عاصمة جديدة غير عمان * جواد العناني - صحيفة الغد
 

http://www.petra.gov.jo/Public_Images/ZoomOut.pngعاصمة جديدة غير عمان * جواد العناني - صحيفة الغد يجوز للكاتب أو للباحث أن يطرح فكرة قديمة جديدة، ويقدّمها للناس كي يرى ردود فعلهم عليها.

وقد فعلت ذلك في المحاضرة التي ألقيتها في المقر الجديد لجمعية رجال الأعمال الأردنيين، وكانت بعنوان "الاقتصاد الأردني: المشاكل والحلول"، بدعوة كريمة من رئيسها حمدي الطباع.

وقلت للجمع الكبير الذي أتى ليتفاعل أن أحد الحلول التي يمكن أن نبدأ بالتفكير بها الآن، وطرحها مستقبلاً هي بناء عاصمة جديدة للأردن، قد يستغرق تنفيذها من (5 - 10) سنوات.

وكان هنالك رد فعل واحد مؤيد، أما حيرتي فقد أتت من أن باقي الحضور لم يتأثر، أو يبدي ردة فعل قوية رفضاً للفكرة أو قبولاً بها. لقد كان لسان حالهم يقول "آه..... فكرة جديدة .. لا أعتقد.. لا ... ولم لا؟".

لا شك أن عمان تستقطب حوالي ثلث سكان المملكة أو أكثر، وتستحوذ على معظم النشاط الاقتصادي، والتربوي، والسياسي، والثقافي". وأن وجود الدوائر الحكومية فيها كان السبب الرئيس في منحها هذا الزخم. هل يمكننا أن نجري تمريناً رياضياً لنحسب كلفة الإزدحام والتركيز في مدينة واحدة؟ هل يمكن القول أن قرب الزرقاء والرصيفة من عمان هو السبب في اكتظاظهما؟ وأين ننقل العاصمة لو أردنا هذا الأمر؟ في تقديري أن مكاناً متوسطاً يجمع بين محافظات الكرك، ومعان، والطفيلة سوف يكون مناسباً. فهنالك تركز الثروات الطبيعية، ومصادر المياه، والقرب من الحدود العراقية والسعودية، عدا عن وفرة الأراضي القابلة للإعمار والإستثمار.

ونستطيع أن نعد العاصمة الجديدة لتكون مدينة ذكية من حيث قدرتها على تنفيذ الحكومة الإلكترونية، وإعداد المباني المناسبة، والشوارع المنظمة، والتخطيط العمراني والبيئي. وتكون نموذجاً للنظافة والتنسيق. ويمنع البناء داخل مناطقها المخصصة للدوائر الحكومية المركزية ولا يسمح بالسكن أو المتاجر في مركزها، بل في مناطق حولها. ويعمل فيها نظام نقل عام لا يجيز استخدام السيارات الخاصة، والمستخدمة للبنزين والسولار، بل البطاريات .. إنها مدينة المستقبل.

بالطبع سوف تحيي هذه المدينة المناطق غير الآهلة بالسكان حولها، وسوف توفر نقطة جذب سكاني قريبة من المناطق غير آهلة بالسكان. وبسبب وجودها هنالك، فإن أعداداً كبيرة من الناس سوف تنتقل للعيش حولها دون أن تفقد عمان جزءاً كبيراً من ألقها الاقتصادي والتجاري. ولا ننسى أن العاصمة في موقعها الجديد ستكون أقرب إلى العقبة، ميناء الأردن الوحيد الى باقي دول العالم..

وهنالك بالمقابل أناس سوف يردون على هذا النقاش بتساؤلات مثل لماذا هذه الخطوة؟ وما هي أبعادها السياسية؟ ومن أين ستأتي بالمال المطلوب؟ وما هي كلفة نقل العاصمة؟ وما تأثير ذلك على اقتصادات عمان والزرقاء؟ وغيرها من الأسئلة. طبعاً هنالك اعتراضات وتساؤلات قيّمة قد تثار ضد الموضوع. ولكن القصد هو فتح باب النقاش الموضوعي حول قرار اقتصادي سياسي اجتماعي كبير.

لكم أيها القرّاء أن تقرّروا الموقف الذي ستتخذونه من هذا الطرح.... ولكن إعمال الفكر فيه قد يغير نظرتنا لأمور كثيرة.


jwad.anani@alghad.jo