عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-19-2013, 06:07 PM
كرت عشوائي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
الدولة: أبحث عن وطن
المشاركات: 52
افتراضي لقد بعت القمر يا جدي ..عمر موسى



كان الليل بريئا لم يلوثه صهيل الضوء , وضجيج الكهرباء .. وكان القمر سيد السماء ..

الأنسام تحمل عطر ليلى .. وقيس في بدايات الجنون .. وأول الجنون حلم , يختصر المسافة بين عناق ليلى .. ولوعة الفراق .
الليل عباءة تقينا جمر الصيف , ولحافا نشده على الجسم النحيل , فيمحو لسعات البرد إلى حين .

والقنديل ظل رقيق ينعكس على خشخشة المذياع , وترانيم أغنية يرددها الليل كلما أمعن في وحدته , وتمادى في اختلاس النجوم من صفحة السماء ..


والليل محراب لمن أدمن الإيماان . ونافذة تطل على كل الأماني , وتزخر بشتى الأحلااام .

ما أقرب الله حين تتعب النجوم , وتلهج الشفاه اليائسة بالدعاااء .
يتكيء الأسى على وسائد حلم مترعة بهديل الأماني , نصفها وهم , ونصفها رجااااْء ..

في عباب الليل تضطرب الرؤى , لكن طيف ليلى لا يغيب . أراها في حفيف النسيم , ووهج النجوم .. ووجيب قلب أدمن الهوى .. فنادمه الحرمان .
.
***

قد بعت القمر يا جدي , وعبرت أبواب المدينة .. والمدينة تسخر من ليلى , ومن عتمة الأقمار ..

الليل دون ظل, وليلى دون طيف , ودون سراج يغازل وهن النجوووم . وليلى دون نكهة .. كسائر النساء .
ألف ليلى يبصقها الليل في مقلتي , تذوب في ضجر القلب .. دون أن تترك عنوانا , ودون أن يكون لها أسمااااء .
المحراب أبواب موصدة . والطريق إلى السماء بعيدة وكلما أخلصت في الركض , حانت ساعتي . لكني ما زلت بحاجة لساعات أخرى . كي أدرك غايتي .

كان الخبز ساخنا , والزيت مرآة تحكي علاقة عشق بين الجوع والبصل الأخضر . ثم برد الخبز يا جدي فاكتظت مائدتي بأصناف الطعام .
لكن التخمة لا ترمم جوعي , والجوع لعنة أثقلت كاهل الأيااام .
كان رغيف الخبز يكفينا .. ونصيب منه للأنااام .

ما عاد الخير يفيض , فكيف نداوي بردا ينخر العظاااام ؟


قد بعت القمر يا جدي .. فسامحني ..

أقدام المدينة تسحقني , والروح .......


حطاااااااام .

المصدر: ملتقى شذرات


آخر تعديل بواسطة كرت عشوائي ، 08-27-2016 الساعة 03:55 PM
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59