الموضوع: سيرة حافظ
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-19-2018, 08:11 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي سيرة حافظ




رأت عيوني النور أول مرة في دار الهداية بشرق الرياض وكان عمري حينها يقارب خمس أو ست سنين، كانت بداية بسيطة لصغري وكان الدافع أمي التي كانت تعمل في دار الهداية حينها فسجلتني في حلقات الدار.
ثم ما لبثت أن انتقلت إلى دار الذكر بغرب الرياض التي قضيت فيها أجمل سنين عمري.

ختمت القرآن ختمتين -بحمد الله-، الأولى وأنا في الصف الثاني متوسط وكانت خالية تماماً من المشاعر، لم يتراقص قلبي فرحاً ولم يهطل من عيني غزير الدمع، ولعل ذلك حينها لعدم فهمي ومعرفتي بعظم قدر ما أحمل بين جنبيّ، كنت أراجع بعد ذلك بشكل غير منتظم حتى التحقت بمعهد إعداد معلمات القرآن الكريم بغرب الرياض بعد الختمة الأولى بسبع سنوات، وكانت تجربة جادة ختمت فيها كتاب الله في نهاية العام الثاني. كانت مشاعري يوم تلك الختمة مختلفة كليا، كنت أبكي طوال الأسبوع الذي يسبق يوم الختمة وقبل أن أدخل الحلقة، ثم يوم الختمة كنت أشعر بنبض قلبي المتزايد من لحظة خروجي من باب المنزل، ولم تكن تلك مشاعري وحدي بل مشاعر كل الزميلات، رغم أنها لم تكن الختمة الأولى لأي منا، بكينا لحظتها بشدة، وشعرت حينها بحلاوة الكتاب وحلاوة الختم، لأنني هذه المرة أعي كل حرف بحق، ومررت على كل آياته أحاول تدبرها، وأحاول العيش بما جاء فيها.

مررت في مسيرتي بمواقف كثير لا تنسى وأكثر موقف يخطر على بالي إنّ حلقات الحفظ كانت مقسمة على حسب الأجزاء وقت دراستي وكنت أدرس مع حلقة المتوسط والثانوي وأنا بالصف الخامس، وكانت بينهم طالبة متميزة ممدوحة بين المعلمات ولكن كنت أنا قد سبقتها في الحفظ فأشارت إليّ مرة والمعلمة تسمّع للطالبات وقالت لي: "رقية هذه الكلمة ماعرفت اقرأها شلون سمعتيها أنتِ؟ وكانت الكلمة يتفيأ من الآية: "أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) سورة النحل."
رغم صغري حينها لكن تولد داخلي شعور حمد عظيم لأن الله اختارني لأعلم شخص ما كلمة من كتابه، وأظن من تلك اللحظة ولد في داخلي حبّ تعليم كتاب العزيز.

ومن المواقف التي أثرت بي أيضا بالصف الأول الثانوي كنت جديدة على مدرستي ولم أكون علاقات فكنت ألجأ إلى المصلى أراجع حفظي حتى تولت مهمة إحياء المصلى معلمتان-جزاهما الله عني خير الجزاء-وكنت إحداهن مدرستي لمادة الفقه وكانت تعلم عن ختمي ودخلت مرة أعرض نصاب المراجعة على المعلمة الأخرى فأخبرتها معلمتي أني ختمت، وكنت غير منتبهة مسترسلة بتسميعي فقامت على غفلة مني وقبلت رأسي، كنت أجِلّ هذه المعلمة كثيراً وموقفها ذلك أثر فيّ كثيراً، وغرقت أفكر هل أنا أهلٌ لأن يقبل رأسي؟ هل فعلاً أديت حق كتاب الله؟ هل وعيت آياته؟ هل عملت بما فيه؟




فريق أراسيل الدعوي 🌿

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59