عمان – البوصلة
يسعى الأردن بكل قدراته الدبلوماسية لترتيب "البيت العربي" مجددًا، بعد الأزمات التي عاشتها الدول العربية عقب انتفاضات الربيع العربي مطلع 2011.
الأزمات المتجذرة بين بعض الدول بسبب الموقف من القضية السورية، ورفض التدخلات الإيرانية في المنطقة، تركت شرخًا واضحًا، تمثل في اعتذار المملكة المغربية عن استضافة القمة العربية العام الماضي، ما جعل المسؤولية على الأردن كبيرة في إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.
وبحسب مصادر فإن الأردن ينشط لتسجيل نجاحات عدة، "لكن بصمت ومن وراء الكواليس"، وأهمها عقد لقاء مصري سعودي قد يخفف التوتر بين الرياض والقاهرة، ويكون تتويجا لنجاح القمة.
فيما نقلت وكالة الأناضول عن مصدر قوله إنه "لا توجد خلافات جوهرية بشأن القضايا الرئيسة.. ستكون قمة للم الشمل العربي وإذابة الخلافات وستشهد لقاءات ثنائية وثلاثية، برعاية الملك عبد الله الثاني، أبرزها لقاء مرتقب بين عبد الفتاح السيسي، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، خاصة وأن العلاقات بين البلدين بدأت في العودة إلى سيرتها الأولى".
وبسبب خلافات حول ملفات إقليمية، لا سيما الموقف من نظام بشار الأسد في سوريا، تشهد العلاقة بين السعودية ومصر أزمة مكتومة، بعد أن كانت الرياض أبرز داعم اقتصادي وسياسي لمصر، عقب إطاحة الجيش المصري، حين كان السيسي وزيرا للدفاع، بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، والمنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، في 3 يوليو/ تموز 2013.
وأردف المصدر أن "هناك موضوعات ستحظى بتوافق عربي رغم تباين المواقف السياسية منها، وهي الوضع في اليمن والجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران في الخليج العربي، والتعاون الاقتصادي، فضلا عن القضية الفلسطينية التي تحظى دائما بتوافق عربي".
ويملك الأردن علاقات دبلوماسية متميزة مع جميع الأطراف في العالم العربي، فالعلاقة بين الأردن والسعودية من طرف وبين الأردن ومصر من طرف علاقة مستقرة، كما يحظى الأردن بعلاقة جيدة مع دول الخليج عمومًا، والحكومة الشرعية في اليمن، ودول المغرب العربي.
ليس هذا فحسب بل إن الأردن يملك خطًا مفتوحًا مع النظام السوري ومع المعارضة السورية على السواء، كما أن للأردن علاقته الجيدة مع الحكومة العراقية والعشائر السنية غرب العراق، وهو الأمر الذي يعوّل عليه كثيرا في نجاح قمّة "البحر الميت" بإحياء العلاقات العربية مجددا ونفخ الروح في العمل العربي المشترك الذي لم يجد طريقه إلى النور بعد.
(البوصلة)

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)