عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-10-2012, 09:56 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,410
افتراضي

· قال الموفق عبد الطيف في تأليف له قال وكان - ابن الجوزي - كثير الغلط فيما يصنفه فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره . قلت : هكذا هو له أوهام وألوان من ترك المراجعة وأخذ العلم من صحف وصنف شيئا لو عاش عمرا ثانيا لما لحق أن يحرره ويتقنه 378\21
· فخر الدين العلامة الكبير ذو الفنون فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين القرشي البكري الطبرستاني الأصولي المفسر كبير الأذكياء والحكماء والمصنفين ولد سنة أربع وأربعين وخمس مئة واشتغل على أبيه الإمام ضياء الدين خطيب الري وانتشرت تواليفه في البلاد شرقا وغربا وكان يتوقد ذكاء وقد سقت ترجمته على الوجه في تاريخ الإسلام وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم وسحر وانحرافات عن السنة والله يعفو عنه فإنه توفي على طريقة حميدة والله يتولى السرائر مات بهراة يوم عيد الفطر سنة ست وست مئة وله بضع وستون سنة وقد اعترف في آخر عمره حيث يقول لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات }الرحمن على العرش استوى {}إليه يصعد الكلم {وأقرأ في النفي }ليس كمثله شيء {ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي500\21
· بن طبرزذ الشيخ المسند الكبير الرحلة أبو حفص عمر بن محمد وكان يؤدب الصبيان ويكتب خطا حسنا ولم يكن يفهم شيئا من العلم وكان متهاونا بأمور الدين رأيته غير مرة يبول من قيام فإذا فرغ من الإراقة أرسل ثوبه وقعد من غير استنجاء بماء ولا حجر . قلت : لعله يرخص بمذهب من لا يوجب الإستنجاء . قال : وكنا نسمع منه يوما أجمع فنصلي ولا يصلي معنا ولا يقوم لصلاة وكان يطلب الأجر على رواية الحديث إلى غير ذلك من سوء طريقته وخلف ما جمعه من الحطام لم يخرج منه حقا لله عز وجل . وسمعت القاضي أبا القاسم بن العديم يقول : سمعت عبد العزيز بن هلالة يقول وغالب ظني أنني سمعته من بن هلالة بخراسان قال رأيت عمر بن طبرزذ في النوم بعد موته وعليه ثوب أزرق فقلت له سألتك بالله ما لقيت بعد موتك ؟ فقال : أنا في بيت من نار داخل بيت من نار ، فقلت : ولم ؟ قال : لأخذ الذهب على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : الظاهر أنه أخذ الذهب وكنزه ولم يزكه فهذا أشد من مجرد الأخذ فمن أخذ من الأمراء والكبار بلا سؤال وهو محتاج فهذا مغتفر له فإن أخذ بسؤال رخص له بقدر القوت وما زاد فلا ومن سأل وأخذ فوق الكفاية ذم ومن سأل مع الغني والكفاية حرم عليه الأخذ فإن أخذ المال والحالة هذه وكنزه ولم يؤد حق الله فهو من الظالمين الفاسقين فاستفت قلبك وكن خصما لربك على نفسك وأما تركه الصلاة فقد سمعت ما قيل عنه وقد سمعت أبا العباس بن الظاهري يقول كان بن طبرزذ لا يصلي وأما التخليط من قبيل الرواية فغالب سماعاته منوط بأخيه المفيد أبي البقاء وبقراءته وتسميعه له وقد قال بن النجار قال عمر بن المبارك بن سهلان لم يكن أبو البقاء بن طبرزذ ثقة كان كذابا يضع للناس أسماءهم في الأجزاء ثم يذهب فيقرأ عليهم عرف بذلك شيخنا عبد الوهاب ومحمد بن ناصر وغيرهما قلت عاش أبو البقاء نحوا من أربعين سنة ومات في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة وتوفي أبو حفص بن طبرزذ في تاسع رجب سنة سبع وست مئة ودفن بباب حرب والله يسامحه فمع ما أبدينا من ضعفه قد تكاثر عليه الطلبة وانتشر حديثه في الآفاق وفرح الحفاظ بعواليه ثم في الزمن الثاني تزاحموا على أصحابه وحملوا عنهم الكثير وأحسنوا به الظن والله الموعد ووثقه بن نقطة507\21
· ابن عساكر الإمام العلامة الحافظ الكبير المجود محدث الشام ثقة الدين أبو القاسم الدمشقي الشافعي صاحب تاريخ دمشق وروى زين الأمناء حدثنا ابن القزويني عن والده مدرس النظامية قال حكى لنا الفراوي قال : قدم علينا ابن عساكر فقرأ علي في ثلاثة أيام فأكثر فأضجرني وآليت أن أغلق بابي وأمتنع جرى هذا الخاطر لي بالليل فقدم من الغد شخص فقال أنا رسول الله إليك رأيته في النوم فقال امض إلى الفراوي وقل له إن قدم بلدكم رجل من أهل الشام أسمر يطلب حديثي فلا يأخذك منه ضجر ولا ملل قال فما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ أولا . قال أبو لمواهب : وأنا كنت أذاكره في خلواته عن الحفاظ الذين لقيهم فقال أما ببغداد فأبو عامر العبدري وأما بأصبهان فأبو نصر اليونارتي لكن إسماعيل الحافظ كان أشهر منه فقلت له : فعلى هذا ما رأى سيدنا مثل نفسه ؟ فقال : لا تقل هذا قال الله تعالى }فلا تزكوا أنفسكم {قلت : فقد قال }:وأما بنعمة ربك فحدث {، فقال : نعم لو قال قائل إن عيني لم تر مثلي لصدق . قال أبو المواهب : وأنا أقول لم أر مثله ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة من لزوم الجماعة في الخمس في الصف الأول إلا من عذر والاعتكاف في رمضان وعشر ذي الحجة وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور قد أسقط ذلك عن نفسه وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة وأباها بعد أن عرضت عليه وقلة التفاته إلى الأمراء وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم قال لي لما عزمت على التحديث : والله المطلع أنه ما حملني على ذلك حب الرئاسة والتقدم بل قلت : متى أروي كل ما قد سمعته وأي فائدة في كوني أخلفه بعدي صحائف ؟ فاستخرت الله واستأذنت أعيان شيوخي ورؤساء البلد وطفت عليهم فكل قال : ومن أحق بهذا منك فشرعت في ذلك سنة ثلاث وثلاثين 554\20
· الحافظ اليونيني يقول : لما كنت أسمع شناعة الخلق على الحنابلة بالتشبيه عزمت على سؤال الشيخ الموفق وبقيت أشهر ا أريد أن أساله فصعدت معه الجبل فلما كنا عند دار ابن محارب قلت : يا سيدي وما نطقت بأكثر من سيدي فقال لي : التشبيه مستحيل ، فقلت : لم ؟ قال : لأن شرط التشبيه أن نرى الشيء ثم نشبهه من الذي رأى الله ثم شبهه لنا . وذكر الضياء حكايات في كراماته وقال أبو شامة : كان إماما علما في العلم والعمل صنف كتبا كثيرة لكن كلامه في العقائد على الطريقة المشهورة عن أهل مذهبه فسبحان من لم يوضح له الأمر فيها على جلالته في العلم ومعرفته بمعاني الأخبار . قلت : وهو وأمثاله متعجب منكم مع علمكم وذكائكم كيف قلتم وكذا كل فرقة تتعجب من الأخرى ولا عجب في ذلك ونرجو لكل من بذل جهده في تطلب الحق أن يغفر له من هذه الأمة المرحومة 172\22
· الموفق الشيخ الإمام العلامة الفقيه النحوي اللغوي الطبيب ذو الفنون موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف ابن الفقيه يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد الموصلي ثم البغدادي الشافعي نزيل حلب ويعرف قديما بابن اللبادفضلان ومن وصاياه قال : ينبغي أن تكون سيرتك سيرة الصدر الأول فاقرأ السيرة النبوية وتتبع أفعاله واقتف آثاره وتشبه به ما أمكنك ، من لم يحتمل ألم التعلم لم يذق لذة العلم ، ومن لم يكدح لم يفلح ، إذا خلوت من التعلم والتفكر فحرك لسانك بالذكر ، وخاصة عند النوم ، وإذا حدث لك فرح بالدنيا فاذكر الموت وسرعة الزوال وكثرة المنغصات إذا حزبك أمر فاسترجع وإذا اعترتك غفلة فاستغفر ، واعلم أن للدين عبقة وعرقا ينادي على صاحبه ونورا وضيئا يشرف عليه ويدل عليه يا محيي القلوب الميتة بالإيمان خذ بأيدينا من مهواة الهلكة وطهرنا من درن الدنيا بالإخلاص لك320\22
· ابن العربي العلامة صاحب التواليف الكثيرة محيي الدين أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن أحمد الطائي الحاتمي المرسي ابن العربي نزيل دمشق ذكر أنه سمع من ابن بشكوال وابن صاف وسمع بمكة من زاهر ابن رستم وبدمشق من ابن الحرستاني وببغداد وسكن الروم مدة وكان ذكيا كثير العلم كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب ثم تزهد وتفرد وتعبد وتوحد وسافر وتجرد وأتهم وأنجد وعمل الخلوات وعلق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة ومن أردإ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر نسأل الله العفو والنجاة فواغوثاه بالله وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات ، وقد حكى العلامة ابن دقيق العيد شيخنا : أنه سمع الشيخ عز الدين ابن عبدالسلام يقول عن ابن العربي : شيخ سوء كذاب يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا . قلت : إن كان محيي الدين رجع عن مقالاته تلك قبل الموت فقد فاز وما ذلك على الله بعزيز . توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وست مئة وقد أوردت عنه في التاريخ الكبير وله شعر رائق وعلم واسع وذهن وقاد ولا ريب أن كثيرا من عباراته له تأويل إلا كتاب الفصوص 48\23
· الحريري كبير الفقراء البطلة الشيخ علي بن أبي الحسن بن منصور ابن الحريري الحورانيقرأت بخط السيف الحافظ : كان الحريري من أفتن شيء وأضره على الإسلام تظهر منه الزندقة والاستهزاء بالشرع بلغني من الثقات أشياء يستعظم ذكرها من الزندقة والجرأة على الله وكان مستخفا بأمر الصلوات وعندي مجموع من كلام الشيخ الحريري فيه إذا دخل مريدي بلاد الروم وتنصر وأكل الخنزير وشرب الخمر كان في شغلي وممن انتصر له وخضع لكشفه الامام أبو شامة فقال : كان عنده من القيام بواجب الشريعة ما لم يعرفه أحد من المتشرعين ظاهرا وباطنا وأكثر الناس يغلطون فيه كان مكاشفا لما في الصدور بحيث قد أطلعه الله على سرائر أوليائه. قلت : ما هذا اتق الله ! فالكهنة وابن صائد مكاشفون لما في الضمائر ، كان الحريري يلبس ما اتفق والمطرز والملون وقال عن نفسه فقير ولكن من صلاح ومن تقى وشيخ ولكن للفسوق إمام وباقي سيرته في تاريخ الإسلام 224\23











حكم و مواعظ

o قال عروة بلغنا أن الناس بكوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا ليتنا متنا قبله نخشى أن نفتن بعده فقال معن : لكني والله ما أحب أني مت قبله حتى أصدقه ميتا كما صدقته حيا . قال ابن الأثير معن بن عدي بن العجلان البلوي حليف بني عمرو بن عوف عقبي بدري مشهور . قلت : هو أخو عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي حليف بني عمرو بن عوف وكان عاصم سيد بني العجلان وهو والد أبي البداح بن عاصم شهد عاصم بدرا أيضا وحديثه في السنن الأربعة وكان معن ممن استشهد يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة 321\1
o عن عمار أنه قال : ثلاثة من كن فيه فقد استكمل الإيمان أو قال من كمال الايمان الإنفاق من الإقتار والإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم 427\1
o روى أيوب عن أبي قلابة وغيره أن فلانا مر به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أوصوني ، فجعلوا يوصونه وكان معاذ بن جبل في آخر القوم فقال : أوصني يرحمك الله قال : قد أوصوك فلم يألوا وإني سأجمع لك أمرك ، اعلم أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك إلى الآخرة أفقر ، فأبدأ بنصيبك من الآخرة ، فإنه سيمر بك على نصيبك من الدنيا فينتظمه ثم يزول معك أينما زلت 445\1
o عن يزيد بن عميرة أن معاذ بن جبل – رضي الله عنه - كان لا يجلس مجلسا إلا قال : الله حكم قسط تبارك اسمه هلك المرتابون فذكر الحديث وفيه فقلت لمعاذ : ما يدريني أن الحكيم يقول كلمة الضلالة ؟ قال : بلى اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال ما هذه ولا يثنيك ذلك عنه فإنه لعله يرجع ويتبع الحق إذا سمعه فإن على الحق نورا446\1
o قال عبد الله بن مسعود لو : سخرت من كلب لخشيت أن أكون كلبا وإني لأكره أن أرى الرجل فارغا ليس في عمل آخرة ولا دنيا و عن عبد الله قال : من أراد الآخرة أضر بالدنيا ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة يا قوم فأضروا بالفاني للباقي وعن ابن مسعود أنه كان يقول إذا قعد : إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة من زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شرا يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل زرع ، لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له فمن أعطي خيرا فالله أعطاه ومن وقي شرا فالله وقاه المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة وقال - رضي الله عنه - : ارض بما قسم الله تكن من أغنى الناس واجتنب المحارم تكن من أورع الناس وأد ما افترض عليك تكن من أعبد الناس 496\1
o عن جرير بن عبد الله قال : نزلت بالصفاح في يوم شديد الحر فإذا رجل نائم في حر الشمس يستظل بشجرة معه شيء من الطعام ومزوده تحت رأسه ملتف بعباءة فأمرته أن يظلل عليه ونزلنا فانتبه فإذا هو سلمان فقلت له : ظللنا عليك وما عرفناك ، قال : يا جرير تواضع في الدنيا فإنه من تواضع يرفعه الله يوم القيامة ، ومن يتعظم في الدنيا يضعه الله يوم القيامة ، لو حرصت على أن تجد عودا يابسا في الجنة لم تجده ، قلت : وكيف ؟ قال : أصول الشجر ذهب وفضة ، وأعلاها الثمار ، يا جرير تدري ما ظلمة النار ؟ قلت : لا ، قال : ظلم الناس 505\1
o أوخي بين سلمان وأبي الدرداء ، فسكن أبو الدرداء الشام ، وسكن سلمان الكوفة وكتب أبو الدرداء إليه : سلام عليك أما بعد ، فإن الله رزقني بعدك مالا وولدا ، ونزلت الارض المقدسة ، فكتب إليه سلمان : اعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد ولكن الخير أن يعظم حلمك ، وأن ينفعك علمك ، وإن الأرض لا تعمل لأحد ، اعمل كأنك ترى ، واعدد نفسك من الموتى. 505\1
o عن سلمان قال : إذا كان الليل كان الناس منه على ثلاثمنازل ، فمنهم من له ولا عليه ، ومنهم من عليه ولا له ، ومنهم من لا عليه ولا له ، فقلت : وكيف ذاك ؟ قال : أما من له ولا عليه فرجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل فتوضأ وصلى فذاك له ولا عليه ، ورجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل ، فمشى في معاصي الله ، فذاك عليه ولا له ، ورجل نام حتى أصبح، فذاك لا له ولا عليه ، قال طارق : فقلت لأصحبن هذا ، فضرب على الناس بعث ، فخرج فيهم فصحبته ، وكنت لا أفضله في عمل ، إن أنا عجنت خبز ، وإن خبزت طبخ ، فنزلنا منزلا فبتنا فيه ، وكانت لطارق ساعة من الليل يقومها ، فكنت أتيقظ لها فأجده نائما ، فأقول : صاحب رسول الله خير مني نائم ، فأنام ثم أقوم فأجده نائما فأنام ، إلا أنه كان إذا تعار من الليل قال وهو مضطجع : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا أله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، حتى إذا كان قبيل الصبح قام فتوضأ ثم ركع أربع ركعات فلما صلينا الفجر قلت : يا أبا عبد الله كانت لي ساعة من الليل أقومها وكنت أتيقظ لها فأجدك نائما ؟ قال : يا ابن أخي فإيش كنت تسمعني أقول ؟ فأخبرته فقال : يا ابن أخي تلك الصلاة إن الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت المقتلة ، يا ابن أخي عليك بالقصد فإنه أبلغ . 550\1
o عن نافع بن جبير أن سلمان التمس مكانا يصلي فيه فقالت له علجة : التمس قلبا طاهرا وصل حيث شئت ، فقال فقهت . 551\1
o كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد : سلام عليك أما بعد ، فإن العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله ، فإذا أبغضه الله بغضه إلى عباده . وقال أبو وائل عن أبي الدرداء : إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكن لعل الله يأجرني فيه . و عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : لولا ثلاث ما أحببت البقاء ساعة ، ظمأ الهواجر ، والسجود في الليل ، ومجالسة أقوام ينتقون جيد الكلام كما ينتقى أطايب الثمر . 349\2
o قال معاوية بن قرة قال أبو الدرداء : ثلاثة أحبهن ويكرههن الناس ، الفقر والمرض والموت ، أحب الفقر تواضعا لربي ، والموت اشتياقا لربي ، والمرض تكفيرا لخطيئتي . وجاء رجل إلى أبي الدرداء فقال : أوصني ؟ قال : اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء ، وإذا ذكرتفاجعل نفسك كأحدهم ، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا فانظر إلى ما يصير 350\2
o سأل رجل حذيفة وأنا عنده فقال ما النفاق ؟ قال : أن تتكلم بالإسلام ولا تعمل به 350\2
o عن فضالة بن عبيد قال : ثلاث من الفواقر : إمام إن أحسنت لم يشكر ، وإن أسأت لم يغفر ، وجار إن رأى حسنة دفنها ، وإن رأى سيئة أفشاها ، وزوجة إن حضرت آذتك ، وإن غبت خانتك في نفسها وفي مالك . 116\ 3
o عن يونس بن جبير قال : شيعنا جندبا فقلت له : أوصنا ؟ قال : أوصيكم بتقوى الله وأوصيكم بالقرآن ، فإنه نور بالليل المظلم ، و هدى بالنهار ، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة ، فإن عرض بلاء فقدم مالك دون دينك ، فإن تجاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك ، فإن المخروب من خرب دينه ، والمسلوب من سلب دينه ، واعلم أنه لا فاقة بعد الجنة ، ولا غنى بعد النار . 174\3
o قال المبرد : قيل للحسن بن علي : إن أبا ذر يقول الفقر أحب إلي من الغنى ، والسقم أحب إلي من الصحة ؟ فقال : رحم الله أبا ذر ، أما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن شيئا ، وهذا حد الوقوف على الرضى بما تصرف به القضاء 262\3
o و كل ملمات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب
o وقال عبد الله بن بكر المزني عن مروان الأصفر : سمع الأحنف يقول : اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك ، وإن تعذبني فأنا أهل ذاك . وعن الأحنف : عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر !
قال سليمان التيمي : قال الأحنف : ثلاث فيّ ما أذكرهن إلا لمعتبر ، ما أتيت باب سلطان إلا أن أدعى ، ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني بينهما ،وما أذكر أحدا بعد أن يقوم من عندي إلا بخير .
وعنه : ما نازعني أحد إلا أخذت أمري بأمور ، إن كان فوقي عرفت له ،
وإن كان دوني رفعت قدري عنه ، وإن كان مثلي تفضلت عليه . وعنه قال : لست بحليم ولكني أتحالم .

وعن الأحنف : ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة ، شريف من دنيء ، وبر من فاجر ، وحليم من أحمق . وقال : من أسرع إلى الناس بما يكرهون ، قالوا فيه ما لا يعلمون . وعنه سئل ما المروءة ؟ قال : كتمان السر ، والبعد من الشر . وعنه : الكامل من عدت سقطاته . وعنه قال : رأس الأدب آلة المنطق ، لا خير في قول بلا فعل ، ولا في منظر بلا مخبر ، ولا في مال بلا جود ، ولا في صديق بلا وفاء ، ولا في فقه بلا ورع ، ولا في صدقة إلا بنية ، ولا في حياة إلا بصحة وأمن .
وعن الحسن قال : رأى الأحنف في يد رجل درهما فقال : لمن هذا ؟ قال : لي ، قال : ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر وتمثل * أنت للمال إذا أمسكته * وإذا أنفقته فالمال لك * . وقيل : كان الأحنف إذا أتاه رجل واسع له فإن لم يكن له سعة أراه كأنه يوسع له وعنه قال : جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام إني أبغض الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه . وقيل : إنه كلم مصعبا في محبوسين فقال : أصلح الله الأمير إن كانوا حبسوا في باطل فالعدل يسعهم ، وإن كانوا حبسوا في الحق فالعفو يسعهم . وعنه قال : لا ينبغي للأمير الغضب لأن الغضب في القدرة لقاح السيف والندامة. قال عبد الملك بن عمير : قدم علينا الأحنف الكوفة مع مصعب ، فما رأيت صفة تذم إلا رأيتها فيه ، كان ضئيلا ، صعل الرأس ، متراكب الأسنان ، مائل الذقن ، ناتئ الوجنة ، باخق العين ، خفيف العارضين ، أحنف الرجلين ، فكان إذا تكلم جلا عن نفسه الصعل صغر الرأس والبخق وانخساف العين والحنف أن تفتل كل رجل على صاحبتها .
عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة قال : حضرت جنازة الأحنف بالكوفةفكنت فيمن نزل قبره فلما سويته رأيته قد فسح له مد بصري ، فأخبرت بذلك أصحابي فلم يروا ما رأيت . قال أبو عمرو بن العلاء : توفي الأحنف في دار عبيد الله بن أبي غضنفر فلما دلي في حفرته أقبلت بنت لأوس والسعدي وهي على راحلتها عجوز فوقفت عليه وقالت : من الموافى به حفرته لوقت حمامه ؟ قيل لها : الأحنف بن قيس ، قالت : والله لئن كنتم سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته ، لاتسبقونا إلى الثناء عليه بعد وفاته، ثم قالت : لله درك من مجن في جنن ،ومدرج في كفن ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، نسأل من ابتلانا بموتك ، وفجعنا بفقدك ، أن يوسع لك في قبرك ، وأن يغفر لك يوم حشرك ، أيها الناس ! إن أولياء الله في بلاده ، هم شهوده على عباده ، وإنا لقائلون حقا ، ومثنون صدقا ، وهو أهل لحسن الثناء ، أما والذي كنت من أجله في عدة ، ومن الحياة في مدة ، ومن المضمار إلى غاية ، ومن الآثار إلى نهاية ، الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك ، لقد عشت مودودا حميدا ، ومت سعيدا فقيدا ، ولقد كنت عظيم الحلم ، فاضل السلم ، رفيع العماد ، واري الزناد ، منير الحريم ، سليم الأديم ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد . قال قرة بن خالد حدثنا ابو الضحاك انه أبصر مصعبا يمشي في جنازة الأحنف بغير رداء وقال جماعة مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق رحمه الله 95\4
o وقال ابن سيرين : كان شريح يقول للشاهدين : إنما يقضي على هذا الرجل أنتما وإني لمتق بكما فاتقيا 103\4
o قال شريح : إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات ، أحمد إذ لم يكن أعظم منها ، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها ، واحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب ، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني . قال مغيرة : كان لشريح بيت يخلو فيه يوم الجمعة لا يدري الناس ما يصنع فيه104\4
o عن ابن الحنفية قال : ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا حتى يجعل الله من أمره فرجا أو قال مخرجا . وعن ابن الحنفية قال : من كرمت عليه نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر . وعنه : إن الله جعل الجنة ثمنا لأنفسكم فلا تبيعوها بغيرها 117\4
o عن الحسن قال : قدم علينا بشر البصرة وهو أبيض بض ، أخو خليفة ، وابن خليفة ، فأتيته فقال الحاجب : من أنت ؟ قال : حسن البصري ، قال : ادخل وإياك أن تطل ولا تمله ، فأدخل فإذا هو على سرير عليه فرش قد كاد أن يغوص فيها ، ورجل بالسيف واقف على رأسه ، فقال : من أنت ؟ قلت الحسن البصري الفقيه ،فأجلسني ثم قال : ما تقول في زكاة أموالنا ندفعها إلى السلطان أم إلى الفقراء ؟ قلت : أيهما فعلت أجزأ عنك ، فتبسم وقال : لشيء ما يسود من يسود ، ثم عدت إليه من العشي وإذا هو انحدر من سريره يتململ وحوله الأطباء ، ثم عدت من الغد والناعية تنعاه ، ودوابه قد جزت نواصيها ، ووقف الفرزدق على قبره ورثاه بأبيات ، فما بقي أحد إلا بكى . وقيل : إنه كتب إلى أخيه : إنك شغلت إحدى يدي بالعراق ، وبقيت الأخرى فارغة ، فكتب إليه بولاية الحرمين و اليمن ، فما جاءه الكتاب إلا وقد وقعت القرحة في يمينه ، فقيل اقطعها من المفصل ، فجزع فبلغت المرفق ، ثم أصبح وقد بلغت الكتف ، ومات فجزع عليه عبد الملك وأمر الشعراء فرثوه 145\4
o عن الأعمش قال لي أبو وائل : يا سليمان ما في أمرائنا هؤلاء واحدة من اثنتين : ما فيهم تقوى أهل الإسلام ، ولا عقول أهل الجاهلية 164\4
o مطرف بن عبد الله ابن الشخير الإمام القدوة الحجة أبو عبد الله الحرشي العامري البصري ، عن ثابت البناني عن مطرف قال : لأن يسألني الله تعالى يوم القيامة فيقول : يا مطرف ألا فعلت ؟ أحب إلي من أن يقول :لم فعلت ؟ قال غيلان بن جرير : كان مطرف يلبس البرانس والمطارف ، ويركب الخيل ، ويغشى السلطان ، لكن إذا أفضيت إليه أفضيت إلى قرة . وعن محمد بن واسع قال : كان مطرف يقول : اللهم أرض عنا ، فإن لم ترض عنا فاعف عنا ، فإنا المولى قد يعفو عن عبده وهو عنه غير راض 189\4
o عن أبي العالية قال : أنتم أكثر صلاة وصياما ممن كان قبلكم ، ولكن الكذب قد جرى على ألسنتكم . 210\4
o وعن قتادة قال : لقيني عمران بن حطان فقال : يا أعمى احفظ عني هذه الأبيات :
حتى متى تسقى النفوس بكأسها * ريب المنون وأنت لاه ترتع * *
أفقد رضيت بأن تعلل بالمنى * وإلى المنية كل يوم تدفع
أحلام نوم أو كظل زائل * إن اللبيب بمثلها لا يخدع
فتزودن ليوم فقرك دائبا * واجمع لنفسك لا لغيرك تجمع
وبلغنا أن الثوري كان كثيرا ما يتمثل بأبيات عمران هذه :
أرى أشقياء الناس لا يسأمونها * على أنهم فيها عراة وجوع
أراها وإن كانت تحب فإنها * سحابة صيف عن قليل تقشع
كركب قضوا حاجاتهم وترحلوا * طريقهم بادي العلامة مهيع 216\4
o قال سعيد بن المسيب : لا تقولوا مصيحف ولا مسيجد ، ما كان الله فهو عظيم. مطرف بن عبد الله حدثنا مالك قال : قال برد مولى ابن المسيب لسعيد بن المسيب : ما رأيت أحسن ما يصنع هؤلاء ، قال سعيد وما يصنعون ؟ قال يصلي أحدهم الظهر ثم لا يزال صافا رجليه حتى يصلي العصر ، فقال : ويحك يا برد ! أما واللهما هي بالعبادة ، إنما العبادة التفكر في أمر الله ،والكف عن محارم الله 237\4
o عن الشعبي : ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه. و قال الشعبي : نِعم الشيء الغوغاء ، يسدون السيل ، ويطفئون الحريق ، و يشغبون على ولاة السوء . وبلغنا عن الشعبي أنه قال : يا ليتني أنفلت من علمي كفافا لا علي ولا لي . عن إسحاق الأزرق عن الأعمش قال : أتى رجل الشعبي فقال : ما اسم امرأة إبليس ؟ قال : ذاك عرس ما شهدته . و عن ابن شبرمة قال : سئل الشعبي عمن نذر أن يطلق امرأته ؟ : ليس بشيء ، قال : فنهيت الشعبي أنا فقال : ردوا علي الرجل ، نذرك في عنقك إلى يوم القيامة 315\4
o عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال : قحط الناس في زمان ملك من ملوك بني إسرائيل ثلاث سنين فقال الملك : ليرسلن علينا السماء أو لنؤذينه ! قالوا كيف تقدر على أن تؤذيه وهو في السماء وأنت في الأرض ؟ قال : أقتل أوليائه من أهل الأرض فيكون ذلك أذى له ، قال : فأرسل الله عليهم السماء . عن القاسم الأعرج قال : كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش .
قال سعيد بن جبير : ما رأيت أرعى لحرمة هذا البيت ، ولا أحرص عليه من أهل البصرة ، لقد رأيت جارية ذات ليلة تعلقت بأستار الكعبة ، تدعو وتضرع وتبكي حتى ماتت . إسنادها صحيح 333\4
o الوليد الخليفة أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي الدمشقي ، الذي أنشأ جامع بني أمية ، بويع بعهد من أبيه ، وكان مترفا دميما سائل الأنف طويلا أسمر بوجهه أثر جدري في عنفقته شيب يتبختر في مشيه ، وكان قليل العلم ، نهمته في البناء ، أنشأ أيضا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزخرفه ، ورزق في دولته سعادة ، ففتح بوابة الأندلس وبلاد الترك ، وكان لحنة وحرص على النحو أشهرا فما نفع ، وغزا الروم مرات في دولة أبيه وحج ، وقيل : كان يختم في كل ثلاث وختم في رمضان سبع عشرة ختمة ، وكان يقول : لولا أن الله ذكر قوم لوط ما شعرت أن أحدا يفعل ذلك347\4
o ومن مليح قول شهربن حوشب : من ركب مشهورا من الدواب ، ولبس مشهورا من الثياب ، أعرض الله عنه وإن كان كريما . قلت : من فعله ليعز الدين ، ويرغم المنافقين ، ويتواضع مع ذلك للمؤمنين ، ويحمد رب العالمين فحسن ، ومن فعله بذخا وتيها ، وفخرا أذله الله ، وأعرض عنه فإن عوتب ووعظ فكابر ، وادعى أنه ليس بمختال ولا تياه ، فأعرض عنه فإنه أحمق مغرور بنفسه 375\4
o وعن المهلب قال : يعجبني في الرجل أن أرى عقله زائدا على لسانه 384\4
o قال علي بن الحسين : إني لأستحيي من الله أن أرى الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنة ، وأبخل عليه بالدنيا ، فإذا كان غدا قيل لي : لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل 394\4
o عن محمد بن عليابن الحنفية - قال : ما دخلت قلب امرئ من الكبر شيء ، إلا نقص من عقله مقدار ذلك . وعن أبي جعفر قال : الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن ولا تصيب الذاكر ، وعنه قال : سلاح اللئام قبح الكلام
o قال أيوب السختياني رآني أبو قلابة وقد اشتريت تمرا رديئا فقال : أما علمت أن الله قد نزع من كل رديء بركته . وقال أبو قلابة : ليس شيء أطيب من الروح ما انتزع من شيء إلا أنتن 472\4
o يزيد بن المهلب ابن أبي صفرة - وكان ذا تيه وكبر - رآه مطرف بن الشخير يسحب حلته فقال له : إن هذه مشية يبغضها الله ، قال : أوما تعرفني ؟ قال بلى ، أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت بين ذلك تحمل العذرة . وعنه قال : الحياة أحب إلي من الموت ، وحسن الثناء أحب إلي من الحياة . وقيل : له ألا تنشىء لك دارا ؟ قال : لا إن كنت متوليا فدار الإمارة ، وإن كنت معزولا فالسجن . قلت : هكذا هو وإن كان غازيا فالسرج ، وإن كان حاجا فالكور ، وإن كان ميتا فالقبر ، فهل من عامر لدار مقره ؟505\4
o قال سفيان بن عيينة : إن الحسن البصري لما مات مسلم بن يسار قال : وامعلماه ، قلت : لمسلم - رحمة الله عليه - ترجمة حافلة في تاريخ الحافظ ابن عساكر قال قتادة قال مسلم بن يسار في كلام في القدر : هما واديان عميقان يسلك فيهما الناس ، لن يدرك غورهما ، فاعمل عمل رجل تعلم أنه لن ينجيك إلا عملك ، وتوكل توكل رجل تعلم أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك513\4
o قال بكر بن عبد اللهالمزني أخبرتني أختي قالت : كان أبوك قد جعل على نفسه أن لا يسمع رجلين يتنازعان في القدر إلا قام فصلى ركعتين . قلت : هذا يدل على أن البصرة كانت تغلي في ذلك الوقت بالقدر وإلا فلو جعل الفقيه اليوم على نفسه ذلك لأوشك أن يبقى السنة والسنتين لا يسمع متنازعين في القدر ولله الحمد 533\4
o عن خالد بن معدان قال : لو كان الموت علما يستبق إليه ما سبقني إليه أحد إلا أن يسبقني رجل بفضل قوة ، قال : فما زال الثوري يحب خالد بن معدان مذ بلغه هذا عنه . الوليد بن مسلم عن عبدة بنت خالد قالت : قلما كان خالد يأوي إلى فراشه إلا وهو يذكر شوقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار ثم يسميهم ويقول : هم أصلي وفصلي ، وإليهم يحن قلبي ، طال شوقي إليهم ، فعجل رب قبضي إليك حتى يغلبه النوم ، وهو في بعض ذلك . ابن المبارك عن ثور عن خالد بن معدان قال : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر ، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أحقر حاقر . وقال شجاع بن الوليد عن عمرو الأيامي عن خالد بن معدان قال : ما من آدمي إلا وله أربع أعين ، عينان في رأسه يبصر بهما أمر الدنيا ، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة ، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينية اللتين في قلبه فأبصر بهما ما وعد بالغيب ، فأمن الغيب بالغيب ، عن خالد بن معدان قال : إذا فتح أحدكم باب خير فليسرع إليه فإنه لا يدري متى يغلق عنه . و قال أيضا : العين مال والنفس مال وخير مال العبد ما انتفع به وابتذله وشر أموالك ما لا تراه ولا يراك وحسابه عليك ونفعه لغيرك 540\4
o وعن وهب : إذا سمعت من يمدحك بما ليس فيك ، فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك . ابن المبارك عن وهيب بن الورد قال : جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال : قد حدثت نفسي أن لا أخالط الناس قال لا تفعل إنه لا بد لك من الناس ولا بد لهم منك ، ولهم إليك حوائج ، ولك نحوها ، لكن كن فيهم أصم سميعا أعمى بصيرا سكوتا نطوقا . وعن وهب أن عيسى عليه السلام قال للحواريين : أشدكم جزعا على المصيبة ، أشدكم حبا للدنيا . وعن وهب قال : المؤمن يخالط ليعلم ، ويسكت ليسلم، ويتكلم ليفهم ويخلو ليغنم 550\4
o روى الثوري قال إبراهيم التيمي : كم بينكم وبين القوم ! أقبلت عليهم الدنيا فهربوا ، وأدبرت عنكم فاتبعتموها . وعن إبراهيم قال : إن الرجل ليظلمني فأرحمه . وروى عنه منصور قال : إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه61\5
o كتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز : إني شيخ كبير رقيق كلفتني أن أقضي بين الناس وكان على الخراج والقضاء بالجزيرة ، فكتب إليه : إني لم أكلفك ما يعنيك ، اجب الطيب من الخراج ، واقض بما استبان لك ، فإذا لبس عليك شيء فارفعه إلي ، فإن الناس لو كان إذا كبر عليهم أمر تركوه لم يقم دين ولا دنيا . جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال : لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ، وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه . عن الحسن بن حبيب قال : رأيت على ميمون جبة صوف تحت ثيابه فقلت : له ما هذا ؟ قال : نعم فلا تخبر به أحدا . وقال جامع بن أبي راشد : سمعت ميمون بن مهران يقول : ثلاثة تؤدى إلى البر والفاجر : الأمانة والعهد وصلة الرحم . قال أبو المليح : قال رجل لميمون : يا أبا أيوب ما يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم ، قال : أقبل على شأنك ما يزال الناس بخير ما اتقوا ربهم . عن ميمون : من أساء سرا فليتب سرا , ومن أساء علانية فليتب علانية فإن الناس يعيرون ولا يغفرون والله يغفر ولا يعير ، عن جعفر بن برقان قال لي ميمون بن مهران يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره عبد الله بن جعفر عن أبي المليح قال قال ميمون إذا أتى رجل باب سلطان فاحتجب عنه فليأت بيوت الرحمن فإنها مفتحة فليصل ركعتين وليسأل حاجته وقال ميمون قال محمد بن مروان بن الحكم ما يمنعك أن تكتب في الديوان فيكون لك سهم في الإسلام قلت إني لأرجو أن يكون لي سهامفي الإسلام قال من أين ولست في الديوان فقلت شهادة أن لا إله إلا الله سهم والصلاة سهم والزكاة سهم وصيام رمضان سهم والحج سهم قال ما كنت أظن أن لأحد في الإسلام سهما إلا من كان في الديوان قلت هذا ابن عمك حكيم بن حزام لم يأخذ ديوانا قط وذلك أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسألة فقال استعف يا حكيم خير لك قال ومنك يا رسول الله قال ومني قال لا جرم لا أسألك ولا غيرك شيئا أبدا ولكن ادع الله لي أن يبارك لي في صفقتي يعني التجارة فدعا له ، عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران قال : ثلاث لا تبلون نفسك بهن لا تدخل على السلطان وإن قلت آمره بطاعة الله ولا تصغين بسمعك إلى هوى فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه ولا تدخل على امرأة ولو قلت أعلمها كتاب الله 75\5
o عدي بن زيد ابن الخمار العبادي التميمي النصراني جاهلي من فحول الشعراء وهو القائل * أين أهل الديار من قوم نوح * ثم عاد من بعدهم وثمود * * أين آباؤنا وأين بنوهم * أين آباؤهم وأين الجدود ** سلكوا منهج المنايا فبادوا * وأرانا قد حان منا ورود * * بينما هم على الأسرة والأنماط * أفضت إلى التراب الخدود * * ثم لم ينقض الحديث ولكن * بعد ذاك الوعيد والموعود * * وأطباء بعدهم لحقوهم * ضل عنهم صعوطهم واللدود * * وصحيح أضحى يعود مريضا * هو أدنى للموت ممن يعود * وهذه الكلمة السائرة له أيضا * أيها الشامت المعير بالدهر * أأنت المبرأ الموفور * فذكر القصيدة وأظنه مات في الفترة والله أعلم 111\5
o حج سليمان ومعه عمر بن عبد العزيز ، فأصابهم برق ورعد حتى كادت تنخلع قلوبهم ، فقال سليمان : يا أبا حفص هل رأيت مثل هذه الليلة قط أو سمعت بها ؟ قال : يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمة الله فكيف لو سمعت صوت عذاب الله . وعن ضمرة قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله : أما بعد فإذا دعتك قدرتك على الناس إلى ظلمهم ، فاذكر قدرة الله تعالى عليك ، ونفاد ما تأتي إليهم ، وبقاء ما يأتون إليك . عن حفص بن عمر بن أبي الزبير قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم : أن أدق قلمك ، وقارب بين أسطرك ، فإني أكره أن أخرج من أموال المسلمين ما لا ينتفعون به . عن الأوزاعي قال : كتب إلينا عمر بن عبد العزيز رسالة لم يحفظها غيري وغير مكحول أما بعد فإنه من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير ، ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه والسلام . وقال الأوزاعي : كان عمر بن عبد العزيز إذا أراد أن يعاقب رجلا حبسه ثلاثا ثم عاقبه كراهية أن يعجل في أول غضبه. عن عمرو بن مهاجر : أن عمر بن عبد العزيز كان تسرج عليه الشمعة ما كان في حوائج المسلمين فإذا فرغ أطفأها وأسرج عليه سراجه . وقال مالك : أتي عمر بن عبد العزيز بعنبرة فأمسك على أنفه، مخافة أن يجد ريحها . وعنه : أنه سد أنفه وقد أحضر مسك من الخزائن 121- 135\5
o وقال الحسن بن عمرو قال لي طلحة بن مصرف لولا أني على وضوء لأخبرتك بما تقول الرافضة 191\5
o قال يونس بن ميسرة إذا تكلفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنيك 230\5
o قال معمر : قلت لحماد - بن أبي سليمان العلامة الإمام فقيه العراق - : كنت رأسا وكنت إماما في أصحابك فخالفتهم فصرت تابعا ، قال : إني أن أكون تابعا في الحق خير من أن أكون رأسا في الباطل . قلت : يشير معمر إلى أنه تحول مرجئا إرجاء الفقهاء ، وهو أنهم لا يعدون الصلاة والزكاة من الإيمان ، ويقولون الإيمان إقرار باللسان، ويقين في القلب ، والنزاع على هذا لفظي إن شاء الله وإنما غلو الإرجاء من قال : لا يضر مع التوحيد ترك الفرائض نسأل الله العافية 233\5
o أبو هلال حدثنا قتادة قال : قالت بنو إسرائيل : يا رب أنت في السماء ، ونحن في الأرض ، فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك ؟ قال : إذا رضيت عليكم استعملت عليكم خياركم ، وإذا غضبت استعملت عليكم شراركم 280\5
o قال الزهري : إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب 341\5
o قال مالك بن دينار قال :ما من أعمال البر شيء إلا ودونه عقيبة ، فإن صبر صاحبها أفضت به إلى روح ، وإن جزع رجع 363\5
o قال محمد بن سلام الجمحي :قيل لأبي الزناد :لم تحب الدراهم وهي تدنيك من الدنيا ؟فقال : إنها وإن ادنتني منها ، فقد صانتني عنها 448\5
o يحيى بن أبي كثير الإمام الحافظ احد الأعلام ، قال ابن حبان : كان من العباد إذا حضر جنازة لم يتعش تلك الليلة ولا يكلمه احد 28\6
o وكان إذا علم - أبو مسلم الخراساني - بين اثنين تعاديا ،لم يقبل شهادة ذا على ذا ، يقول : العداوة تزيل العدالة 73\6
o قال ابن عيينة : عن أبي حازم إني لأعظ وما أرى موضعا ، وما أريد إلا نفسي . وروى ابن عيينة عنه قال : اشتدت مؤنة الدين والدنيا ، قيل : وكيف ؟ قال : أما الدين فلا تجد عليه أعوانا ، وأما الدنيا فلا تمد يدك إلى شيء منها ، إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه . وقال عنه أيضا : ليس للملوك صديق ، ولا للحسود راحة ، والنظر في العواقب تلقيح العقول . قال سفيان : فذاكرت الزهري هذه الكلمات فقال : كان أبو حازم جاري ، وما ظننت انه يحسن مثل هذا 97\6
o عن أبي حازم قال : ما أحببت أن يكون معك في الآخرة ، فاتركه اليوم . وقال : انظر كل عمل كرهت الموت من اجله فاتركه ، ثم لا يضرك متى مت . وقال : يسير الدنيا ، يشغل عن كثير الآخرة . وقال : انظر الذي يصلحك فاعمل به ، وإن كان فسادا للناس ، وانظر الذي يفسدك فدعه ، وإن كان صلاحا للناس . وعنه قال : شيئان إذا عملت بهما أصبت خير الدنيا والآخرة ، لا أطول عليك ، قيل : ما هما ؟ قال : تحمل ما تكره إذا أحبه الله ، وتترك ما تحب إذا كرهه الله . وعنه : نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا ، أعظم من نعمته فيما أعطاني منها ، لأني رأيته أعطاها قوما فهلكوا 98\6
o عن ابن عيينة قال أبو حازم لجلسائه وحلف لهم : لقد رضيت منكم أن يبقي أحدكم على دينه ، كما يبقى على نعله99\6
o عن ابن عيينة سمعت أبا حازم يقول : لا تعادين رجلا ولا تناصبنه ، حتى تنظر إلى سريرته بينه وبين الله ، فإن يكن له سريرة حسنة ، فإن الله لم يكن ليخذله بعداوتك ، وان كانت له سريرة رديئة ، فقد كفاك مساوئه ، ولو أردت أن تعمل به أكثر من معاصي الله لم تقدر 100\6
o عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم : قلت لأبي حازم : إني لأجد شيئا يحزنني ، قال : وما هو يا ابن أخي ؟ قلت : حبي للدنيا ، قال : اعلم أن هذا لشيء ما أعاتب نفسي على بعض شيء حببه الله إلي ، لأن الله قد حبب هذه الدنيا إلينا ، لتكن معاتبتنا أنفسنا في غير هذا ، ألا يدعونا حبها إلى أن نأخذ شيئا ، من شيء يكرهه الله ، ولا نمنع شيئا من شيء أحبه الله ، فإذا فعلنا ذلك لم يضرنا حبنا إياها 99\6
o عن أبي حازم قال : وجدت الدنيا شيئين : فشيئا هو لي ، وشيئا لغيري ، فأما ما كان لغيري ، فلو طلبته بحيلة السماوات والأرض لم أصل إليه ، فيمنع رزق غيري مني ، كما يمنع رزقي من غيري . يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال : كل عمل تكره من اجله الموت ، فأتركه ثم لا يضرك متى مت 100\6
o أبو حازم قال : لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله ، إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ، ولا يعور ما بينه وبين الله ، إلا عور فيما بينه وبين العباد ، لمصانعة وجه واحد ، أيسر من مصانعة الوجوه كلها ، إنك إذا صانعته مالت الوجوه كلها إليك ، وإذا استفسدت ما بينه شنأتك الوجوه كلها . وعن أبي حازم قال : اكتم حسناتك ، كما تكتم سيئاتك . سفيان بن وكيع حدثنا ابن عيينة قال : دخل أبو حازم على أمير المدينة فقال له : تكلم ؟ قال له : انظر الناس ببابك ، إن أدنيت أهل الخير ، ذهب أهل الشر ، وإن أدنيت أهل الشر ، ذهب أهل الخير . وقال أبو حازم : لأنا من أن أمنع من الدعاء ، أخوف مني أن امنع الاجابة . وقال : إن الرجل ليعمل السيئة ، ما عمل حسنة قط انفع له منها ، وكذا في الحسنة . وعن أبي حازم قال : خصلتان من يكفل لي بهما ؟ تركك ما تحب ، واحتمالك ما تكره 100\6
o وعن أبي حازم قال : إذا رأيت ربك يتابع نعمة عليك ، وأنت تعصيه فاحذره ، وإذا أحببت أخا في الله ، فأقل مخالطته في دنياه 101\6
o عبد الله بن المقفع أحد البلغاء والفصحاء ، ورأس الكتاب وأولي الإنشاء ، من نظراء عبد الحميد الكاتب ، وكان من مجوس فارس فأسلم ، وكان ابن المقفع يتهم بالزندقة ، وهو الذي عرب كليلة ودمنة ، وروى عن المهدي قال : ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع ، وكان ابن المقفع مع سعة فضله وفرط ذكائه فيه طيش ، فكان يقول عن سفيان المهلبي : ابن المغتلمة ، فأمر له بتنور فسجر ، ثم قطع أربعته ورماها في التنور وهو ينظر ، وعاش ستا وثلاثين سنة ، وهلك في سنة خمس وأربعين ومائة ، قيل لابن المقفع : من أدبك ؟ قال : نفسي إذا رأيت من أحد حسنا أتيته ، وإن رأيت قبيحا أبيته . وقيل اجتمع بالخليل فلما تفرقا قيل للخليل : كيف رأيته ؟ قال علمه أكثر من عقله ، وسئل هو كيف رأيت الخليل ؟ قال : عقله أكثر من علمه . وقيل : إن والي البصرة سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب قال يوما : ما ندمت على سكوت قط ، فقال ابن المقفع : فالخرس زين لك . وقال له مرة : ما تقول في رجل مات عن زوج وزوجته ؟ فأحنقه ، قال الأصمعي : صنف ابن المقفع الدرة اليتيمة التي ما صنف مثلها ومن قوله : شربت من الخطب ريا ، ولم أضبط لها رويا ، فغاضت ثم فاضت ، فلا هي هي نظاما ، ولا هي غيرها كلاما209\6
o عن الأعمش قال آية التقبل الوسوسة ، لأن أهل الكتابين لا يدرون ما الوسوسة وذلك لأن أعمالهم لا تصعد إلى السماء 238\6
o عن محمد بن يزيد الرفاعي سمعت عمي يقول : خرجت مع عمر بن ذر إلى مكة ، فكان إذا لبى لم يلب أحد من حسن صوته ، فلما أتى الحرم قال : ما زلنا نهبط حفرة ، ونصعد أكمة ، ونعلو شرفا ، ويبدو لنا علم ، حتى أتيناك بها نقبة أخفافها ، دبرة ظهورها ، ذبلة أسنامها ، فليس أعظم المؤنة علينا إتعاب أبداننا ، ولا إنفاق أموالنا ، ولكن أعظم المؤنة أن نرجع بالخسران يا خير من نزل النازلون بفنائه . وحدثني عمي كثير بن محمد قال : سمعت عمر بن ذر يقول اللهم إنا قد أطعناك في أحب الأشياء إليك أن تطاع فيه ، الإيمان بك والإقرار بك ، ولم نعصك في أبغض الأشياء أن تعصى فيه الكفر و الجحد بك ، اللهم فاغفر لنا بينهما وأنت قلت }: وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت {ونحن نقسم بالله جهد أيماننا لتبعثن من يموت ، أفتراك تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة ؟ . قال شعيب بن حرب : قال عمر بن ذر يا أهل معاصي الله لا تغتروا بطول حلم الله عنكم ، واحذروا أسفه فإنه قال :} فلما اسفونا انتقمنا منهم {وعن عمر بن ذر قال : كل حزن يبلى إلا حزن التائب عن ذنوبه . إبراهيم بن بشار حدثنا ابن عيينة قال : كان عمر بن ذر إذا قرأ }مالك يوم الدين {قال : يا لك من يوم ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين . حامد بن يحيى عن ابن عيينة قال : لما مات ذر بن عمر قعد عمر على شفير قبره وهو يقول : يا بني شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ، فليت شعري ما قلت وما قيل لك ؟ اللهم إنك أمرته بطاعتك وببري ، فقد وهبت له ما قصر فيه من حقي فهب له ما قصر فيه من حقك . وقيل : إنه قال : انطلقنا وتركناك ولو أقمنا ما نفعناك فنستودعك أرحم الراحمين387\6
· جعفر بن محمد ابن علي بن الشهيد أبي عبد الله ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم وسبطه ومحبوبه الحسين بن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب، قال الأصمعي : قال جعفر بن محمد : الصلاة قربان كل تقي ، والحج جهاد كل ضعيف ، وزكاة البدن الصيام ، والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر ، واستنزلوا الرزق بالصدقة ، وحصنوا أموالكم بالزكاة ، وما عال من اقتصد ، والتقدير نصف العيش ، وقلة العيال أحد اليسارين ، ومن أحزن والديه فقد عقهما ، ومن ضرب بيده على فخذه عند مصيبة فقد حبط أجره ، و الصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ، والله ينزل الصبر على قدر المصيبة ، وينزل الرزق على قدر المؤنة ، ومن قدر معيشته رزقه الله ، ومن بذر معيشته حرمه الله . وعن رجل عن بعض أصحاب جعفر بن محمد قال : رأيت جعفرا يوصي موسى - يعني ابنه - : يا بني من قنع بما قسم له استغني ، ومن مد عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيرا ، ومن لم يرض بما قسم له اتهم الله في قضائه ، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه ، ومن كشف حجاب غيره انكشفت عورته ، ومن سل سيف البغي قتل به ، ومن احتفر بئرا لأخيه أوقعه الله فيه ، ومن داخل السفهاء حقر ، ومن خالط العلماء وقر ، ومن دخل مداخل السوء اتهم ، يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزرى بك ، وإياك والدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك ، يا بني قل الحق لك وعليك تستشار من بين أقربائك ، كن للقرآن تاليا ، وللإسلام فاشيا ، وللمعروف آمرا ، وعن المنكر ناهيا ، ولمن قطعك واصلا ، ولمن سكت عنك مبتدئا ، ولمن سألك معطيا ، وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في القلوب ، وإياك والتعرض لعيوب الناس ، فمنزلة المتعرض لعيوب الناس كمنزلة الهدف ، إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه ، فإن للجود معادن ، وللمعادن أصولا ، وللأصول فروعا ، وللفروع ثمرا ، ولا يطيب ثمر إلا بفرع ، ولا فرع إلا بأصل ، ولا أصل إلا بمعدن طيب ، زر الأخيار ولا تزر الفجار ، فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها ، وشجرة لا يخضر ورقها ، وأرض لا يظهر عشبها . وعن عائذ بن حبيب : قال جعفر بن محمد : لا زاد أفضل من التقوى ، ولا شيء أحسن من الصمت ، ولا عدو أضر من الجهل ، ولا داء أدوأ من الكذب . وعن يحيى بن الفرات : أن جعفر الصادق قال : لا يتم المعروف إلا بثلاثة ، بتعجيله وتصغيره وستره. وعن جعفر بن محمد قال : إذا بلغك عن أخيك ما يسوؤك فلا تغتم ، فإنه إن كان كما يقول كانت عقوبة عجلت ، وإن كان على غير ما يقول كانت حسنة لم تعملها . قال الخليل بن أحمد : سمعت سفيان الثوري يقول : قدمت مكة فإذا أنا بأبي عبد الله جعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح ، فقلت : يا ابن رسول الله لم جعل الموقف من وراء الحرم ولم يصير في المشعر الحرام ؟ فقال : الكعبة بيت الله ، والحرم حجابه ، والموقف بابه ، فلما قصده الوافدون أوقفهم بالباب يتضرعون ، فلما أذن لهم في الدخول أدناهم من الباب الثاني وهو المزدلفة ، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم ، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم فلما قربوا قربانهم ، وقضوا تفثهم ، وتطهروا من الذنوب التي كانت حجابا بينه وبينهم ، أمرهمبزيارة بيته على طهارة ، قال : فلم كره الصوم أيام التشريق ؟ قال : لأنهم في ضيافة الله ، ولا يجب على الضيف أن يصوم عند من أضافه ، قلت : جعلت فداك فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة وهي خرق لا تنقع شيئا ؟ قال : ذاكمثل رجل بينه وبين رجل جرم فهو يتعلق به ، ويطوف حوله ، رجاء أن يهب له ذلك ذاك الجرم . ومن بليغ قول جعفر - وذكر له بخل المنصور - فقال : الحمد لله الذي حرمه من دنياه ما بذل لأجله دينه 362\6
o معاوية بن عبد الرحمن الرحبي يقول : سمعت حريز بن عثمان يقول : لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله ، فإن يكن محسنا فإن الله لا يسلمه لعدواتك ، وإن يكن مسيئا فأوشك بعمله أن يكفيك ه81\7
o قال الأوزاعي : من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير ، ومن عرف أن منطقة من عمله قل كلامه . عن الهقل بن زياد عن الأوزاعي أنه وعظ فقال في موعظته : أيها الناس تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة ، فإنكم في دار الثواء فيها قليل ، وأنتم مرتحلون و خلائف بعد القرون الذين استقالوا من الدنيا زهرتها ، كانوا أطول منكم أعمارا ، وأجد أجساما ، وأعظم آثارا ، فجددوا الجبال ، وجابوا الصخور ، ونقبوا في البلاد ، مؤيدين ببطش شديد ، وأجسام كالعماد ، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدتهم ، وعفت آثارهم ، وأخوت منازلهم ، وأنست ذكرهم ، فما تحس منهم من أحد ولا تسمع لهم ركزا ، كانوا بلهو الأمل آمنين ، ولميقات يوم غافلين ، ولصباح قوم نادمين ، ثم إنكم قد علمتم ما نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله ، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين ، وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه ، وزوال نعمه ، ومساكن خاوية ، فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم ، وعبرة لمن يخشى ، وأصبحتم في أجل منقوص ، ودنيا مقبوضة ، في زمان قد ولى عفوه ، وذهب رخاؤه ، فلم يبق منه إلا حمة شر ، وصبابة كدر ، و أهاويل غير ، وأرسال فتن ، ورذالة خلف. 118\7
o قال الأوزاعي : من أطال قيام الليل ، هون الله عليه وقوف يوم القيامة . شر بن المنذر قال : رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع. العباس بن الوليد حدثنا أبي سمعت الأوزاعي يقول : عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم . قال الوليد بن مزيد سمعت الأوزاعي يقول : إذا أراد الله بقوم شرا فتح عليهم الجدل ومنعهم العمل . حدثنا العباس بن الوليد سمعت أبي سمعت الأوزاعي يقول : جئت إلى بيروت أرابط فيها فلقيت سوداء عند المقابر فقلت لها : يا سوداء أين العمارة ؟ قالت : أنت في العمارة ، وإن أردت الخراب فبين يديك. 121\7
o قال مسعر : من صبر على الخل والبقل لم يستعبد. 165\7
o الخريبي عن سفيان قال : أحذر سخط الله في ثلاث ، احذر أن تقصر فيما أمرك ، واحذر أن يراك وأنت لا ترضى بما قسم لك ، وأن تطلب شيئا من الدنيا فلا تجده أن تسخط على ربك ، قال خالد بن نزار الأيلي قال سفيان : الزهد زهدان ، زهد فريضة ، وزهد نافلة ، فالفرض أن تدع الفخر والكبر والعلو والرياء والسمعة والتزين للناس ، وأما زهد النافلة فأن تدع ما أعطاك الله من الحلال ، فإذا تركت شيئا من ذلك صار فريضة عليك ألا تتركه إلا لله 244\7
o عن يعلى بن عبيد قال : قال سفيان الثوري : لو كان معكم من يرفع حديثكم إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء ؟ قلنا : لا ، قال : فإن معكم من يرفع الحديث 268\7
o أحمد بن حنبل يقول : كان سفيان الثوري إذا قيل له : إنه رؤي في المنام ، يقول : أنا أعرف بنفسي من أصحاب المنامات . أبو إسحاق الفزاري عن سفيان قال : البكاء عشرة أجزاء ، جزء لله ، وتسعة لغير الله ، فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير . قال يحيى بن يمان : سمعت سفيان الثوري يقول : إني لأرى المنكر فلا أتكلم فأبول دما . قالت أم سفيان لسفيان : اذهب فاطلب العلم حتى أعولك بمعزلي ، فإذا كتبت عدة عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه ، وإلا فلا تتعن . قال سفيان : وددت أن يدي قطعت ولم أطلب حديثا . قال محمد بن عبد الله بن نمير في قول سفيان :"ما أخاف على نفسي غير الحديث " قال : لأنه كان يحدث عن الضعفاء . قلت : ولأنه كان يدلس عنهم ، وكان يخاف من الشهوة وعدم النية في بعض الأحايين . قال قبيصة : كان سفيان إذا نظرت إليه كأنه راهب ، فإذا أخذ في الحديث أنكرته . قلت: قد كان لحق سفيان خوف مزعج إلى الغاية قال ابن مهدي : كنا نكون عنده فكأنما وقف للحساب . وسمعه عثام بن علي يقول : لقد خفت الله خوفا عجبا لي كيف لا أموت ، ولكن لي أجل ، وددت أنه خفف عني من الخوف ، أخاف أن يذهب عقلي. وقال حماد بن دليل : سمعت الثوري يقول : إني لأسأل الله أن يذهب عني من خوفه . وقال ابن مهدي : كنت أرمق سفيان في الليلة بعد الليلة ينهض مرعوبا ينادي النار النار ، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات . وقال أبو نعيم : كان سفيان إذا ذكر الموت لم ينتفع به أياما . وقال يوسف بن أسباط : كان سفيان يبول الدم من طول حزنه وفكرته . قال عبد الرزاق : لما قدم سفيان علينا طبخت له قدر سكباج فأكل ، ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل ثم قال : يا عبد الرزاق اعلف الحمار وكده ، ثم قام يصلي حتى الصباح . وعن سفيان قال : إن هؤلاء الملوك قد تركوا لكم الآخرة ، فاتركوا لهم الدنيا 278\7
o وقال ابن أبي الحواري عن عبد الرحيم بن مطرف : كان الحسن بن صالح إذا أراد أن يعظ أحداً كتب في ألواحه ثم ناوله . وقال محمد بن زياد الرازي عن أبي نعيم : سمعت الحسن بن صالح يقول : فتشت الورع فلم أجده في شيء أقل من اللسان . وعن الحسن بن صالح قال : إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير يريد بها بابا من الشر . 368\7
o قال الحسن بن صالح : ربما أصبحت وما معي درهم ، وكأن الدنيا قد حيزت لي . و قال إسحاق بن جبلة : دخل الحسن بن صالح يوما السوق وأنا معه ، فرأى هذا يخيط وهذا يصبغ فبكى وقال : أنظر إليهم يتعللون حتى يأتيهم الموت . وروى عن الحسن بن صالح أنه كان إذا نظر إلى المقبرة يصرخ ويغشى عليه 370\7
o وقال أبو زرعة : كنت عند أحمد بن حنبل فذكر إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علة فجلس وقال : لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ وقال أحمد : كان مرجئا شديدا على الجهمية381\7
o وعن إبراهيم بن أدهم قال : كل ملك لا يكون عادلا فهو واللص سواء ، وكل عالم لا يكون تقيا فهو والذئب سواء ، وكل من ذل لغير الله فهو والكلب سواء 394\7
o قال يونس بن محمد المؤدب : مات حماد بن سلمة في الصلاة في المسجد . قال سوار بن عبد الله حدثنا أبي قال : كنت آتي حماد بن سلمة في سوقه ، فإذا ربح في ثوب حبة أبو حبتين شد جونته ولم يبع شيئا ، فكنت أظن ذلك يقوته . قال التبوذكي : سمعت حماد بن سلمة يقول : إن دعاك الأمير لتقرأ عليه }قل هو الله أحد { فلا تأته 448\7
o أبا مسهر سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين ، صموت واع ، وناطق عارف . وقال سعيد بن عبد العزيز : من أحسن فليرج الثواب ، ومن اساء فلا يستنكر الجزاء ، ومن أخذ عزا بغير حق ، أورثه الله ذلا بحق ، ومن جمع مالا بظلم ، أورثه الله فقرا بغير ظلم 36\8
o قال رياح القيسي : لي نيف وأربعون ذنبا ، قد استغفرت لكل ذنب مئة ألف مرة 174\8
o وقيل لسليمان الخواص : قد شكوك أنك تمر ولا تسلم ؟ قال : والله ما ذاك لفضل أراه عندي ، ولكني شبه الحش إذا ثورته ثار ، وإذا جلست مع الناس جاء مني ما أريد وما لا أريد . ويقال : إن سعيد بن عبد العزيز زار الخواص ليلة في بيته ببيروت فرآه في الظلمة ؟ فقال : ظلمة القبر أشد ، فأعطاه دراهم فردها . وقال : أكره أن أعود نفسي مثل دراهمك ، فمن لي بمثلها إذا احتجت ، فبلغ ذلك الأوزاعي فقال : دعوه فلو كان في السلف لكان علامة 179\8
o أخبرنا أبي قال : كان شريك لا يجلس للحكم حتى يتغدى ويشرب أربعة أرطال نبيذ ، ثم يصلي ركعتين ، ثم يخرج رقعه فينظر فيها ، ثم يدعو بالخصوم ، فقيل لابنه عن الرقعه ؟ فأخرجها إلينا فإذا فيها : يا شريك اذكر الصراط وحدته ، يا شريك أذكر الموقف بين يدي الله تعالى 216\8
o ابن السماك وهو القائل : كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر ، لكن العلم إذا لم ينفع ضر . قيل وعظ مرة فقال : يا أمير المؤمنين إن لك بين يدي الله مقاما ، وإنه لك من مقامك منصرفا ، فانظر الى أين تكون ؟ فبكى الرشيد كثيرا . قيل دخل ابن السماك على رئيس في شفاعة لفقير فقال : إني أتيتك في حاجة ، والطالب والمعطي عزيز إن قضيت الحاجة ، ذليلان إن لم تقض ، فاختر لنفسك عز البذل عن ذل المنع ، وعز النجح على ذل الرد . وعنه قال : همة العاقل في النجاة والهرب ، وهمة الأحمق في اللهو والطرب ، عجبا لعين تلذ بالرقاد وملك الموت معها على الوساد ، حتى متى يبلغنا الوعاظ أعلام الآخرة ، حتى كأن النفوس عليها واقفة ، والعيون ناظرة ، أفلا منتبه من نومته ، أو مستيقظ من غفلته ، ومفيق من سكرته ، وخائف من صرعته ، كدحا للدنيا كدحا ، أما تجعل للآخرة منك خطأ ، أقسم بالله لو رأيت القيامة تخفق بأهوالها ، والنار مشرفة على آلها ، وقد وضع الكتاب ، وجيء بالنبيين والشهداء ، لسرك أن يكون لك في ذلك الجمع منزلة ، أبعد الدنيا دار معتمل ؟ أم إلى غير الآخرة منتقل ؟ هيهات ولكن صمت الآذان عن المواعظ ، وذهلت القلوب عن المنافع ، فلا الواعظ ينتفع ولا السامع ينتفع . وعنه : هب الدنيا في يديك ، ومثلها ضم إليك ، وهب المشرق والمغرب يجيء إليك ، فإذا جاءك الموت فماذا في يديك ؟ ألا من امتطى الصبر قوي على العبادة ، ومن أجمع الناس استغنى عن الناس ، ومن أهمته نفسه لم يول مرمتها غيره ، ومن أحب الخير وفق له ، ومن كره الشر جنبه ، ألا متأهب فيما يوصف أمامه ، ألا مستعد ليوم فقره ، ألا مبادر فناء أجله ، ما ينتظر من ابيضت شعرته بعد سوادها ، و تكرش وجهه بعد انبساطه ، وتقوس ظهره بعد انتصابه ، وكل بصره وضعف ركنه ، وقل نومه ، وبلي منه شيء بعد شيء في حياته ، فرحم الله امرأ عقل الأمر ، وأحسن النظر ، واغتنم أيامه . وعنه : الدنيا كلها قليل ، والذي بقي منها قليل ، والذي لك من الباقي قليل ، ولم يبق من قليلك إلا قليل ، وقد أصبحت في دار العزاء ، وغدا تصير إلى دار الجزاء ، فاشتر نفسك لعلك تنجو . توفي ابن السماك سنة ثلاث وثمانين ومئة وقد أسن 330\8
o وعن بشر بن منصور قال : ما جلست إلى أحد فتفرقنا ، إلا علمت أني لو لم أقعد معه كان خيرا لي 361\8
o عن عبدالله – بن المبارك - قال : إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه لم تذكر المساوئ ، وإذا غلبت المساوئ على المحاسن لم تذكر المحاسن . قال شقيق البلخي : قيل لابن المبارك : إذا أنت صليت لم لا تجلس معنا ؟ قال : أجلس مع الصحابة والتابعين ، أنظر في كتبهم وآثارهم ، فما أصنع معكم ؟ أنتم تغتابون الناس . وعن ابن المبارك قال : ليكن عمدتكم الأثر ، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث . محبوب بن الحسن سمعت ابن المبارك يقول : من بخل بالعلم ابتلي بثلاث : إما موت يذهب علمه ، وإما ينسى ، وإما يلزم السلطان فيذهب علمه . وعن ابن المبارك قال : أول منفعة العلم أن يفيد بعضهم بعضا398\8
o وعن ابن المبارك قال : إذا عرف الرجل قدر نفسه ، يصير عند نفسه أذل من كلب . وعنه قال : لا يقع موقع الكسب على العيال شيء ، ولا الجهاد في سبيل الله . وقال : رب عمل صغير تكثره النية ، ورب عمل كثير تصغره النية 400\8
o وقال ابن المبارك : إن البصراء لا يأمنون من أربع ، ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع فيه الرب عز وجل ، و عمر قد بقي لا يدري ما فيه من الهلكة ، وفضل قد أعطي العبد لعله مكر واستدراج ، وضلالة قد زينت يراها هدى ، وزيغ قلب ساعة فقد يسلب المرء دينه ولا يشعر 406\8
o قال سري بن المغلس سمعت الفضيل يقول : من خاف الله لم يضره أحد ، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد . وقال فيض بن إسحاق سمعت الفضيل بن عياض وسأله عبدالله بن مالك : يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه ؟ قال : أخبرني من أطاع الله هل تضره معصية أحد ؟ قال : لا ، قال: فمن يعصي الله هل تنفعه طاعة أحد ؟ قال : لا ، قال : هو الخلاص إن أردت الخلاص . قال إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل يقول : رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله ، و زهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة ، من عمل بما علم استغنى عما لا يعلم ، ومن عمل بما علم وفقه الله لما لا يعلم ، ومن ساء خلقه شان دينه وحسبه ومروءته . وسمعته يقول : أكذب الناس العائد في ذنبه ، وأجهل الناس المدل بحسناته ، وأعلم الناس بالله أخوفهم منه ، لن يكمل عبد حتى يؤثر دينه على شهوته ، ولن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه ، أن يعاقبك الله عنهما . قال سلم بن عبدالله الخراساني سمعت الفضيل يقول : إنما أمس مَثل ، واليوم عمل ، وغدا أمل ، وقال فيض بن إسحاق قال الفضيل : والله ما يحل لك أن تؤذي كلبا و لا خنزيرا بغير حق ، فكيف تؤذي مسلما ؟ وعن فضيل قال : لا يكون العبد من المتقين حتى يأمنه عدوه . وعنه : بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله ، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله . قال مخزر بن عون أتيت الفضيل بمكة فقال لي : يا محرز وأنت أيضا مع أصحاب الحديث ؟ ما فعل القرآن ؟ والله لو نزل حرف باليمن لقد كان ينبغي أن نذهب حتى نسمعه ، والله لأن تكون راعي الحمر وأنت مقيم على ما يحب الله خير لك من الطواف وأنت مقيم على مايكره الله 430\8
o قال أبو هشام الرفاعي سمعت أبابكر يقول : الخلق أربعة معذور ومخبور ومجبور ومثبور ، فالمعذور الهائم ، والمخبور ابن آدم ، والمجبور الملك ، والمثبور الجن . وعن أبي بكر بن عياش قال : أدنى السكوت السلامة وكفى به عافية ، وأدنى ضرر المنطق الشهرة وكفى بها بلية 502\8
o قال سفيان بن عيينة قال لي أبو بكر بن عياش : رأيت الدنيا في النوم عجوزا مشوهة . قال أبو بكر بن عياش : وددت أنه صفح لي عما كان مني في الشباب وأن يدي قطعتا . قال أحمد بن يونس : قلت : لأبي بكر بن عياش : لي جار رافضي قد مرض ؟ قال : عده مثل ما تعود اليهودي والنصراني ، لا تنوي فيه الأجر 504\8
o البرمكي الوزير الملك أبو الفضل جعفر ابن الوزير الكبير أبي علي يحيى ابن الوزير خالد ابن برمك الفارسي ، كان خالد من رجال العلم ، توصل إلى أعلى المراتب في دولة أبي جعفر ، ثم كان ابنه يحيى كامل السؤدد ، جليل المقدار ، بحيث إن المهدي ضم إليه ولده الرشيد فأحسن تربيته وأدبه ، فلما أفضت الخلافة إلى الرشيد رد إلى يحيى مقاليد الأمور ورفع محله ، وكان يخاطبه يا أبي فكان من أعظم الوزراء ، ونشأ له أولاد صاروا ملوكا ، ولا سيما جعفر وما أدراك ما جعفر ؟ له نبأ عجيب ، وشأن غريب ،بقي في الارتقاء في رتبة شرك الخليفة في أمواله ولذاته وتصرفه في الممالك ، ثم انقلب الدست في يوم فقتل وسجن أبوه وإخوته إلى الممات ، فما أجهل من يغتر بالدنيا ! وقال الأصمعي : سمعت يحيى بن خالد يقول : الدنيا دول ، والمال عارية ، ولنا بمن قبلنا أسوة ، وفينا لمن بعدنا عبرة . قيل : إن ولداً ليحيى قال له : وهم في القيود يا أبه بعد الأمر والنهي والأموال صرنا إلى هذا ؟ قال : يا بني دعوة مظلوم غفلنا عنها لم يغفل الله عنها . مات يحيى مسجونا بالرقة سنة تسعين ومائة عن سبعين سنة . عن ثمامة بن أشرس قال : ما رأيت أبلغ من جعفر البرمكي والمأمون ، قيل : اعتذر إلى جعفر رجل فقال : قد أغناك الله بالعذر منا ، عن الاعتذار علينا ، وأغنانا بالمودة لك ، عن سوء الظن بك . وكان يقول : إذا أقبلت الدنيا عليك فأعط فإنها لا تفنى ، وإذا أدبرت فأعط فإنها لا تبقى60\9
o عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي ، خطيب الكوفة قال : دخلت على أمي يوم الأضحى وعندها عجوز في أثواب رثة فقالت : تعرف هذه ؟ قلت : لا ، قالت : هذه والدة جعفر البرمكي فسلمت عليها ورحبت بها وقلت : حدثينا ببعض أمركم ؟ قالت : لقد هجم علي مثل هذا العيد وعلى رأسي أربع مئة جارية ، وأنا أزعم أن أبني عاق لي ، وقد أتيتكم يقنعني جلد شاتين ، أجعل أحدهما فراشا لي ! قال : فأعطيتها خمس مئة درهم فكادت تموت فرحا 69\9
o وعن المسيب بن واضح : سألت يوسف بن أسباط عن الزهد ؟ فقال : أن تزهد في الحلال ، فأما الحرام فإن ارتكبته عذبك . وسئل يوسف : ما غاية التواضع ؟ قال : أن لا تلقى أحدا إلا رأيت له الفضل عليك . وعنه قال : للصادق ثلاث خصال ، الحلاوة والملاحة ، والمهابة . وعنه : خلقت القلوب مساكن للذكر ، فصارت مساكن للشهوات ، لا يمحو الشهوات إلا خوف مزعج ، أو شوق مقلق ، الزهد في الرئاسة أشد منه في الدنيا . وعن يوسف قال : يجزىء قليل الورع والتواضع من كثير الاجتهاد في العمل 170\ 9
o قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا حرملة سمعت ابن وهب يقول : نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما فأجهدني ، فكنت اغتاب وأصوم فنويت أني كلما أغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم ، فمن حب الدراهم تركت الغيبة . قلت : هكذا والله كان العلماء ، وهذا هو ثمرة العلم النافع . قال خالد بن خداش : قرىء على عبد الله بن وهب كتاب أهوال يوم القيامة تأليفه ، فخر مغشيا قال فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام رحمه الله تعالى 226\9
o قال مخلد بن الحسين : ما ندب الله العباد إلى شيء إلا اعترض فيه إبليس بأمرين ما يبالي بأيهما ظفر : إما غلو فيه وإما تقصير عنه 236\9
o وقد جاء عن شقيق مع تألهه وزهده أنه كان من رؤوس الغزاة ، قال شقيق : مثل المؤمن مثل من غرس نخلة يخاف أن تحمل شوكا ، ومثل المنافق مثل من زرع شوكا يطمع أن يحمل تمراً هيهات . وعنه : ليس شيء أحب إلي من الضيف لأن رزقه على الله وأجره لي . وعن شقيق قال : أخذت لباس الدون عن سفيان ، وأخذت الخشوع من إسرائيل ، وأخذت العبادة من عباد بن كثير ، والفقه من زفر . وعنه : علامة التوبة البكاء على ما سلف ، والخوف من الوقوع في الذنب ، وهجران إخوان السوء ، وملازمة الأخيار . وعنه من شكى مصيبة إلى غير الله لم يجد حلاوة الطاعة 315\9
o معروف الكرخي ، علم الزهاد ، بركة العصر ، أبو محفوظ البغدادي واسم أبيه فيروز وقيل فيرزان من الصابئة . وقيل كان أبواه نصرانيين فأسلماه إلى مؤدب كان يقول له : قل ثالث ثلاثة ، فيقول معروف : بل هو الواحد فيضربه فيهرب فكان والداه يقولان ليته رجع ثم إن أبويه أسلما . ذُكر معروف عند الإمام أحمد فقيل قصير العلم ، فقال أمسك وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف ؟ و عن معروف قال : إذا أراد الله بعبد شرا أغلق عنه باب العمل وفتح عليه باب الجدل. قيل أتى رجل بعشرة دنانير إلى معروف فمر سائل فناوله إياها . وقيل اغتاب رجل عند معروف فقال : اذكر القطن إذا وضع على عينيك . وعنه قال : ما أكثر الصالحين وما أقل الصادقين . وعنه : من كابر الله صرعه ، ومن نازعه قمعه ، ومن ماكره خدعه ، ومن توكل عليه منعه ، ومن تواضع له رفعه ، كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله.قيل أنشد مرة في ***** * ما تضر الذنوب لو أعتقتني * رحمة لي فقد علاني المشيب 330\9
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59