السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المشتاقون والمشتاقات لرمضان ..
v أتاكم شهر الخير
إنه شهر الخير والرحمة , شهر النقاء والعفة , شهر الطهر والصفاء
فيه تصفو القلوب , وتسمو النفوس , وترقى الأرواح ..
فهنيئاً لنا جميعاً بإقباله , والخير في لياليه وأيامه ..
إنه شهر الخيرات , وشهر المسرات ..
فهنيئاً لنا والله , وحقٌ لنا أن نستبشر به , وكيف لا نستبشر وقد بشر النبي r أصحابه فقال :
[أتاكم رمضان , شهرٌ مبارك]
قال ابن رجب –رحِمه الله- : (هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم لبعض بشهر رمضان)
ما هي إلا ليالي تمضي حتى ندخل في أول ليلة من تلك الليالي العظيمات , تلك الليالي إذا دخل ينادي منادي : يا باغي الخير أقبل , ويا باغي الشر أقصر .
يقول النبي r : [إذا كان أول ليلةٍ من شهر رمضان : صُفِدت الشياطين و مردة الجن , و غُلِّقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب , و فُتِّحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب , و يُنادى منادٍ : يا باغي الخير أقبِل , ويا باغي الشر أقصر , ولله عتقاء من النار و ذلك كل ليلة
v ما أعظمك يا رمضان
لقد استودع الله فيك كنوزاً عظيمة , لكنّ الناس فيها بين حالين :
§ بين معتقٍ لنفسه فآخذٍ من هذه الفضائل , وهذه النوافل بحظٍ وافر حتى يُكتب اسمه ضمن العتقاء من النار
§ وبين نفس موبقة مغرقة في الشهوات واللهوات حتى بعُدت عن مواطن الخيرات
حتى أصبحت تلك النفوس محرومة في شهر الفضائل , في شهر تتنزل فيه كثيرٌ من الرحمات , والله –جلّ وعلا- رحيم يرحم عباده متى شاء , وكيف شاء ..
لكن تلك الليالي لها مزايا , ولها فضائل من الرحمات وفتح أبواب الجنان , ما ليس لسواها من الليالي ..
· كم من محرومٍ في ذلك الشهر ؟
· وكم من معتوقٍ في ذلك الشهر ؟
ويا ترى ليت شعري : هل نحن من العتقاء من النار ؟
أو أننا من البعداء ؟ - نسأل الله السلامة والعافية –
v إنه شهر التراويح , وكثرة الإطعام , و فيه نزل القرآن {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
فضرب لنا السلف أروع الأمثال .
إنه شهرٌ تُفتح فيه أبواب السماء ولا يُغلق منها باب .. يا الله ما هذا الفضل العظيم ؟
ولماذا تُفتح أبواب السماء ولا يُغلق منها باب ؟
قال أهل العلم : (لأن الأعمال الموصلة إلى الجنات تكون كثيرة في ذلك الشهر , وتغلق أبواب النار ولا يفتح منها باب لأن الأسباب الموصلة إلى عذاب الله –جل وعلا- تكون في ذلك الشهر قليلة وبعيدة
v شهر التسابيح , وشهر التراويح , شهرٌ يقومه الناس بخضوع وخشوع , شهرٌ يقبل فيه التائبون , ويقبل فيه العابدون , ويقبل فيه الخاضعون , ولو أقبل العاصون "أولئك الذين أثقلت كواهلهم الذنوب" لوجدوا من الرحمات ونسائم المغفرة ما تسعد به قلوبهم فيقبلون على الله –جل وعلا- بقلوب مخبتة متضرعة ..
v إنه شهر فيه ليلة هي خيرٌ من ألف شهر ,[من حُرِم خيرها فقد حُرِم] كما قال النبي rرواه النسائي
ويا ترى لماذا يقول النبي r : [من حُرِم خيرها فقد حُرِم] ولم يُبين مقدار الحرمان ؟
قال أهل العلم : (لعِظم الحرمان الذي فات ذلك المحروم , أخفى الله مقدار الحرمان) نسأل الله السلامة والعافية
يُتبـــع ...
***
دمتم بخير