نخب فكرية تناقش خطر المشروع
الليبرالي في كوالالمبور*
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
12 / 3 / 1436 هــ
3 / 1 / 2015 م
ــــــــــ
استضافت العاصمة الماليزية كوالالمبور السبت الماضي 27 / 12 / 2014 م ، فعاليات ندوة علمية انطلقت بمبادرة من مجلة البيان والإتحاد الإسلامي الماليزي تحت عنوان "المشروع
الليبرالي .. أبعاده وآلياته".
وشارك في الندوة عدد من المختصين والنخب الفكرية الإسلامية من ماليزيا ومن خارجها، على مدار أربع جلسات علمية، ومن أبرز الحضور الدكتور عبدالرحيم السلمي، والدكتور فهد العجلان والدكتور عطية عدلان والدكتور محمد يسري، إلى جانب عدد من الشخصيات الإسلامية من ماليزيا و اندونيسيا.
وتضمنت الجلسة الأولى التي كانت بعنوان "مدخل مفاهيمي" ورقة حول العولمة و صراع الهوية قدمها الدكتور محمد العبدة، تلتها بعد ذلك ورقة بعنوان "الليبرالية.. مفهومها ومعالمها الفكرية، للدكتور عبد الرحيم السلمي من السعودية بالإضافة إلى ورقة أخيرة بعنوان " أعلام الليبرالية في عهد التنوير للأستاذ هزيزي عبد الرحمن من ماليزيا.
أما الجلسة الثانية والتي كانت بعنوان "الليبرالية عرض ونقد" تطرقت لعدة مواضيع حساسة في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية، أبرزها ورقة قدمها الدكتور فؤاد آل عبد الكريم بعنوان " القيم الإجتماعية الليبرالية ( قيم الأمم المتحدة نموذجاً)، و قسمت هذه الورقة إلى ثلاثة محاور، حيث استعرض العبد الكريم في المحور الأول أجهزة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة، وتحدث في المحور الثاني عن تاريخ موجز لمؤتمرات الأمم المتحدة الخاصة بالمرأة، بالإضافة إلى المحور الثالث والأخير الذي استعرض خلاله بعض تطبيقات القيم الاجتماعية الليبرالية من خلال اتفاقيات الأمم المتحدة.
وفي تناولت الورقة الثانية في الجلسة القيم السياسية الليبرالية(قيم الديمقراطية و الحرية)، حاول من خلالها الدكتور عطية عدلان الكشف عن الوجه الزائف لليبرالية، وختتم ورقته قائلا: "إذا كانت الحرية هي جوهر الليبرالية، وإذا كان ديننا هو الذي علم البشرية كيف تكون الحرية الحقيقية؛ فإنّ حاجتنا إلى الحرية كحاجة صاحب النهر الدفاق إلى سؤر الناس والدواب والأنعام وسباع الأرض، فديننا هو الذي جاء بالحرية الحقيقية، أما ذلك الانفلات من قيود الأخلاق والقيم باسم الحرية فلا حاجة للأمة المكرمة إليه، لاسيما وقد رأيناها تتعايش بصعوبة مع منظومات أخرى نبتت في ذات البيئة التي نبتت فيها".
أما الورقة الثالثة في جلسة "الليبرالية عرض ونقد"، فقد تحدث فيها البروفيسور الماليزي عدنان حسن عن القيم الاقتصادية الليبرالية وتعارضها مع النظم الاقتصادية الإسلامية و عدم تناغمها مع الاقتصاد الإسلامي.
بدوره حال الدكتور فهد العجلان خلال الجلسة الثالثة والتي كانت بعنوان "الليبراليون والإسلام"، الخوض في أصول الفكر
الليبرالي ومحاولات أقطابه التشكيك في المرجعيات الإسلامية المختلفة، ويؤكد خلال ورقته أنه لا يمكن لأحد أن يتبنى الفكر
الليبرالي على حقيقته دون أن ينقض أصول الإسلام.وتناولت الورقة الثانية للدكتور محمد يسري من مصر " آثار الفكر
الليبرالي على بعض الإسلاميين.
وفي الجلسة الرابعة التي كانت خاتمة جلسات الندوة تناول الاستاذ اسماعيل مينا و الدكتور عزيزي أيوب و الأستاذ شهر الزمان بستمام التجربة الماليزية في مواجهة الليبرالية. وفي نهاية الندوة عقد المنظمون مؤتمرًا صحفيًا شارك فيه الأستاذ عبدالله زيك رئيس الاتحاد الإسلامي الماليزي، والأستاذ أحمد الصويان رئيس مجلس إدارة مجلة البيان، وصدر عن الندوة عدة توصيات، أهمها تعزيز روح الانتماء للهوية الإسلامية، والإعتزاز بها، ورفض كل ما يتناقض معها. والعناية بدراسة المواثيق الدولية المختلفة في تعزيز القيم الليبرالية في المجتمعات المسلمة، وتقديم رؤية استراتيجية في كيفية التصدي لهذه الحملة.
وأكدت التوصيات على أهمية نشر الوعي بحقيقة الفكر
الليبرالي وأصوله وأهدافه وآثاره من خلال الاستفادة من كافة الوسائل الإعلامية الممكنة، والعمل على إحياء القيم الإسلامية الصحيحة من خلال برامج تربوية و شرعية وفكرية تساهم في توفير حصانة فكرية وشرعية لأفراد المجتمع.
وطالب المشاركين في الندوة بأهمية دعم المؤسسات القائمة المتخصصة في مواجهة الفكر
الليبرالي والرد على شبهاته، مع الإستفادة من التجارب المعاصرة في عموم البلدان الإسلامية.
وحثت التوصيات على دعم المشاريع العملية المشتركة بين أطياف العمل الإسلامي المهتمة بمنهجية التعامل مع الفكر الليبرالي، وطالبت قادة الرأي والفكر وصناع القرار والحكومات الإسلامية بتقديم نموذج عملي لشمول الإسلام لكي يكون الرد على الليبرالية على أكمل وجه وبصورة أوضح يغني عن المجادلات الفلسفية. واختتمت التوصيات بالتأكيد على أهمية نشر الوعي بتعليم السياسة الشرعية وأصولها وتحسين توظيفها في التصدي للفكر
الليبرالي ومفاهيمة المترسبة في المجتمعات المسلمة.
------
*ـ صور من المؤتمر
..................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{مركز بحوث البيان}
ـــــــــ