الاحتفال بثورة 17 فبراير
احتفل الشعب الليبي أمس الجمعة الموافق 17 فبراير بانتصار ثورته على صنم من الأصنام التي حكمت العالم العربي ، تميزت الاحتفالات بتلقائية شديدة كان يحاول النظام السابق أن يفتعلها ، فقد توجه الشعب الليبي إلى ساحة الشهداء متجمعا مبتهجا رافعا علم الاستقلال بفرح شديد لم المس هذا الفرح الذي لم أر له صورة من قبل بين الناس إلا يوم أمس ، حقيقة لا أستطيع أن اصف مظاهر الفرح والسرور والابتهاج التي كانت تبدو على وجوه الصغار والكبار .
علقت الأعلام في الشوارع الرئيسة منها والفرعية وكذلك تم طلاء الأبواب والنوافذ بلون غير اللون الأول الذي كان النظام السابق يأمر الناس باستخدامه
رصد مظاهر الاحتفال تحتاج لصحفي متمرس ولكن ما أردت قوله أن الاحتفالات عمت مدن وقرى ليبيا دونما تدخل من سلطة أو توصية من أحد ، وإنما كانت الاحتفالات تعبر عن فرحة الشعب الليبي بسقوط نظام اعتقل الوطن هو وأزلامه واختصر الوطن في شخصه .
لم يكن الولاء للوطن بل كان له ، فإن كنت له مواليا فافعل ما شئت ، كان وطنا سليبا بمعنى الكلمة لا بنية تحية له لا صحة ولا تعليم ولا صناعة ولا زراعة إلا فيما يخص النفط لان عوائده تعود عليه وعلى ابنائه ومن هم حوله .
طرح فكر يبدو انه لم يكن يفهمه هو كان على شاكلة رز مصري تمر هندي ..... ، وقد اصطدم تطبيق النظرية بعقبات كثيرة منها أن تكون النظرية يمكن تطبيقها على ارض الواقع ، فإن كان ذلك متعذرا سقطت النظرية كغيرها من النظريات التى انهارت بعد ان انهار واقع تطبيقها كالنظرية الشيوعية في الاتحاد السوفيتي سابقا .
في سبيل مجده الشخصي قتل وسجن وعاث في الارض فسادا ، لم يتعظ كما لم يتعظ غيره .
لم يدرك ان الشعوب مثل الماء المحبوس لابد وأن يجد يوما منفذا ، في إحدى مسرحيات السيدة فيروز سألت لماذا يبدأ الحكام دائما خطاباتهم بقولهم باسم الله والشعب ( رغم تحفظي طبعا على الجمع ) فكان الجواب لآن الله والشعب بيطولوا بالهم كتيييييييير على الحكام .
هناك الكثير من المعوقات في الطريق ولكن من عرف أول الطريق فلابد ان يكمله .

محمد خطاب

__________________
محمد خطاب