عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-29-2017, 05:55 PM
الصورة الرمزية محمد خطاب
محمد خطاب غير متواجد حالياً
كاتب ومفكر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: فلسطين
المشاركات: 533
افتراضي ماذا بقي منا ، وماذا بقي لنا ؟


ماذا بقي منا وماذا بقي لنا ؟
يقول البير كامي في روايته ( الغريب )
*اكتشفت ان كل وضع قابل للتعود عليه ، حتى لو حُبست في برميل *
وانا اخاف ان نتعود على وضع نحن فيه ، بل يساورني إحساس أننا تعودنا على حبس البرميل .
ثرنا وغيرنا البروفايل عندما قال ترامب ما قاله بحق القدس ، ثم هدأت الزوبعة .
نرى كل يوم ما يفعله النظام العلوي بالشعب السوري صحبة ايران وروسيا ولم يعد يتثير فينا شيئا سوى انه خبر تعودنا عليه ونستمر في تقليب المحطات .
لم يعد يهز مشاعرنا ذبح الاطفال في فلسطين والعراق ، بل كدنا لا نعلق على الخبر .
غدا يسرق منا الكرامة او ما بقي منها ، ويسرق منا الشرف
ما الذي حدث أحاول أن أفكر لماذا ؟
لعلي اجد الجواب في قول سائحة في المطار عائدة لبلادها حيث قالت : يخيل لي انه لا احد في بلادكم لديه احساس بالمسئولية .
هل هذا هو مربط الفرس .
كم بقي لنا من الانتماء للوطن ، كم بقي لنا احساس أننا نعيش في أوطاننا وأرض نملكها ، هل هذا وطنا الذي لا نجد فيه قوت يومنا ، وتهان في كرامتنا كل يوم بين جزر وجزر لا مد فيه .
في عهد مبارك الميمون كان شعار ( الشرطة في خدمة الشعب ) ، تم تغييره الى الشرطة والشعب في خدمة الوطن أي في خدمة النظام ، هكذا صار حالنا ، الكل في خدمة الحاكم ، وقد ترجمه البعض ان خرج تأييدًا للنظام يحمل الحذاء على رأسه ، طبعا باتفاق ان هذه الفصيلة لا رأس لها بل ذنب .
ماذا بقي منا إذن لا كرامة ولا حرية ولا انتماء ، هناك بقايا الدين يجب أن ينتهي فالدين إن لم يمارس على الأرض يتحول مع الزمن الى فلسفات يداخلها الكثير من التغيرات والتحريف .
إذن هم بحاجة إلى إعلام فاسد يسوق للفاسد الكبير على رأس الهرم ويظهر الدين وكأنه عائق امام التقدم والتطور إلا بالمنظور الذي يطرحوه في اعلامهم ، ولكل مرحلة فاسدون كقوم فرعون برفضون الحق ويمانعوه .
ففي ستينيات القرن الماضي كان إعلام وفن تدعو الى ممارسة الرذيلة فكرا وعملا وبنظرة سريعة للإفلام ترى كم هي تروج لذلك ، فعلى سبيل المثال ( البنات لازم تحب ) ، ( ابي فوق الشجرة ) ....
الاعلام وفن هابط جعلنا نصفق للعشيق الذي يضرب الزوج ، فهو جميل ووسيم والزوج دمه تقيل ومش حلو .
هكذا تنقلب المفاهيم وتنهدم القيم والمثل والمعايير .
وقد عادت الان اقوى بكثير ، عادت من جديد فهناك دعاة الانحلال الجدد مع مراتع ابليس مثل ايناس الدغيدي ونوال سعداوي وغيرهم ممن يمارسون الرذيلة الفكرية في مصر ويتحدثون باسم الدين المعتدل .
تقول أحد الصحف الامريكية ان احد الآباء قلق جدا لأن ابنته ليس لها (بوي فريند ) للان ويفكر بعرضها على طبيب نفسي .... مع الوقت أخشى ان نصاب بنفس القلق .
مجتمعنا يعاني امراضا مثل ارب ايدول وسوبر ستار وتوب شيف وما إلى ذلك ....
لو سألت الشباب عن آخر أغنية لنانسي عجرم مثلا ، لأجابك أكثرهم بدراية وحفظ للأغنية ، ولو سألتهم عن معركة القادسية أو فتح مكة فلن يعرف الكثير منهم . .
قد أجد لهم عذراً ولكن ليس كل العذر ، فالإعلام قد منح وأعطى ناسي الاهتمام والإشهار والتعريف بها من أخبار ولقاءات حتى كادت أن تكون جزءا من المناهج الدراسية ، اما القادسية فلم تعد تذكر حتى في مناهجنا .
لقد أصبحت الفتوحات الإسلامية في نظر البعض استعمارا وجريمة ، هكذا يهدم الدين وتختل المعايير ونتخلى عن اصالتنا وديننا تدريجيا لندخل جحر الضب خلفهم ، ولن يرضوا ايضا عنا .
أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق وأثناء المعارك همس أحد القادة الامريكان في أذن صحفي بريطاني قائلا : لم نقصف مدينة في العراق فيها ماكدونالد ، هكذا إذن ان نكون نسخة عنهم ابتداءً من البوى فريند وحتى الماكدونالد .

ما نلاحظه الان أن الشواذ جنسيا يكتسبون قداسة يوما بعد يوم في عالمنا العربي الاسلامي ، لهم من يدافع عن حقوقهم ويسوق لهم في سوق الفضيلة والشرف في دائرة الإسلام المعتدل .
لاشك انهم قبولهم صعب في مجتمعاتنا العربية ، ولكن الاعلام وقواديه ورؤوس الفن المنحرف في السينما والتلفزيون يعلمنا كيف نشرب السم الناقع تدريجيا حتى نتعود عليه ولا يعود المجتمع رافضا له ويتعلم قبوله .
ما كان اليوم ممنوعا سيكون غدا مقبولا .
واكبر مثال على ذلك دولة الصهاينة ( اسرائيل )

بعض الحكومات العربية تريد احتكار الحق والدين ، ولها ابواقها مشايخها ورموزها الذين يخرجون ثائري الذقن محلوقي الرأس يكفرون هذا ويخرجون هذا من الملة ، والويل كل الويل لمن يخالف فتاويهم او مشايخهم ، حتى من سبق لم يفهموا الدين مثلهم ، لا يقبل عندهم حديثا إلا إذا ذكره الشيخ الالباني في صحيحه ، فالبخاري ومسلم وغيرهم لم يفهموا السنة جيدا ولم ينقحوها جيدا ، وابن تيمية لدية نزعة جهادية ، هو موقوف الان لأنه لا امام للمجاهدين في أي بقعة على الارض وخاصة إذا لم يكونوا منضوين تحت عباءتهم ، بماذا اختلفوا عن الامامية الشيعية ؟
الخروج على الحاكم الظالم الذي يبيع الانسان والأرض ويفسد فيها لا يجوز .
الربيع العربي ترهات واحلام لشعوب فاسدة خارجة على الملة بخروجها على طاغية فاسد .
والبعض كذلك يرى في الثورة على الظالم أفسد الوطن أكثر ولكنهم لم يروا ما وراء الحدث ، من الذي يقتل ويفسد ويحارب التغيير .
ففي بلادنا عندما يتم التحرش بفتاة او تغتصب ، ينهال الناس باللوم والتقريه والسباب والشتم على الفتاة وينسون الفاعل
لا زلت أذكر قصيدة مظفر النواب عن القدس
ماذا بقي منا وماذا بقي لنا ؟؟
د . محمد خطاب سويدان

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
محمد خطاب

آخر تعديل بواسطة محمد خطاب ، 12-29-2017 الساعة 06:10 PM
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59