عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-24-2013, 05:42 PM
الصورة الرمزية محمد خطاب
محمد خطاب غير متواجد حالياً
كاتب ومفكر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: فلسطين
المشاركات: 533
افتراضي

جميل هذا المقال عن الشعر جمال نثره بعيدا عن الحشو والتزيد
والشعر صورة من صور الادب يعبر به الانسان عن مكنونات نفسه تجاه ما يحيط به ، وكانت أداته في التعبير الكلمة وهي ملك لمن يقولها ، وكان لزاما عليه حتى يخرج الكلام والوصف جميلا ان يستخدم كل المحسنات في اللغة ليخرج في أجمل حلة تبهج قارئها ، ولذلك كان الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ( إن من البيان لسحرا ) . وكانت من هنا للتبعيض اي من الشعر جيدة ومنه غير ذلك فقال أبو حاتم البستي : " قد شبَّه النبي في هذا الخبر البيان ب***** ، إذ الساحر يستميل قلب الناظر إليه بسحره وشعوذته ، والفصيح الذرب اللسان يستميل قلوب الناس إليه بحسن فصاحته ونظم كلامه ، فالأنفس تكون إليه تائقة ، والأعين إليه رامقة "
وقال الخطابي : " البيان اثنان : أحدهما : ما تقع به الإبانة عن المراد بأي وجه كان. والآخر: ما دخلته الصنعة يروق للسامعين ويستميل قلوبهم ، وهو الذي يشبه ب***** " .
والشعر استخدم للهجاء والمدح والغزل وتطور في عصرنا الى أغراض أخرى مثل ان يكون الوطن غرضا من أغراضه ،فكان ذو نفع حيث استخدم ، كما استخدم الشعر في بعض اغراض اللغة وعرض أغراضها في النحو الصرف كمثل ( الفية مالك ) والتي احتوت على الف من ابيات الشعر ويزيد ، وقد بدأ الفيته بشعر قال فيه :
كلامنا لفظٌ مفيد كاستقم واسم وفعل ثم حرف والكلم
واحده كلمــةٌ و القول عم و كلمــــة بها كلام قد يؤم
بالجــر والتنوين و النــــدا وأل  ومسند للاسم ميزه حصل

فكان في موضعه شارح للغرض من الفيته .
وهو ما يجعلني أقول ان الامر منوط بما استخدم الشعر له ، علاوة ما به من جمال يريح ويمتع القارئ والمستمع
يقول نزار قباني في حب الوطن :
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والراحُ
إني أحبُّ وبعضُ الحبِّ ذباحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
لسالَ منه عناقيدٌ وتفاح
ولو فتحتم شراييني بمديتكم
سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب تشفي بعض من عشقوا
وما لقلبي إذا أحببت جراحُ
مآذن الشام تبكي إذ تعانقني
وللمآذن كالأشجار أرواحُ
هنا جذوري، هنا قلبي، هنا لغتي
فكيف أوضح، هل في العشق إيضاحُ
وهذا مجنون ليلي يقول :
من جميل شعر مجنون ليلى وقد بلغه مرض محبوبته في العراق :

وَدِدْتُ على طيبِ الحياةِ لو انّهُ
------------يُزادُ لليلى عُمْرُها مِن حَياتِيا
ألا يا حَماماتِ العِراقِ أَعِنَّني
----------على شَجَني، وابْكِينَ مِثْلَ بُكائِيا
يقولونَ ليلى بالعِراقِ مَريضَةٌ
-----------فيا ليتني كنتُ الطَّبيبَ المُداوِيا
تَمُرُّ الليالي والشّهورُ، ولا أرى
--------------غَرامي لها يَزدادُ إلاّ تَمادِيا
إذن للشعر جمال وسحر يأخذنا الشاعر حيث يريد بسلاسة وجمال كلامته ، فهو أقدر من غيرة لامتلاكه ناصية اللغة على ان يكون تعبيره اكثر قوعا في النفس .
وأخيرا فإن كل ما يستخدم منوط بالغرض الذي يستخدم له
__________________
محمد خطاب
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59