الإعجاز في كتابة الكلمات القرآنية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعض صور الإعجاز في كتابة الكلمات القرآنية : أمثلة لحذف حرف ( الألف ) من كلمة ( صاحب ) في الآية / 34 / من سورة الكهف : ﴿ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ﴾ بدأ مالك الجنتين الحوار مع صاحبه ، وكانا صاحبين قريبين من بعضهما البعض لدرجة الالتصاق ؛ لذا جاءت كلمة ( صاحبه ) في هذه الآية الكريمة علي هيئة ( صحبه ) . أي : بحذف الألف الوسطية ؛ لتبين صورة صاحبين متلاصقين . ثم تكلم مالك الجنتين ، وبدأ يكفر بالساعة وبالله سبحانه وتعالي .. حينئذ تغير فورًا رسم وكتابة كلمة ( صحبه ) بدون ألف وسطية إلى ( صاحبه ) بألف وسطية ؛ لتوحي بنوع من الانفصال فى الصورة ، ولتوضح الانفصال الايماني ، رغم رفقة الزمان والمكان ، حيث جاء ذلك في الآية / 37 / من نفس السورة : ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ﴾ وجاء رد صاحبه بقوله :﴿ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً ﴾ سببًا مباشرًا للبعد عنه ، وسببًا لنشوء الألف الوسطية في كلمة ( صاحبه ) ؛ لتوحى بالانفصال . ولو تدبرنا كل كلمة ( صاحب ) في القرآن الكريم كله ، لوجدناها تأتي بصورتين مختلفتين : إحداهما بدون ألف وسطية . والأخرى بألف وسطية . وفي حالات وجود الألف الوسطية نجد أن هناك نوعًا من الانفصال ؛ فمثلاً حينما يتكلم القرآن الكريم عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه الكافرين ، يقول : ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ﴾(النجم: 2) ، ﴿ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ﴾(سبأ: 46) ، ﴿ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ﴾(التكوير :22) وكلها تحتوي على الألف الوسطيه الفاصلة ، غير أنه حين يذكر القرآنالكريم سيدنا أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتي كلمة ( صاحبه ) بدون ألف ؛ لتبين الصحبة الحقيقية والالتصاق الإيماني : ﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ﴾(التوبة: 40) . كذلك تأتي كلمة ( صاحبته ) بمعنى الزوجة بدون ألف على شكل ( صحبته ) في القرآن الكريم كله ؛ لتبين التصاق الزوجية : ﴿ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴾(المعارج: 12) ، ﴿ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴾(عبس: 36) وكذلك تأتي ( أصحاب النار ) ، و( أصحاب الجنة ) كلها ملتصقة على شكل ( أصحب ) بدون ألف وسطية ؛ لتثبيت الخلود والدوام والالتصاق ؛ كما في قوله تعالى : ﴿ أُولَـئِكَ أَصْحَبُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ (البقرة: 39) ، ﴿ أُولَـئِكَ أَصْحَبُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾(البقرة: 82) كذلك حين يتكلم القرآن الكريم عن الأبوين الكافرين ، والابن المؤمن ، فإنه يخاطب الابن ، فيقول : ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ﴾ (لقمان: 15) حيث جاءت كلمة ( صاحبهما ) بألف وسطية ؛ لتوحي بعدم وجود التصاق إيماني . أما حين يتكلم القرآن الكريم في سورة الكهف عن سيدنا موسى عليه السلام مع العبد الصالح ، فإنه يقول له : ﴿ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَحِبْنِي ﴾ (الكهف: 76) ، بحذف الألف ؛ لوجود الالتصاق الإيماني بينهما . والله تعالى اعلم *** دمتم بخير |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:53 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع