أما آن
غرناطة عبد الله الطنطاوي
رابطة أدباء الشام
أما آن لهذا الوغد الأسدي أن يتدلى من حبل المشنقة
أما آن للعرب أن يتحركوا لنصرة إنسانيتهم
أما آن للغرب أن يطبقوا الحقوق الإنسانية التي ابتدعوها وعزفوا عليها أزماناً وأزمانا
أما آن لأمريكا أن تلبس ثياب المسيح البريئة التي صرعوا أدمغتنا بها
أما آن للمجتمع الدولي المتبجح بطهره وهيمنته على الطغاة
لردّ المظالم إلى أهلها
أما آن لمساجد العالم أن تصدح بكلمة الله أكبر على كل من طغا وتجبر
أما آن لكنائس العالم أن تدق نواقيسها
إيذاناً برفع الظلم عن المظلومين
أما آن لكل أب يضمّ ولده إلى صدره، أن يسعى لِلَجْم آلة الذبح في عنق الطفولة
أما آن لكل شاب الأوبة إلى الله
والدفاع عن العرض والأرض
أما آن لكل عجوز استمرأ الذلّ والهوان
في عصور الانحطاط الأسدي أن يفيق من سباته
أما آن لكل فتاة ذات غنج ودلال أن تؤوب إلى الطهر الذي خلّفته وراءها
أما آن لكل امرأة أن تشدّ على يد رجالاتها كي يحقّوا الحقّ
أما آن لهذا الدمع المنهمر أن يتوقف برهة من الزمن
أما آن لهذا الألم أن يرحل
كما رحل الأحبّة
أما آن لهذا القلب أن يتوقف عن نحيبه
أما آن لهذا الصدر المضغوط أن ينفجر
أما آن لهذا العهر الأسدي أن يحتشم
أما آن لهذا القهر أن ينجلي
أما آن لرغيف الخبز أن يشبع من دمائنا
أما آن لكلب الحاكم أن يفهم حقيقة حاكمه
أما آن لكل منضوٍ تحت لواء الباطل أن يعلم أن للباطل جولة
وأن الحق إلى قيام الساعة
أما آن للشهيد أن يرى دم شهادته زهوراً في بستان النصر المبين
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
|