الموضوع: عبادات المؤمن
عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 03-02-2012, 02:00 PM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي

صور من قيام الصحابة والتابعين:
ويقول عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:" يا عبدالله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل" رواه البخاري 1152 ومسلم 2725 والامام أحمد 2\170، فانظر الى تشجيع النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الصحابي على قيام الليل، وتحذيره اياه من تركه، فانه حرمان ليس بعده حرمان.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول عن عبدالله بن عمر:" نعم الرجل عبدالله، لو كان يقوم الليل" رواه البخاري 1121 1122 ومسلم 6320 والامام أحمد 2\146. فما ترك عبدالله رضي الله عنه قيام الليل بعد سماعه الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وكان لا ينام الا قليلا.. فهل تحب أو ترضى أن يحزن عليك أو يغضب منك الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
وروي أنه صلى الله عليه وسلم ذهب الى سيدنا علي وزوجه فاطمة رضي الله عنهما ليتفقدهما ويوصيهما فطرق الباب عليهما ليلا فوجدهما نائمين، فقال:" ألا تصليان"؟! رواه البخاري 1127 ومسلم 1815 والامام أحمد 1\91.
واستيقظ صلى الله عليه وسلم ليلا فوجد زوجاته نائمات، فقال صلى الله عليه وسل:" من يوقظ صواحب الحجرات؟!"، من يوقظ هؤلاء النائمات لكي يعبدن الله تعالى؟! ثم يقول كلمة صعبة فيها ترغيب وترهيب، يقول:"فربّ كاسية في الدنيا، عارية يوم القيامة" رواه البخاري 5844.. فانظر الى هذا الحديث وتأسّ بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يحرص على إيقاظ زوجاته ليقمن الليل، واحرص على إيقاظ زوجتك أو أختك أو والدتك.. فمن دعا الى هدى كان له مثل أجر من اتبعه من غير أن ينقص من أجره شيئا.
وحدث موقف في إحدى الغزوات يمثل مدى استغراق وحب الصحابة رضوان الله عليهم في قيام الليل، ومدى استغراقهم في لذة المناجاة وحلاوة القرب. فقد وقف العبّاد بن بشر يصلي الليل كله وكان مكلفا بحراسة المسلمين في إحدى الغزوات فأتى رجل من الأعداء فرماه بسهم فوقع في كتفه لكنه كان كما أشرنا مستغرقا في لذة القرب وحلاوة المناجاة، فنزع السهم واستغرق في صلاه ولم يعبأ بالجرح والدم والألم، فلم يلبث الكافر أن رماه بسهم آخر فيقع في كتفه أيضا، فينزعه ويكمل الصلاة.. فيعيد الرجل الكرة مرة ثالثة ويقع في المكان نفسه (أنظر.. ونحن إذا أصيب أحدنا في أصبعه بألم صغير أو جرح بسيط لربما قصر في صلاة الفريضة! – فيخرج عبّاد الله- وانظر فقد كان اسما على مسمى: فعبّاد صيغة مبالغة من عابد، وحقا كان الرجل عبّادا لله وإلا لما تحمّل كل ذلك وصبر عليه وهو واقف بين يدي الله.. ولو قطع الصلاة لعفا الله عنه بإذنه تعالى)، ثم يركع ويسجد ويسلم، ثم يوقظ الصحابي الآخر الذي يتناوب معه الحراسة، لا لشيء إلا ليتولى حراسة المكان، لا ليشكو ما حدث له!! فيسأله الصجابي الآخر: لماذا لم توقذني من أول سهم رميت به؟ فيقول: كنت أقرأ سورة من القرآن فكرهت أن أقطعها! ولأن أكمل الركعتين أحب اليّ من خروج روحي.
ولعلك تندهش لهذا وتتعجب له.. ولكن الحقيقة أن من جرب لذة القيام وذاق حلاوت شهرا واحدا فهم كلام عبّاد بن بشر رضي الله عنه!!
*وهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان تحت عينيه خطان أسودان من كثرة البكاء! وكان يقوم الليل ويوقظ أهله ويقرأ قوله تعالى:{ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} سورة طه 132، وذات مرة يقرأ سورة الطور حتى اذا وصل الى قوله تعالى:{ انّ عذاب ربك لواقع* ما له من دافع} الطور 7-8 سقط مريضا، فظل الصحابة يعودونه شهرا، لا يدرون ما به!!
*وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه اذا هدأت العيون وأرخى الليل سدوله، سمع له دويّ كدوي النحل وهو قائم يصلي!!
*وهذا سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه كان يقسم الليل ثلاثة أثلاث، فيقوم الثلث الأول، ثم يوقظ امرأته فتقوم الثلث الثاني، ثم توقظ امرأته ابنتهما الوحيدة فتقوم الثلث الأخير!! ( الله!! ما أحسن هذا، بيت كله طاعة وتهجد وعبادة لرب الأرض والسماء!! هل رأيت أو سمعت أو تخيلت أفضل من هذا؟!).. فلما ماتت زوجته قسم الليل هو وابنته، فكان يصلي نصف الليل وتصلي ابنته النصف الآخر.. فلما مات أنس رضي الله عنه حرصت ابنته على أن تقوم الليل كله لله رب العالمين!!
أين نحن من هؤلاء؟! اننا والعياذ بالله، من أبناء الدنيا.. ولسنا أهل الآخرة.
*ويقول أحد التابعين: كابدت قيام الليل سنة، فاستمتعت به عشرين سنة.
*وكان أحدهم يضع يده على فراشه ويمررها عليه ويقول: والله انك للّين، ولكن في الجنة ما هو ألين منك!!
*وكان احدهم ينظر الى فراشه وهو في غاية الجهد والتعب ثم يقول: أطار النوم جهنم نوم العابدي!!
*وهذا سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما يقول: اذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم.. وأن ذنوبك الكثيرة قيدتك!!
*وكان للحسن البصري رحمه الله جارية فباعها.. فلما جاء اليل قامت الجارية فأخذت تنادي: يا اهل الدار: الصلاة الصلاة! فقالوا: أطلع الفجر؟! فقالت: ألا تصلون إلا المكتوبة! فقالوا نعم.. فرجعت الى الحسن البصري وقالت: يا مولاي، ردني، فإنك بعتني لقوم لا يصلون إلا الصلوات الخمس!
*وهذا أحد التابعين يقول: رأيت امرأة في المنام فقلت لها: من أنت؟ فقالت: حورية من حوريات العين، فقلت: زوجيني نفسك، فقالت: اخطبني من سيدي، فقلت وما مهرك؟ قالت: طول القيام!!
*ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لم يبق من حلاوة الدنيا الا ثلاثة أشياء: قيام الليل، ولقاء الإخوان، والصلاة في جماعة!!
*ويقول الفضيل بن عياض: إذا قربت الشمس فرحت بالظلام كي ينام الناس فأخلو بالله عز وجل!.
*وهذا المنصور بن المعتمد كان يصلي على سطح بيته كأنه جذع نخلة، فلما مات قال ابن جاره لأمه: يا أماه.. أين الجذع الذي كان على سطح المنصور؟ فقالت: يا بني لم يكن جذعا إنما كان المنصور..
*وأحد التابعين دخل عليه رجل وهو يبكي، فقال له: أتشتكي؟ قال: بل أشد، قال: أفقدت بعض أهلك؟ قال: لا، فحجب الرجل وقال: أضاعت أموالك؟! قال: بل أشد، قال: وما أشد من ذلك؟ قال: نمت البارحة ولم أصل الليل!!..
*ويقول أحد التابعين: منذ أربعين سنة ما حزنت على شيء كحزني على طلوع الفجر!!
ترى لماذا يا أخي؟ يقول: يطلع عليّ الفجر وما قضيت وطري من قيام الليل! ولم أقض نهمي من القرآن!
ومن اعتكف أو تهجد في العشر الأواخر شعر بلذة العبادة والطاعة.
*ويقول أحد التابعين: أهل الليل في ليلهم أشد لذة من أهل اللهو في لهوهم!!
وأنا أقول: ومن لا يصدق فليجرب!! فلذة القيام أحلى من لذة الجلوس مع الأهل أو مشاهدة التلفاز أو اللعب أو مشاهدة مباراة!!
*روي أن الله تعالى أوحى الى عبده داود عليه السلام:" يا داود، إن لي عبادا أحبهم ويحبونني، وأشتاق اليهم ويشتاقون اليّ، ان قلدتهم أحببتك"، فقال داود: يا رب، دلني عليهم، فقال:" يراعون الغلال بالنهار ويحافظون علىالصلوات، ويحنون الى الليل، كما تحن الطيور الى أوكارها!!". وأنا أسألك: عمرك حنيت أو اشتقت لقيام الليل! "حتى إذا جاء الليل وخلى كل حبيب بحبيبه، ففرشوا اليّ وجوههم، ونصبوا الي أقدامهم وناجوني بكلامي، وتملقوا الي بإنعامي، فهم بين صارخ وباك وبين متأوه وشاك!! أتعلم يا داود؟! أعطهم ثلاثة أشياء:
الأول: لو كانت السموات السبع والأرضون السبع في ميزانهم يوم القيامة، لاستقللتها عليهم.
والثاني: أقذف من نوري في وجوههم وفي قلوبهم.
والثالث: أقبل عليهم بوجهي. أفرأيت يا داود من أقلت عليه بوجهي أيعلم أحد ماذا أريد أن أعطيه؟!"
*وكان الامام أبو حنيفة رحمه الله يقوم الليل أحيانا بآية واحدة يرددها طوال الليل، وهي قوله تعالى:{ بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرّ} القمر 46، كان يرددها ويبكي.
وكان يقوم أحيانا بقوله تعالى:{ فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم} الطور 27.
*وهذا حسان بن ثابت يناجي الله في ظلمة الليل يقول له: بابك لم أغادره، ولم اسع الى غيرك، فاسمح لي بالرضى، وأشرف أنني أعبدك، الهي خالق الأكوان.. لا أسعى الى غيرك!.
*وهذا مالك بن دينار رحمه الله كان يقوم الليل فتسمعه زوجته يناجي ربه: الهي، أنت وحدك، تعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا؟!
*وكان سليمان الداري يناجي ربه بالليل قائلا: لئن سألتني يا رب عن ذنبي يوم القيامة لأسألنك عن رحمتك، ولئن سألتني عن تقصيري لأسألنك عن عفوك، ولئن قذفتني في النار لأخبرنّ أهل النار اني أحبك!!
*وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام الليل دعا ربه تعالى:" اللهم لك الحمد.. أنت رب السموات والأرض ومن فيهن.. ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن.. ولك الحمد أنت قيّم السموات والأرض من فيهن.. ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة جق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق. اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا اله إلا أنت". رواه البخاري 1120 ومسلم 1805 1806 والامام أحمد 1\358.
-------------------------------------
__________________


رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59