بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمن ِالرَّحِيمِ
السَّلامُ عَليكُم وَرحمَة الله تعالى وَبركاته
باسم الله نبدأ وَعليه نتوكَّل وَهُوَ ربُّ العَرش العَظيم
مُجْتًمعنَا اليَومْ
نحنُ نَعِيشُ فِي مُجتمعٍ يُعاقِبُ الشخصَ عَلى كُلِّ أفعالِه . يُعاقِبُ عَلى مَاضِي المرئِ وَ كُلِّ حَيثيَّاتِه .
لا يَعترفُ بالغُفران ولا النِّسيَان وَ لا الثَّوبَة
يُعاقِبُ الفتاة عَلى زلةِ طيشٍ فِي لحظةِ إغراء حتى لَو طرَقَت باب العَليِّ القدير فسامَحَها .. لا يُسامِحُونَ هُم !
يُعاقِبُونَ أُماً تخلَّت عَن أبنائِهَا تحتَ ظروفٍ قاهِرَة ثمَّ عادَت باحَثةً عَنهُم عِندَمَا ساعدَتها الظروف فيحرمُونهَا مِن حقِّ إشباعِ شوقِ الأمِّ لفلذاتِ الكبد !
يُعاقِبُونَ سارقاً سرقَ لكَيْ يشترِي دواءً لأمِّهِ المُسِنَّة فقد طُرِدَ مِن العَمَل وَ طرقَ جَمِيعَ الأبواب .
لكِنَّ كُلَّ الأبواب تردد عندك واسطَة ؟ مُستعِد تدفع فلوس ؟
فيكُون جوابُه : " عندي الله " فتـُقفل الأبوابُ فِي وجهه فيلتجأ للسَّرقَة مِن أجلِ لقمَةِ عَيش ؛ وَ عِندَمَا يتُوب وَ يجدُ عملاً مُناسباً ، يُصنِّفُهُ المُجتمَع فِي فئةِ السَّوابِق !
وَهلُمَّا جرى مِن الأمثِلةِ التِي يندَى لها الجبين وَيرتعِشُ لها قلبُ مُسلمٍ مِن مُسلمٍ لا يرحَم وَلا يُسامِح .
فمَن نحنُ حتى لا نُسامِح وَ نُحاسب وَالله الذِي خلقنَا يسامِح .
لماذا نحنُ مُجتمَعُ البارحَة ؟
لماذا نتشبثُ بالماضِي ؟
ولماذا لا نعِيشُ الحَاضِر بكُلِّ تفاصِيله ؟
أم أنَّ الحاضِرأصْبَح هو المَاضي الذي يُكَرِّرُ نفسَه ؟!
دمتم برعاية الرحمن وحفظه