عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 10-22-2012, 07:25 AM
الصورة الرمزية صباح الورد
صباح الورد غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: في رحاب الله
المشاركات: 10,206
افتراضي

السلام عليكم

سنة معاونة الأهل في اعمال المنزل:
من السنن المهجورة عند كثير من الناس معاونة الأهل في أعمال المنزل وخدمتهم فيما يستطيع من الأعمال التي ت*** المودة بين الرجل أهله وهذا من السنة النبوية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها في بيته ، فالمسلم ينبغي له أن يساعد أهله إذا احتاجوا إلى ذلك أو إذا رأى من أهله تبع أو ملل من كثرة الخدمة أو بدون ذلك كله فإذا احتسب أنه يطبق سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه مأجور على ذلك ، ومما لا شك فيه أن الزوجة إذا رأت زوجها يساعدها في بعض الأحيان فإن ذلك يدخل السرور والمحبة إلى قلبها ويوجب التواضع إلى نفسه والاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم .
عن الأسود ، قال : سألت عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت : " كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة " .
أخرجه البخاري
وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها قلت لها : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته ؟ قالت : كان يخصف نعله ، ويخيط ثوبه ، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته .
أخرجه البخاري في الأدب المفرد وأحمد والترمذي وصححه الألباني .
وعن عمرة ، قيل لعائشة رضي الله عنها : ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته ؟ قالت : كان بشرا من البشر ، يفلي ثوبه ، ويحلب شاته .
أخرجه البخاري في الأدب المفرد وأحمد والترمذي وصححه الألباني .
قال ابن بطال في شرح البخاري 2/297 :
" وفيه : أن الأئمة والعلماء يتولون خدمة أمورهم بأنفسهم ، وأن ذلك من فعل الصالحين " .
وقال أيضاً ابن بطال في شرح البخاري 7/542 :
" قال المهلب : هذا من فعله ، عليه السلام ، على سبيل التواضع وليسن لأمته ذلك ، فمن السنة أن يمتهن الإنسان نفسه فى بيته فيما يحتاج إليه من أمر دنياه وما يعينه على دينه ، وليس الترفه فى هذا بمحمود ولا من سبيل الصالحين ، وإنما ذلك من سير الأعاجم " .
وقال شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين 3/529 :
" فمثلا الإنسان إذا كان في بيته فمن السنة أن يصنع الشاي مثلا لنفسه، ويطبخ إذا كان يعرف ويغسل ما يحتاج إلى غسله كل هذا من السنة أنت إذا فعلت ذلك تثاب عليه ثواب سنة، اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام وتواضعا لله عز وجل، ولأن هذا يوجد المحبة بينك وبين أهلك، إذا شعر أهلك أنك تساعدهم في مهنتهم أحبوك وازدادت قيمتك عندهم، فيكون في هذا مصلحة كبيرة " .
فهذه الأحاديث التي ذكرناها تدل على تواضع النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته وخدمته لنفسه ولأهل بيته وهذا لا شك أنه أدب نبوي كريم ومع هذا الأدب نجد بعض الناس يستكبر أن يساعد أهله في بعض الأعمال ويظن أن هذا من القدح في رجولته والانتقاص لهيبته أو يظن أن هذا يسلط عليه زوجته وهذا لا شك أنه خلاف السنة فقد كان خير الخلق وأفضلهم يفعل ذلك في بيته ، بل إن هذا من كمال الرجولة أن يتواضع المسلم لأهله ويساعدهم فيما يحسنه من الأعمال لتزداد المحبة والألفة بين الرجل وأهله ، فإن هذا من حسن المعاشرة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليها...
نسأل الله أن يوفقنا لإتباع سنة نبيا صلى الله عليه وسلم وأن يعيننا على نشر مثل هذه السنن التي قد يجهلها كثير من الناس والله تعالى أعلم .

***
دمتم بخير
__________________
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59