عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 01-10-2012, 10:02 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

· طويس المدني أحد من يضرب به المثل في صناعة الغناء ، اسمه أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله ، وكان أحول طوالا ، وكان يقال أشام من طويس ، قيل لأنه ولد يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفطم يوم موت أبي بكر ، وبلغ يوم مقتل عمر ، وتزوج يوم مقتل عثمان ، وولد له يوم مقتل علي رضي الله عنهم ، مات سنة اثنتين وتسعين 364\4
· عن العتبي عن أبيه قال : دخل سالم على سليمان بن عبد الملك ، وعلى سالم ثياب غليظة رثة ، فلم يزل سليمان يرحب به ويرفعه حتى أقعده معه على سريره ، وعمر بن عبد العزيز في المجلس ، فقال له رجل من أخريات الناس : ما استطاع خالك أن يلبس ثياب فاخرة احسن من هذه يدخل فيها على أمير المؤمنين ؟ قال - وعلى المتكلم ثياب سرية لها قيمة - فقال له عمر : ما رأيت هذه الثياب التي على خالي وضعته في مكانك، ولا رأيت ثيابك هذه رفعتك إلى مكان خالي ذاك461\4
· عن ابن المسيب قال : أشبه ولد ابن عمر به سالم ، وقيل كان سالم يركب حمارا عتيقا زريا ، فعمد أولاده فقطعوا ذنبه حتى لا يعود يركبه سالم ، فركب وهو أقطش الذنب ، فعمدوا فقطعوا أذنه ، فركبه ولم يغيره ذلك، ثم جدعوا أذنه الأخرى ، وهو مع ذلك يركبه تواضعا و اطراحا للتكلف 461\4
· قال ابن عيينة : دخل هشام الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله فقال : سلني حاجة ؟ قال : إني استحيي من الله أن أسأل في بيته غيره ، فلما خرجا قال : الآن فسلني حاجة ؟ فقال له سالم : من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟ فقال : من حوائج الدنيا ، قال : والله ما سألت الدنيا من يملكها ، فكيف أسألها من لا يملكها . وكان سالم حسن الخلق ، فروي عن إبراهيم بن عقبة قال : كان سالم إذا خلا حدثنا حديث الفتيان ، وعن أبي سعد قال : كان سالم غليظا كأنه حمال ، وقيل كان على سمت أبيه في عدم الرفاهية466\4
· عن أبان سمعت عثمان – رضي الله عنه - يقول : من قال في أول يومه وليلته : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، لم يضره ذلك اليوم شيء أو تلك الليلة ، فلما أصاب أبان الفالج قال : إني والله نسيت هذا الدعاء هذه الليلة ، ليمضي في أمر الله . حديث صحيح ورواه عن أبان منذر بن عبد الله الحزامي ومحمد بن كعب القرظي أخرجه الترمذي 352\4
· يزيد بن المهلب ابن أبي صفرة الأمير ، أبو خالد الأزدي ولي المشرق بعد أبيه ، وكان الحجاج قد عزله وعذبه ، فسأله أن يخفف عنه الضرب على أن يعطيه كل يوم مئة ألف درهم ، فقصده الأخطل ومدحه ، فأعطاه مئة ألف ، فعجب الحجاج من جوده في تلك الحال وعفا عنه ، واعتقله ثم هرب من حبسه ، وله أخبار في السخاء والشجاعة ، وكان الحجاج مزوجا بأخته ، وكان يدعو اللهم إن كان آل المهلب براء فلا تسلطني عليهم ونجهم ، وقيل : هرب يزيد من الحبس ، وقصد عبد الملك فمر بعريب في البرية فقال لغلامه : استسقنا منهم لبنا ، فسقوه فقال : أعطهم ألفا ، قال : إن هؤلاء لا يعرفونك ؟ قال : لكني أعرف نفسي ، و حكى المدائني أن يزيد بن المهلب كان يصل نديما له كل يوم بمئة دينار ، فلما عزم على السفر أعطاه ثلاثة آلاف دينار . قلت : ملوك دهرنا أكرم ، فأولئك كانوا للفاضل والشاعر ، وهؤلاء يعطون من لا يفهم شيئا ، ولا فيه نجدة أكثر من عطاء المتقدمين ، وقيل إنه حج فلما حلق رأسه الحلاق أعطاه ألف درهم ، فدهش بها وقال : أمضي أبشر أمي ، قال : أعطوه ألفا أخرى ، فقال : امرأتي طالق إن حلقت رأس أحد بعدك ، قال : أعطوه ألفين آخرين بدمائهم . وكان ذا تيه وكبر ، رآه مطرف بن الشخير يسحب حلته فقال له : إن هذه مشية يبغضها الله ، قال : أوما تعرفني ؟ قال : بلى ! أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت بين ذلك تحمل العذرة . وعنه قال : الحياة أحب إلي من الموت ، وحسن الثناء أحب إلي من الحياة . وقيل له : ألا تنشىء لك دارا ؟ قال : لا إن كنت متوليا فدار الإمارة ، وإن كنت معزولا فالسجن ، قلت : هكذا هو ، وإن كان غازيا فالسرج ، وإن كان حاجا فالكور ، وإن كان ميتا فالقبر ، فهل من عامر لدار مقره ؟ 503\4
· حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال :كنا مع رجاء بن حيوة ، فتذاكرنا شكر النعم فقال : ما أحد يقوم بشكر نعمة ، وخلفنا رجل على رأسه كساء فقال : ولا أمير المؤمنين ؟ فقلنا : وما ذكر أمير المؤمنين هنا ! وإنما هو رجل من الناس ؟ قال : فغفلنا عنه ، فالتفت رجاء فلم يره فقال : أتيتم من صاحب الكساء ، فإن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا ، قال : فما عملنا إلا بحرسي قد أقبل عليه قال : هيه يا رجاء يذكر أمير المؤمنين فلا تحتج له ! قال : فقلت : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : ذكرتم شكر النعم فقلتم ما أحد يقوم بشكر نعمة ، قيل لكم : ولا أمير المؤمنين ؟ فقلت : أمير المؤمنين رجل من الناس ، فقلت : لم يكن ذلك ؟ قال : آلله ؟ قلت : آلله ، قال: فأمر بذلك الرجل الساعي فضرب سبعين سوطا ، فخرجت وهو متلوث بدمه فقال : هذا وأنت رجاء بن حيوة ! قلت : سبعين سوطا في ظهرك ، خير من دم مؤمن ، قال ابن جابر : فكان رجاء بن حيوة بعد ذلك إذا جلس في مجلس يقول ويتلفت : احذروا صاحب الكساء 561\4
· قال محمد بن سعد : سألت الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد ابن سيرين حتى حبس ؟ قال : اشترى طعاما بأربعين ألفا ، فاخبر عن أصل الطعام بشيء فكرهه فتركه أو تصدق به ، فحبس على المال ، -حبسته امرأة وكان الذي -حبسه مالك بن المنذر . وقال هشام : ترك محمد أربعين ألفا في شيء ما يرون به اليوم بأسا . وعنه قال : قلت مرة لرجل : يا مفلس ! فعوقبت . قال أبو سليمان الداراني : وبلغه هذا فقال : قلّت ذنوب القوم ، فعرفوا من أين أتوا ، وكثرت ذنوبنا ، فلم ندر من أين نؤتى ! قريش بن أنس حدثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار أن السجان قال لابن سيرين : إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك ، فإذا أصبحت فتعال ، قال : لا والله لا أكون لك عونا على خيانة السلطان 616\4
· عن ابن عون قال : كانوا إذا ذكروا عند محمد رجلاً بسيئة ، ذكره هو بأحسن ما يعلم ، وجاءه ناس فقالوا : إنا نلنا منك فاجعلنا في حل ؟ قال : لا أحل لكم شيئا حرمه الله620\4
· وقيل : إن أبا بردة افتخر يوما بأبيه وبصحبته ، فقال الفرزدق : لو لم يكن لأبي موسى منقبة إلا أنه حجم النبي صلى الله عليه وسلم ، فامتعض لها أبو بردة وقال : أما إنه ما حجم أحداً غيره ، فقال الفرزدق : كان أبو موسى أورع من أن يجرب الحجامة في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسكت أبو بردة على حنق 7\5
· القرظي محمد بن كعب ، قيل كان له أملاك بالمدينة ، وحصل مالا مرة فقيل له : ادخر لولدك ؟ قال : لا ، ولكن أدخره لنفسي عند ربي ، وأدخر ربي لولدي ، وقيل : إنه كان مجاب الدعوة كبير القدر 68\5
· رأس الشجعان والأبطال ، أبو محمد عبد الله البطال، وكان مقرهبأنطاكية ، أوطأ الروم خوفا وذلا ، ولكن كذب عليه أشياء مستحيلة في سيرته الموضوعة . وعن عبد الملك بن مروان : أنه أوصى مسلمة أن صير على طلائعك البطال ، ومره فليعس بالليل ، فإنه أمير شجاع مقدام . وقال رجل : عقد مسلمة للبطال على عشرة آلاف ، وجعلهم يزكا . وعن أبي مروان عن البطال قال : اتفق لي أنا أتينا قرية لنغير ، فإذا بيت فيه سراج وصغير يبكي ، فقالت أمه : اسكت أو لأدفعنك إلى البطال ؟ فبكى ، فأخذته من سريره وقالت : خذه يا بطال ، فقلت هاته ! وجرت له أعاجيب ، وفي الآخر أصبح في معركة مثخونا وبه رمق ، فجاء الملك ليون فقال : أبا يحيى كيف رأيت ؟ قال : وما رأيت ! كذلك الأبطال تقتل وتقتل ، فقال علي بالأطباء ، فأتوا فوجدوه قد أنفذت مقاتله ، فقال : هل لك حاجة ؟ قال : تأمر من يثبت معي بولايتي وكفني والصلاة علي ، ، ثم تطلقهم ففعل ، قتل سنة اثنتي عشرة ، وقيل سنة ثلاث عشرة ومئة 167\5
· مالك بن دينار ، علم العلماء الأبرار ، معدود في ثقات التابعين ، ومن اعيان كتبة المصاحف، قال جعفر بن سليمان : سمعت مالك بن دينار يقول : وددت أن رزقي في حصاة أمتصها ، لا ألتمس غيرها حتى أموت . وقال : مذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم ، ولم أكره ذمهم ، لأن حامدهم مفرط ، وذامهم مفرط ، إذا تعلم العالم العلم للعمل كسره ، وإذا تعلمه لغير العمل زاده فخرا . الأصمعي عن أبيه قال : مر المهلب على مالك بن دينار متبخترا فقال :أما علمت أنها مشية يكرهها الله إلا بين الصفين ؟ فقال المهلب : أما تعرفني ؟ قال بلى ! أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة ، فانكسر وقال : الآن عرفتني حق المعرفة . قال حزم القطعي : دخلنا على مالك وهو يكيد بنفسه ، فرفع طرفه ثم قال : اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء لبطن ولا فرج هواه . وروى رياح القيسي عنه قال : ما من أعمال البر شيء إلا ودونه عقيبة ، فإن صبر صاحبها أفضت به إلى روح ، وإن جزع رجع . وقيل : دخل عليه لص فما وجد ما يأخذ ، فناداه مالك لم تجد شيئا من الدنيا ، فترغب في شيء من الآخرة ؟ قال : نعم ، قال : توضأ وصل ركعتين ، ففعل ثم جلس وخرج إلى المسجد ، فسئل من ذا ؟ قال : جاء ليسرق فسرقناه . عن سلم الخواص قال : قال مالك بن دينار : خرج أهل الدنيا من الدنيا ، ولم يذوقوا أطيب شيء فيها ، قيل : وما هو ؟ قال معرفة الله تعالى 362\5
· عن محمد بن صالح التمار : قال كان صفوان ابن سليم يأتي البقيع في الأيام ، فيمر بي فاتبعته ذات يوم وقلت : لأنظرن مايصنع ؟ فقنع رأسه وجلس إلى قبر منها ، فلم يزل يبكي حتى رحمته ، وظننت أنه قبر بعض أهله ، ومر بي مرة أخرى فاتبعته فقعد إلى جنب قبر غيره ففعل مثل ذلك ، فذكرت ذلك لمحمد بن المنكدر وقلت : إنما ظننت أنه قبر بعض أهله ، فقال محمد : كلهم أهله وإخوته ، إنما هو رجل يحرك قلبه بذكر الأموات ، كلما عرضت له قسوة ، قال : ثم جعل محمد يمر بي فيأتي البقيع ، فسلمت عليه ذات يوم فقال : أما نفعك موعظة صفوان ؟ فظننت أنه انتفع بما ألقيت إليه منها 366\5
· قال المبرد وقف الكميت وهو صبي على الفرزدق وهو ينشد فقال ياأيسرك أني أبوك قال أما أبي فلا أبغي به بدلا ولكن يسرني أن تكون أمي فحصر الفرزدق وقال ما مر بي مثلها 389\5
· قال المنصور لهشام بن عروة : يا ابا المنذر تذكر يوم دخلت عليك أنا و إخوتي مع أبي ، وأنت تشرب سويقا بقصبة يراع ، فلما خرجنا قال أبونا : اعرفوا لهذا الشيخ حقه ، فإنه لايزال في قومكم بقية ما بقي ، قال : لا اذكر ذلك يا أمير المؤمنين ! قال : فليم في ذلك ؟ فقال :لم يعودني الله في الصدق إلا خيرا 44\6
· أبو مسلم الخراساني ، اسمه عبد الرحمن بن مسلم ، ويقال عبد الرحمن بن عثمان بن يسار الخرساني الأمير ، صاحب الدعوة ، وهازم جيوش الدولة الأموية ، والقائم بإنشاء الدولة العباسية ، كان من اكبر الملوك في الإسلام ، كان ذا شأن عجيب ، ونبأ غريب ، من رجل يذهب على حمار بإكاف من الشام حتى يدخل خرسان ، ثم يملك خرسان بعد تسعة أعوام ، ويعود بكتائب أمثال الجبال ، ويقلب الدولة ويقيم دولة أخرى ، ذكره القاضي شمس الدين بن خلكان فقال : كان قصيرا اسمر جميلا حلوا نقي البشرة احور العينين ، عريض الجبهة ، حسن اللحية ، طويل الشعر ، طويل الظهر ، خافض الصوت ، فصيحا بالعربية وبالفارسية ، حلو المنطق ، وكان راوية للشعر ، عارفا بالأمور ، لم ير ضاحكا ولا مازحا إلا في وقته ، وكان لا يكاد يقطب في شيء من أحواله ، تأتيه الفتوحات العظام ، فلا يظهر عليه السرور ، وتنزل به الفادحة الشديدة ، فلا يرى مكتئبا ، وكان إذا غضب لم يستفزه الغضب ، إلى أن قال : وكان لا يأتي النساء في العام إلا مرة ، - يشير إلى شرف نفسه وتشاغلها بأعباء الملك- وفي سنة ثلاث وثلاثين و مئة سار أبو جعفر المنصور إلى خراسان إلى أبي مسلم ليأخذ رأيه في قتل أبي سلمة حفص بن سليمان الخلال وزيرهم ، وذلك انه نزل به السفاح وأقاربه ، حدثته نفسه بأن يبايع علويا ويدع هؤلاء ، وشرع يعمي أمرهم على قواد شيعتهم ، فبادر كبارهم وبايعوا لسفاح وأخرجوه فخطب الناس ، فما وسعه - اعني أبا سلمة -إلا المبايعة ، فاتهموه فعن أبي جعفر قال : انتدبني أخي السفاح للذهاب إلى أبي مسلم ، فسرت على وجل ، فقدمت الري ثم شرفت عنها فرسخين ، فلما صار بيني وبين مرو فرسخين ، تلقاني أبو مسلم في الجنود ، فلما دنا مني ترجل ماشيا فقبليدي ، ثم نزلت فمكثت ثلاثة أيام لا يسألني عن شيء ، ثم سألني ؟ فأخبرته ، فقال : فعلها أبو سلمة ! أنا اكفيكموه ، فدعا مرارا بن انس الضبي فقال : انطلق إلى الكوفة فاقتل أبا سلمة حيث لقيته ، قال : فقتله بعد العشاء ، وكان يقال له : وزير آل محمد ، ولما رأى أبو جعفر عظمة أبي مسلم وسفكه للدماء ، رجع من عنده وقال للسفاح : لست بخليفة إن أبقيت أبا مسلم ، قال : وكيف ؟ قال : ما يصنع إلا ما يريد ، قال : فاسكت واكتمها ... 48\6
· حدثنا ابو حاتم عن ابي عبيدة قال حدثني رجل منخراسان عن ابيه قال كنت اطلب العلم فلا آتي موضعا الا وجدت ابا مسلم قد سبقني اليه فألفته فدعاني الى منزله ودعا بما حضر ثم لاعبته بالشطرنج وهو يلهو بهذين البيتين * ذروني ذروني ما قررت فإنني * متى ما اهج حربا تضيق بكم ارضي * * وابعث في سود الحديد اليكم * كتائب سود طالما انتظرت نهضي * وقال ابو احمد الجلودي حدثنا محمد بن زكوية قال روي لنا ان ابا مسلم صاحب الدولة قال ارتديت الصبر وآثرت الكتمان وحالفت الاحزان والاشجعان وسامحت المقادير والاحكام حتى ادركت بغيتي ثم انشد * قد نلت بالحزم والكتمان ما اعجزت * عنه ملوك بني مروان اذا حشدوا * * ما زلت اضربهم بالسيف فأنتبهوا * من رقدة لم ينمها قبلهم احدا * * طفقت اسعى عليهم في ديارهم * والقوم في ملكهم بالشام قد رقدوا * ومن رعى غنما في ارض مسبعة * ونام عنها تولى رعيها الاسد * 53\6
· قال عيسى بن يونس : أرسل الأمير عيسى بن موسى إلى الأعمش بألف درهم وصحيفة ليكتب فيها حديثا ، فكتب فيها : بسم الله الرحمن الرحيم وقل هو الله أحد ووجه بها إليه ، فبعث إليه : يا ابن الفاعلة ظننت أني لا أحسن كتاب الله ! فبعث إليه : أظننت أني أبيع الحديث ! و عن أبي بكر بن عياش قال : رأيت الأعمش يلبس قميصا مقلوبا ويقول : الناس مجانين يجعلون الخشن مقابل جلودهم . وقيل : إن الأعمش كان له ولد مغفل فقال له : اذهب فاشتر لنا حبلا للغسيل ، فقال : يا أبة ! طول كم ؟ قال : عشرة أذرع ، قال : في عرض كم ؟ قال : في عرض مصيبتي فيك 238\6
· قال سعيد بن عامر : قيل إن يونس بن عبيد قال : إني لأعد مئة خصلة من خصال البر ما في منها خصلة واحدة . ثم قال سعيد عن جسر أبي جعفر قال : دخلت على يونس بن عبيد أيام الأضحى فقال : خذ لنا كذا وكذا من شاة ثم قال : والله ما أراه يتقبل مني شيء ، قد خشيت أن أكون من أهل النار . قلت : كل من لم يخش أن يكون في النار فهو مغرور ، قد أمن مكر الله به . قال سعيد بن عامر عن سلام بن أبي مطيع أو غيره قال : ما كان يونس بأكثرهم صلاة ولا صوما ، ولكن لا والله ما حضر حق لله إلا وهو متهيىء له . قال سعيد بن عامر قال يونس : هان علي أن آخذ ناقصا ، وغلبني أن أعطي راجحا . وقيل : إن يونس نظر إلى قدميه عند الموت وبكى، فقيل : ما يبكيك أبا عبد الله ؟ قال : قدماي لم تغبر في سبيل الله 290\6
· عبد الله بن عون بن أرطبان الإمام القدوة عالم البصرة ، و كان من أئمة العلم والعمل قال هشام بن حسان : لم تر عيناي مثل ابن عون . قال مثل هذا القول وقد رأى الحسن البصري . وقال ابن المبارك : ما رأيت أحدا أفضل من ابن عون . وقال شعبة شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره ، معاذ بن معاذ عن ابن عون قال : رأيت غيلان القدري مصلوبا على باب دمشق قال ابن سعد : كان ابن عون ثقة كثير الحديث ورعا عثمانيا. حمد بن سعد أنبأنا بكار بن محمد قال : كان ابن عون قد أوصى إلى أبي وصحبته دهرا ، فما سمعته حالفا على يمين برة ولا فاجرة ، كان طيب الريح ، لين الكسوة ، وكان يتمنى أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ، فلم يره إلا قبل موته بسير ، فسر بذلك سرورا شديدا ، قال : فنزل من درجته إلى المسجد فسقط فأصيبت رجله ، فلم يزل يعالجها حتى مات رحمه الله. قال مكي بن إبراهيم كنا عند عبد الله بن عون فذكروا بلال بن أبي بردة فجعلوا يلعنونه ويقعون فيه يعني لجوره وظلمه قال : وابن عون ساكت فقالوا له : إنما نذكره لما ارتكب منك ، فقال : إنما هما كلمتان تخرجان من صحيفتي يوم القيامة ، لا إله إلا الله ، ولعن الله فلانا . و عن ابن المبارك قال : قيل لابن عون : ألا تتكلم فتؤجر ؟ فقال : أما يرضى المتكلم بالكفاف . روى مسعر عن ابن عون قال : ذكر الناس داء ، وذكر الله دواء . قلت : إي والله فالعجب منا ومن جهلنا ، كيف ندع الدواء ، ونقتحم الداء ، قال الله تعالى : }فاذكروني أذكركم {[ البقرة 153 ]}ولذكر الله أكبر {[ العنكبوت 46 ]وقال }الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {[ الرعد 29 ]ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ، ومن أدمن الدعاء ، ولازم قرع الباب فتح له ، وقد كان ابن عون قد أوتي حلما وعلما ، ونفسه زكية تعين على التقوى ، فطوبى له . قال بكار بن محمد السيريني : كان ابن عون إذا حدث بالحديث يخشع عنده حتى نرحمه ، مخافة أن يزيد أو ينقص ، وكان لا يدع أحدا من أصحاب الحديث ولا غيرهم يتبعه ، وما رأيته يماري أحدا ولا يمازحه ، ما رأيت أملك للسانه منه ، ولا رأيته دخل حماما قط ، وكان له **** نصراني يجبي غلته ، وكان لا يزيد في شهر رمضان على حضوره المكتوبة ، ثم يخلو في بيته. قال بكار بن محمد السيريني : وكان إذا جاءه إخوانه ، كأن على رؤوسهم الطير ، لهم خشوع وخضوع ، وما رأيته مازح أحدا ، ولا ينشد شعرا ، كان مشغولا بنفسه ، وما سمعته ذاكرا بلال بن أبي بردة بشيء قط ، ولقد بلغني أن قوما قالوا له : يا أبا عون بلال فعل كذا ! فقال : إن الرجل يكون مظلوما ، فلا يزال يقول حتى يكون ظالما ، ما أظن أحدا منكم أشد على بلال مني ، قال : وكان بلال ضربه بالسياط ، لكونه تزوج امرأة عربية ، وكان فيما حدثني بعض أصحابنا لابن عون ناقة ، يغزو عليها ويحج ، وكان بها معجبا ، قال : فأمر غلاماً له يستقي عليها ، فجاء بها وقد ضربهاعلى وجهها ، فسالت عينها على خدها ، فقلنا : إن كان من ابن عون شيء فاليوم ! قال : فلم يلبث أن نزل ، فلما نظر إلى الناقة قال : سبحان الله ! أفلا غير الوجه ؟ بارك الله فيك ، اخرج عني اشهدوا أنه حر 364\6
· قال محمد بن أبي عدي أقبل علينا داود فقال : يا فتيان أخبركم لعلبعضكم أن ينتفع به ، كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق ، فإذا انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا ، فإذا بلغت إلى ذلك المكان ، جعلت على نفسي أن أذكر الله كذا وكذا ، حتى آتي المنزل . قال الفلاس : سمعت ابن أبي عدي يقول : صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله ، كان خزازا يحمل معه غداءه فيتصدق به في الطريق 377\6
· وعن زيد بن كميت :سمع رجلا يقول لأبي حنيفة :اتق الله !فانتفض واصفر وأطرق وقال :جزاك الله خيرا ، ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا 400\6
· قال حجاج ابن أرطاة : لا تتم مروءة الرجل حتى يترك الصلاة في الجماعة ! قلت : لعن الله هذه المروءة ، ما هي إلا الحمق والكبر كيلا يزاحمه السوقة ، وكذلك تجد رؤساء وعلماء يصلون في جماعة في غير صف ، أو تبسط له سجادة كبيرة حتى لا يلتصق به مسلم ، فإنا لله . قال الأصمعي : أول من ارتشي بالبصرة من القضاة حجاج بن أرطاة سمعت محمد بن نصر سمعت إساق الحنظلي عن عيسى بن يونس قال : كان حجاج بن أرطاة لا يحضر الجماعة فقيل له في ذلك ؟ فقال : أحضر مسجدكم حتى يزاحمني فيه الحمالون والبقالون ! ونقل غير واحد أن الحجاج بن أرطاة قيل له : ارتفع إلى صدر المجلس فقال : أنا صدر حيث كنت . وكان يقول أهلكني حب الشرف72\7
· عن الأصمعي : أن المنصور صعد المنبر فشرع ، فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين اذكر من أنت في ذكره ، فقال : مرحبا لقدذكرت جليلا ، وخوفت عظيما ، وأعوذ بالله أن أكون ممن إذ قيل له : أتق الله أخذته العزة بالإثم ، والموعظة منا بدت ، ومن عندنا خرجت ، وأنت يا قائلها فأحلف بالله ما الله أردت ، إنما أردت أن يقال : قام فقال فعوقب فصبر ، فأهون بها من قائلها ، و اهتبلها من الله ، ويلك إني قد غفرتها ، وعاد إلى خطبته كأنما يقرأ من كتاب 85\7
· العباس بن الوليد سمعت أبي سمعت الأوزاعي يقول : جئت إلى بيروت أرابط فيها ، فلقيت سوداء عند المقابر فقلت لها : يا سوداء أين العمارة قالت أنت في العمارة وإن أردت الخراب فبين يديك 121\7
· عن عبيد الله العيشي قال : كان هشام الدستوائي إذا فقد السراج من بيته يتململ على فراشه ، فكانت امرأته تأتيه بالسراج فقالت له في ذلك ؟ فقال : إني إذا فقدت السراج ذكرت ظلمة القبر . وقال شاذ بن فياض : بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه ، فكانت مفتوحة وهو لا يكاد يبصر بها 152\7
· يمان عن سفيان قال : إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه ، فلا أفعل فأبول دما . ابن مهدي : كنا مع الثوري جلوسا بمكة فوثب وقال : النهار يعمل عمله . وعن سفيان : ما وضع رجل يده في قصعة رجل إلا ذل له . أحمد بن يونس سمعت الثوري مالا أحصيه يقول : اللهم سلم سلم ، اللهم سلمنا وارزقنا العافية في الدنيا والآخرة . وقيل : إن عبد الصمد - عم المنصور - دخل على سفيان يعوده ، فحول وجهه إلى الحائط ولم يرد السلام ، فقال عبد الصمد : يا سيف أظن أبا عبد الله نائما ؟ قال : أحسب ذلك أصلحك الله ، فقال سفيان : لا تكذب لست بنائم ، فقال عبد الصمد : يا أبا عبد الله لك حاجة ؟ قال : نعم ثلاث حوائج : لا تعود إلىّ ثانية ، ولا تشهد جنازتي ، ولا تترحم علي ، فخجل عبد الصمد وقام ، فلما خرج قال : والله لقد هممت أن لا أخرج إلا ورأسه معه. حدثنا وكيع قال : دخل عمر بن حوشب الوالي على سفيان فسلم عليه ، فأعرض عنه فقال : يا سفيان ! نحن والله أنفع للناس منك ، نحن أصحاب الديات ، وأصحاب الحمالات ، وأصحاب حوائج الناس ، والإصلاح بينهم ، وأنت رجل نفسك ، فأقبل عليه سفيان فجعل يحادثه ثم قام فقال سفيان : لقد ثقل علي حين دخل ولقد غمني قيامه من عندي حين قام 243\7
· حدثنا الهيثم بن جميل عن مفضل بن مهلهل قال : حججت مع سفيان فوافينا بمكة الأوزاعي ، فاجتمعنا في دار ، وكان على الموسم عبد الصمد بن علي ، فدق داق الباب قلنا : من ذا ؟ قال : الأمير ، فقام الثوري فدخل المخرج ، وقام الأوزاعي فتلقاه فقال له : من أنت أيها الشيخ ؟ قال : أنا الأوزاعي ، قال : حياك الله بالسلام ، أما إن كتبك كانت تأتينا فنقضي حوائجك ، ما فعل سفيان ؟ قال : فقلت : دخل المخرج قال : فدخل الأوزاعي في إثره فقال : إن هذا الرجل ما قصد إلا قصدك ، فخرج سفيان مقطبا فقال : سلام عليكم ، كيف أنتم ؟ فقال له عبد الصمد : أتيت أكتب عنك هذه المناسك ، قال : أولا أدلك على ما هو أنفع لك منها ؟ قال : وما هو ؟ قال : تدع ما أنت فيه ، قال : وكيف أصنع بأمير المؤمنين ؟ قال : إن أردت كفاك الله أبا جعفر ، فقال له الأوزاعي : يا أبا عبد الله إن هؤلاء ليس يرضون منك إلا بالإعظام لهم ، فقال : يا أبا عمرو إنا لسنا نقدر أن نضربهم ، وإنما نؤدبهم بمثل هذا الذي ترى ، قال مفصل : فالتفت إلىّ الأوزاعيفقال لي : قم بنا من ها هنا ، فإني لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالا ، وإن هذا ما يبالي. 261\7
· ابن ثوبان الشيخ العالم الزاهد المحدث ، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال : أغلظ ابن ثوبان لأمير المؤمنين المهدي فاستشاط وقال : والله لو كان المنصور حيا ما أقالك ، قال : لا تقل ذاك ، فو الله لو كشف لك عنه حتى تخبر بما لقي ما جلست مجلسك هذا 314\7
· حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم سمعت رشيدا الخباز - وكان عبدا صالحا - وقد رآه أبو عبيدة قال : خرجت مع مولاي إلى مكة فجاورنا ، فلما كان ذات يوم جاء إنسان فقال لسفيان : يا أبا عبد الله قدم اليوم حسن وعلي ابنا صالح ، قال : وأين هما ؟ قال : في الطواف ، قال : إذا مرا فأرنيهما ، فمر أحدهما فقلت : هذا علي ، ومر الآخر فقلت : هذا حسن ، فقال : أما الأول فصاحب آخرة ، وأما الآخر فصاحب سيف ، لا يملأ جوفه شيء ، قال : فيقوم إليه رجل ممن كان معنا فأخبر عليا ، ثم مضى مولاي إلى علي يسلم عليه ، وجاء سفيان يسلم عليه فقال له علي : يا أبا عبد الله ما حملك على أن ذكرت أخي أمس بما ذكرته ؟ ما يؤمنك أن تبلغ هذه الكلمة ابن أبي جعفر فيبعث إليه فيقتله ؟ قال : فنظرت إلى سفيان وهو يقول : أستغفر الله وجادتا عيناه 366\7
· أبو دلامة الشاعر النديم صاحب النوادر زند بن الجون وكان أسود منالموالي حضر جنازة حمادة زوجة المنصور فقال له المنصور ما أعددت لهذه الحفرة قال حمادة يا أمير المؤمنين فأضحكه 375\7
· عافية ابن يزيد بن قيس الأودي الكوفي الحنفي ، قاضي بغداد بالجانبالشرقي ، كان من العلماء العاملين ، ومن قضاة العدل، وقيل سبب تركه القضاء : أنه تثبت في حكم ، فأهدى له الخصم رطبا فرده وزجره ، فلما حاكم خصمه من الغد قال عافية : لم يستويا في قلبي ثم حكاها للخليفة وقال هذا حالي وما قبلت فكيف لو قبلت ؟ قال : فأعفاه . توفي سنة نيف وستين ومئة399 \7
· حدثنا جعفر بن عبد الله قال : كنا عند مالك فجاءه رجل فقال : يا أبا عبد الله }الرحمن على العرش استوى {كيف استوى ؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته ، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء ، ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال : الكيف منه غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وأظنك صاحب بدعة ، وأمر به فأخرج100\8
· قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد : هذا كتبته من حفظي ، وغاب عني أصلي ، أن عبد الله العمري العابد ، كتب إلى مالك يحضه على الانفراد والعمل ، فكتب إليه مالك : إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق ، فرب رجل فتح له في الصلاة ، ولم يفتح له في الصوم ، وآخر فتح له في الصدقة ، ولم يفتح له في الصوم ، وآخر فتح له في الجهاد ، فنشر العلم من أفضل أعمال البر ، وقد رضيت بما فتح لي فيه ، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه ، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر 114\8
· عن الليث بن سعد قال : قال لي الرشيد : ما صلاح بلدكم ؟ قلت : بإجراء النيل ، وبصلاح أميرها ، ومن رأس العين يأتي الكدر ، فإن صفت العين صفت السواقي ، قال : صدقت . 158\8
· التراس قيل هو ميسرة بن عبد ربه الفارسي ثم البصري الأكول ، قال الأصمعي : قال لي الرشيد : كم أكثر ما أكل ميسرة ؟ قلت : مئة رغيف ونصف مكوك ملح ، فأمر الرشيد فطرح للفيل مئة رغيف ، ففضل منها رغيفا . وقيل : إن بعض المجان قالوا له : هل لك في كبش مشوي ؟ قال : ما أكره ذلك ، ونزل عن حماره ، فأخذوا الحمار وأتوه وقد جاع بالشواء ، فأقبل يأكل ويقول : أهذا لحم فيل ؟ بل لحم شيطان ، حتى فرغه ثم طلب حماره فتضاحكوا وقالوا : هو والله في جوفك ، وجمعوا له ثمنه . وقيل : نذرت امرأة أن تشبعه فرفق بها ، وأكل ما يكفي سبعين رجلا 165\8
· وقال موسى بن عيسى لشريك : يا أبا عبد الله عزلوك عن القضاء ؟ ما رأينا قاضيا عزل ! قال : هم الملوك يعزلون ويخلعون - يعرض أن أباه خلع - يعني من ولاية العهد 214\8
· حدثنا نصر بن المجدر قال : كنت شاهدا حين أدخل شريك ومعه أبو أميه ، وكان أبو أميه رفع إلى المهدي أن شريكا حدثه عن الأعمش عن سالم بن ابي الجعد عن ثوبان : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " استقيموا لقريش ما استقاموا لكم ، فإذا زاغوا عن الحق فضعوا سيوفكم على عواتقكم ، ثم أبيدوا خضراءهم " قال المهدي : أنت حدثت بهذا : قال : لا ، فقال أبو أمية : علي المشي إلى بيت الله وكل مالي صدقة إن لم يكن حدثني ، فقال شريك : وعلي مثل الذي عليه إن كنت حدثته ، فكأن المهدي رضي ، فقال أبو أمية : يا أمير المؤمنين عندك أدهى العرب ، إنما يعني مثل الذي علي من الثياب ، قل له يحلف كما حلفت ، فقال : احلف ؟ فقال شريك : قد حدثته ، فقال المهدي : ويلي على شارب الخمر - يعني الأعمش وذلك أنه كان يشرب المنصف - لو علمت موضع قبرة لأحرقته ، قال شريك ، لم يكن يهوديا ، كان رجلا صالحا ، قال : بل زنديق ! قال : للزنديق علامات ، بتركه الجمعات ، وجلوسه مع القيان ، وشربه الخمر ، فقال : والله لأقتلنك ، قال : ابتلاك الله بمهجتي ، قال : أخرجوه فأخرج وجعل الحرس يشققون ثيابه ، وخرقوا قلنسوته ، قال نصر فقلت لهم : أبو عبد الله ! فقال المهدي : دعهم 215\8
· أحمد بن عثمان بن حكيم أخبرنا أبي قال : كان شريك لا يجلس للحكم حتى يتغدى ، ويشرب أربعة أرطال نبيذ ، ثم يصلي ركعتين ، ثم يخرج رقعه فينظر فيها ، ثم يدعو بالخصوم ، فقيل لابنه عن الرقعه ؟ فأخرجها إلينا فإذا فيها : يا شريك اذكر الصراط وحدته ، يا شريك أذكر الموقف بين يدي الله تعالى . 216\8
· كان ابن المبارك كثير الاختلاف إلى طرطوس ، وكان ينزل الرقة في خان ، فكان شاب يختلف إليه ، ويقوم بحوائجه ، ويسمع منه الحديث ، فقدم عبدالله مرة فلم يره فخرج في النفير مستعجلا ، فلما رجع سأل عن الشاب ؟ فقال : محبوس على عشرة آلاف درهم ، فاستدل على الغريم ووزن له عشرة آلاف ، وحلّفه ألا يخبر أحدا ما عاش ، فأخرج الرجل ، وسرى ابن المبارك فلحقه الفتى على مرحلتين من الرقة ، فقال لي : يا فتى أين كنت ؟ لم أرك ؟ قال : يا أبا عبدالرحمن كنت محبوسا بدين ، قال : وكيف خلصت ؟ قال : جاء رجل فقضى ديني ولم أدر ، قال : فاحمد الله ، ولم يعلم الرجل إلا بعد موت عبدالله 386\8
· الخليل أبا محمد قال : كان عبدا لله بن المبارك إذا خرج إلى مكة قال : بغض الحياة وخوف الله أخرجني **** وبيع نفسي بما ليست له ثمنا **** إني وزنت الذي يبقى ليعدله ***** ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا * قال نعيم بن حماد : كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق ، يصير كأنه ثور منحور ، أو بقرة منحورة من البكاء ، لا يجترئ أحد منا أن يسأله عن شيء إلا دفعه . قال عبدة بن سليمان المروزي : كنا سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم ، فصادفنا العدو ، فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو ، فدعا الى البراز ، فخرج إليه رجل فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم دعا إلى البراز ، فخرج إليه رجل فطارده ساعة ، فطعنه فقتله ، فازدحم إليه الناس ، فنظرت فإذا هو عبدالله بن المبارك ، وإذا هو يكتم وجهه بكمه ، فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو هو ، فقال : وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا ! 394\8
· وعن ابن المبارك قال : إذا عرف الرجل قدر نفسه ، يصير عند نفسه أذل من كلب . وعنه قال : لا يقع موقع الكسب على العيال شيء ، ولا الجهاد في سبيل الله . وقال : رب عمل صغير تكثره النية ، ورب عمل كثير تصغره النية 400\8
· علي بن الحسن بن شقيق : سمعت ابن المبارك وسأله رجل : عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين ، وقد عالجتها بأنواع العلاج ، وسألت الأطباء فلم أنتفع به ؟ فقال له : اذهب فاحفر بئرا في مكان حاجة إلى الماء ، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ، ويمسك عنك الدم ، ففعل الرجل فبرأ 407\8
· عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الإمام الحافظ المقرئ القدوة شيخ الإسلام أبو محمد الأودي الكوفي ، ولد سنة عشرين ومائة ، وعن حسين العنقزي قال : لما نزل بابن إدريس الموت بكت بنته فقال : لا تبكي يا بنية ، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة . قال الحسن بن الربيع البوراني : قرئ كتاب الخليفة إلى ابن إدريس وأنا حاضر : من عبد الله هارون أمير المؤمنين ، إلى عبد الله بن إدريس ، قال فشهق ابن إدريس شهقة ، وسقط بعد الظهر ، فقمنا إلى العصر وهو على حاله ، وانتبه قبيل المغرب ، وقد صببنا عليه الماء فلا شيء قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، صار يعرفني حتى يكتب إلي ! أي ذنب بلغ بي هذا ! قال ابن عمار الموصلي : كان ابن إدريس من عباد الله الصالحين من الزهاد ، وكان ابنه أعبد منه 42\9
· وقال إبراهيم الحربي : سمعت أحمد يقول : ما رأت عيناي مثل وكيع قط ، يحفظ الحديث جيدا ، ويذاكر بالفقه فيحسن ، مع ورع واجتهاد ، ولا يتكلم في أحد ، أغلظ له رجل ، فدخل بيتا فعفر وجهه ثم خرج إلى الرجل فقال : زد وكيعا بذنبه ، فلولاه ما سلطت عليه 155\9
· أبو زرعة الرازي سمعت أبا جعفر الجمال يقول : أتينا وكيعا فخرج بعد ساعة وعليه ثياب مغسولة ، فلما بصرنا به فزعنا من النور الذي رأيناه يتلألأ من وجهه ، فقال رجل بجنبي : أهذا ملك ؟ فتعجبنا من ذلك النور . وقال أحمد بن سنان : رأيت وكيعاً إذا قام في الصلاة ، ليس يتحرك منه شيء ، لا يزول ولا يميل على رجل دون الأخرى . قال أحمد بن أبي الحواري : سمعت وكيعا يقول : ما نعيش إلا في سترة ، ولو كشف الغطاء لكشف عن أمر عظيم ، الصدق النية ، قال الفلاس : ما سمعت وكيعا ذاكراً أحداً بسوء قط . قلت : مع إمامته ، كلامه نزر جدا في الرجال157\9
· قال عبد الرحمن رسته : سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله ، أيترك الجماعة أياما ؟ قال : لا ، ولا صلاة واحدة ، وحضرته صبيحة بني على ابنته ، فخرج فأذن ، ثم مشى إلى بابهما فقال للجارية : قولي لهما يخرجان إلى الصلاة ، فخرج النساء والجواري فقلن : سبحان الله ! أي شيء هذا ؟ فقال : لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة ، فخرجا بعدما صلى ، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب . قلت : هكذا كان السلف في الحرص على الخير . قال رسته : وكان عبد الرحمن يحج كل عام ، فمات أخوه وأوصي إليه ، فأقام على أيتامه ، فسمعته يقول : قد ابتليت بهؤلاء الأيتام ، فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربع مئة دينار ، احتجت إليها في مصلحة أرضهم 204\9
· عاصم بن علي بن عاصم حافظا صدوقا من أصحاب شعبة ، حدث عنه البخاري ، قال عمر بن حفص السدوسي : سمعنا من عاصم بن علي ، فوجه المعتصم من يحزر مجلسه في رحبة النخل التي في جامع الرصافة ، وكان يجلس على سطح ، وينتشر الناس ، حتى إني سمعته يوما يقول : حدثنا الليث بن سعد ، ويستعاد فأعاد أربع عشرة مرة والناس لا يسمعون ، وكان هارون المستملي يركب نخلة معوجة يستملي عليها ، فبلغ المعتصم كثرة الخلق ، فأمر بحزرهم ، فوجه بقطاعي الغنم فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف . وعن أحمد بن عيسى قال : أتاني آت في منامي فقال لي : عليك بمجلس عاصم بن علي ، فإنه غيظ لأهل الكفر . قلت : كان عاصم رحمه الله ممن ذب عن الدين في المحنة ، فروى الهيثم بن خلف الدوري أن محمد بن سويد الطحان حدثه قال : كنا عند عاصم بن علي ، ومعنا أبو عبيد وإبراهيم بن أبي الليث وجماعة ، وأحمد بن حنبل يضرب ، فجعل عاصم يقول : ألا رجل يقوم معي فنأتي هذا الرجل فنكلمه ؟ قال : فما يجيبه أحد ، ثم قال ابن أبي الليث : أنا أقوم معك يا أبا الحسين ، فقال : يا غلام خفي ، فقال ابن أبي الليث : يا أبا الحسين أبلغ إلى بناتي فأوصيهم ، فظننا أنه ذهب يتكفن ويتحنط ، ثم جاء فقال : إني ذهبت إليهن فبكين ، قال : وجاء كتاب ابنتي عاصم من واسط : يا أبانا إنه بلغنا أن هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل ، فضربه على أن يقول القرآن مخلوق ، فاتق الله ولا تجبه ، فوالله لأن يأتينا نعيك ، أحب إلينا من أن يأتينا أنك أجبت ! 262\9
· وقيل : اغتاب رجل عند معروف فقال : اذكر القطن إذا وضع على عينيك . وعنه قال : ما أكثر الصالحين ، وما أقل الصادقين . وعنه : من كابر الله صرعه ، ومن نازعه قمعه ، ومن ماكره خدعه ، ومن توكل عليه منعه ، ومن تواضع له رفعه ، كلام العبد فيما لا يعنيه ، خذلان من الله ، وقيل : أتاه ملهوف سرق منه ألف دينار ليدعو له فقال : ما أدعو ! أما زويته عن أنبيائك وأوليائك فرده عليه . قيل أنشد مرة في ***** : * ما تضر الذنوب لو أعتقتني * رحمة لي فقد علاني المشيب * وعنه من لعن إمامه حرم عدله343\9
· وعن علي بن موسى الرضى عن أبيه قال : إذا أقبلت الدنيا على إنسان ، أعطته محاسن غيره ، وإذا أدبرت عنه ، سلبته محاسن نفسه . قال الصولي حدثنا أحمد بن يحيى أن الشعبي قال : أفخر بيت قيل : قول الأنصار يوم بدر : * وببئر بدر إذ يرد وجوههم * جبريل تحت لوائنا ومحمد * ثم قال الصولي : أفخر منه قول الحسن بن هانىء في علي بن موسى الرضى : * قيل لي أنت واحد الناس في ك * ل كلام من المقال بديه ** لك في جوهر الكلام بديع * يثمر الدر في يدي مجتنيه * * فعلام تركت مدح ابن موسى * بالخصال التي تجمعن فيه * * قلت لا أهتدى لمدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه * قلت : لا يسوغ إطلاق هذا الأخير ، إلا بتوقيف ، بل كان جبريل معلم نبينا صلى الله عليه وسلم وعليه 388\9
· الحسن بن سفيان : سمعت فياض بن زهير النسائي يقول : تشفعنا بامرأة عبد الرزاق عليه ، فدخلنا فقال : هاتوا ، تشفعتم إلي بمن ينقلب معي على فراشي ثم قال : * ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا * مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا * 567\9
· المزني قال : قلت : إن كان احد يخرج ما في ضميري ، وما تعلق به خاطري ، من أمر التوحيد فالشافعي ، فصرت إليه وهو في مسجد مصر ، فلما جثوت بين يديه قلت : هجس في ضميري مسألة في التوحيد ، فعلمت أن أحداً لا يعلم علمك ، فما الذي عندك ؟ فغضب ثم قال : أتدري أين أنت ؟ قلت : نعم ، قال : هذا الموضع الذي اغرق الله فيه فرعون ، أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك ؟ قلت : لا ، قال : هل تكلم فيه الصحابة ؟ قلت : لا ، قال : تدري كم نجما في السماء ؟ قلت: لا ، قال : فكوكب منها ؟ تعرف جنسه طلوعه أفوله مم خلق ، قلت : لا ، قال : فشيء تراه بعينك من الخلق ، لست تعرفه ، تتكلم في علم خالقه ! ثم سألني عن مسألة فيالوضوء ؟ فأخطأت فيها ، ففرعها على أربعة أوجه ، فلم أصب في شيء منه ، فقال : شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات ، تدع علمه ، وتتكلف علم الخالق ، إذا هجس في ضميرك ذلك ، فارجع إلى الله ، وإلى قوله تعالى :}وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض {[البقرة 163 و 164 ] فاستدل بالمخلوق على الخالق ، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك ؟ قال : فتبت 31\10
· قلت : وقد كان أبو نعيم ذا دعابة ، فروى علي بن العباس المقانعي سمعت الحسين بن عمرو العنقزي يقول : دق رجل على أبي نعيم الباب ، فقال : من ذا ؟ قال : أنا ، قال : من أنا ؟ قال : رجل من ولد آدم ، فخرج إليه أبو نعيم وقبله وقال : مرحبا وأهلا ، ما ظننت أنه بقي من هذا النسل أحد ! 154\10
· قال المأمون لمحمد بن عباد : أردت أن أوليك فمنعني إسرافك ، قال : منع الجود ، سوء ظن بالمعبود ، فقال : لو شئت أبقيت على نفسك ، فإن ما تنفقه ما أبعد رجوعه إليك ، قال : من له مولى عنني لم يفتقر ، فقال المأمون : من أراد أن يكرمني فليكرم ضيفي محمدا ، فجاءته الأموال ، فما ذخر منها درهما ، وقال : الكريم لا تحنكه التجارب ، ويقال : إنه دخل مرة على المأمون فقال : كم دينك يا محمد ؟ قال : ستون ألف دينار ، فأعطاه مئة ألف دينار ، وقيل : إن المأمون قال له : بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة إلا أضفته ؟ فقال : منع الجود ، سوء ظن بالمعبود ، فاستحسنه وأعطاه نحو ستة آلاف درهم ، ثم مات محمد وعليه دين خمسون ألف دينار ، وقيل للعتبي : مات محمد ، فقال : * نحن متنا بفقده * وهو حي بمجده * توفي سنة ست عشرة ومئتين190\10
· ثمامة بن أشرس ، العلامة أبو معن النميري البصري المتكلم ، من رؤوس المعتزلةالقائلين بخلق القرآن ، جل منزله ، وكان نديما ظريفا صاحب ملح ، اتصل بالرشيد ، ثم بالمأمون . قال المبرد : قال ثمامة : خرجت إلى المأمون ، فرأيت مجنونا شد فقال : ما اسمك ؟ قلت : ثمامة ، فقال : المتكلم : قلت : نعم ، قال : جلست على هذه الأجرة ولم يأذن لك أهلها ؟ فقلت : رأيتها مبذولة ، قال : لعل لهم تدبيرا غير البذل ، متى يجد النائم لذة النوم ؟ إن قلت : قبله ، أحلت لأنه يقظان ، وإن قلت : في النوم ، أبطلت إذ النائم لا يعقل ، وإن قلت : بعده فقد خرج عنه ، ولا يوجد شيء بعد فقده ، قال : فما كان عندي فيها جواب . وعنه قال : عدت رجلا وتركت حماري على بابه ، ثم خرجت فإذا صبي راكبه فقلت :لم ركبته بغير إذني ؟ قال : خفت أن يذهب ، قلت : لو ذهب كان أهون علي ، قال : فهبه لي ، وعد أنه ذهب ، واربحشكري ، فلم أدر ما أقول . قال هاشم بن محمد الخزاعي حدثنا الجاحظ سنة 253 حدثني ثمامة قال : شهدت رجلا قدم خصمه إلى وال فقال : أصلحك الله ، هذا ناصبي رافضي جهمي مشبه ، يشتم الحجاج بن الزبير ، الذي هدم الكعبة على علي ، ويلعن معاوية بن أبي طالب 204\10
· قال القعنبي : دخلت على مالك فوجدته باكيا ، فقلت : يا أبا عبد الله ما الذي يبكيك ؟ قال : يا ابن قعنب ، على ما فرط مني ، ليتني جلدت بكل كلمة تكلمت بها في هذا الأمر بسوط ، ولم يكن فرط مني ما فرط ، من هذا الرأي وهذه المسائل ، قد كان لي سعة فيما سبقت إليه264\10
· وعن المأمون قال : أعياني جواب ثلاثة ، صرت إلى أم ذي الرياستين ، الفضل بن سهل أعزيها فيه ، وقلت : لا تأسي عليه فإني عوضه لك ، قالت : يا أمير المؤمنين ، وكيف لا أحزن على ولد أكسبني مثلك ؟ قال : وأتيت بمتنبئ فقلت : من أنت ؟ قال : أنا موسى بن عمران ! قلت : ويحك موسى كانت له آيات ، فائتني بها حتى أومن بك ؟ قال : إنما أتيت بالمعجزات فرعون ، فإن قلت : أنا ربكم الأعلى ، كما قال أتيتك بالآيات ! وأتى أهل الكوفة يشكون عاملهم ، فقال خطيبهم : هو شر عامل، أما في أول سنة فبعنا الأثاث والعقار ، وفي الثانية بعنا الضياع ، وفي الثالثة نزحنا وأتيناك ، قال : كذبت بل هو محمود ، وعرفت سخطكم على العمال ، قال : صدقت يا أمير المؤمنين وكذبت ، قد خصصتنا به مدة دون باقي البلاد ، فاستعمله على بلد آخر ، ليشملهم من عدله وإنصافه ما شملنا ، فقلت : قم في غير حفظ الله قد عزلته280\10
· وفي سنة اثنتين وعشرين كان المصاف بين بابك الخرمي ، وبين الأفشين فطحنه الأفشين ، واستباح عسكره وهرب ، ثم إنه أسر بعد فصول طويلة ، وكان أحد الأبطال ، أخاف الإسلام وأهله ، وهزم الجيوشعشرين سنة ، وغلب على أذربيجان وغيرها ، وأراد أن يقيم الملة المجوسية ، وظهر في أيامه المازيار أيضا بالمجوسية بطبرستان ، وعظم البلاء ، وكان المعتصم والمأمون قد أنفقوا على حرب بابك قناطير مقنطرة من الذهب والفضة........وكان هذا الشقي ثنويا ، على دين ماني ومزدك ، يقول بتناسخ الأرواح ، ويستحل البنت وأمها ، وقيل : كان ولد زنى ، وكانت أمه عوراء يقال لها رومية العلجة......وكانت دولته عشرين سنة بل أزيد ، وكان معه نحو من عشرين ألف مقاتل ، فارغين من الدين ، وبعضهم زنادقة ، وقتلوا وسبوا وأخذوا الحصون....نعم وأمر المعتصم فأركب بابك فيلاً ، وألبسه الديباج وقلنسوة كبيرة من سمور ، وطافوا به ، ثم قطعت أربعته وهو ساكت ، ثم ذبح وطيف برأسه بسامراء ، ثم بعث بأخيه إلى بغداد ، فعمل به كذلك ، ويقال : كان أشجع من بابك ، فقال : يا بابك قد عملت ما لم يعمله أحد ، فاصبر صبراً لم يصبره أحد ! قال : سوف ترى ! فلما قطعوا يده ، خضب صورته بالدم ، فقال المعتصم : لم فعلت ؟ قال : إنك أمرت بقطع أطرافي ، وفي نفسك أن لا تكويها ، فينزف الدم فيصفر لوني ، فتظنونه جزعا مني ، فقال : لولا أن أفعاله لا تسوغ الصنيعة والعفو ، لاستبقيته ثم أحرق وقيل : إنه أباد من الأمة خلائق ، وبخط الإمام ابن الصلاح : أن قتلى بابك بلغوا ألف ألف وخمس مئة ألف ، وأحصي قتلي أبي مسلم الخراساني فبلغوا ألفي ألف 297\10
· وقيل : إن يحيى بن أكثم نظر إليه – و لد المأمون و كان وسيما - فتبسم المأمون فروى يحيى حديثا في النظر إلى الوجه الحسن فقال المأمون : اتق الله فهذا الحديث كذب 298\10
· عن بشر : أتيت باب المعافى فدققت ، فقيل : من ؟ قلت : بشر الحافي ، فقالت جويوية : لو اشتريت نعلاً بدانقين ، ذهب عنك اسم الحافي 474\10
· أبو عبيد قال : سمعني ابن إدريس أتلهف على بعض الشيوخ فقال لي : يا أبا عبيد ، مهما فاتك من العلم ، فلا يفوتنك من العمل. وعن أبي عبيد قال : مثل الألفاظ الشريفة ، والمعاني الظريفة ، مثل القلائد اللائحة ، في الترائب الواضحة 498\10
· قال المروذي : سمعت رجلا من أهل العسكر يقول لأبي عبد الله : ابن المديني يقرئك السلام ، فسكت ، فقلت لأبي عبد الله : قال لي عباس العنبري : قال علي بن المديني وذكر رجلاً فتكلم فيه ، فقلت له : إنهم لا يقبلون منك ، إنما يقبلون من أحمد بن حنبل ، قال : قوي أحمد على السوط ، وأنا لا أقوى . أبو بكر الجرجاني حدثنا أبو العيناء قال : دخل ابن المديني إلى ابن أبي داود ، بعدما تم من محنة أحمد ما جرى ، فناوله رقعة قال : هذه طرحت في داري ، فإذا فيها : * يا ابن المديني الذي شرعت له * دنيا فجاد بدينه لينالها * * ماذا دعاك إلى اعتقاد مقالة * قد كان عندك كافرا من قالها * * أمر بدا لك رشده فقبلته * أم زهرة الدنيا أردت نوالها * * فلقد عهدتك لا أبالك مرة * صعب المقادة للتي تدعى لها * * إن الحريب لمن يصاب بدينه * لا من يرزي ناقة وفصالها * فقال له أحمد : هذا بعض شراد هذا الوثن - يعني ابن الزيات - وقد هجي خيار الناس ، وما هدم الهجاء حقا ، ولا بنى باطلا ، وقد قمت وقمنا من حق الله ، بما يصغر قدر الدنيا عند كثير ثوابه ، ثم دعا له بخمسة ألاف درهم فقال : اصرفها في نفقاتك وصدقاتك. قال ابن عمار الموصلي في تاريخه : قال لي علي بن المديني : ما يمنعك أن تكفر الجهمية ؟ - وكنت أنا أولاً لا أُكفرهم - فلما أجاب علي إلى المحنة ، كتبت إليه اذكّره ما قال لي ، واذكره الله ، فأخبرني رجل عنه : أنه بكى حين قرأ كتابي ، ثم رأيته بعد فقال لي : ما في قلبي مما قلت وأجبت إلى شيء ، ولكني خفت أن اقتل ، وتعلم ضعفي أني لو ضربت سوطا واحداً لمت - أو نحو هذا - قال ابن عمار : ودفع عني علي امتحان ابن أبي دواد إياي ، شفع فيّ ، ودفع عن غير واحد من أهل الموصل من اجلي ، فما أجاب ديانة إلا خوفا55\11
· قال يحيى : ما رأيت على رجل خطا إلا سترته وأحببت أن أزين أمره ، وما استقبلت رجلاً في وجهه بأمر يكرهه ، ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه ، فإن قبل ذلك ، وإلا تركته 83\11
· محمد بن مهرويه : سمعت علي بن الحسين بن الجنيد : سمعت يحيى بن معين يقول : إنا لنطعن على أقوام ، لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة من أكثر من مائتي سنة ، قال ابن مهرويه : فدخلت على ابن أبي حاتم وهو يقرأ على الناس كتاب الجرح والتعديل ، فحدثته بهذه الحكاية ، فبكى وارتعدت يداه ، حتى سقط الكتاب من يده ، وجعل يبكي ويستعيدني الحكاية ، أو كما قال 95\11
· ابن الزيات الوزير الأديب العلامة ، أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن أبان بن الزيات ، كان والده زياتا سوقيا ، فساد هذا بالأدب وفنونه ، وبراعة النظم والنثر ، ووزر للمعتصم وللواثق ، وكان معاديا لابن أبي دواد ، فأغرى ابن أبي دواد المتوكل ، حتى صادر ابن الزيات وعذبه ، وكان يقول بخلق القرآن ، ويقول ما رحمت أحداً قط ، الرحمة خور في الطبع ، فسجن في قفص ، حرج جهاته بمسامير كالمسال ، فكان يصيح : ارحموني ، فيقولون : الرحمة خور في الطبيعة . مات في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ، وله ترسل بديع ، وبلاغة مشهورة ، وأخبار في وفيات الأعيان 172\11
· قال عباس الدوري حدثنا علي بن أبي فزارة جارنا قال : كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة ، فقالت لي يوما : اذهب إلى أحمد بن حنبل ، فسله أن يدعو لي ؟ فأتيت فدققت عليه وهو دهليزه ، فقال : من هذا ؟ قلت : رجل سألتني أمي وهي مقعدة أن أسألك الدعاء ؟ فسمعت كلامه كلام رجل مغضب فقال نحن أحوج أن تدعو الله لنا فوليت منصرفا فخرجت عجوز فقالت قد تركته يدعو لها فجئت إلى بيتناودققت الباب فخرجت أمي على رجليها تمشي هذه الواقعة نقلها ثقتان عن عباس211\11
· قال يوسف بن البهلول الأزرق : حدثنا يعقوب بن شيبة قال : أظل العيد رجلاً ، وعنده مئة دينار لا يملك سواها ، فكتب إليه صديق يسترعي منه نفقة ، فأنفذ إليه بالمائة دينار ، فلم ينشب أن ورد عليه رقعة من بعض إخوانه، يذكر أنه أيضا في هذا العيد في إضاقة ، فوجه إليه بالصرة بعينها ، قال : فبقي الأول لا شيء عنده ، فاتفق أنه كتب إلى الثالث - وهو صديقه - يذكر حاله ، فبعث إليه الصرة بختمها ، قال : فعرفها ، وركب إليه ، وقال : خبرني ما شأن هذه الصرة ؟ فأخبره الخبر ، فركبا معا إلى الذي أرسلها ، وشرحوا القصة ، ثم فتحوها واقتسموها . قال ابن البهلول الثلاثة : يعقوب بن شيبة ، وأبو حسان الزيادي ، وآخر نسيته . إسنادها صحيح 497\11
· أحمد بن المعذل ابن غيلان بن حكم ، شيخ المالكية، قال أبو إسحاق الحضرمي : كان ابن المعذل من الفقه والسكينة ، والأدب والحلاوه في غاية ، وكان أخوه عبد الصمد الشاعر يؤذيه ، فكان أحمد يقول له : أنت كالأصبع الزائدة ، إن تركت شانت ، وإن قطعت آلمت . وقد كان أهل البصرة يسمون أحمد الراهب ، لتعبده ودينه 520\11
· الرواجني الشيخ العالم الصدوق ، محدث الشيعة أبو سعيد عباد بن يعقوبالاسدي الرواجني الكوفي المبتدع، وقال الحاكم : كان ابن خزيمة يقول : حدثنا الثقة في روايته ، المتهم في دينه : عباد بن يعقوب . وقال ابن عدي : فيه غلو في التشيع، عن صالح جزرة قال : كان عباد يشتم عثمان رضي الله عنه ، وسمعته يقول : الله اعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة ! قاتلا عليا بعد أن بايعاه . وقال ابن جرير : سمعته يقول : من لم يبرأ في صلاته كل يوم ، من أعداء آل محمد ، حشر معهم ، قلت : هذا الكلام مبدأ الرفض ، بل نكف ونستغفر للأمة ، فإن آل محمد في إياهم قد عادى بعضهم بعضا ، واقتتلوا على الملك ، وتمت عظائم ، فمن أيهم نبرأ ؟ قال القاسم المطرز : دخلت على عباد بالكوفة ، وكان يمتحن الطلبة ، فقال : من حفر البحر ؟ قلت : الله ، قال : هو كذاك ، ولكن من حفره ؟ قلت : يذكر الشيخ ، قال : حفره : علي ، فمن أجراه ؟ قلت : الله ، قال : هو كذلك ، ولكن من أجراه ؟ قلت : يفيدني الشيخ ، قال : أجراه الحسين - وكان ضريرا - فرأيت سيفا وحجفة ، فقلت : لمن هذا ؟ قال : أعددته لأقاتل به مع المهدي ، فلما فرغت من سماع ما أردت ، دخلت عليه فقال : من حفر البحر ؟ قلت حفره معاوية رضي الله عنه ، وأجراه عمرو بن العاص ، ثم وثبت وعدوت ، فجعل يصيح : أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه . إسنادها صحيح ، وما أدري كيف تسمحوا في الأخذ عمن هذا حاله ؟ وإنما وثقوا بصدقة ، قال البخاري : مات عباد بن يعقوب في شوال سنة خمسين ومائتين536\11
· صالح بن محمد الترمذي ، قال ابن حبان : كان جهمياً يبيع الخمر ، كان ابن راهويه يبكي من تجرئه على الله 539\11
· قال أبو داود السنجي : سمعت يحيى يقول : كنت عند سفيانفقال : بليت بمجالستكم ، بعدما كنت أجالس من جالس الصحابة ، فمن أعظم مني مصيبة ؟ قلت : يا أبا محمد ، الذين بقوا حتى جالسوك بعد الصحابة ، أعظم منك مصيبة . وروى أحمد بن أبي الحواري : عن يحيى : عن سفيان قال : لو لم يكن من بليتي إلا أني حين كبرت صار جلسائي الصبيان ، بعدما كنت أجالس من جالس الصحابة ، قلت : أعظم منك مصيبة من جالسك في صغرك ، بعدما جالس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال فسكت 6\12
· الحسن بن عيسى بن ماسرجس ، الإمام المحدث الثقة الجليل ، أبو علي النيسابوري كان من كبراء النصارى فأسلم ، قال الحاكم : سمعت الحسين بن أحمد الماسرجسي يحكي عن جده وغيره قال : كان الحسن والحسين ابنا عيسى يركبان معاً ، فيتحير الناس من حسنهما وبزتهما ، فاتفقا على أن يسلما ، فقصدا حفص بن عبد الرحمن فقال : أنتما من أجلّ النصارى ، وابن المبارك قادم ليحج ، فإذا أسلمتما على يده كان ذلك أعظم عند المسلمين ، وأرفع لكما ، فإنه شيخ المشرق ، فانصرفا عنه ، فمرض الحسين فمات نصرانيا ، فلما قدم ابن المبارك ، أسلم الحسن على يده ، قلت : يبعد أن يأمرهما حفص بتأخير الإسلام ، فإنه رجل عالم ، فإن صح ذلك فموت الحسين مريداً للإسلام منتظراً قدوم ابن المبارك ليسلم نافع له . قال الحاكم : حدثنا الحافظ أبو علي النيسابوري عن شيوخه ، أن ابن المبارك نزل مرة برأس سكة عيسى ، وكان الحسن بن عيسى يركب، فيجتاز وهو في المجلس ، وكان من أحسن الشباب وجها ، فسأل ابن المبارك عنه ؟ فقيل : هو نصراني ، فقال : اللهم ارزقه الإسلام ، فاستجيب له29\12
· وقال إبراهيم بن عبدالله الزبيبي : سمعت نصر بن علي يقول : دخلت على المتوكل ، فإذا هو يمدح الرفق ، فأكثر ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! أنشدني الأصمعي : * لم أر مثل الرفق في لينه * * أخرج للعذراء من خدرها * * من يستعن بالرفق في أمره * * يستخرج الحية من جحرها * فقال يا غلام : الدواة والقرطاس فكتبهما134\12
· قال أبو بكر الحربي : سمعت السري يقول : حمدت الله مرة ، فأنا أستغفر من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة ، قيل : وكيف ذاك ؟ قال : كان لي دكان فيه متاع ، فاحترق السوق ، فلقيني رجل فقال : أبشر دكانك سلمت ، فقلت : الحمد لله ، ثم فكرت فرأيتها خطيئة . ويقال إن السري رأى جارية سقط من يدها إناء فانكسر ، فأخذ من دكانه إناء فأعطاها ، فرآه معروف الكرخي ، فدعا له قال : بغض الله إليك الدنيا ، قال : فهذا الذي أنا فيه من بركات معروف 186\12
· حدثنا ابن أسلم سمعت المقريء يقول : الشكاية والتحذير ليست من الغيبة ، محمد بن العباس السلطي : سمعت ابن أسلم ينشد : إن الطبيب بطبه ودوائه * * لا يستطيع دفاع مقدور أتى * * ما للطيب يموت بالداء الذي * * قد كان يبري مثله فيما مضى * * هلك المداوي والمداوى والذي * *** الدواء وباعه ومن اشترى * 204\12
· وقال علي بن أبي أمية : لما كان من دخول الزنج البصرة ما كان ، وقتلهم بها من قتلوا ، وذلك في شوال سنة سبع ، بلغنا أنهم دخلوا على الرياشي المسجد بأسيافهم ، والرياشي قائم يصلي الضحى ، فضربوهبالأسياف وقالوا : هات المال ؟ فجعل يقول : أي مال أي مال ، حتى مات ، فلما خرجت الزنج عن البصرة ، دخلناها فمررنا ببني مازن الطحانين ، وهناك كان ينزل الرياشي ، فدخلنا مسجده ، فإذا به ملقى وهو مستقبل القبلة ، كأنما وجه إليها وإذا بشملة تحركها الريح ، وقد تمزقت ، وإذا جميع خلقه صحيح سوى ، لم ينشق له بطن ، ولم يتغير له حال ، إلا أن جلده قد لصق بعظمه ويبس ، وذلك بعد مقتله بسنتين رحمه الله 374\12
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59