الموضوع: خمسٌ فاغتنمها
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-08-2015, 07:11 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي خمسٌ فاغتنمها



الحمدُللهِ رب العالمين و صلى الله وسلم على نبينا مُحمد وعلى آلهِ وصحبه ..

يقولُ الله سُبحانه في سورة الشرح:
(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ)
فإذا فرغت فقم!
فإذا فرغت فاتعب!
فإذا فرغت فاسعى!
إذا انتهيت .. انهض من جديد.

دائمًا هامش الراحة في الإسلام من أجل استعادة النشاط لا من أجل إضاعة الوقت كما نفعل.

قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
(إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا)
أنتِ مأمورة بالعمل .. بالغرس
سواء رأيتِ أثره أم لا!

قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
)لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ )
-و في رواية-
)لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ(

خمس فرص في حياتك قد لا تتكرر لكِ أبدا:
1- شبابك.
2- صحتك.
3- فراغك.
4- مالك.
5- حياتك!

1- فرصتكِ في الحياة كشابة هي فُرصة جوهرية!
الإسلام يعول فرصة الشباب فرصة لا تتعوض!
(شاب نشأ في طاعة الله)
أخبريني فرصتك في الحياة كشابة كم مضى منها و كم بقي؟
كم مضى منها تعلمين .. أعرف ذلك،
لكن كم بقي؟
يوم .. يومان .. بل قد يكون بقي منها دقائق!
لا أنا أعلم و لا أنتِ .. لا أحد.
شبابك قبل هرمك .. قبل الندم.
التي تقرأ حرفي الآن و قد مضى شبابها ولم تفعل شيء، تعي ما أقول!

2- استشعري معي قليلاً هذا الموقف الذي ستكونين أنتِ بطلته:
تخيلي أنكِ استيقظتِ صباح يومًا ما، لكن يبدو أن صحتك اليوم ليست جيدة
هُناك شيء مُختلف!
لم أتناول شيئًا انتهت صلاحيّتُه!
بالأمس كنت بخير ونمت وأنا بخير!
من مستشفى إلى مستشفى و بعد فحوصات عدة:
فلانة مُصابة بسرطان الدم –بعيد عنك الألم-
مدة لا تقل عن 3 أشهر ستُقضى في المستشفى ..
كل دقيقة تمر عليك ستذكرين يوم إن كنتِ في تمام صحتك ماذا كنتِ تفعلين خلالها ..
ستستشعرين كم أضعتِ من دقائق .. آسفة بل ساعات!
بل أيـام!
بل أســابيع!
بل شهور!
بل قد تكون حياتك كلها بل هدف!
لم تعملي بها شيئًا يشفع لك بين يدي الله سبحانه.

3- دائمًا في ليالي الاختبارات –خصوصًا الساعات الأخيرة قبل الفجر- تتمنين أنكِ تشترين أوقات الذين تخرّجوا وذلك الذي يقضي وقته في غير المذاكرة أو أختك النائمة بجانبكِ و أنت تقلبين الملازم و الوقت يمضي كالبرق.
ما هو موقفنا يوم أن نقف بين يدي الله و قد أضعنا الكثير من الأوقات،
صديقيني إن هذا أعظم اختبار سوف يمر عليك على مر التاريخ!

4- أنا و أنتِ لم نجرب اللحظة التي نتمنى أن نملك شيء لكي نبيعه!
لم نجرب الجوع المميت، فالله أغنانا و لكننا سنندم يومًا إذا لم نستغل هذهِ الفرصة.
كل ما نتمنى نملكه!
الجوالات أحدث الأجهزة!
و الملابس و الأحذية جميع الألوان و الأشكال!
يقول الشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط –رحمه الله- :
أنه قضى 5 سنوات مع زوجته في كندا لا تملك إلا ثوبين هي خاطتهم،
ثوب تلبسه و آخر تغسله!
علمًا إنها من عائلة ثرية جدًا و قد قُدرت ثروتها بالملايين!
لكنها تبرّعت بها كاملةً لأعمال الخير و رفضت أن تُدخل هللة واحدة إلى بيتها!
و أُعطيَ هوَ الدكتور –رحمه الله- جائزة الملك فيصل مليون ريال فما أخذ منها شيئًا و تصدق بها كلها.

السميط –رحمه الله- لم يكن صحابي!
من عصرنا و عهدنا و عاش ظروفنا و له أبناء كأنا و أنتِ!
لكنه أنفق وقته و صحته و شبابه و ماله كله في سبيل الدعوة إلى الله.

5- وجودك على هذه الأرض .. بين أفراد أسرتك .. في هذه المدينة .. تحت هذا السقف ،
هي فرصة لن تكرر أبدا!
هي سعادتك أو شقاءك في كلا الدارين ليس فقط في الآخرة!

- هذهِ الفرص الخمس في حياتك مثل السحاب تمر سريعًا وتمضي في كل ثانية لكن لا تشعري بمرورها إلا بعد مرور وقت طويل.
هذهِ الفرص الخمس ستنقضي!
المشكلة إننا نشعر أن هذهِ الفرص دائمة و هي من أبسط حقوقنا و لن تنقضي ، لابد أن نتخلص من هذا الشعور في أسرع وقت! لأنه خطر!
انظري إلى هذهِ الفرص بأنها فترة و ستنتهي، سوف تُسألين عنها.
لو ما استغليتِها حسرة عظيمة!


- قال رسول الله صل الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه:
(اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغَنَاءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك).
و كان صل الله عليه وسلم يأمر بالمبادرة إلى العمل قبل حلول العوائق فيقول: ( بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنىً مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر .(
فالساعة أدهى و أمر !
وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه :-
(إني لأمقت الرجل أن أراه فارغًا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة(!
وقال الحسن البصري- رحمه الله- :
)يا ابن آدم إنَّما أنت أيَّام، كلّما ذهب يوم ذهب بعضك).
وقال ابن القيم – رحمه الله- :
(إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها).


- الآن الساعة تشير إلى 10:48م ،
فكرت منذ البارحة في كتابة هذا المقال لكنّي أجلته،
و أردت اليوم أن أُأَجله إلى الغد .. سألت نفسي سؤالًا:
ماذا يا تمام لو قدر الله لكِ حادث صباح الغد وانتهت حياتك وحانت سكرة الموت ستذكُرين الأمس الذي اضعتِه و لم تكتبي هذا المقال عله يشفع لك يوم أن تلقيه؟!
قمت أكتب و أنا أرقب الوقت.

لو أننا نستشعر دائمًا أن هذه اللحظة هي فرصة تمضي و لن تعود،
يُسخّر الله لنا فرص بالثواني لكننا لا نستغلها!

أذكر اثنتان من رفيقاتي أشارت لهم رفيقتهم الثالثة بدعوة عابرة ظنت منهم عدم الجدية والاهتمام بها وهي:
البدء في حملة لدعوة العاملات الغير مسلمات في إحدى الكليات في الجامعة التي يدرسن بها، استغرقت الحملة تقريبًا شهر –يوم من كل أسبوع-
بدأت هذهِ الحملة وكان عدد المسلمات من العاملات 4 من أصل 24 تقريبًا،
انتهت هذه الحملة بإسلام جميع العاملات في تلك الكلية!
تخيلوا معي لو اعتذروا عن هذه الفرصة بعذر الانشغال في الدراسة!
كما يفعل البعض مع الفرص التي تمر عليهم! تخيلوا!

اللهم إنّي اسألك أن تتولّاني وتتولّى من تقرأ الآن برحمتك و تتفضل علينا بفضلكَ و تعيننا على طاعتك،
يَارب إنّا نسألك الفردوس فاستعلمنا في طاعتك و ثبتنا حتى نلقاك.

11:12م ..
23/5/1436 هـ.
منقولة كما هي للفائدة

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59