سلوك الرجل
الأوربي مع الشعب
الجزائري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
ـ عندما دخل الإسبان الجزائر من وهران سنة 1504م بقيادة ((غونزالو سيسنيروز)) كاردينال الملوك الكاثوليك ؛ استنجد سكان بجاية وجيجل بالإخوة عروج ، حيث قام باربروس عروج وخيرالدين بوضع بلاد الجزائر تحت سيادة الدولة العثمانية ، وجعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية ضد الأساطيل النصرانية ، بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600م ، وأُطلق على مدينة الجزائر آنذاك اسم (( دار الجهاد )) .
ـ وتعرضت مدينة الجزائر في 1535م لهجوم الملك شارل الخامس بعد سيطرته التي لم تدم طويلاً على مدينة تونس .
ـ وفي سنة 1827م قام الداي حسين ( حاكم الجزائر ) بطرد القنصل الفرنسي من مجلسه مشيراً إليه بالمروحة ، فعدتها فرنسا إهانة لها .
ـ وفي 1830م نزلت القوات الفرنسية في شبه جزيرة سيدي فرج غرب العاصمة بجيش يضم 40 ألف جندي من المشاة والخيالة ، مزودين بأحدث أدوات الحرب وأسطول يتكون من 700 سفينة ، اختار الفرنسيون هذا الموقع لحرصهم على مباغتة مدينة الجزائر بالهجوم عليها براً نظراً لصعوبة احتلالها من البحر ، فقد صمدت طيلة قرون أمام الأساطيل الغازية .
ـ استعمل الجيش الفرنسي في حربه المدمرة ضد الثورة الجزائرية وجنودها الأشاوس كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً غير آبه بما سينشأ عنها من آثار سلبية في الشعب
الجزائري ، ومن تلك الأسلحة: السلاح الكيماوي والغازات السامة القاتلة والمتفجرات الحارقة وقنابل النابالم الفتاكة .
ـ وقد أجرت فرنسا في أثناء احتلالها عدداً من التجارب النووية في الصحراء الجزائرية بلغت 17 تجربة ، وكانت الصلة وثيقة بين الكيان الصهيوني وفرنسا في المجالات العسكرية وبخاصة في هذه التجارب النووية ؛ وقد حضر موشي ديان وزير الحرب الصهيوني إجراء إحدى هذه التجارب في الصحراء الجزائرية آنذاك .
ـ كانت حرب الفرنسيين ضد الجزائر من أشد الحروب قسوة وفظاعة ، فقد بلغ عدد القتلى في مدينة سطيف وحدها في مايو 1945م قرابة أربعين ألفاً ، يشنع الكونت (( هيريسيون )) على ما ارتكب فيها من القبائح التي لا مسوغ لها فيقول : (( فظائع لا مثيل لها ، أوامر الشنق تصدر من نفوس كالصخر يقوم بتنفيذها جلادون قلوبهم كالحجر ... في أناس مساكين جُلُّ ذنبهم أنهم لا يستطيعون إرشادنا إلى ما نطلب إليهم أن يرشدونا إليه )) ، وتفنن الفرنسيون في طرق إبادة الشعب
الجزائري ، ومما أبدعوه طريقة أسموها ((جهنم)) ، حيث يتبع الجنود الهاربين من النساء والأطفال والرجال إلى الكهوف ، فيشعلون عند باب الكهف ناراً عظيمة فيموت من بداخله حرقاً أو خنقاً .
ـ مارس الاستعمار الفرنسي التعذيب العمد ضد الشعب
الجزائري بذريعة الظروف الأمنية وباسم حقوق الإنسان والديمقراطية وباسم الحداثة ضد الرجعية لمكافحة الإرهاب ، وكان يمارس التعذيب بكل قسوة وبشاعة في أثناء الحرب التحريرية في فيلا (( سوزيني )) بالجزائر العاصمة وفي ضيعة ( امزيان ) بقسنطينة .
ـ قال الجنرال الفرنسي ((شان)) : (( إن رجاله وجدوا التسلية في جزّ رقاب المواطنين من رجال القبائل الثائرة في بلدتي الحواش وبورقيبه )). وكتب المارشال ((سانت أرنو )) رسالة إلى زوجته ، كشف فيها بعض ما صنعه هو وجنوده في الجزائر فيقول : (( إن بلاد بني منصر بديعة ، وهي من أجمل ما رأيت في إفريقيا ، فقُراها متقاربة ، وأهلها متحابون ، لقد أحرقنا فيها كل شيء ودمرنا كل شيء ... أكتب إليكِ ويحيط بي أفق من النيران والدخان لقد تركتني عند قبيلة البزار فأحرقتهم جميعاً ، ونشرت حولهم الخراب ، وأنا الآن عند السنجاد أعيد فيهم الشيء نفسه ولكن على نطاق أوسع )).
ـ ويقول (( مونتياك )) في كتابه (( رسائل جندي )) وهو يصف إحدى المذابح التي حضرها : (( لقد كانت مذبحة شنيعة حقاً ، كانت المساكن والخيام في الميادين والشوارع والأفنية التي انتشرت عليها الجثث في كل مكان ، وقد أحصينا في جو هادئ بعد الاستيلاء على المدينة عدد القتلى من النساء والأطفال فألفيناهم ألفين وثلاثمائة ، وأما عدد الجرحى فلا يكاد يُذكر لسبب ؛ هو أننا لم نترك جرحاهم على قيد الحياة )).(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(*) م: قراءات إفريقيّة ـ ع: الخامس ــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ