عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-25-2012, 02:36 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي



(1)


لا أذكر على وجه الدقة من قائل هذه العبارة التي وجدتها مدونة عندي في بعض مسودات بين أوراقي يقول صاحبها: إذا خرجت حكومة ما عن دائرة وظيفتها المبدئية في حماية حياة مواطنيها و***** حرّياتهم وممتلكاتهم.. وفرّطت في ثروة الأمة لصالح الأغنياء والأجانب فستقع لا محالة في أيدي قوى مستغلة تدفع الحكومة إلى تقنين عمليات النهب لصالح هذه القوى..!.

(2) وكالة الأغذية والأدوية:

في ظل هذا المعنى ظهرت وكالة الأغذية والأدوية الأمريكية التي يرجع تاريخ نشأتها إلى سنة 1906 بعد حملة قومية كبرى كان وراءها شخصية قوية باسْم "هارفي واشنطون وايلي" من رجال روكفلر، استطاع أن يدفع الحكومة للتدخل في مراقبة صناعة الأغذية والأدوية وتولى هو مركز أول رئيس لهذه الوكالة.. نأتي بعد ذلك إلى عجائب ممارسات هذه الوكالة في مراقبة الصناعات الغذائية والدوائية:

أول مثال نذكره وربما أشهر الأمثلة في زمنه: أن إحدى شركات الأدوية طرحت في السوق مضاد حيوي باسْم "إلِكْزير أوف سلفا نيلامايد" Elixir of Sulfanilamide.. وقد تم اختبار المركب الكيميائي من حيث مظهره الخارجي وطعمه ورائحته فقط..! ولكن الوكالة المحترمة لم تعبأ بإجراء اختبارات الأمان من ناحية الاستخدام الآدمي.. وإنما حولت للشركة المنتجة مهمة أن تقوم هي بالتأكّد من صلاحية أي مركب دوائي جديد للاستخدام الآدمي.. ثم تقدم تقريرها للوكالة فتسمح لها بعرضه في الأسواق مباشرة للتداول.. وكانت نتيجة استعمال هذا العقار على نطاق واسع مأساوية.. وعلى ذلك رأت الحكومة الأمريكية أن علاج هذا الخلل هو أن تتوسع في منح الوكالة صلاحيات أكبر من أهمها أن تقوم بسحب أي دواء من السوق ترى أنه غير صالح للاستخدام.. فماذا كانت النتيجة من واقع الممارسات العملية...؟

كانت النتيجة كارثية فإن بعض العقاقير التي سُمح ببقائها على رفوف الصيدليات وكذلك البعض الذي سُحب منها لم يكن على أساس أي بحث علمي على الإطلاق.. وفي هذا الصدد نشرت مجلة العلوم Science Magazine كلاماً تقرر فيه أن وكالة الأغذية والأدوية ليست بالمكان السعيد الذي يمكن أن يعمل فيه العلماء، فقد أبدى الكثير منهم تأفّفاً شديداً من تدخّل قيادات الوكالة في أبحاثهم ووضع العقبات في طريقهم.. خصوصاً في مشروعات الأبحاث طويلة المدى خوفاً من أن تأتي النتائج بحقائق تحرج الوكالة أمام شركات الأدوية.. كما انتقدوا الوكالة في مواقفها غير المبرّرة من معاقبة العلماء الذين يعارضون مواقفها...

(3)عقار ثاليدومايد Thalidomide:

اشتهر هذا العقار في أوائل الستينات من القرن العشرين، و ظهرت بعد ذلك حالات كثيرة من المواليد المشوهين ممن تعاطت أمهاتهن الثاليدومايد أثناء الحمل.. وقد أعطى القانون الجديد الوكالة سلطة سحب مثل هذه العقاقير وتدميرها حيث أعلنت أنه غير فعّال.. ولكنها تراخت في اتخاذ أي إجراء لمواجهة خطره خصوصاً أنه كان قليل الاستخدام في الولايات المتحدة.. وإن انتشر استخدامه في البلاد الأخرى مثل أستراليا.. وقد كنت حاضراً هناك في (السبعينات من القرن العشرين) ورأيت ضحايا الثاليدومايد أطفالاً مشوهين على شاشات التلفزة.. رفعت أمهاتهم قضايا أمام المحاكم على شركة الأدوية المنتجة للعقار.. النقطة الجوهرية هنا هي أن الأضرار التي نتجت عن هذا العقار لم يكن سببها أنه غير فعال فقط كما وصفته الوكالة ولكن لأنها لم تؤدَّ واجبها لإثبات استخدامه الآمن فلم تقم بإجراء أي بحوث أو اختبارات حقيقية.. معتمدة فقط على تقارير معامل الشركة المنتجة..

ومما يؤكد تواطؤها مع الشركة علمها بأن آثار العقار لا تظهر إلا بعد فترة طويلة من تاريخ استخدامه.. أما حكاية أن العقار فعّال أو غير فعال فالوحيد الذي يستطيع أن يقرر ذلك بيقين هو المريض الذي يتعاطى العقار.. والمهمة التضامنية بين الوكالة والشركات فهي البحث والفحص والتقرير بأن العقار ضار أو غير ضار بصحة الإنسان.. بمعنى أنه لا يحتوي على عناصر كيميائية ضارة وأن الكميات الموجودة نسبها فيه آمنة.. ولأن الوكالة تقاعست عن أداء هذا الواجب تعرضت لانتقادات شديدة واتهّمت بالفساد الضارب في أطنابها.. هذا الفساد كما يؤكد (جريفين) كان السبب في وفاة الملايين.. عندما منعت وجود واستخدام فيتامين بي 17 في الولايات المتحدة بدون مبرر علمي أو بحث موضوعي وإنما تحت ضغوط شركات الأدوية التي تحتكر صناعية أدوية علاج السرطان.. يقول (جريفين): لا شك أن هناك كثير من الشرفاء في وكالة الأغذية والأدوية ولكن هؤلاء موظفون صغار لا يملكون التأثير على سياسة الوكالة.. فالقادة الكبار فقط هم أصحاب الرأي والقرار وهم المستفيدون من توجيه سياسة الوكالة.. وهم الذين يلعبون لعبة السياسة على حساب الحقيقة العلمية في معظم قراراتهم وأنشطتهم.

في صورة كاريكاتيرية ساخرة ولكنها صادقة يتناول (إدوارد دي جرينفيلد) موقف وكالة الأغذية والأدوية عندما يتبيّن لها وجود عقار في السوق ينبغي سحبه من الصيدليات فإن الوكالة تستدعي الصحافة والإعلام للتصوير والترويج للحدث الهام.. وتتعلق أنظار الجمهور بالحدث البطوليّ الجلل الذي ستقوم به الوكالة من أجل حماية صحة المواطنين، ثم تذهب إلى صيدلية صغيرة ليفتش رجالها رفوفها ويجمعون علب العقار الممنوع تداوله تحت عدسات التصوير، ويأخذ الصحفيون أقوال قائد الحملة لنشره على أوسع نطاق، ثم يتابع قائلاً: إن رجال الوكالة يتجنبون الصيدليات الكبرى ومخازن شركة الدواء الممنوع.. لماذا؟ والإجابة عنده أنها تمهل الكبار وتمنحهم الوقت والفرصة لتوزيع الدواء أو التخلص منه على مهل.. إنها تبادر بالإجراءات الفورية القاسية مع الدكاكين الصغيرة لأن الصغار لا يملكون السلطة ولا المال للاعتراض في المحاكم.. حيث تكاليف القضاء باهظة، فالوكالة مستعدة وقادرة فقط على قمع الصغار من أصحاب الأعمال وتدويخهم في المحاكم وتعريض أعمالهم للإفلاس، أما الكبار فلا تملك المساس بهم..

وفي هذا يقول عمر جاريسون (Omar Garrison) كلاماً لا يحدث عادة إلا في الدول القمعية من العالم الثالث: "من القضايا التي انخرطت فيها وكالة الأغذية والأدوية وكانت مدمّرة لصاحب القضية.. ولكنها بدت في أول الأمر وكأنها ستنقلب على الحكومة بالخسارة.. هنا كشّر واحد من كبار موظفي الوكالة أنيابه وهدّد موكّل صاحب القضية قال له: إذا خسرنا هذه القضية فسوف نخرج لكم قانوناً آخر يدينكم ولن تفلتوا منا عندئذ...!.. ولم يكن هذا التهديد في الهواء" يقول جاريسون متابعاً حديثه: هناك أدلة كثيرة في قضايا من هذا النوع تمكنت الوكالة بأساليبها في تمطيط القضايا والدفع والاستشكالات المتجدّدة من تحطيم خصومها ودفعهم إلى حافة اليأس والإفلاس.. وإذا حدث وظل الخصم يتحدى الوكالة وقراراتها فعليه أن يتوقع منها مزيداً من الغضب وأن يظل هدفاً متصلاً للاضطهاد.. وهذه عينة من ألوان الاضطهاد: يجد الضحية في اليوم التالي رجال الضرائب يطرقون بابه ويحاولون الوصول إلى أخطاء ما في ملفّاته المالية.. وإذا باع مُنتجاً فسيجد على أكتافه المفتش التجاري يسائله.. وإذا قام بالإعلان عن مُنتج ما اتصلت الوكالة بالراديو والتلفاز لتهديدهما بأنهما معرضان بهذا الإعلان المشبوه إلى المساءلات القانونية.. وهكذا تمضي سلسلة المواجهات وتشويه السمعة حتى تنهار الضحية..

ملاحظة هامة:

ظن بعض القراء أن لديّ حلولاً أو إجابات على استفسارات مثل: ماذا يفعلون لتجنيب أطفالهم مخاطر التطعيم؟؟ إلى غير ذلك من استفسارات.. وأود أن أقرر هنا أنني أعتبر نفسي مجرد باحث مجتهد رأيت أخطاراً تحيط بالأمة، أخطاراً حقيقية تساندها شواهد وأدلة، وأردت بما كتبت وأكتب أن أنبه المخلصين من أبناء هذه الأمة المستباحة إلى ضرورة الفحص والتدقيق في اللقاحات والأدوية التي ترد إلينا من الخارج والتأكد من سلامتها قبل استخدامها.. وامتلاك الأجهزة والأدوات اللازمة والمهارات التقنية المناسبة لإجراء هذه الفحوص.. حتى يأتي الوقت الذي نستغني فيه عن هذه المواد المستوردة الملوثة، بعلاجات ننتجها نحن بعقولنا وأيدينا وفي مصانعنا.. وإذا كنتُ قد تحدثتًًُ عن فيتامين بي 17 كعلاج بديل للسرطان فأنا لم أقصد الترويج لدواء معين دون دواء آخر. وإنما أقصد دعوة الأطباء المخلصين المؤمنين أن ينظروا في الطبيعة التي خلق الله فيها دواء لكل داء.. وأضعف الإيمان أن يحاولوا تجريب فيتامين بي17 في علاج السرطان.. وهو دواء اكتشفه إخوان لهم في أمريكا وجربوه في سبعينات القرن العشرين على آلاف المرضى فنجحوا في العلاج.. ولذلك انقضّت عليهم شركات الأدوية واستعانت بأجهزة الدولة للقضاء عليهم فسحبت منهم تراخيص مزاولة المهنة الطبية وأغلقت عياداتهم ومستشفياتهم وقدمتهم إلى المحاكم ووضعت بعضهم في المعتقلات..

عرفت قصّتهم وتعاطفت معهم وكتبت عن تجربتهم وصمودهم أمام البغي وأمام الحملات الإعلامية المأجورة.. وحاولت أن أنزع هالات القداسة الزائفة عن وجه مؤسسات ضالعة في خدمة المصالح الاحتكارية لشركات الأدوية مثل منظمة الصحة العالمية والجمعية الطبية الأمريكية ووكالة الأغذية والأدوية الأمريكية وجمعية السرطان الأمريكية، شاركت جميعها في الحملة الظالمة على أطباء العلاجات الطبيعية البديلة لمرض السرطان..

أنا ليس هدفي إذن أن أصف علاجاً ولا من شأني أن أقدّم نصيحة طبية ما.. ولقد فوجئت مساء الأربعاء 8 أكتوبر الجاري بأحمد منصور يقدم في برنامجه الشهير (بلا حدود) واحداً من أشهر الأطباء الأمريكيين متخصص في اللقاحات والأمصال يحذر من لقاح أنفلونزا الخنازير بصفة خاصة ويضع كل التطعيمات في دائرة الشك.. ويرى أن هذا المرض الخنزيري يمكن الوقاية منه بعلاجات طبيعية بديلة.. ويمكن للقارئ أن يطّلع على هذا اللقاء في قناة الجزيرة على شبكة الإنترنت..

وقد علمت أيضاً أن خبراء آخرين في العلاج الطبيعي ينصحون من يضطر إلى التطعيم اضطراراً أن يتحصن بجرعة مركزة من فيتامين سي لا تقل عن ثلاثة جرامات قبل التطعيم ومثلها بعد التطعيم.. وأن يحافظ على جرعة أقل بعد ذلك يومياً لمدة أسبوع أو أسبوعين.. فإن (فيتامين سي) يقلل من التأثيرات الضارة للتطعيم.. وهم يشترطون ألا يُؤْخذ فيتامين سي على معدة خالية من الطعام..

ولكن إذا أصر القراء على معرفة موقفي الشخصي مثلاً من التطعيم بصفة عامة فأنا لا أقترب منه مطلقاً منذ عرفت احتمالات مخاطره.. ولا أنصح به أحداً ولا أشجع أحداً عليه... كما أنني أفضل الموت على العلاج بالبتر والحرق بالأشعة أوالتسمّم بالكيماوي.. ورحم الله صديقي الحميم أحمد رمزي سليمان الذي عانى ما عانى من هذه العلاجات الوحشية قبل وفاته.. وكذا صديقي الراحل دكتور عبد الوهاب المسيري الذي ظل متماسكاً شامخاً رغم ما كان يعانيه من آلام المرض والنفقات الباهظة حتى آخر لحظة في حياته.. أما صديقي ورفيق عمري في الدراسة منذ المدرسة الابتدائية الدكتور رشاد قاسم الأستاذ السابق بكلية الطب جامعة الأزهر.. و كان قد أمضى فترة تدريب وهو نائب في القصر العيني في قسم جراحة السرطان في أوائل الستينات من القرن الماضي.. أذكر أنه قال لي: لو حدث وأصبت بهذا المرض فإنني أتمنى على الله أن يقبض روحي ولا أتعرض لهذه الجراحات البشعة.. ويشاء الله وهو في قمة نجاحه العلمي والأكاديمي أن يدخل العناية المركزة وهو لم يكد يبلغ من العمر سبعة وثلاثين عاماً.. فلما تبين له أن إصابته في الكبد خطيرة استسلم لإرادة الله وتهيّأ للقاء ربه.. وقال لهم: أخرجوني من العناية المركزة فلعل هناك مريض آخر هو أولى مني بهذا المكان.. يرحمك الله يا أخي ******.. بعد ستة وثلاثين عاماً تنساب دموعي كلما تذكرتك وتذكرت هذا الموقف الإنساني النبيل في أحرج لحظة من لحظات حياتك...
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59