صحيح البخاري
ـــــــــــــــــــــــ
{(23) كتاب الجنائز }
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1392 ـ حدًّثنا قُتيبةُ حدَّثَنا جَريرُ بنُ عبدِ الحميدِ حدَّثنا حُصَيْنُ ابنُ عبدِ الرَّحمنِ عن عمرِو بنِ مَيْمُونٍ الأوْدِيِّ قالَ : ((رَأيْتُ عُمرَ بنَ الخَطَّابِ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ : يَا عبدَ الله بنَ عُمرَ ، اذْهَبْ إلى أُمِّ المؤمِنينَ عائشةَ رضيَ اللهُ عَنها فقُلْ : يَقْرَأُ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ عَليْكِ السَّلامَ ، ثُمَّ سَلْهَا أنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ. قالتْ : كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي ، فلأُوثِرَنَّهُ اليَوْمَ على نَفْسِي . فلمَّا أقْبَلَ قالَ لهُ : ما لَدَيْكَ ؟ قالَ : أذِنَتْ لكَ يَا أمِيرَ المؤمِنينَ . قال : ما كانَ شيءٌ أهمَّ إليَّ مِنْ ذلكَ المَضْجِعِ ، فإذا قُبِضْتُ فاحْمِلُوني ، ثُمَّ سَلِّمُوا ، ثُمَّ قُلْ : يَسْتَأْذِنُ عُمرُ بنُ الخَطَّابِ ، فإنْ أذِنَتْ لي فادْفِنُوني ، وَإلاَّ فَرُدُّني إلى مَقابرِ المُسْلِمِينَ ، إني لا أعْلَمُ أحدًا أحَقَّ بهذا الأمرِ من هؤلاءِ النَّفَرِ الذينَ تُوُفِّيَ رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وهوَ عَنهمْ راضٍ، فَمَنِ اسْتَخْلفُوا بَعْدِي فهوَ الخَليفةُ فاسَمعُوا لهُ وأطيعوا . فسَمَّى عُثمانَ وعَليًّا وطَلحةَ والزُّبيرَ وعبدَ الرحمنِ بنِ عَوفٍ وسَعدَ ابنِ أبي وَقَّاصٍ . ووَلَجَ عليهِ شابٌ مِنَ الأنصَارِ فقالَ : أبْشِرْ يَا أمِيرَ المؤمِنينَ ببُشْرى اللهِ : كانَ لكَ منَ القَدَمِ في الإسلامِ ما قَدْ عَلِمْتَ ، ثُمَّ استُخْلِفْتَ فعدَلتَ ، ثُمَّ الشَّهادةُ بعدَ هذا كُلِّهِ . فقالَ : ليْتَني يا ابنَ أخِي وذلكَ كَفَافاً لا عليَّ ولا لي . أُوصِي الخليفةَ مِنْ بَعدي بالمُهاجرِينَ الأوَّلِينَ خَيراً ، أنْ يَعرفَ لهم حقَّهمْ، وأنْ يَحفَظَ لهمْ حُرْمَتَهُمْ . وأُوصِيهِ بالأنصارِ خَيراً ، الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ والإيمانَ أنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنَهَمْ ويُعْفَي عَنْ مُسِيئهِمْ . وأُوصيهِ بذمَّةِ اللهِ وذِمَّةِ رسولِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنْ يُوفيَ لهُمْ بعَهْدِهِمْ ، وأنْ يُقاتَلَ مِنْ ورَائِهِمْ ، وأنْ لا يُكَلَّفُوا فَوْقَ طَاقَتِهِمْ )) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|