عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-14-2012, 04:43 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

القسم الثالث

آثار التشغيل الإلكتروني علي المنهج المحاسبي

EDP Effects on Accounting System Processes



أن التعريف الحديث للمحاسبة على عمومها يذهب إلى أنها عملية تمييز وقياس وتوصيل معلومات اقتصادية ملائمة لاحتياجات مستخدمي التقارير المحاسبية بهدف معاونتهم في اتخاذ قرارات رشيدة .


و بطبيعة الحال فأن لكل نظام من أنظمة المعلومات المحاسبية ( أداريه كانت أو مالية ) منهجه المحاسبي الخاص و المتميز الذي يحكم كافة عمليات تمييز و قياس و توصيل المعلومات التي يهدف هذا النظام إلى إنتاجها .

في القسم ، سوف نلقي نظرة سريعة و لكن عن قرب علي المنهج المحاسبي الذي يتبعه كل نظام من أنظمة المعلومات المحاسبية في إنتاج المعلومات التي يهدف إلى إنتاجها ، و يعقب ذلك محاولة استطلاع التأثير المحتمل للتشغيل الإلكتروني للبيانات المحاسبية علي هذه المناهج.

مناهج القياس في النظم المحاسبية :
يختلف كل نظام عن غيره من أنظمة المعلومات المحاسبية في عناصر عملية إنتاج المعلومات التي يهدف إلى إنتاجها . فكل نظام له مدخلاته من بيانات مالية خاصة و متميزة ، و له مخرجاته التي تتناسب مع أهدافه في شكل تقارير دورية أو قوائم مالية ، وله في النهاية دورته المحاسبية أو منهجه المحاسبي الخاص به و الذي يحكم كيفية تحويل المدخلات المحددة إلى المخرجات المنشودة .

( 1 ) منهج المحاسبة المالية :
تتمثل مخرجات نظام المحاسبة المالية ، أو المنتج النهائي الذي يهدف إلي إنتاجه ، في قائمتين ختاميتين : قائمة الدخل التي توضح نتيجة الأعمال من ربح أو خسارة للمشروع ككل عن فترة زمنية محددة ، وقائمة المركز المالي أو الميزانية ، التي توضح عناصر المركز المالي للمشروع في نهاية تلك الفترة .
المدخلات اللازمة لإنتاج هاتين القائمتين هي بيانات الصفقات أو العمليات المالية " Financial Transactions " الخاصة بالواحدة المحاسبية بوصفها شخصية معنوية مستقلة عن الملاك أو المساهمين . ويشترط أن تكون هذه العمليات قد حدثت فعلاً ، وقابلة للقياس النقدي ، وثابتة في مستندات مؤيده .
أما المنهج المحاسبي المتبع لتحويل هذه البيانات إلى هذه المعلومات الواردة بالقوائم المالية المطلوبة ، و الذي يصوره الشكل التالي ، فيتمثل فيما يلي :

المنهج المحاسبي للمحاسبات المالية
أولا : العمل المحاسبي خلال فترة المحاسبة :
و يتضمن سلسلة من الخطوات التي تحدث بشكل متواصل خلال فترة المحاسبة يطلق عليها أحيانا اسم الدورة المحاسبية " Accounting Cycle " وتتمثل هذه الخطوات فيما يلي :
1 جمع البيانات الخاصة بالمعاملات المالية من واقع مستندات مؤيده .
2 تسجيل هذه البيانات علي أساس فوري في دفاتر اليومية " Journal " في شكل قيود محاسبية " Entries " .
3 ترحيل هذه القيود إلى الحسابات المتخصصة بدفتر أو دفاتر الأستاذ لإمكان تحديد حركة ورصيد كل حساب أو مفرد علي حدة .
4- يتم بصفة دورية ترصيد حسابات الأستاذ و إعداد ميزان المراجعة للتحقق من التوازن الحسابي ، مع ضرورة إجراء المطابقات بين أرصدة الحسابات الإجمالية بالأستاذ العام و أرصدة الحسابات الفرعية بدفاتر الأستاذ المساعد .
5- تقصي أسباب الأخطاء التي يدل عليها عدم توازن ميزان المراجعةأو تكشف عنها المتطابقات الدورية واتخاذ الإجراءات المصححة أولاً بأول .
ثانيا : العمل المحاسبي في نهاية فترة المحاسبة :
يتمثل في أعداد الحاسبات الختامية و الميزانية ( قائمة الدخل المركز المالي ) بعد أجراء التسويات الجردية المناسب ، و أقفال حسابات الإيرادات و المصروفات .
( 2 ) منهج محاسبي التكاليف :
يتمثل الهدف الأساسي لنظام محاسبة التكاليف في قياس التكلفة الفعلية لوحدة المنتج النهائي ، سوء كان هذا المنتج سلعة أو خدمة و بالتالي يتمثل مخرجات النظام بصفة أساسية في إنتاج قائمة التكاليف الفعلية ، عن كل دورة إنتاج ، أو عقب انتهاء كل أمر إنتاج أو مرحلة إنتاجية .

مدخلات النظام هي عناصر التكاليف ، من تكلفة مواد و مستلزمات و تكلفة عمالة وتكلفة خدمات ، سوء كانت هذه التكاليف فعلية تعبر عن أنفاق أو التزام باتفاق ، أو كانت تكاليف محسوبة أو ضمنية تمثل تكلفة خدمات استفادت بها العملية الإنتاجية دون ان يقابل هذه الاستفادة إنفاق فعلي أو التزام بأنفاق من جانب المنشأة ، مثل فائدة الأموال المستثمرة و مقابل إيجار المبني المملوك و المستخدم في العملية الإنتاجية ، و إهلاك الأصول الثابتة التي ليس لها قيمة دفترية .

وتقوم محاسبة التكاليف الفعلية علي إتباع المنهج الأتي :
1 حصر و تمييز عناصر التكاليف الفعلية التي استفادت منها الوحدات المنتجة أو التي تتحمل بها فترة القياس .
2 تحليل عنصر التكاليف إلى تكاليف مباشرة " Direct Cost " و تكاليف غير مباشرة " Indirect Cost " ، وذلك بحسب علاقة العنصر بوحدة النشاط .
3 تتبع عناصر التكاليف غير المباشرة وربطها بمراكز التكلفة المستفيدة " Cost Centers " ، سوء كانت مراكز إنتاج أو مراكز خدمات إنتاجية أو مراكز تسويقية أو إدارية ، الأمر الذي يمكن عن طريقة التوصيل إلى معدلات تحميل هذه التكاليف علي وحدات المنتجات النهائية .
4- تحميل المنتجات بالتكاليف المباشرة التي أنفقت خصيصا عليها ، وتحميلها بنصيب من التكاليف غير المباشرة علي أساس مدي استفادة كل منتج من خدمات مراكز الإنتاج ، وباستخدام معدلات التحميل .
5- إعداد قائمة التكاليف فور الانتهاء من إنتاج كل طلبية أو مرحلة أو أمر إنتاج ، مع بيان متوسط تكلفة الوحدة المنتجة .

( 3 ) منهج محاسبة المسئوليات :
نظام محاسبة المسئوليات نظام رقابة يستهدف تقييم الأداء الوظيفي للمسئولين في خريطة التنظيم الإداري داخل المنشأة . و تتمثل مخرجات هذا النظام في نوعين من التقارير :
· شبكة هرمية من تقارير تقييم الأداء التي تعد و يتم توصيلها بصفة دورية منتظمة . هذه التقارير تمكن كل مسئول من تقييم الأداء الوظيفي للمرؤسين التابعين لإشرافه المباشر. ويلاحظ أنه في الخط الإداري الأول تركز هذه التقارير علي تفاصيل العمل ذاته ، و لكن كلما صعدنا في إلي مستوي أعلي في الهيكل التنظيمي ، كلما قلت التفاصيل وزادت درجة التجمع " Aggregation " في محتويات التقرير .
· تقارير استثنائية " Exception Reports " ، تصدر بصفة طارئة إذا تبين من المقارنات و التحليلات الدورية أن هناك ما يستحق لفت انتباه و نظر الإدارة العليا .

أما عن مدخلات النظام فتتمثل في عناصر التكاليف القابلة للتحكم " Controllable Costs " بالنسبة لكل مركز من مراكز المسئولية ، مع ملاحظة أن هذه التكاليف تتميز بأمرين :
أ أن ما يخرج عن نطاق تحكم المشرف علي مركز مسئولية معين سوف يخضع غالب لتحكم المسئول عن مركز مسئولية أخر أو في مستوي أعلي . فكل التكاليف تكون قابلة للتحكم لو نظرنا إليها علي مستوي المشروع ككل .
ب أن ما يخرج عن نطاق التحكم في المدى القصير قد يصبح خاضعا للتحكم في المدى الطويل .

و عليه فأن مفهوم التكاليف القابلة للتحكم هو مفهوم نسبي ، يجب تناوله بالنظر إلى ظروف كل مركز مسئولية علي حدي .

أما عن المنهج الرقابي لمحاسبة المسئولية ، فيمثل فيما يلي :
1- وضع أهداف محددة مقدمة للأداء بالنسبة لكل مركز مسئولية علي حدي . هذه الأهداف تترجم عادة إلى موازنة تقديريه تتضمن مستويات التكلفة التي ينتظر حدوثها لمستوي النشاط المستهدف . و يجب إعداد هذه الموازنة علي أساس مفهوم التكاليف القابلة للتحكم.
2- قياس التكاليف الفعلية ، القابلة للتحكم ، لمستوي النشاط الفعلي الذي حدث بالمركز خلال فترة القياس . وتستخدم في ذلك مجموعة من النماذج والكشوف والسجلات التحليلية .
3- مقارنة التكاليف الفعلية بالتكاليف المحددة مقدما لتحديد الفروق أو انحرافات التكلفة ، سوء كانت انحرافات موجبة أو سالبة .
4- تحليل الانحرافات للوقوف علي أسبابها و تحديد المسئولية عنها ، و اقتراح الإجراءات الكفيلة بتنمية الانحرافات الموجبة ، وتجنب تكرار حدوث الانحرافات السالبة .
5- إعداد و توصيل تقارير المسئولية ، حتى تتخذ القرارات المناسبة لتحسين و زيادة مستوي فاعلية الأداء الوظيفي في المستقبل .

الأثر علي مناهج القياس المحاسبية :
من عرضنا السابق للعمليات المحاسبية ، أو المنهج المحاسبي الذي يتبناه كل نظام من أنظمة المعلومات المحاسبية في تمييز و قياس و توصيل التقارير أو القوائم التي يهدف النظام إلي إنتاجها ، ويتضح :
· أن لكل نظام منها ذاتية المستقلة ، و أنه يختلف عن غيره من أنظمة المعلومات المحاسبية في كل العناصر الأساسية للعملية : المدخلات ، المخرجات ، و كيفية تحويل المدخلات المحددة إلي المخرجات المطلوبة .
· أن المصدر الأساسي للبيانات التي تمثل مدخلات كل نظام هو بيانات العمليات المالية الخاصة للمشروع عن فترة المحاسبة ويضاف إليها مجموعة أخري من البيانات التشغيلية القابلة للقياس الكمي حسب الحاجة . و يمكن القول بأن الإثر البارز للتشغيل الإلكتروني علي مناهج هذه النظم يتمثل في توقيت حودث الخطوات التي يشتمل عليها كل منهج . . . إذ يصبح من المتوقع دماج بعض هذه الخطوات معاً .

و بطبيعة الحال سوف يتوقف مدي الدمج علي المنطق المستخدم في تصميم البرنامج التطبيقي . ففي نظام المحاسبة المالية مثلاً :
· قد يصمم البرنامج بحيث تتم عمليات التسجيل و الترحيل و الترصيد بطريقة آنية دون فواصل زمنية بينها كما في نظام المعالجة اليدوية . و في مثل هذه الحالة فأن أثر أي عملية مالية جديدة علي ميزان المراجعة يحدث بمجرد ادخلها ، حيث يمكن للمستخدم في أي وقت استخراج ميزان مراجعة يتضمن حركة أو ارصدة جميع الحسابات حتى أخر عملية .
· بل و يمكن تصميم البرنامج بحيث يسجل أولاً بأول أثر كل عملية علي كل من عناصر قائمة الدخل و قائمة المركز المالي ، الأمر الذي يسمح بإمكانية استخراج هذه القوائم علي فترات دورية قصيرة ( شهريا أو كل ثلاثة شهور مثلاً ) ، و هم ما يتعذر تحقيقه في ظل نظم المعالجة اليدوية .

الخــلاصة :
نلخص من كل ما تقدم إلي أن تأثير نظم التشغيل الإلكتروني علي العملية المحاسبية في النظم المختلفة أشد قوة و أعمق تغلغلاً منه علي هياكل تلك النظم . و في كل الأحوال لم يغير هذا التأثير من الطبيعة الفنية لمناهج القياس المحاسبي أو مساراتها أو فلسفتها الحاكمة ، وإنما انصب في جملته و تفصيله علي الطريقة أو الكيفية التي تعمل بها تلك النظم علي تحقيق أهدافها .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59