معنى دوران الألفاظ في الأسماع
معنى دوران الألفاظ في الأسماع*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 27 / 12 / 1437 هـ 29 / 9 / 2016 م ــــــــــــــــــــــــــــ http://www.al-ain.net/sites/default/...es/main545.jpg و عبارة " تدور في مسامعه الألفاظ " عبارة جليلةٌ لها أثرٌ كبيرٌ في قوّة الفصاحة و البيان و الشعر ؛ ذلك أنّ مَثَل الألفاظ مفردةً و مركبةً كمَثَل النّاس؛فمنهم مألوفٌ و بعيدٌ غريبٌ ؛ فالألفاظ التي تدور في الأسماع بهذا الوصف أشبه بالنّاس الذين طال إلفنا بهم و دامت صحبتنا لهم؛ حتى عرفنا خباياهم و زواياهم , فلا يجري في الخاطر أن يغيبوا عن الأذهان, و الألفاظ التي نهجرها فلا تدور في الخواطر و الأسماع أشبه بالنّاس الغرباء الذين لا نكاد نلتقي بهم؛ فوظيفة القراءة و إدمان المصاحبة لألفاظ الفصحاء و البلغاء و المجيدين من الشعراء = هي وظيفةُ تأليف و تعريف بيننا و بين تلك الألفاظ ؛ فإذا استدعتها الذاكرةُ اللغويةُ حَضَرَتْ, و إذا أرادت النفسُ أن تعبُرَ بها إلى خباياها و غوامضِ مكنوناتها عَبَرَتْ, فجماعُ هذا الأمر كما ترون أن نخلق بيينا وبين الألفاظ الرفيعة البديعة هذا الإلفَ و المصاحبةَ؛ فكم مرَّ بنا معنًى استدعى لفظًا نعرفُه و نُنكرُه؛ نعرفُهُ لأنّه ماثلُ في النّفس و الحسِّ, لكنّنا ننكرُه لأنّنا لم نألفْه في تأليفنا للألفاظ, و لعلّ المؤلِّفَ إنّما سُمِّي مُؤلِّفًا لقدرته الفائقة على هذا التأليف بين الألفاظ و نفسِه , و بين الألفاظ في أنفسها؛ حتى إنّ الألفاظ و التراكيب لتحضرُ بين يديه, وتتكاثر عليه , حين يطلُبُها , دون أن يُجهدَ نفسَهُ في استدعائِها , فهذا هو فَرْقُ ما بين الفصيح المؤلِّفِ المطبوعِ و المتكلّفِ , و ما تجدهُ من وصفهم لكلامٍ بجريان مائه و سهولة مأخذه و وصفهم لغيره بضد ذلك. مجهول ----------------------------- *{مقولة} ----------------- |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:49 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع