الطاغية والطغيان
ـــــــــــــــــــــــــ
ـ الطغيان آفة من الآفات التي تنزل بالأقوام والشعوب فتدمر كيانها ، وتهلك أهلها ، وتأتي على الأخضر واليابس فيها ، وحين يزداد الطغيان بين الناس ، وتستشري شروره ثم يركن الناس إلى الطغاة ، ويستمرئون الخضوع والاستكانة لمظالمهم وطغيانهم ، يعمهم الله بالعذاب ، ويحاسبهم على ذلك محاسبته للطغاة أنفسهم .
ـ لقد كان فرعون مثلاً صارخاً للطاغية المتجبر ، وكان قومه صورة للأقوام التي خضعت وتابعت
الطاغية ، ووصل الأمر بفرعون إلى ادعاء الألوهية والاستخفاف بعقول الناس ، والإعراض عن كل الآيات التي جاءته من الله حتى أهلكه الله وقومه .
ـ وردت قصة فرعون في سبع وعشرين سورة ، فضلاَ عن الإشارة إليها في ثنايا بعض السور الأخرى وعرضتها الآيات مفصلة ومقتضبة ، وعرضت صوراً لطغيان فرعون وضلالاته وبغيه وكفره .
ـ وأمرُ فرعون مثلٌ لكل طاغية يجاوز الحد في الظلم والتجبر والاستبداد والمعصية ، والاستخفاف بعقول الناس وإرادتهم ومصالحهم ، وكلما أنس السكوت على ظلمه ، والخضوع لبغيه وعدوانه ازداد صلفاً وتجبراً وتمرداً ، حتى يصل إلى التألُّه ، وادعاء الإرادة المطلقة في مصائر الناس من حوله .(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) قضايا ثقافية ـ محمد حسن بريغش
ـــــــ البيان ـ ع : 152 ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ