أَفِقْ أَيُّهَا الْمَغْرُورُ
أَتَهْزَأُ بِي سَلْمَى وَثَمَّتَ تَسْخَـرُ ** فَطَـوْرًا تُسَلِّيْـنِي وَطَوْرًا تُكَدِّرُ
إِذَا ابْتَسَمَتْ يَوْمًـاوَأَبْدَتْكَ وُدَّهَا ** وَمَدَّتْ يَدَ الصَّفْحِ الْجَمِيل فَتَغْدِرُ
أَمِيلُ إِذَا مَـالَتْ وَأَهْتَـزُّ فَرْحَةً ** مَتَى اقْتَرَبَتْ مِنِّي سُلَيْمَى وَأَفْخَرُ
فَأَغْدُو طَرُوبًا وَالسُّرُورُ يَحُفُّنِي ** وَأَرْفَـعُ رَأْسَ التِّيْهِ زَهْواًوَأَخْطُرُ
وَدَأْبِيْ كَإِنْسَـانٍ يَهِيـمُ بِحُسْنِهَا ** وَيَسْتَعْذِبُ التَّـعْذِيبَ حُبًّاوَيَصْبِرُ
فَتَسْلُبُنِيْ حِيناًشُعُـورِيْ وَفِكْرَتِيْ ** بِمَنْظَرِهَا الْفَتَّانِ وَالْمَرْءُ يُـسْحَرُ
وَمَاكُنْتُ أَدْرِيْ أَنَّ سَلْمَى تَقُودُنِيْ ** لِنَارِ جَحِيـمٍ دُونَ مَاكُنْتُ أَشْعُرُ
نَعَمْ هِيَ دُنْيَا بَيْنَ هَمٍّ وَمِحْنَـةٍ ** وَعَاشِقُهَا تُصْلِيـهِ نَـاراً تُسَعَّـرُ
وَلَـوْعَلِمَ الْعُشَّـاقُ كُنْهَ حَيَاتِهِمْ ** وَمُتْعَتِهِـمْ فِيْهَـاوَكَـمْ يَتَعَمَّرُوا
لَذَابَتْ قُلُـوبٌ وَاسْتَهَلَّتْ مَدَامِعٌ ** وعَـمَّ أَنِيْنٌ دائـمٌ وَتَحَـسُّـرُ
أَفِقْ أَيُّـهَاالْمَغْـرُورُوَاحْذَرْ بِفِطْنَةٍ ** وَفَكِّرْ لِتَنْجُـو فَـالنَّجَاةُ التَّفَكُّرُ
ولاتَمْشِ مُخْتَالاً إِذَا كُنْتَ ذَا غِنَىً ** فَدُنْيَـاكَ أََوْهَـامٌ تَكِيْدُ وَتَمْكُـرُ
وَلاَتَحْمِلَـنَّ الْهَمَّ إِنْ كُنْتَ مُعْسِراً ** فَلَمْ يَبْقَ ذُو مَـالٍ وَلاَ دَامَ مُعْسِرُ
فأَيْنَ قَرِيْنُ السُّوءِ قَارُونُ ذُو الثَّرَاءْ ** وَحَسْبِي مِثَالاً فَالإِطَـالَةُ تُضْجِرُ
شعر : د / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل