وبشر الصابرين!!!
سمع الآذان ، خرج من غرفته توضأ و إتجه نحو المسجد ليصلي صلاة العشاء كما تعود ... ! أثناء مسيره راودته بعض الأفكار التي كثيراً ما أقلقته :/ فقد كان وحيداً ، أما صديقه فقد غدر به ، و حتى الإنسان الذي وضع ثقته فيه فللأسف ، هو يعجز الآن حتى عل...ى الوقوف معه و السؤال عن شأنه ... كان يشعر بضيقٍ قاتل ... هو يعيش على تلك الحال منذ سنة تقريباً و رغم كل هذا فهو لم ييأس قط من رحمة الله ، فقلبه قد كان ممتلئاً ثقةً بالله ! أخيراً وصل إلى المسجد ، استعاذ بالله من تلك الأفكار . و دخل في الصلاة مع الجماعة ... خشوع , ركوع ، سجود ، سلام ... ثم انتهت الصلاة ! عاد إلى غرفته حيث كان و عادت إليه الوحشة من جديد ! هاجسٌ يراوده ليلاً نهاراً ... يشعر بالألم ولكنه صامت ! ينام ويستفيق على تلك الحال ! ضاق صدره فعلاً ولكنه ينتظر الفرج من عند الله ... غلقت من حوله الأبواب ، صفدت الأيادي وانقطعت السبل فهو يعجز حتى عن البكاء ! أصبح و كأنه آلةً للتعاسة :// ضاق حاله ! عجز فعلاً عن تغيير الوضع ... وفي ليلة من الليالي أحاطت به تلك الأحساسيس من جديد ، فأخذ يبكي و بشدة فقد عجز عن تغيير ذلك الحال ! أخذ يبكي و يشهق و يردد "ربِّ إنِي قَدْ مَسَنِي الضُر وأَنتَ أَرْحَمَ الرَاحِمِينْ" نام على تلك الكلمات التي نطقت بها شرايين دمائه في تلك الليلة استشعر تلك الكلمات ! فحتى ذرات جسمه نطقت بها ... وبعد بضع أيامٍ شعر براحة طفيفة و كأنه نسيم خفيف يحركه ، و من ثم أخذ الحال يتحسن و يتحسن إلى أن أشرقت شمس الأمل نعم تلك رحمة الله ... نعم فرج عليه الله كرباته .. نعم ، يرفع البلاء بالدعاء ! لا يرد الله عبده إذا دعاه , هو يوفي لك أجرك ولو بعد حين ! وأخيراً " وبشر الصابرين " صبر هذا الفتى على البلاء الذي قدره له الله ، و من ثم دعا ربه صادقاً متضرعاً إليه ، فبرحمته سبحانه لم يرده خائباً ! أيا من أصابته مصيبة ، دعك من الناس والتجئ إلى رب الناس ... ربي فرج عنا وعن سائر الأمة يا رب ... :1: |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:59 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع