حظر التدخين يسعر الكراهية بين الألمان
شتائم وضرب وركل وإشهار سكاكين
رغم مرور أيام قليلة على تطبيق قانون منع التدخين في المرافق والأماكن العامة، فقد سجلت الشرطة الألمانية مئات الوقائع التي تعبر عن المغالاة في تطبيق القانون بدون رحمة. وتحولت بعض المدن الألمانية إلى «غرب أميركي لا يستطيع المرء فيه أن يدخن حتى «غليون سلام» مع السكان الأصليين»، كما كان يقال في الغرب القديم. وشهدت المدن الألمانية، حسب وسائل الإعلام، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية الكثير من الحوادث التي كادت تودي بحياة بعض المعتدى عليهم.
في مدينة زاربركن بولاية زارلاند، رفضت امرأة التماس النادل التوقف عن التدخين في المقهى. وألقت عقب السيجارة بقوة على الأرض، ورد عليها النادل بأن حمل العقب وأطفأه في فتحة صدرها. وتقبل رجال الشرطة شكوى النادل على المرأة، إلا أنهم رفعوا دعوى جزائية عليه بتهمة إلحاق الضرر الجسدي بالمرأة.
وفي محطة قطارات مدينة ميونخ انتزع محام، 41 سنة، السيجارة من يد فتاة عمرها 16 سنة كانت تدخن على سلالم المحطة وقذفها في وجهها. وغرم القاضي المحامي 600 يورو لأن التدخين على هذه السلالم كان مسموحا به. وفي العاصمة برلين هاجم شاب غير مدخن، 25 سنة، شابا آخر كان يدخن سيجارة في محطة متر غيزوند برونين، ولكمه مرتين على وجهه. واعترف غير المدخن بأنه نزع السيجارة من يد المدخن ولم يهاجمه إلا بعد أن قام المدخن بشتمه. وأقام رجال الشرطة الدعوى على غير المدخن، الذي نصب نفسه منفذا للقانون، في محطة المترو التي يعني اسمها «ينابيع الصحة».
ولم يسر قانون حظر التدخين في مدينة كولون بعد (ولاية الراين الشمالي فيستفاليا) إلا أن حلاقا هدد أحد زبائنه بالموسى ما لم يكف عن التدخين. وهاجم آخر مدخنا بسكين مهددا بذبحه ما لم يكف عن التدخين في قسم غير المدخنين من مطعم «ماكدونالدز» في ساحة بارباروسا بلاتس.
وانتهت «مغامرة» تدخين سيجارة في حافلة نقل الركاب ببرلين في المستشفى لأن المدخن لم يسمع تحذيرات شابين يجلسان خلفه، حيث طلب الشابان من المدخن، 65 سنة، الكف عن التدخين، لكنه لم يأبه بتحذيراتهما المتكررة. فأوسعاه ضربا وركلا وألقيا به خارج الحافلة وهما لا يعرفان أنه أصم ولم يسمع تحذيراتهما.
ودخل قانون حظر التدخين في المدارس والمستشفيات ومرافق الدولة حيز التطبيق منذ أشهر، كما دخل قرار حظر التدخين في المقاهي والمطاعم، في بعض الولايات، يوم أول من أغسطس (آب) الحالي. وهناك ولايات أخرى مترددة بين تعميم حظر التدخين في المطاعم والمقاهي في سبتمبر (أيلول) أو تركه ليقرر فيه أصحاب هذه المطاعم شرط توفير قاعات خاصة للمدخنين.