حينما تريد الشعوب الحياة، ينبغي لها ان تتفاعل مع لحن الحياة ،وتستجيب لضمائر امتها . كما استجاب الشعب التونسي بعد عشرات السنين لدعوة ضميره الداعي الى ترك مضاجع الهوان ،لينجلي ليلها المظلم .ومغادرة مرابع الاستكان ،لينكسر قيد ذلها المدمي ،ثم يعانق الموت لتوهب له الحياة .لقد ال القدر الا ان ي*** الربيع الى الحقول العربية ،كلما تفاعلت هذه الشعوب مع لحن الحياة .واذما طمحت النفوس للحياة ،فلابد ان يستجيب القدر، فيدمر حياة الطغاة وينهي عهود الاستبداد، ويخرب جيوب الفساد ،ثم يضع حدا لزمن الاستعباد.
ابو القاسم الشابي قد مات، حينما قال اذا الشعب يوما اراد الحياة .ثم جعل الثورة كلمة ،قد يموت صاحبها وتبقى ما بقيت الحياة غاية شعوب تعشق الحياة .وحسن نصر الله قال لقد كرس الربيع العربي خذلان الامة ،كلا ياسي نصر الله بل كسر القيود ،وحطم السدود ،وتجاوز الحدود ،وهزم قوى الطغاة الذين تجبروا وتكبروا، وافسدوا في الارض الى ان حق عليهم القول فدمروا واستصغروا.
ثم لاياسي نصر الله ، لقد كانت الثورة العربية صلصلة مدوية ، ترددها الاصداء بين الفجاج العميقة، حتى كانت شرارة محرقة , تذكيها الرياح المتقلبة لتأتي على الاخضر واليابس ،ومن ثم ستبزغ من رمادها الازهار اليانعة ،وتبنى على انقاضها الصروح المانعة .
مهما طال الزمان لابد للليل ان ينجلي ،ولا بد للقيد ان ينكسر ولا بد بعد الموت من نفخة في الصور لينبعث من في القبور. فاذا هم من اجداثهم ينسلون ليعانقوا الحياة ويطاردوا الموت ،ثم يبسطون هيمنتهم على الشرق ومن ثم يتابعون مسيرتهم نحو الغرب . طبعا حينما يريد الشعب العربي الحياة ،اذاك ستعانقه الحياة وتضمه بالا حظان وتقول هيت لك .


الخضير قدوري