كؤوس الحب
[read]
أهدي إليكِ حروفاً كنتُ أنظمُها = عندَ الوِصالِ وَبَعدَ الوَصلِ أُخفيها
كَيْ لا تُثيرِ جوىً في قلبِ عاشقةٍ = يُغري الدُموعَ وما تُبقيهِ يُبقيها
كَيْ لا يَراها مِنَ العُشَّاقِ ذو وَلَهٍ = فلا يُطيقُ مِنَ الآهاتِ ما فيها
فيها حَنانُكِ نبعٌ طابَ مَورِدُهُ = أطيافُ روحُكِ شمسٌ في أَعاليها
فيها لِهَمسِكِ ما يفنى الفؤاد بهِ = سِحرَ البَيانِ وهل سِحرٌ يُضاهيها
أهدي إليكِ منَ الأشواقِ ما بَلغتْ = نارُ المُحِبِّ ضِراماً كُنتِ تُذكيها
فيها تلهُّبُ نار الشوقِ مُحرقةً = خوفي عليكِ إذا ازدادت تداعيها
هدياً لروحك من روحي مناصفةً = روحي وروحُكِ ذابَت في تهاديها
يزداد عند بلوغ الشوق ذروته = أمَلَ اللقاءِ على نفسي يُواسيها
فالهجرُ يوقدُ نارَ الوجدِ مُحرقةٌ = حتى بوصلكِ يَصلي النفسَ صاليها
أهدي إليكِ ثمارَالشعرِ ما نَضِجَتْ = فيها القطوفُ وطابَتْ في تعاطيها
إنَّ النفوسَ إذا أحبَبْتَها نَضِرَتْ = والحبُّ بانَ جَلِيّاً في تَعافيها
إني جعلت فؤادي فيكِ خاطرةً = حتى يُترجَمَ شِعراً في قوافيها
إنَّ القلوبَ كؤوسٌ حَيثُ ما مُلِئَتْ = يعلو شِفاهَكِ فيضاً بِالذي فيها
إنَّ القلوبَ إذا مَا الحبُ هذَّبَها = تعفو وتصفحُ عنْ زلاتِ داعيها
ليتي أسأتُ وما أوردتُ غاليتي = تِلكَ المحبةَ آلاماً نُقاصيها
يضفي هواكِ على قلبي محبتهُ = تُهدى إليَّ ورَبِّي كانَ مُهديها
أبقي عليَّ قليلُ الوصلِ يُسعِفُني = وادنو بروحِكِ عن بُعدٍ أُناجيها
أو في المنامِ إذا زاوَرتِني بَلغَتْ = نفسي رَغائِبَ كانَ القلبُ يَبغيها
كوني غمامةَ صيفٍ أستظلُّ بها = مِنَ الهجيرِ فتُدنيني وأُدنيها
كوني دوائي فيما مسني ألمٌ = أَحصي جِراحَ المُبتلى واشفيها
حتى سألتُ بأنَّا نلتقي أبداً = بَعدَ الفِراقِ.. ظُنوني لا تَظُنيها
ليتَ الفراقِ الذي ذُقنا مُفارِقنا = إنَّ القلوبَ تُجافي مَن يُجافيها
ليتَ الفراقَ بِذي روحٍ فأقتُلهُ = والنفسُ تشرَبُ رِيِّاً كأسَ ساقيها[/read]
__________________
[frame="7 98"]
إحرص على صون القلوب من الأذى = فوصالها بعد التنافر يَعْسُرُ
إن القلوبَ إذا تنافرَ وُدُّها .... = ... مثل الزجاجةِ كسرُها لا يُجبَرُ
[/frame]
|