عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-25-2012, 08:48 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي كيف ندعو إلى طريق النور ؟




الدعوة إلى الله عز وجل الأصل فيها المتابعة وهذا يتضح من قوله تعالى :
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
(يوسف:108). يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "قوله: (أدعو) حال من الياء في قوله (سبيلي)، ويحتمل أن يكون استئنافاً لبيان تلك السبيل" الجزء التاسع، مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ص117.
إذن هذه السبيل لها كيفية يجب أن تُعلم، وهي أن يكون الداعي على بصيرة. ويقول رحمه الله في قوله : (عَلَى بَصِيرةٍ): "ليس المقصود بالعلم في قوله (عَلَى بَصِيرَةٍ) العلم بالشرع فقط، بل يشمل العلم بالشرع، والعلم بحال المدعو، والعلم بالسبيل الموصل إلى المقصود وهو الحكمة. فيكون بصيراً بحكم الشرع وبصيراً بحال المدعو، وبصيراً بالطرق الموصلة لتحقيق الدعوة ولهذا قال النبي r لمعاذ: (إنك تأتي قوماً أهل كتاب) " . الجزء التاسع، مجموع الفتاوى، الشيخ ابن عثيمين ص 119 .
ويمكن تمثيل ذلك بهذه الصورة :
بصيرة بحكم الشرع + بصيرة بحال المدعو = بصيرة بالطريق الموصلة لتحقيق الدعوة .
علم + فقه الواقع = الحكمة .
(إذن الحكمة وليدة العلم) .
لكن يبقى هنا أن ننبه أن هذه المعادلة تحتاج إلى موازنة ولهذا نبه ابن القيم رحمه الله فقال: "ولا يُمَكَّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى إلا بنوعين من الفهم.
أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علماً .
والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكمة الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله r في هذا الواقع ثم يطبق أحدهما على الآخر، فمن بذل جهده واستفرغ وسعه في ذلك لم يُعدم أجرين أو أجراً" انتهى.
وبهذا يتضح إنه إذا انفرد العلم عن فهم الواقع، والأشخاص المخاطبين، وأحوالهم، والمؤثرات التي تؤثر عليهم، وتحرك كوامنهم لأصبح العلم مفهوماً مجرداً، ومُثلاً عليا لا تصل للواقع ولا تعالج جروحاً. والأخطر من ذلك: أن نفهم الواقع دون علم وهذا ما نراه اليوم على الساحة من تميع فمثلاً تقوم دعاوى بأننا لا نحتاج اليوم إلى إصلاح العقيدة جهداً، فالناس موحدين والحمد لله، بل نحن نحتاج إلى إصلاح الأخلاق.
وجهلوا أو تجاهلوا أموراً :
1ـ أن التوحيد أمرٌ لا يُكلُّ ولا يُملُّ من تعليمه وتدريسه، لأنه قاعدة الشريعة وأصل كل أمر، والخطأ فيه كثير، والجهل فيه واسع، والنبي r يقول : "ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان..." رواه الترمذي، كتاب الفتن .
2ـ أن أصل صلاح الأخلاق وتغييرها النافع إنما يكون بصلاح معتقد العبد وتصوراته (تصرفاتنا فرع من تصوراتنا) .
3ـ أنه لا قيمة للأخلاق إن فسدت العقيدة .
إذن مع وجود العلم وفقه واقع المخاطبين يسهل على الداعية اختيار الطرق والأساليب التي بها تُطرح المفاهيم الصحيحة .
فلا يشترط في الدعوة أن تكون الداعية طلقة فصيحة فإن كانت كذلك فيها فبها ونعمت، وإلا فإن للداعية قلماً يكتب، أو مالاً يُنفق ، أو شريطاً يوزع، أو مسابقة تُنظم، ولا يشترط في كل ذلك الخروج من المنـزل .
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59