلوكه وعلاقاته كلها ، سواء كان حاكما أو محكوماً ، والعلمانية تريد من العقيدة أن حبيسة الضمير ، لا تخوض معترك الحياة ، ولا تؤثر في أهدافها ومناهجها، فإن سمح لها بالظهور فليكن بين جدران المسجد ، ولا تخرج عنها ، على أن يكون المسجد نفسه تحت سلطانها .

ـ وبهذا ترى المسلم الذي يعيش تحت سلطان العلمانية يعاني من التناقض بين العقيدة التي يؤمن بها ، والواقع الذي يفرض عليه ، فعقيدته تشرق وواقعه يغرب ، عقيدته تحرم والعلمانية تبيح ، عقيدته تلزم والعلمانية تعارض ، وهكذا لا تعايش بين الإسلام الحقيقي والعلمانية الحقيقية ، فهنا كالضرتين إذا أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى ، أو ككفتي الميزان ، لا ترجح إحداهما إلا بمقدار ما تخف الأخرى !! (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) د. أحمد فريد ـ
ــــــ صحيفة الفتح ـ 16 ـ 4 ـ 1433هـ / 9 ـ 3 ـ 2012م .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 03-11-2012 08:06 AM

بداهات
ـــــــــــ

ـ لعله من قبيل تكرار البداهات أن نقول : ليس هناك حرية مطلقة لا بالنسبة للفرد ولا بالنسبة للمجتمع ؛ لأنه لا وجود لكائن إنساني غير خاضع لحتميات بيولوجية ومجتمعية ، كما أنه لا إمكانية لتصور قيام مجتمع يجسّد مقولة الحرية بمدلولها الإطلاقي ، أي بلا قيد ولا إشراط ولا حتميات .
ـ فالحرية بمعناها المطلق ليست سوى فوضى أو يوتوبيا حالمة .
ـ والحياة المجتمعية بما هي حياة أفراد وجماعات متعالقين بروابط ، ومتخالفين في الأذواق والأفكار والمصالح ، لا بدّ لكي توجد وتستمر من أن تتأسّس على قواعد وأعراف ونظم ومؤسسات ينضبط لها الفعل الفردي ويمتثل(*).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) نقد الليبرالية ـ د. الطيب بو عزة ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

عبدالناصر محمود 03-16-2012 02:22 PM

في دائرة الضوء
ــــــــــــــــــــــ

ـ في العلمانية تتفتت وحدة المؤسسات ، لتصبح كل مؤسسة تسعى لتحقيق كفاءتها الذاتية الامبريقية في غياب أي قيم مطلقة .
ـ وكان الاقتصاد والسياسة أول قطاعين يستقلان ؛ حيث جعل ((ميكيافيلي)) من الأمير خالقاً ، و ((هوبز)) جعل من وحش الدولة إلهاً علمانياً (( يقدس العلم والنشيد الوطني والأرض ، والأمة فوق الجميع )) .
ـ ثم تنسلخ الفلسفة ؛ حيث تظهر الفلسفة المادية ، ثم علمنة الأحلام ؛ حيث تدور على الأرض وحدها ، ثم الأخلاق والبراجماتية ، ثم الأسرة ؛ حيث تتفتت وتظهر حقوق الإنسان الرجل والمرأة والطفل والحيوان وتختفي حقوق أخرى مهمة مثل حقوق الأسرة ، والإنسان تظهر فيه معدلات المنفعة .
ـ تنتقل العلمنة إلى الأدب ؛ حيث يصبح مؤسسة مستقلة بلا مرجعية حيث الأدب للأدب ، والانغماس في البنية الهندسية للأدب وموت المؤلف .
ـ ويعلمن الجنس ، فيصبح هناك جنس للإنجاب ، وآخر للحب ، وثالث للمتعة ، وهكذا ...
ـ فالمعرفة العلمانية ليست معرفة المحبين للتواصل مع الطبيعة وإنما تهدف للسيطرة إنها معرفة إمبريالية .(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) العلمانية من منظور معرفي ـ عبد العزيز بن محمد التميمي .
ــــــــ البيان ـ ع:152 ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 03-17-2012 08:05 AM

فكرة العلمانية
ــــــــــــــــــ

ـ من اللافت للنظر أن فكرة العلمانية التي تريد بسط مفاهيم النسبية على الجميع حتى الدين المقدس والمطلق بطبعه لا تفكر أبداً في أن تكون هي نفسها نسبية أو بنت عصرها ؛ لأنها جعلت المنهج التجريبي ـ وهو اسم يدل على أنه ليس مطلقاً ـ إِِلهاً مقدساً يُعبد!(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مصطلحات ومفاهيم ـ د. محمد يحيى ـ
ـــ البيان ـ ع: 128 ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

عبدالناصر محمود 03-21-2012 08:01 AM

النيوليبرالية العربية
ـــــــــــــــــــــــــــ

ـ ملحظ يستوقفنا في المتن النيوليبرالي العربي هو أنه يفصح عن نظرة لا تخلو من انبهار وتوقير لليبرالية ، فهي عنده ليست مجرد فكرة أو مذهب ، بل ((مطلق ثقافي)) يعلو على كل المذاهب والرؤى، ((مطلق)) يستوعب بداخله كل خبرات الإنسان ومعارفه التي حصلها خلال تاريخه المديد ، فكأن الليبرالية بذلك هي الخلاصة النهائية للتجربة الإنسانية ، ومن ثم لا مجال لبحث مغاير عن أفق بديل يخرج عن سياقها ، أو يغايرها في الرؤية إلى العالم وقيم انتظام العيش ؛ فكل خير بلغته البشرية احتوته الليبرالية وزادت عليه !

ـ إنها التتويج النهائي لمسيرة الوعي والفعل البشريين ! (*).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ـ نقد الليبرالية ـ د. الطيب بو عزة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

عبدالناصر محمود 03-23-2012 07:32 AM

ـ كان خصوم الأنبياء يُشغلون المسامع بالكلام المجمل المزخرف في بيان حق صدق قولهم ، وبالقدح المجمل أكثر من المفصل في حق مخالفيهم ، فيتهمون الرسل ب***** والكذب والجنون والسَّفَه دون تدقيق في حقائق ما يدعون إليه ووزنه بالميزان السالم من الشائبة .
ـ ومن انشغل بالظواهر لم يستطع أن يفصل في الأمور التي تدل القرائن على كذبها ، وليس لديه دليل مادي في ذلك محسوس .

ـ وكثيراً ما يتناول العقل الليبرالي الظواهر المادية بالتحليل ويجتهد في ذلك ، ولكن عند تناوله الظواهر غير المادية كالنصوص الإلهية يتناولها بضعف شديد ؛ لأنه غير مكترِثٍ بتناولها إلا لإقناع الخصم؛ لأنها لا تعنيه في ثبات أفكاره أو تغييرها ، وقد تكون نفسه هي خَصمَه فيتصارع مع البقية الباقية من إيمانه الفطري في قلبه ، فهو يُريد الطمأنينة من صراع نفسه وصراع النفوس الأُخرى معها فيأخذ في انتقاء ما يريد من النصوص الشرعية الموهمة المشبهة لأنها تؤيد هواه الفكري ، ويتغافل عن نصوص أخرى بيِّنة مُحكَمة مُفصَّلة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) العقلية اللَّيبرالية ـ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالناصر محمود 03-25-2012 07:31 AM

العلمانية والشريعة
ــــــــــــــــــــــــ

ـ الجانب الذي تقف العلمانية ضده من تعاليم الإسلام بصراحة وقوة هو الشريعة ، ـ أعني ـ الجانب التشريعي ، أو القانوني في الإسلام .
ـ وقد يتساهل بعض العلمانيين فيدعون للإسلام التشريع المتعلق بالأسرة ، أو ما يسمى " الأحوال الشخصية " من الزواج والطلاق والميراث ونحوها ، على اعتبار أن هذه متعلقة بالحرية الدينية أو الشخصية للإنسان ، وهم حين يصنعون ذلك يعتبرونه منّة على الإسلام .
ـ فالعلمانية الأصلية لا تسمح للإسلام بأي مساحة في التشريع ، ولو كان ذلك في الأحوال الشخصية فالدين مكانه عندهم الضمير أو المسجد فحسب .
ـ وقد رأينا علمانية أتاتورك وهي أم العلمانيات في البلاد الإسلامية ، تطرد التشريع الإسلامي في كل المجالات ، حتى في الأحوال الشخصية ، لهذا حرمت الطلاق ، وتعدد الزوجات . وسوت بين الأبناء في الميراث ، مخالفة بذلك قطعيات الشريعة ، وما علم من الدين بالضرورة . (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) د. أحمد فريد ـ صحيفة الفتح ــ غرة جمادى الأولى ـ
ــــــ 23 مارس 2012 م ـــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59