عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-15-2012, 08:09 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي التوافق النفسي لدى الفتاة الجامعية وعلاقته بالحالة الاجتماعية والمستوى الاقتصادي والمعدل التراكمي



حمل المرجع كاملاً من المرفقات


د. آسيا بنت علي راجح بركات
جامعة ام القرى
المستخلص :
الأهداف:
1- التعرف على مستوى التوافق النفسي لدى عينة من (طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة).
2- التعرف على تأثير متغيرات: (المعدل التراكمي، والحالة الاجتماعية، والحالة الاقتصادية) في تباين الدرجات التي يحصل عليها جميع أفراد عينة الدراسة في التوافق النفسي العام.
العينة:
تكونت عينة الدراسة من 105 طالبة من طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى.
الأدوات:
1- استمارة للبيانات الشخصية تناولت المتغيرات المرغوب في دراستها المرتبطة بالتوافق النفسي من إعداد الباحثة.
2- مقياس التوافق النفسي لزينب شقير (2003).
النتائج:
1- أن ما يقارب 82% من طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى لديهن شعور مرتفع بالتوافق النفسي.
2- أن التوافق النفسي العام الذي يتضمن الشعور: بالتوافق الشخصي والانفعالي، والتوافق الصحي (والجسمي)، والتوافق الأسري، والتوافق الاجتماعي، لا يختلف لدى عينة الدراسة باختلاف متغير المعدل التراكمي، والحالة الاجتماعية، والحالة الاقتصادية.
3- لا يوجد تأثير دال للتفاعل بين متغيري المعدل التراكمي، والحالة الاجتماعية، ولا للتفاعل بين متغيري المعدل التراكمي والحالة الاقتصادية، ولا للتفاعل بين متغيري الحالة الاجتماعية، والحالة الاقتصادية، في تباين الدرجات التي حصل عليها الطالبات في (التوافق النفسي العام).
التوصيات:
1- زيادة الاهتمام بالفتيات الجامعيات، وتقديم كافة أنواع الدعم الممكن للتخفيف مما قد يتعرضن له من ضغوط يمكن أن تؤثر على توافقهن النفسي.
2- تطوير مستوى الخدمات النفسية، وتوفير عيادة نفسية، وأخصائيات نفسيات، واجتماعيات مؤهلات في الجامعة لمساعدة الفتيات الجامعيات على تحقيق أعلى قدر من التوافق النفسي.
3- الاهتمام بالمحاضرات والندوات التي تتناول الاضطرابات النفسية والانفعالية في المراحل العمرية المختلفة، وكذلك الاهتمام ببرامج التوعية الوقائية للفتيات الجامعيات، المستمدة من الثقافة الدينية الإسلامية التي يتمتع بها المجتمع السعودي، التي تشيع في نفوسهن التفاؤل والأمل، وتساعدهن على مقاومة الإحباطات التي قد تصادفهن.
4- تكاتف الجهود بين مؤسسات الدولة والجامعات لتوفير الرعاية الصحية والنفسية، وعلاج الحالات التي تحتاج إلى علاج فورا ودون تأخر في توجيههن وعلاجهن.
5- تهيئة المناخ الجامعي الذي يشبع احتياجات الفتاة الجامعية.
6- دعم السمات الإيجابية في شخصية الفتاة الجامعية، وتحفيزها على الإنجاز الأكاديمي.
7- إعداد برامج متطورة لدعم التوافق النفسي والاجتماعي للفتاة الجامعية، ومساعدتها وتدريبها على خطوات ومهارات ضبط النفس والتحكم في الانفعالات.
8- الاستفادة من وسائل الإعلام في زيادة وعي المجتمع بالمشكلات والاضطرابات التي تؤثر على توافق الفتاة الجامعية.
مقدمة:
يعتبر التعليم الجامعي من أهم المراحل التعليمية، وهو ينال بمستوياته المختلفة كثيرا من العناية والاهتمام في معظم دول العالم، لما يؤديه من دور هام في مجال التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، حيث تتفاعل الجامعات مع المجتمع، في بحث حاجاته وتوفير متطلباته (كسناوي، 2001)، وذلك من خلال تكريس جهودها في إعداد الطلاب والطالبات من الشباب الذين تعتمد عليهم الشعوب في نهضتها وبنائها.وعلى الرغم من أن الجامعات في المملكة العربية السعودية تقوم بدور كبير في تزويد المجتمع بأفراد مؤهلين ومدربين، إلا أنها مازالت تعاني من بعض التحديات والصعوبات المشار إليها في اللقاء الفكري للحوار الوطني الذي انعقد في مدينة الرياض يوم الثلاثاء 16/10/1427هـ الموافق 7/11/2006م، والمعنون بـ " التعليم... الواقع وسبل التطوير"، والذي تضمنت توصياته ما يبين أن طلاب الجامعات لايزالوا يفتقدون إلى بناء الشخصية، وأن هناك حاجة لإعادة تأهيلهم..إلخ، وأن تعليم وتدريب الفتاة بحاجة إلى أن يأخذ حظا أكبر من الاهتمام.
والملاحظ من تلك التوصيات تأكيدها على أهمية العناية بالفتاة الجامعية باعتبارها أحد العناصر البشرية الرئيسية المساهمة في عملية البناء والتطوير، وعليها تعقد الكثير من الآمال لتحقيق طموحات وآمال المجتمع، لذا فإن تحليل واقع التعليم الجامعي للفتاة، وتحديد نوعية العقبات التي يمكن أن تعترض طريق مسيرتها أيا كانت نوعيتها: (أكاديمية، نفسية، اقتصادية، اجتماعية، أخلاقية...الخ)، يعمل على توفير واقتراح الوسائل والأساليب التي يمكن أن تساعد الفتاة الجامعية على مواجهة ما قد يعترضها من مصاعب، قد تؤثر على إمكانياتها، وأدائها للأدوار المأمولة منها، باعتبارها عماد الوطن وعدته، شأنها شأن غيرها من شباب الوطن.من هنا جاءت فكرة هذه الدراسة للوقوف على طبيعة التوافق النفسي لديها، وتقدير حجم المعاناة النفسية، ومعرفة مدى علاقة ذلك ببعض المتغيرات التي قد يكون لها دور في مستوى التوافق النفسي لديها، من منطلق أن الظروف الاجتماعية، والاقتصادية، والمكونات المعرفية...إلخ تعد من العوامل المؤثرة في شخصية الفرد وتوافقه النفسي، آملة أن يساهم هذا الجهد في توجيه انتباه الباحثين، والمختصين، وأصحاب القرار إلى الوسائل الفعالة التي يمكن من خلالها مواجهة المشكلات النفسية التي تعترض حياة الفتاة الجامعية، لتقوم بدورها المتوقع منها، بما تبدع فيه من مجالات أدبية وعلمية...إلخ.
مشكلة الدراسة:
تشكل الفئة التي تقع ضمنها الفتيات الجامعيات غالبية أفراد المجتمع، والتي تبلغ أربعة ملايين من مجموع أفراد المجتمع السعودي، مما يشير إلى أنهن المستقبل المأمول، والرصيد الاستراتيجي، والثروة الحقيقية التي تعقد عليها الآمال في بناء ونهضة الوطن (محمود، 2002)، لذلك فإن الاهتمام بهن يعني الاهتمام بالفئة التي تتشكل منها غالبية أفراد المجتمع بشكل عام وهي: (فئة الشباب) (الشنتوت، 1993).والواقع الحالي للتعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية يشهد زيادة ملحوظة في أعداد الطالبات الجامعيات، مما يثير التساؤل عن مدى التوافق النفسي لديهن، خاصة مع اتساع الوظيفة التي تقدمها الجامعة، حيث كانت في السابق قاصرة على التعليم فقط، لكنها تطورت وأصبح من أهم أهدافها تنمية شخصية الفتاة الجامعية تنمية شاملة؛ لما لذلك من أثر على شخصيتها، وسلوكها، وصحتها النفسية، ومستوى تحصيلها الأكاديمي، وبناء المواطنة الصالحة.ولعل ما يبين أهمية التركيز على التنمية الشاملة لشخصية الفتاة الجامعية، ما نلمسه في العصر الحالي من مشكلات متنوعة مرتبطة بالتوافق النفسي لدى فئة الشباب إناثا وذكورا، كزيادة انتشار الأمراض النفسية، والمخدرات، والانحلال الأخلاقي، والعنف....إلخ.
وبما أن الفتاة الجامعية معرضة لكثير من الضغوط: (الأكاديمية، والنفسية، والاقتصادية، والاجتماعية، أخلاقية...الخ)، مما قد يؤثر على مستوى توافقها النفسي، حيث تقع عليها مسؤوليات كثيرة منها ما يتعلق بشؤون الزوج وتربية الأبناء..الخ إذا كانت متزوجة، إضافة إلى مسئوليات الدراسة الجامعية، فإن العمل على التخفيف من الضغوط التي تواجهها، وتحسين الأوضاع التي تعيش فيها، قد يشكل دعما إيجابيا، ينعكس أثره على مستوى توافقها النفسي، ومن ثم الدور المأمول منها. من هذا المنطلق رأت الباحثة دراسة التوافق النفسي لدى طالبات جامعة أم القرى بمكة المكرمة، على اعتبار أنها من الجامعات الرئيسة في المملكة العربية السعودية، التي تخدم شريحة كبيرة من الفتيات، لمعرفة مدى توافقهن النفسي، في ضوء بعض المتغيرات كالحالة الاجتماعية، والمستوى الاقتصادي، والمعدل التراكمي، على أساس أن تلك المتغيرات تمثل أهم جوانب الحياة لدى الفتاة الجامعية، التي قد تساعدها على تحقيق التوافق النفسي، ومن ثم القيام بالأدوار المتعددة المتوقعة منها، خاصة وأن معظم البحوث المحلية الحديثة، المتعلقة بهذا المجال ما زالت قليلة، كما أنها من حيث الموضوع لم تتطرق إلى التوافق النفسي باعتباره مفهوما منفصلا عن الأشكال الأخرى من الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب...الخ، التي تعتبرها الباحثة مؤشرات تدل على عدم التوافق كما في هذا البحث.
أهمية الدراسة:
لاحظت الباحثة أن الطالبة التي يكون في حياتها نوع من الاستقرار النفسي، والمساندة الاجتماعية الأسرية، والدعم الاقتصادي، تتمتع بمستوى تحصيلي أفضل، وأن الطالبة التي تعاني من ضغط وتوتر بسبب ظروفها الاجتماعية والاقتصادية تعاني من مشكلات دراسية متنوعة: كالغياب المستمر, والاعتذار عن المحاضرات، والشرود الذهني، وإهمال التكليفات ...إلخ، مما يؤثر في النهاية على معدلها التراكمي، الأمر الذي لفت نظر الباحثة إلى القيام بهذه الدراسة لدى شريحة من طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى، للتعرف على تأثير الحالة الاجتماعية، والمستوى الاقتصادي، والمعدل التراكمي في التوافق النفسي لديهن، وتبرز أهمية هذه الدراسة في ناحيتين:
1- المرحلة العمرية التي تمر بها الفتاة الجامعية، حيث تمتلك الفتاة في هذه المرحلة طاقات وإمكانيات غير محدودة في العطاء والبناء والتضحية والقدرات، التي تؤهلها نحو المواقع المتقدمة في المجالات المختلفة.
2- دور الجامعة نفسها في إعداد الفتاة الجامعية، وتأهيلها لوظائف إنتاجية، ومساعدتها على التطور جسميا ونفسيا واجتماعيا، وتوفير الأنشطة اللازمة التي يمتد أثرها إلى مختلف جوانب الحياة.
وبناء عليه فإن الأهمية النظرية لهذه الدراسة تتحدد في أنها:
1- تلقي الضوء على بعض جوانب التوافق النفسي لدى الفتاة الجامعية.
2- تتيح الفرصة للتعرف على بعض أسباب التوافق النفسي، انطلاقا من الحاجة إلى القيام بدراسات يمكن أن يستفاد منها في تحسين الخدمات التربوية والأكاديمية والاجتماعية والنفسية المقدمة للفتاة الجامعية.
3- تكشف بعضا من المؤثرات النفسية التي تعمل على تشكيل البنية النفسية لدى الفتاة الجامعية.
4- توفر قدرا من المعلومات التي تعزز فهم الأسباب المؤثرة على إمكانيات توافق الفتاة نفسيّا.
كما تتحدد الأهمية التطبيقية لهذا الدراسة في:
1- أنها تمهد لدراسات مستقبلية للتعرف على العوامل التي تساعد الفتاة الجامعية على تحقيق قدر أكبر من التوافق النفسي، من وجهة نظر الطالبات أنفسهن، ومن وجهة نظر المسئولين عنهن في قطاع التعليم على مختلف مستوياتهم.
2- توفر قدرا من المعلومات التي تعزز من فهم الأسباب المؤثرة على إمكانيات التوافق النفسي لدى طالبات جامعة أم القرى بمكة المكرمة ومن في حكمهن في جامعات ومدارس المملكة.
3- تشجع القائمين على العملية التعليمية، والتعليم العالي، على زيادة جهودهم لتطوير أفكار إيجابية عن أساليب متطورة للإرشاد والعلاج النفسي للطالبات اللاتي يعانين من مظاهر سوء التوافق في جامعة أم القرى ومن في حكمهن في جامعات ومدارس المملكة العربية السعودية، لمساندتهن، وحل مشكلاتهن الاجتماعية والاقتصادية ورفع المعاناة النفسية التي تواجههن، والارتقاء بمستوى تحصيلهن الأكاديمي.
4- يمكن أن تفتح المجال لمزيد من الدراسات النفسية المتعمقة التي قد تساهم في تطوير أساليب الإرشاد والعلاج النفسي للطالبات الجامعيات اللاتي تعانين من مظاهر سوء التوافق، ومن في حكمهن في بلادنا.
أسئلة الدراسة:
1- ما مستوى التوافق النفسي لدى طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى؟
2- هل يوجد تأثير دال إحصائيا لمتغيرات (المعدل التراكمي، الحالة الاجتماعية، المستوى الاقتصادي) في تباين الدرجات التي تحصل عليها أفراد عينة الدراسة من طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى في التوافق النفسي العام؟
أهداف الدراسة:
1- التعرف على مستوى التوافق النفسي لدى عينة من (طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة).
2- التعرف على تأثير متغيرات (المعدل التراكمي، والحالة الاجتماعية، والمستوى الاقتصادي) في تباين الدرجات التي يحصل عليها جميع أفراد عينة الدراسة من طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى في التوافق النفسي العام.
حدود الدراسة:
تحددت هذه الدراسة بالموضوع الذي بحثت فيه، وبالعينة المستخدمة من طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى، وبالأداة التي استخدمتها الباحثة، وبالفترة الزمنية التي طبق فيها المقياس من العام الجامعي 1429/1430هـ، لذلك فإن إمكانية تعميم نتائج الدراسة، والاستفادة منها، ترتبط بتلك الحدود.
مفاهيم ومصطلحات الدراسة:
أولاً: التوافق النفسي Adjustment
عرف مرسي وآخرون (1984: 35) التوافق النفسي بأنه: «قدرة الفرد على أداء وظيفته في الحياة بنجاح، من خلال أهدافه وإمكانياته والفرص المكفولة له، وفي إطار بيئته الاجتماعية والاقتصادية»، ويتكون في هذه الدراسة من أربعة محاور هي:
1- التوافق الاجتماعي
ويمثل قدرة الفرد على المشاركة الاجتماعية الفعالة، وشعوره بالمسئولية الاجتماعية، وامتثاله لقيم المجتمع الذي يعيش فيه، وشعوره بقيمته ودوره الفعال في تنمية مجتمعه، وقدرته على تحقيق الانتماء والولاء للجماعة من حوله، والدخول في منافسات اجتماعية بناءة مع الآخرين، والقدرة على إقامة علاقات طيبة إيجابية، كما يحرص على حقوق الآخرين في جو من الثقة والاحترام المتبادل معهم، وشعور بالسعادة والامتنان لانتمائه للجماعة واحتلاله مكانة متميزة من خلال ما يؤديه من عمل اجتماعي تعاوني.
2- التوافق الشخصي والانفعالي
ويقصد به قدرة الفرد على تقبل ذاته والرضا عنها، وقدرته على تحقيق احتياجاته ببذل الجهد والعمل المتواصل، وشعوره بالقوة والشجاعة، وإحساسه بقيمته الذاتية وقيمتة في الحياة، وخلوه من الاضطرابات العصابية، وتمتعه باتزان انفعالي وهدوء نفسي.
3- التوافق الأسري
ومفاده تمتع الفرد بحياة سعيدة داخل أسرة تقدره وتحبه وتحنو عليه، مع شعوره بدوره الحيوي داخل الأسرة واحترامها له، وأسلوب التفاهم فيها هو الأسلوب السائد، وما توفره له أسرته من إشباع لحاجاته وحل مشكلاته الخاصة، وتحقيق أكبر قدر من الثقة بالنفس وفهم ذاته، وحسن الظن بها وتقبله ومساعدته في إقامة علاقة التواد والمحبة.
4- التوافق الصحي (الجسمي)
وهو تمتع الفرد بصحة جيدة خالية من الأمراض الجسمية والعقلية والانفعالية، مع تقبله لمظهره الخارجي والرضا عنه، وخلوه من المشاكل العضوية، وشعوره بالارتياح النفسي تجاه قدراته وإمكاناته، وتمتعه بحواس سليمة، وميله إلى النشاط والحيوية معظم الوقت، وقدرته على الحركة والاتزان، والسلامة التركيز، مع الاستمرارية في النشاط والعمل دون إجهاد أو ضعف لهمته ونشاطه (شقير، 2003).
وبالتالي فإن التعريف الإجرائي للتوافق النفسي في هذه الدراسة هو الدرجة التي يحصل عليها أفراد العينة من طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى كمجموع لجميع محاور المقياس الأربعة.
ثانياً: الحالة الاجتماعية Social status
المقصود بمتغير الحالة الاجتماعية في هذه الدراسة، هو إذا ما كانت أفراد العينة من طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى متزوجات أو غير متزوجات، وفق ما تقرره الطالبات عن أنفسهن، في الاستمارة المخصصة، التي تناولت المتغيرات المرغوب دراستها المرتبطة بالتوافق النفسي.
ثالثاً: المستوى الاقتصادي Economical level
المقصود به مستوى الدخلالشهريللأسرةالتيينتميإليهاأفراد العينة من طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى الطالبة فيوقتالتطبيق، والتي تقع ضمن المستويات الاقتصادية التالية: (أقل من 1000) (من 1000 إلى 3000)، (أعلى من 3000 إلى 6000)، (أعلى من 6000)، وفق ما تقرره الطالبات عن أنفسهن في الاستمارة التي تناولت المتغيرات المرغوب دراستها المرتبطة بالتوافق النفسي.
رابعاً: المعدل التراكمي GPA
المقصود بمتغير المعدل التراكمي في هذه الدراسة، هو مستوى النجاح الذي وصل إليه أفراد العينة والذي ينعكس من خلال معدلاتهن التراكمية خلال سنوات دراستهن حسب نظام جامعة أم القرى الذي يحتسب المعدل التراكمي من 4 نقاط، والذي يقع ضمن المستويات التالية: (ضعيف من 0.0 إلى أقل من 1.5) (مقبول من 1.5 إلى أقل من 2.5) (جيد من 2.5 إلى أقل من 3.5) (جيد جدا من 3.5 إلى أقل من 3.75) (ممتاز من 3.75- 4.0)، وفق ما تقرره الطالبات عن أنفسهن، في الاستمارة المخصصة التي تناولت المتغيرات المرغوب دراستها المرتبطة بالتوافق النفسي.
الخلفية النظرية:
حياة الإنسان بوجه عام لا تخلو من الصعوبات التي تؤثر على توافقه النفسي، وتعيقه عن تحقيق أهدافه، وإشباع دوافعه، وقد يستطيع الإنسان تخطي تلك الصعوبات ببذل المزيد من الجهد، واستعمال تفكيره، وقد لا يتمكن في بعض الأحيان من ذلك ويستسلم، ويصبح نهبا للعديد من الاضطرابات النفسية كالخوف، الاكتئاب، الغضب، الخجل، أو الرثاء لذاته، القلق، العجز، الخيبة...إلخ، وهذه الاضطرابات الناتجة عن الفشل والإخفاق في مواجهة الصعوبات، لا تقرب الإنسان من أهدافه، ولا تتحقق له التوافق والاستقرار النفسي الذي يطمح إليه (عبد المتجلي، 2004)، لذا رأت الباحثة في هذا الجانب النظري توضيح ماهية التوافق النفسي، ومستوياته، والفرق بينه وبين الصحة النفسية من جهة، والتكيف من جهة أخرى، وأنواعه، ومظاهره، وكيف فسرت النظريات النفسية التوافق، وذلك على النحو التالي:
تعريف التوافق النفسي
التوافق كما جاء في لسان العرب يعني: الملاءمة، ووافق الشيء أي: لاءمه (ابن منظور، ب.ت)، والتوافق: التآلف والتقارب، وهو نقيض التنافر والتصادم (الهاشمي، 2003)، والتوافق: سلوك موجه للتغلب على العقبات والصعوبات، والآليات التي يتعلمها الإنسان في صراعه مع الحياة، والتي يسعى من خلالها إلى إشباع حاجاته، وإرضاء دوافعه، وتخفيف توتراته؛ ليحقق لنفسه الشعور بالتوازن، والرضا، وهو مسألة شخصية، تعمل فيها خبرة الشخص، والمواقف التي تحيط به (العناني، 2005)، وقد عرف التوافق النفسي بتعريفات متعددة منها:
تعريف سفيان (2004: 153) الذي ذكر فيه أن التوافق يعني: «إشباع الفرد لحاجاته النفسية، وتقبله لذاته، واستمتاعه بحياة خالية من التوترات، والصراعات، والاضطرابات النفسية، واستمتاعه بعلاقات اجتماعية حميمة، ومشاركته في الأنشطة الاجتماعية، وتقبله لعادات وتقاليد وقيم مجتمعه».وعرفت الرابطة الأمريكية للطب النفسي اضطراب التوافق بأنه: «اضطراب يتميز بحدوث أعراض انفعالية أو سلوكية، خلال ثلاثة أشهر من بدء الضغط النفسي، وهو استجابة لواحد أو أكثر من الضغوط، وبمجرد زوال الضاغط فإن الأعراض لا تدوم لأكثر من ستة أشهر، وهذا الاضطراب يكون حادا إذا استغرق أقل من ستة أشهر، ومزمنا إذا استغرق ستة أشهر أو أكثر، وتكون الأعراض ذات دلالة إكلينيكية إذا كان هناك كرب زائد، اختلال في الأداء الاجتماعي والمهني والدراسي، المزاج المكتئب، البكاء، مشاعر اليأس، العصبية، القلق، وبالنسبة للأطفال الخوف من الانفصال عن الشخصيات المهمة التي يرتبط بها، وردود الأفعال غير التكيفية مثل الشكاوى الجسدية، الانزواء الاجتماعي، الخمول في العمل أو الدراسة» (السماك وآخرون، 2001).وعرف ولمان (1973: 35) Wolmen التوافق بأنه: «قدرة الفرد على إشباع حاجاته، ومقابلة متطلباته النفسية والاجتماعية من خلال علاقة منسجمة مع البيئة التي يعيش فيها».
التوافق والصحة النفسية
ارتبط التوافق النفسي ببعض المفاهيم إلى درجة الخلط بينها، ولعل هذا الخلط ناجم عن ارتباط هذه المفاهيم ببعضها، ومن أمثلة التعاريف التي ربطت بين التوافق والصحة النفسية:
تعريف فهمي (1998: 18) الذي يرى فيه أن الصحة النفسية هي: «علم التكيف أو التوافق النفسي الذي يهدف إلى تماسك الشخصية، ووحدتها، وتقبل الفرد لذاته، وتقبل الآخرين له بحيث يترتب على هذا كله شعوره بالسعادة والراحة النفسية».ويعرف القريطي (2003: 28) الصحة النفسية بأنها: «حالة عقلية انفعالية إيجابية، مستقرة نسبيا، تعبر عن تكامل طاقات الفرد ووظائفه المختلفة، وتوازن القوى الداخلية والخارجية الموجهة لسلوكه في مجتمع، ووقت ما، ومرحلة نمو معينة، وتمتعه بالعافية النفسية والفاعلية الاجتماعية».ويرى كيلاندر Kilander بأن الصحة النفسية: «تقاس بمدى قدرة الإنسان على التوافق مع الحياة، بما يؤدي بصاحبه إلى قدر معقول من الإشباع الشخصي والكفاءة والسعادة» (عبد الغفار، 2007).
التوافق النفسي والتكيف
ارتبط التوافق النفسي أيضا بمفهوم التكيف، فهناك من يرى أنهما يختلفان على أساس أن العمليات البيولوجية التي تقابل متطلبات البيئة المادية هي: نشاط تكيفي، أما السلوك الذي يقابل متطلبات البيئة الاجتماعية هو: نشاط توافقي (Bernard, 1971)، وهناك من يرى أن التوافق مرادف للتكيف على اعتبار أنهما يمثلان منظورا وظيفيا، فالسلوك ينبغي أن يفهم باعتباره محاولة للتكيف للأنواع المختلفة من الحاجات الجسمية، أو توافقا للمتطلبات السيكولوجية (فهمي، 1979؛ Lazarus, 1970)، وهناك من اعتبر التكيف مفهوما أشمل من التوافق، على أساس أن التكيف يتضمن الحيوان والنبات في علاقتهما بالبيئة المادية والاجتماعية (سفيان، 2004)، ومنهم من اعتبر التوافق مفهوما أعم من التكيف، على أساس أن التكيف يختص بالنواحي الفسيولوجية، والتوافق يشمل النواحي النفسية والاجتماعية (السندي، 1996) بحيث تصبح عملية تغيير الفرد لسلوكه ليتسق مع غيره، باتباعه للعـادات والتقاليد وخضوعـه للالتزامات الاجتماعية عملية توافق، وتصبح عملية تغيير حدقة العين باتساعها في الظلام وضيقها في الضوء الشديد عملية تكيف (السيد، 1975)، ومنهم من نظر إلى التوافق على أنه ثمرة للتكيف، وأن سوء التوافق هو عدم القدرة على ملاءمة ما هو نفسي بما هو اجتماعي (دسوقي، 1974).
ومن أمثلة التعاريف التي ربطت بين التوافق كمرادف لمصطلح التكيف:
تعريف الطحان (1996: 47) للتوافق النفسي في إطار مفهومه عن الصحة النفسية بأنه: «حالة من الاتزان النفسي تتجلى في تكامل شخصية الفرد، والتخطيط لمستقبله، وحل مشكلاته، والتكيف مع الواقع، والتمتع بقدر من الثبات الانفعالي الذي يمكن الفرد من إقامة علاقات اجتماعية ناجحة، والالتزام بقيم توجه سلوكه، والإسهام في بناء المجتمع، والشعور بالطمأنينة والرضا». ويعرف سكوت Scott التوافق بأنه: «القدرة العامة على التكيف، وعلى إرضاء الذات، والكفاية في العلاقة بين الأشخاص، وتشمل القدرة العقلية، والتحكم بالدوافع، والعواطف، والمواقف مع الآخرين، والقدرة الإنتاجية، والاستقلال الذاتي، والنضج، والموقف المناسب من الذات» (العزة، 2004).
ومن الأمثلة التي ربطت بين التوافق كمصطلح أعم وأشمل من التكيف:
تعريف عوض (1985: 219) للتوافق على أنه: «مستوى من مستويـات حيـاة الفـرد فيقـال: (التوافـق النفسـي والتوافـق الاجتمـاعي)، وقد يتم إضافتـه إلى مجـال نشـاط أو سلـوك الفـرد فيقـال: (التوافـق المهنـي، التوافـق البيئـي، التوافـق الدراسـي)، كما يضاف إلى نمط الاستجـابة التي يقـوم بها الفرد في المواقف التي تواجهـه فيقـال: (التوافق السوي، والتوافق المرضي)».
ومن أمثلة التعاريف التي اعتبرت التوافق ثمرة من ثمرات التكيف:
تعريف لبيب (1970: 22) للتوافق بأنه: «عمليه مستمرة يحاول بها الإنسان عن طريق تغيير سلوكه أن يحقق التوافق مع نفسه والبيئة، وتشمل كل ما يحيط به للوصول إلى حالة الاستقرار والتكيف».
وترى الباحثة أنه رغم الخلط الواضح بين مصطلحات (التوافق، والتكيف النفسي، والصحة النفسية)، إلا أن هذه المصطلحات مترابطة ببعضها، لكن الصحة النفسية أكثر عمومية من التوافق، والتكيف النفسي، وهما مظهران يدلان عليها، وتعني الصحة النفسية في هذه الحالة: توفر القدرة الكافية التي تمكن الشخص من التكيف مع ظروف الحياة المختلفة من خلال استخدام أساليب توافقية تساعده على الاستمرار في الحياة بأقصى قدر من الكفاءة، وبناء عليه، فمن المفترض أن الشخص المتمتع بقدر من الصحة النفسية إذا تعرض لصعوبة ما، سيتكيف مع وضعه الطارئ، دون أن يجعل هذا الظرف معوقا، وسوف يتخذ أساليب توافقية تحقق له الإشباع لحاجاته وتدعمه نفسيا ليصبح قانعا ومستقرا رغم معاناته.
مستويات التوافق
يشمل التوافق جميع مجالات حياة الإنسان البيولوجية، والاجتماعية، والنفسية؛ لأن الكيان الإنساني يعمل في وحدة متناسقة ومتكاملة، مترابطة في نظام فريد يشهد على إعجاز الخالق، وفيما يلي توضيح للمستويات الرئيسية للتوافق التي تشتمل عليها شخصية الإنسان وهي:
1- التوافق على المستوى البيولوجي
الإنسان كائن حي يبحث دائما عن طرق جديدة لإشباع حاجاته، وإلا أصبح عرضة للموت، وعليه فإن التوافق مع الظروف المتغيرة عملية مستمرة ومرنة يقوم بها الإنسان طوال حياته، وهناك إدراك من جانب الإنسان لطبيعة العلاقة الديناميكية المستمرة بينه وبين البيئة من حوله (أحمد، 1999).
2- التوافق على المستوى الاجتماعي
الحياة سلسلة من عمليات التوافق يعدل فيها الفرد سلوكه في سبيل الاستجابة للموقف المركب، الذي ينتج عن حاجاته، والإنسان السوي لديه القدرة على القيام باستجابات متنوعة تلائم المواقف وتنجح في تحقيق دوافعه (شافر، 1966)، وتتفق مع الأساليب السائدة في مجتمعه، وتكون مرنة وقابلة للتشكل وفقا للمعايير الثقافية، وعندما يتوافق الفرد في علاقاته الاجتماعية فإنه يحدث تغييرا للأحسن.
3- التوافق على المستوى السيكولوجي
لا يعتبر الفرد غير الواقعي والمحبط شخصا متوافقا، أما الذي يقابل العقبات والصراعات بطريقة بناءة تحقق له إشباع حاجاته فإنه يعتبر شخصا حسن التوافق؛ لأن العقبات والصراعات لا تعوق قدرته على الإنتاج، فالتوافق النفسي يقوم على تحقيق نوع من الرضا العام بالنسبة للشخص ككل، أكثر من استناده إلى إشباع دافع معين على حساب الدوافع الأخرى، والإنسان السوي يتعلم إرجاء الإشباع العاجل في سبيل ما سيحققه من إشباع آجل، مما يعني أنه يتمتع بالنضج الانفعالي (أحمد، 1999).
أنواع التوافق
بناء على ما سبق ذكره من مستويات للتوافق حدد بعض النفسانيين مثل: (الخالدي، 1972؛ مرسي وآخرين، 1984؛ المغربي، 1992؛ طه، 1993؛ فهمي، 1998؛ حسين وآخرين، 2008) أنواع التوافق الفرعية التي يمكن أن تشتمل عليها تلك المستويات وهي:
1-
التوافق العقلي.
4-
التوافق الاقتصادي.
7-
التوافق الدراسي.
2-
التوافق الشخصي.
5-
التوافق السياسي.
8-
التوافق الزواجي.
3-
التوافق الاجتماعي
6-
التوافق الديني.
9-
التوافق المهني.
معايير قياس التوافق
يوجد عدد من المعايير للحكم على مستوى التوافق النفسي للفرد، وقد وضح (شاذلي، 2001؛ الشيخ، 2003) الفكرة التي يقوم عليها كل معيار على النحو التالي:
1- المعيار الإحصائي
غير المتوافق وفق هذا المعيار ينحرف عن متوسط توزيع الأشخاص أو السمات أو السلوك.
2- المعيار الثقافي
وينظر هذا المعيار لكل سلوك يتجاوز ما أقره المجتمع وثقافته بأنه سلوك غير متوافق.
3- المعيار الذاتي
ينظر للتوافق على أنه خبرة ذاتية، فإذا شعر الفرد بالقلق أو التعاسة فهو يعد غير متوافق.
4- المعيار الطبيعي
يشتق التوافق طبقا لهذا المعيار بناءاً على قدرة الإنسان على استخدام الرموز، و طول فترة الطفولة لديه، والشخص المتوافق هو الذي اكتسب المثل، ولديه القدرة على ضبط الذات، والإحساس بالمسئولية الاجتماعية، لأن ذلك من معالم الشخصية المتوافقة.
5- المعيار النظري
ويعتمد تحديد التوافق، وسوء التوافق على الخلفية النظرية لمستخدم المعيار، فالتحليلين يحددون سوء التوافق بدرجة معاناة الفرد من الخبرات المؤلمة المكبوتة، والسلوكيون ينظرون إلى التوافق من خلال ما يتعلمه الفرد من سلوكيات.
5- المعيار الإكلينيكي
ويتحدد مفهوم التوافق بناءاً على هذا المعيار في ضوء المعايير الإكلينيكية لتشخيص الأعراض المرضية، فالشخص المريض يعتبر غير متوافق نفسيا.
7- معيار النمو الأمثل
يستند هذا المعيار في تحديد الشخصية المتوافقة إلى حالة من التمكن الكامل من النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية، وليس مجرد الخلو من المرض.
مظاهر التوافق النفسي
حدد علماء النفس مجموعة من الصفات يمكن من خلالها الحكم على ما إذا كانت الشخصية متوافقة نسبيا أم غير متوافقة، أشار إليها كل من: (فهمي، 1998؛ موسى، 2001؛ عبد المتجلي، 2004؛ محمد، 2004) وتتمثل فيما يلي:
1-
صورة الذات الجيدة.
6-
تحمل المسئولية.
10-
النجاح في العمل.
2-
تحقيق الذات.
7-
الشعور بالسعادة.
11-
الراحة النفسية.
3-
مواجهة الأزمات.
8-
اتخاذ أهداف واقعية.
12-
الخلق الرفيع.
4-
التوافق الاجتماعي.
9-
القدرة على التضحية.
14-
السلامة من الأمراض الجسمية.
5-
الاتزان الانفعالي.




العوامل المعينة على التوافق:
يعتبر التوافق النفسي حالة يحقق فيها الفرد قدراته الخاصة، ويمكنه أن يتغلب على الصعوبات العادية في الحياة، وأن يعمل بإنتاجية مثمرة، وهناك مجموعة من العوامل المعينة للإنسان لكي يكون متوافقا، أشار إليها كل من: (عزيز وآخرين، 1991؛ فهمي، 1998؛ عطية، 2001؛ عبد المتجلي، 2004؛ كاموس، 2005) ومن أهمها:
المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc asia.doc‏ (644.0 كيلوبايت, المشاهدات 59)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59