الموضوع: تفريس اليمن
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-09-2015, 08:36 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة تفريس اليمن


تفريس اليمن مرحلة جديدة لمحو هويتها العربية الإسلامية*
ـــــــــــــــــــــــــــــ

18 / 5 / 1436 هــ
9 / 3 / 2015 م
ــــــــــ

_11190.jpg

يعي كل متابع بصير للمشهد الإسلامي في بعديه؛ السياسي والثقافي، أن العلاقة بين حوثية اليمن وشيعة إيران، لم ولن تكون مجرد تحالف سياسي أو توافق مصالح فحسب، بل للعلاقة بين الفصيلين أبعاداً أخرى تتجاوز حد السياسة والمصالح، فللبعد الديني والأيديولوجي التأـثير الأكبر في هذه العلاقة، ويتبدى هذا الأمر في مظاهر عدة، ترتبط بالأساس بدعم الوجود الإيراني الفارسي عقيدة وثقافة وتراثاً.

وهذا الأمر ليس بالأمر العجيب أو الغريب أو المستبعد، فالجميع يعلم أن للدعم الإيراني للحوثيين في اليمن أكبر الأثر في بقاء هذا الكيان حتى الآن وتمدده وسيطرته على جزء كبير من أرض اليمن، وأنه لولا هذا الدعم لما بقي للحوثية والحوثيين أثر في اليمن إلى هذه اللحظة.

وقد تواترت التقارير والأخبار المؤكدة لذلك، حتى لكأن اليمن قد تحولت بين عشية وضحاها إلى مقاطعة إيرانية، والحوثيين إلى مليشيا إيرانية تتحرك وفق ما يفد إليها من أوامر وتقارير إيرانية، ولهذا يجتهد الحوثيين في دعم إيران، وتنفيذ مخططاتها ومشروعاتها.

بل وجدنا من بين ظهراني الحوثيين من يتفتق ذهنه عن أفكار ومخططات لخدمة الوجود الإيراني والعقيدة الشيعية، ومن ذلك طلب مسؤولين حوثيين من إيران العمل على نشر اللغة الفارسية في اليمن وفتح نوادٍ ثقافیة إیرانیة للعمل على نشر الثقافة الشيعية الفارسية في كافة أرجاء اليمن، وذلك من خلال كليات ومعاهد علمية تشرف عليها إيران.

حيث نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن وفد يمثل جماعة الحوثيين زار طهران لمدة 4 أيام لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، أن أحد أعضاء الوفد طالب بفتح "کلیة لقسم الأدب الفارسي ونوادٍ ثقافیة إیرانیة في الیمن".

وبحسب الوكالة، فقد أشاد أعضاء الوفد خلال زيارتهم لصحيفة "الوفاق" الإيرانية الناطقة بالعربية، بالترحیب الذي لاقوه في إیران، وقال أحد أعضاء الوفد: "نحن إیرانیو الدماء في المقاومة".

وليس بمستبعد أن يكون هذا الطلب قد جاء بإيعاز من القادة الإيرانيين المسؤولين عن ملف اليمن، حتى يبدو الأمر وكأنه اقتراح لا سياسة وخطة إيرانية مفروضة، لكن الواقع يشهد على أن مرحلة التفريس (أي نشر اللغة الفارسية والثقافة الشيعية الفارسية، مقابل محو العربية وثقافتها) مرحلة أساسية في كل بلد تسيطر عليه إيران، وما حدث ويحدث في الأحواز العربية أوضح شاهد وأدل بيان على هذا التوجه.

إن اللغة عنوان الهوية، وحاوية الثقافة، واللغة العربية تحديداً هي ناقلة الدين والمفسرة له، والشارحة لكل تفصيلة من تفصيلاته، فضلاً عن كونها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وضياعها، أو محاولة المزاحمة لها- كما يرغب حوثية اليمن ويعمل الإيرانيون- نذير شر يراد باليمن واليمنيين ولعقيدة أهل السنة والجماعة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59