الليبرالية نواتها وثمارها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ مِن المسلَّمات أن الفكر الليبرالي فكرٌ مولَّدٌ من مجموعة غرائز ونزوات ، وأكثر بل جُل الأفكار منبعها غريزي ، والأفكار التي لا تعتمد على أصل غريزي لا تستقر ولا تدوم غالباً ، فيبقى العمل بها قليلاً ثم يتلاشى ، وأما الغريزي فمكان الخطأ فيه هو أن أصل القول أو الفعل غريزة ثابتة في الفطرة ، ولكن تم وضعه في غير موضعه كالشذوذ اللواط والزنا والسحاق ، أو الزيادة عن الحد المأذون به شرعاً مما يتوافق مع أصل الغريزة ولا يُلغيها كالزواج بأكثر من أربع ، أو إبداله بغيره كإبدال الأكل من لحوم الأنعام والطيور والأسماك بلحم الخنزير والكلاب والميتة ، وإبدال سائر معادن الأواني بآنية الذهب والفضة والأكل فيها ، فأصلها فطري لذا يجد السامع البسيط لها ما يتوافق مع أصل غريزته فينقاد لها لتتميم المفقود من تلك الغريزة الخاصة به ، والتي ربما تختلف عن غريزة غيره ، وكلما كانت الأفكار أقرب للفطرة كانت أكثر اتباعاً وأسهل في ورود القناعة بها والعمل بمقتضاها ، وقد يكون الشيء الواحد مركَّبًا من عدة غرائز فطرية فيكون التأثر بحسب قوة التركيب وصحته مع مقدار صحة العقل المتلقي لها (*).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(*) العقلية اللِّيبرالية ـ عبد العزيز مرزوق الطريفي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
|