الموضوع: العنف الأسري
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-04-2012, 01:55 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي العنف الأسري


74.gif

العنف الأسري

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،
أما بعد:

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ظاهرة العنف الأسري التي عظم خطرها، واستفحل شرها، وانتشر ضررها انتشار النار في الهشيم، حيث أصبحت من أخطر الظواهر السلبية في الإضرار بالنسيج الاجتماعي للأسر والمجتمعات، مما يؤثر سلبا على نهضة الأمة ورقي أفرادها ومؤسساتها.

إن العنف الأسري هو المسؤول الرئيس عن هدم البيوت العامرة، وتشريد الأبناء، ونشر العداوة والبغضاء بين العوائل والأسر، وكثرة حالات الطلاق، وكثرة حالات الخيانة الزوجية، وانحراف الفتيات وهروبهن من بيوتهن، ووقوع الأبناء ضحية المخدرات وأصدقاء السوء، والتسبب في ضعف الأمة بسبب هذه الأجيال التي تعاني نفسيا واجتماعيا وصحيا جراء العنف الأسري الذي تجرعوا مرارته في أسرهم ولا زالت مرارة المشاهد تؤثر في سلوكهم وتصرفاتهم ونظرتهم للغير.

تعريف العنف الأسري
ذكر الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة أن العنف الأسري شرعاً هو: ممارسة القوة أو الإكراه بطريقة متعمدة غير شرعية من قبل فرد أو أكثر من أفراد الأسرة، ضد فرد أو أكثر من الأسر ذاتها، ويكون المجني عليه واقعاً تحت سيطرة الجاني وتأثيره مما يلحق به الهلاك أو الضرر والأذى.

والمراد بالأسرة: الزوج والزوجة والأولاد.
ويتبع ذلك الأخوات والإخوة والأجداد ممن يعولهم رب الأسرة.

وقيل أيضا في تعريف العنف الأسري أنه: كل استخدام للقوة بطريقة غير شرعية من قبل شخص بالغ في العائلة ضد أفراد آخرين من هذه العائلة.

وليس المقصود باستخدام القوة هي قوة البدن المعروفة والمتمثلة في الضرب والإيذاء البدني فحسب، بل يدخل في ذلك أيضا قوة القهر والتسلط والجحود، ولذلك فقد توسع آخرون في التعريف فقالوا: العنف الأسري هو محاولة التسلط وفرض السيطرة، وبعث الخوف باستخدام العنف أو أي وسيلة أخرى من وسائل الإيذاء، حيث يمارس المعتدي سيطرته باستخدام العنف الجسدي، أو الإيذاء المعنوي أو الجنسي، أو الضغط الاقتصادي، أو العزل، أو التهديد، أو الإكراه، أو إساءة معاملة الأطفال.

مصادر العنف الأسري
تبين من خلال الدراسات التي تجريها الدول العربية على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى وأن الزوج هو المعتدي الأول.

يأتي بعدها في الترتيب الأبناء والبنات كضحايا إما للأب أو للأخ الأكبر أو العم فبنسبة 99% يكون مصدر العنف الأسري رجل ([1]). وفي حالات قليلة تمارس الزوجة العنف ضد زوجها، وهناك حالات كثيرة تمارس فيها الزوجة العنف ضد أطفالها.

وعلى سبيل المثال تصل نسبة الزوج المعتدي في المجتمع المصري إلى 9.71% حسب دراسة أجراها المركز القومي للبحوث في مصر.

ويمارس الرجل عادة حقه – المزعوم – في توقيع العنف على المرأة سواء أكانت زوجة أو أما أو ابنة أو أختاً.
وتبلغ نسبة الآباء الذين يمارسون العنف في مصر حسب الدراسة السابقة 60.42%، فيما تبلغ نسبة الأخ المعتدي نحو 37%.

أما في السعودية فدلت الدراسات أن 90% من مرتكبي حوادث العنف الأسري هم من الذكور، وأن أكثر من 50% من الحالات تخص الزوج ضد زوجته ([2]).

وفي المغرب أفادت دراسة حديثة أن 94.5% من ضحايا العنف التي وقعت داخل المنازل كانت ضد الزوجات، فخلال 18شهراً زار القسم 200 ضحية للعنف.

وأفادت الدراسة أن 48% من الرجال المغاربة الذين يمارسون العنف ضد زوجاتهم من ذوي الدخل المحدود، وأن 43.3% من هؤلاء الأزواج استعملوا اليد أثناء تعنيفهم لزوجاتهم، بينما لجأ 10.6% إلى استخدام الرجل، في حين أن من استخدموا أساليب أكثر عنفا بلغت نسبتهم 4.6%([3]).

********
ما هو موقف الإسلام من العنف الأسري؟
*هل الإسلام يحض، أو يقر، أو يتساهل مع حالات العنف الأسري؟
*هل أطلق الإسلام يد الرجل يتصرف في أسرته كيف شاء؟
*هل حرم الإسلام على المرأة أن تشكو زوجها؟
*هل أجبر الإسلام المرأة أن تبقى مع زوجها رغم سوء عشرته لها؟

لقد حدد الله سبحانه وتعالى الخطوط الرئيسة التي تضمن بإذن الله سعادة الأسرة واستقرارها فقال سبحانه: }وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{ [الروم:21] وتدبر قوله تعالى: }خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ{، فلو تأمل الرجل أن هذه الزوجة جزء منه لأن حواء خلقت من ضلع آدم، والنساء بعدها خلقن من أصلاب الرجال، فلا يتصور بعد ذلك أن يظلمها، أو يقهرها، أو يقسو عليها؛ لأنه يسيء بذلك إلى نفسه.

وقوله تعالى: }لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا{أي ليميل بعضكم إلى بعض وتسكن نفوسكم إلى بعضكم بعضا بحكم التجانس في البشرية.

ثم قال تعالى: }وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً{أي محبة وشفقة، إذ كل من الزوجين يحب الآخر ويرحمه.

فالله سبحانه وتعالى إنما شرع الزواج لهذه المعاني الجليلة والمقاصد النبيلة، فأين مكان العنف والشدة والقسوة من ذلك؟

وبين تعالى حقيقة العلاقة بين الزوجين فقال: }هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ{ [البقرة:187]، أي أن كل واحد منكما يستر صاحبه عن التخطي إلى الوقوع في الحرام، ويكون كل واحد منكما متعففا بالآخر مستترا به. فالمرأة نعمة للرجل يأنس إليها ويتعفف بها عن الحرام، والرجل نعمة للمرأة تأنس إليه وتتعفف به عن الحرام، فكيف يسيء المرء إلى نعمة الله عليه؟ وكيف يظلم من كان سبباً في إعفافه وابتعاده عن الحرام؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
([1]) العنف الأسري مقال للدكتور عبد الله بن دهيم.
([2]) العنف الأسري في نظر علم الاجتماع مقال.
([3]) العنف الأسري، مناحي الشيباني (ص:97).

المصدر: ملتقى شذرات

__________________


رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59