عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-11-2017, 11:29 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي جائزة نوبل في الطب للعام


هز إعلان جائزة نوبل في الطب لهذا العام الأوساط العلمية الطبيّة وخصوصا المهتمة بعلوم الجينات والكيمياء الحيوية لتخصيصها جائزة هذا العام للثلاثي الأمريكي جيفري وروزباش ويونج لاكتشافاتهم العلمية التفصيلية حول «إيقاع الساعة البيولوجية-the circadian rhythm» في الكائن الحي، ولكن ما قصة هذا الاكتشاف؟ كيف يمكنني فهم ما اكتشفوه بتعقيداته وتفاصيله العلمية؟

حسنا، ليس عليك ذلك، كل ما عليك هو قراءة هذا المقال لمعرفة القصة بأبسط الجمل والتوضيحات.

تتفاعل الكائنات الحية على سطح الأرض مع كل ما حولها، مع بعضها البعض ومع البيئة أيضا بكل مكوناتها، حتى أنها تتفاعل مع دوران الأرض حول نفسها وتعاقب الليل والنهار، وأبسط مثال على هذا التفاعل هو النوم والاستيقاظ، فكل الكائنات الحية تقريبا تنام وتستيقظ، بغض النظر عن تفاصيل النوم والاستيقاظ وعدد الساعات المتباين بين الكائنات المختلفة، إلا أنها جميعا لديها تلك الساعة الداخلية التي تنظّم تلك العمليات بسهولة ويسر ودون تحكم منك كفرد أو سلطان عليها.

ظلت تلك الساعة لغزًا محيرًا لسنوات عدة، وتساءل الكثيرون عن كيفية عملها، إلا أن سبر الثلاثي أغوار تلك الآلية وكشفوا عن السر، فهو ذلك السر الذي يفسّر تأقلم الساعة البيولوجية في النباتات والحيوانات والبشر وكل كائن حي تقريبا ليزامن جسده مع التغيرات الأرضية من حوله.

إذن ما هو السر؟
السر يكمن في كلمة واحدة هي «الجينات»، كل ما سنرويه يقبع داخل تلك التتابعات النيوكليوتيدية الدقيقة الموجودة داخل الخلية الحية للكائن الحي، تقوم الجينات بإنتاج البروتينات المُنظّمة لكل الوظائف الحيوية داخل الجسم، ولديها المفتاح لكل الأسرار، فهي تتحكم في سلوكك ومشيتك ومزاجك ولونك، حتى أنها تتحكم في ما ستصاب به من أمراض في المستقبل، فخلل جيني واحد كفيل بموتك.

ولكن ما علاقة هذا باكتشاف اليوم؟
قام العلماء الفائزون بنوبل هذا العام بعزل الجين المُتحكّم في إيقاع الساعة البيولوجية اليومي لذبابة الفاكهة كنموذج، إذ يُنتج ذلك الجين نوع من البروتينات يتراكم في الخلية الحية أثناء الليل، ويتكسّر أثناء النهار!

تلا اكتشاف ذلك الجين التعرُّف على مجموعة إضافية من المكونات البروتينية المشاركة في تلك الآلية والتي كشفت قدراتها في التحكم الذاتي والمستمر على مدار الساعة داخل الخلية وكأنها ساعة دقيقة بعقارب شديدة الحساسية والتنظيم.

لم يكن الاكتشاف محصور داخل ذبابة الفاكهة، ولكنها مجرد نموذج لكل الكائنات عديدة الخلية بما فيها الإنسان بكل تأكيد، ومن خلال هذا الجين تتأقلم وظائف أعضاؤنا خلال اليوم وتنظّم من أدوارها للتناغم سويا لتحقق أفضل أداء لجسدك أثناء الاستيقاظ وأفضل راحة أثناء النوم، كما تتحكم في سلوكك ودرجة حرارة جسدك ومستويات الأيض والهرمونات.

أنت أيضا يمكنك تجربة تأثير ذلك الإيقاع الدقيق على نفسك لترى كيف تتأثر صحتك عندما يحدث تغيّر مفاجئ وعدم ترابط بين البيئة الخارجية وساعتك البيولوجية والذي يظهر جليا عند السفر بالطائرة من منطقة يكاد النهار يشرق عليها إلى منطقة يكاد الليل يغطيها لتعاني من بعض التغيرات والأرق والإرهاق الشديد بسبب اختلاف التوقيت بين المكانين، كما تشير الأبحاث حديثا لارتفاع مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض إذا تحول اختلاف التوقيت واضطراب ساعتك البيولوجية إلى عادة مزمن أو مهمة يومية تقوم بها.

كان هذا ملخص بسيط يشرح لغير المتخصصين ماهية اكتشاف نوبل في الطب لهذا العام، تابعونا بعد ساعات في مقال متخصص للمزيد من التعمق في تفاصيل الاكتشاف عن الجينات المسؤولة وكيف تتناغم سويا؟ وكيف فُكت أسرارها بواسطة العلماء الثلاثة بالتفصيل؟

تقديم: Abdallah Taha
#الأكاديمية #طب #نوبل #جوائز_نوبل_2017 #جوائز_نوبل #إيقاع_الساعة_البيولوجية #ساعة_بيولوجية2017
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59