العبرة بمن أخلص وصدق!
تذكرون سحرة فرعون وأصحاب موسى؟
ْ
إن أصحاب موسى آمنوا قبل *****ة بسنوات وسنوات .. وشهدوا مع موسى معجزات شتى .. وأدركوا ألف مرة ومرة أنهم يقفون خلف رسول كريم ..
ْ
ولكنهم حين ما اشتد عليهم بالبلاء .. صاحوا: إنا لمغرقون .. لقد باعنا ربك يا موسى!!
ْ
أما *****ة .. فلقد آمنوا متأخرين .. بل إنهم حتي لم تترك لهم الأحداث فرصة أن يتعلموا ذلك الدين الجديد الذي آمنوا به!
ْ
لكنهم حين نزلت بهم النازلة .. قالوا بوثوق القديم: اقض ما أنت قاض .. إنما تقضي هذه الحياة الدنيا!!؟
ْ
أي عظمة تلك!!؟
ْ
من أين جاءوا بهذا اليقين .. والإيمان لا يزال في قلوبهم ضيفا جديدا !؟
ْ
تتذكرون حمزة بن عبد المطلب حين لطم أبا جهل على وجهه، صائحا: أتسب محمدا وأنا على دينه!؟
ْ
لم يكن الموقف بتلك الدرامية والبساطة التي تصورها لنا الأفلام التاريخية..
ْ
لقد كان موقفا عصيبا..
ْ
نعم .. كان حمزة سيدا في قومه .. لكن عمرو بن هشام ومن حوله من المشركين لم يكونوا هينين أيضا..
ْ
يكذب من يقول إن حمزة كان واثقا من ردة فعلهم الضعيفة..
ْ
يكذب من يقول إن حمزة حين لطم أبا جهل لم يكن يتوقع أن حياته قد تكون ثمنا فوريا لما فعل..
ْ
لكن شيئا في قلبه تمكن منه حتي ملك عليه شعوره ونفسه وحياته .. فأصاب عملا سبق به مئات من المؤمنين في مكة قبله بسنوات!
ْ
لا تستغرب إذن يوم القيامة حين تجد أناس كنت أنت من تدعوهم إلى الصلاة يوما .. ثم ها هم يسبقونك اليوم في ميزان السماء ..
ْ
لا تستغرب حين تجد أناس عاشوا طيلة عمرهم يشار إليهم بالبنان شيوخا وعلماء .. ثم هم اليوم من المقبوحين!
ْ
هكذا يبقي دين الله تحكمه قاعدة قاهرة..
ْ
ليس العبرة بمن اشتهر أو سبق .. إنما العبرة بمن أخلص وصدق!
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
|