غالبية المصائب التي أشعلت اليمن والصومال والسودان ومصر وليبيا وتونس كانت انعكاساً لصراعات الدول التي قامت على أنقاض الدول المدمرة اقتصادياً من خلال شراء الذمم ...
دأبت الدول التي قام اقتصادها على تجارة الموانئ بشراء الذمم وتكوين التحالفات وانفاق ملايين بل مليارات الدولارات لتمنع باقي الدول التي تقع على طرق التجارة الدولية بين القارات من ازدهار موانئها ..واستقطاب مراكز التجارة العالمية .
ولا أدل على ذلك بأوضح مما حصل في اليمن وفي الصومال وفي مصر .
دول صغيرة قيمة وقامة امتلكت بين ليلة وضحاها مليارات سمحت لقراصنتها العبث ببلدان عريقة جذورها ضاربة في تاريخ البشرية على هذا الكوكب في مفارقة مثيرة للجدل وللسخرية . والعجيب أن المصفقين لها لا يلاحظون ذلك مع أن المشهد امامهم أوضح من الشمس في رابعة النهار .
ماذا لو ازدهرت موانئ اليمن ؟ ماذا لو لم تحكم اليمن ثلة من الفاسدين سياسياً وإنسانياً الذين قبلوا أن تهمش اليمن وتنتشر القبلية ، وتمنع من المنافسة اقتصادياً والإزدهار تجارياً ليبقوا في كراسيهم يحكمون ويتحكمون في مقدرات اليمنيين ؟؟ بالتأكيد ستنتقل اليمن إلى مصاف الدول الحديثة المتقدمة وتصبح قبلة التجار والسفن ... وتنافس موانئ أوروبا وأمريكا . ويرتفع مستوى دخل اليمنيين وتطيب حياتهم .
ماذا لو حققت مصر حلمها في جعل مشروع الميناء الكبير يتحقق .؟؟ من الذي سيستفيد ومن الذي سيخسر ؟؟
هذا السؤال الأخير ... الإجابة عليه بضمير بعيد عن التحيز لأي جهة كانت سيوضح جذور الأزمة المصرية التي تتعقد
الآن ستتفجر مشكلة ميناء جزيرة سواكن السودانية ( قريباً) وسوف تبدأ أذرع الأخطبوط بلالتفات حولها لتدمر كل ما يقف أمامها في سبيل عدم تطوير ميناء عليها وإقامة مشاريع كبرى فيها .