عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-18-2013, 08:04 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,202
ورقة الإسلاميون واختيارات لا مـفر منها!


الإسلاميون واختيارات لا مـفر منها!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(أنس حسن)
ــــــــــــــــــــــ

13 / 12 / 1434 هـ
18 / 10 / 2013 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا يزال الشارع -برغم شجاعته على المواجهة الميدانية- غير "شجاع" وغير قادر على طرح الأسئلة الكلية، فـخطوط المواجهة وخيوطها مازالت محصورة في المواجهة "الحالية"، لكن إدراك تبعات المواجهة وما وراءها سياسيا وفكريا وعقديا مازالوا قاصرين عن مواجهته على الحقيقة.

إذ الخوف من "السائد" من الأفكار وخشية المُسَلمات من المعتقدات الوطنية والسياسية لا تزال تحكم "فعل" الشارع الإسلامي وخطابه، بالرغم من الأحداث التي تجاوزت فعليا بالإسلاميين كل هذه المسلمات وصنعت لم ميدان معركة جديد كليا، لا أهدافه هي نفس الأهداف ولا آلياته هي ذات الآليات، إنهم سيقوا لميدان الثورة مجبرين لا مختارين، وكان يودون أن "غير ذات الشوكة تكون لهم"، ولكن إرادة الله أبت هذا الطريق، ويبدو أن طريق المفاصلة الفكرية يفرض نفسه على حساب طريق المحاصصة السياسية!.

إن مستقبل الحالة الإسلامية وثيق الصلة بحاضرها "الفكري" وتصوراتها وتعريفها للصراع، ومازالت أزعم أن الحاضر الفكري للإسلاميين ينقصه تحديد البوصلة، وتحديد الرغبة والغاية:

ماذا تريدون من معركتكم؟ ما هو معيار النصر المطلوب؟ متى بالتحديد نقول "انتصرنا"؟ هل بعودة "مرسي" تصبح الفكرة منتصرة؟ وهل مستقبل الصراع مع "العسكر" سيحسمه مظاهرات "ميدانية"، ومن ثم انتخابات ديمقراطية تأتي بتحول سياسي؟

إن وهم "الانتصار" بكل المعطيات السابقة ما هو إلا دلالة على إشكالية الإدراك الحالية التي يتلبس بها الإسلاميون، وعدم فهم حقيقي لجوهر المعركة التي فرضها عليهم الجيش ومن ورائه كامل الأنظمة العربية العتيقة.

وهذه المعركة لا يعني الاستمرار فيها -إذا مددنا خيوط الصراع مع الزمن- إلا المفاصلة الكاملة والشاملة على أساس الفكرة، فالفكرة هي "الضامن" الوحيد لاستمرار المعركة.

والفكرة كذلك لتبقى عنوان المعركة ستضرنا لرفض كل الحلول التي تؤدي بالفكرة إلى الاندماج مجددا في منظومة الفكرة المضادة، لأنه وبمنطق الثورات لن تقوم فكرة جديدة من داخل منظومة الفكرة القديمة، بل تسعى الفكرة الجديدة كليا لهدم كل تجليات الفكرة القديمة المضادة قبل أن تؤسس لواقعها الجديد.. هذا إن كانت فكرتك من النوع الذي يدمج الاعتناق بالممارسة والفردية بالجماعية.

إن وعينا بحقيقة المعركة المفروضة وجوهرها الفكري والثقافي هو المطلوب الآن وبالتوازي مع المواجهة الميدانية، فالصف "العلماني" بكل أطيافه الفاشية والليبرالية واليسارية انضم تحت لواء واحد ليضع شروطه وبلا مواربة أو مداراة أو تحفظات أو مراعاة للشراكة على أساس وطن يحوي فرقاء، ويعلنها بكل وضوح وشفافية: إما أن تقبل بمنظومتي الفكرية حاكمة لسلوكك السياسي في إطار دولتهم وبقوة السلاح، وإما أن تختار صف المواجهة والقمع.

وعليه، فإن مواجهة ذلك لابد أن يقابلها من قبل الإسلاميين ذات الصراحة والوضوح والعمق، لتكون أوراق الصراع جميعها واضحة جلية لا مداراة فيها، ولكي يعي الشباب الذي يسقط كل يوم ما بين شهيد وجريح ومعتقل نوع معركته بالتحديد وعمقها، وإن أي مواراة أو مداراة أو مواربة خيانة وردة عن واجب الوقت!!

وأي حل سياسي لا يمكن أن يكون نهائيا، وإنما في النهاية يجب أن لا يزيد عن كونه هدنة فقط، ولا يصح أن يكون حلا اندماجيا، يندمج بموجبه الطرف المقهور في معادلة المنتصر القوي، فهذا إمعان في إعلان الهزيمة وتدمير الذات، وإن تلاشي ذلك لا يمكن أن يكون إلا بإعلاء الذات الفكرية وجوهر الخصومة كما فعلوا هم وسبقوا بها، وتلاشي أي حل اندماجي مع الدولة يفضي بحقيقته إلى تفكيك الفكرة وحامليها.. مع العلم أنه (الحل الاندماجي) سيكون حلا مؤقتا يحتويك ثم ينطلق منه نحو "قتلك" وإبادتك.

وحين يكون "الإحياء" من صلب فكرتك .. لا يـمكن لأحد أن يحكم عليها بالموت .. و لن تصبح يوم من أفـكار الماضي .. فهي إما تحكم "الحاضر" .. إو موجودة في صفوف المقاومة أو المراجعة لتحي ذاتها من جديد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59