عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-25-2015, 08:36 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,192
ورقة التزييف الأمريكي لحقيقة الإسلام


التزييف الأمريكي لحقيقة الإسلام*
ـــــــــــــــــ

6 / 5 / 1436 هــ
25 / 2 / 2015 م
ـــــــــــ

الأمريكي _11126.jpg


قلنا مراراً وتكراراً إن الحرب التي يشنها الغرب على الإسلام هي حرب إعلامية في المقام الأول، فالغرب يجيدون الدعاية والتسويق وإيهام المستهلك والمتلقي الغربي بخلاف ما هو موجود وحاصل، وكم من أزمات رُوج لها دون أن يكون لها أي وجود أو أصل، ومن القضايا التي اخترعها الغرب وروج لها إلى أن صارت في عقول الكثيرين حقيقة لا شك فيها، قضية الإرهاب الإسلامي.

حيث استطاع الغرب عبر سياساته الإعلامية ومؤسساته العلمية والتعليمية والمخابراتية الربط بين مصطلح الإرهاب والإسلام، حتى صار مصطلح الإرهاب في عقلية الكثيرين مرادفاً للإسلام، وصار كل المسلم إرهابياً -بالفطرة والأصل- إلى أن يثبت العكس، وذلك بولائه التام للغرب، وانفصاله عن هويته الإسلامية، وانحرافه عن تعاليم دينه.

ومن أساليب الغرب في ذلك الترويج والتضخيم لحالات العنف الفردية التي تنسب إلى مسلمين، والإيهام الإعلامي بأنها توجه عام لدى كافة المسلمين، في مقابل غض الطرف عن جرائم غير المسلمين بحق المسلمين، وهو ما يدل على سوء النية المبيتة تجاه الإسلام والمسلمين.

ومن أساليب الغرب في التهويل من الإسلام، وربطه بالإرهاب، إقامة المؤتمرات المكافحة للإرهاب؛ لا إرهاب الغرب المتمثل في سفكه لدماء مئات الآلاف من المسلمين في مختلف البلدان الإسلامية أو الإرهاب الحاصل تجاه المسلمين في بلدان الغرب كبورما وغيرها، وإنما يناقش المؤتمرون الإرهاب الموجه من قبل المسلمين تجاه مصالح الغرب والغربيين في البلدان الإسلامية.

وهم حين يناقشون قضية الإرهاب لا يناقشون سوى ما يتعلق بالإسلام والمسلمين، في محاوله منهم لحصر الإرهاب بالإسلام، وكان من آخر هذه النقاشات ما قام به البيت الأبيض في مؤتمره حول التطرف والإرهاب الذي شارك فيه ستون دولة.

وهو الأمر الذي قوبل بانتقادات كبيره من قبل مؤسسات ومنظمات إسلامية وحقوقية بالولايات المتحدة، حيث وجهت انتقادات للقمة لحصرها التطرف في المسلمين.

فخلال هذا المؤتمر دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الدول المجتمعه للتصدي للتشدد الإسلامي العنيف في جميع أنحاء العالم، رافضاً التلميحات بأن الغرب في حالة حرب مع الإسلام، واصفاً إياها بأنها "كذبة قبيحة"!!

وقال أوباما إن هناك تاريخاً معقداً بين الشرق الأوسط والغرب وإنه ينبغي ألا يكون أحد بمأمن من الانتقاد بشأن سياسات بعينها.

وقال مضيفاً بشأن التصدي للتطرف العنيف "لكن فكرة أن الغرب في حرب مع الإسلام هي كذبة قبيحة. وكلنا بغض النظر عن معتقداتنا علينا مسؤولية رفضها".

ما قاله أوباما ادعاء لا يبرر النهج الغربي تجاه الإسلام والمسلمين، فما نراه من احتشاد غربي تجاه كل صغيره وكبيرة تخص العالم الإسلامي لا يحمل في طياته أي خير، وعلى مدار تاريخ العلاقة بين الغرب والإسلام لم نشهد يوماً ما يدل على صدق ما يزعمه الرئيس الأمريكي.

بل الحقيقة خلاف ذلك.. فلما لا نشهد- على سبيل المثال- مؤتمراً يناقش جرائم اليهود بحق المسلمين، أو جرائم الصينيين، أو جرائم الروس، أو ما اقترفه الغرب عامة بحق المسلمين في البلدان العربية والإسلامية؟ لماذا لا يجتمع هؤلاء المؤتمرون لمناقشة ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي تزداد بشكل لافت في غالب البلدان الغربية؟

ــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59