مستحيل ان تطيعه وتخسر
قصة يرويها الشيخ محمد راتب النابلسي
---------------------
كنت مرة راكبًا مع إنسان ، فسألته سؤالاً ،
قد يكون سؤالاً عادياً ،
قلت له : هذه المركبة متى اشتريتها ؟
قال لي : من كذا سنة ،
ولكن لها قصة ،
قلت له: ما قصتها ؟
قال لي : أنا ساكن في حي بعيد عن عملي ،
وما عندي مركبة ،
وكنت متألماً جداً من أزمة المواصلات ،
ومن حمل الأغراض ،
فاشتريت ورقة يانصيب لعلي أربح ،
فأشتري بالمال مركبةً أحل بها مشكلتي ،
اشتريت هذه الورقة ،
ودخلت إلى أحد المساجد ،
فإذا الخطبة عن اليانصيب ،
علق الآمال على هذه الورقة ، فما كان من هذا الخطيب إلا أن يتكلم على اليانصيب ،
أخرج الورقة ،
ومزقها في المسجد خوفاً من الله ،
قال لي : أنا بالعادة أعمل في عشرين قطعة مئة قطعة ،
جاءني إنسان يريد خمسين ألف قطعة قال لي :
ربح هذه الصفقة ثمن هذه السيارة ،
كان تعليقي أنا :
إنه معقول أن تمزق ورقة اليانصيب في الجامع خوفًا من الله ،
ثم لا يعطيك الله مقابلا ، قصص لا تعد ولا تحصى ،
لو أردت أن أعزز هذه الحقائق بقصة لا تعد ولا تحصى ،
هل من المعقول أن تدع شيئاً لله ، وتكون أنت الخاسر ،
معقول أن تطيعه وتخسر ؟ وأن تعصيه وتربح ؟
معقول أن ترعى أولادك
والله عز وجل يجعلهم عاقين لك ،
مستحيل ،
معقول تختار زوجة لأنها مؤمنة ، ثم لا تسعد بها ؟ مستحيل ،
معقول أن تترك عملاً لله فيه دخل كبير وترضى بدخل يسير ، ولكنه شريف ،
وتكون آخر الناس ؟
مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن تطيعه ، وتخسر وأن تعصيه وتربح
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
|