عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-09-2012, 09:48 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,410
افتراضي

وفي الرســــــالة الأولى قال:

سأكتب هذه الحروف المرتعشة ، وسأبسط رِعدة قلبي في ألفاظها ومعانيها،أكتب عن ذلك الإسم الذي كان سنة كاملة من عمر هذا القلب،على حين أن السعادة قد تكون لحظات من هذا العمر الذي لا يعد بالسنين ولكن بالعواطف ، فلا يسعني إلا أرد خواطري إلى القلب لتنصبغ بالدم قبل أن تنصبغ بالحبر ، ثم تخرج إلى الدنيا من هناك بين ما يخفق وما يزفر وما يئن ." من هناك " ! آه .من ترى في الناس يعرف معنى هذه الكلمة ، ويتسع فكره لهذا الظرف المكاني الذي أشير إليه؟إن العقل ليمد أكنافه على السموات ،فيسعها خيالاً كما ترى بعينيك في ماء الغدير شبكة السماء كلها محبوكة من خيوط الضوء ،مفصلة بعقد النجوم ، ولكن هناك في القلب عند ملتقى سر الحياة بسر محييها ، وهناك في القلب عند النقطة التي يتقطع فيها الطرف بينك وبين من تحب ، حين تريد الجميلة أن تقول لك لأول مرة أحبك ، ولا تقولها . هناك في القلب ، وعند موضع الهوى الذي ينشعب فيه خيط من نظرك وخيط من نظرها فيلتبسان فتكون منهما عقدة من أصعب وأعقد عُقد الحياة . هناك ؟ هذا معنى "هناك " .
لم تحيرني المتناقضات ولا المتشابهات ، ولا ضقت بأسباب الفكر فيها ،فإن ذلك الحب جعل في عقلين لا عقلاً واحداً،أحدهما يُقرّني في هذه الدنيا والآخر ينقلني إلى ثانية ، دنيا الناس جميعاً ودنيا امرأة واحدة ، دنيا السموات والأرض ودنيا قلبي .

في العقل الأول تنحل كل المشكلات ، وفي الثاني تتعقد كل "البسائط " أحدهما قوي فلو اجتمعت عقول أعدائه في عاصفة واحدة لكان وحده عاصفة تلف بها لفّاً .والآخر ضعيف ضعيف ، تمرضه الابتسامة الواحدة مرضاً طويلاً ...
حيرة الحياة والحب ، يُجاب عنهما بجواب واحد هو نفسه حيرة أخرى ، ولكني أكتب الآن وقد تركت الحب وتركني . خرجت من المعركة فنشبت نفسي في معركة أخرى لا أدري أهي قائمة بين الحب والبغض أم بين الحب والحب ؟
أرأيت قط ذئباً قد افترس شاة وجعل يفرفرها بأظافره وأنيابه وهي تنتفض يائسة هالكة ؟ إن تكن رأيته فذلك ذئب رحيم ، لو أنت كنت عاشقاً فرجعت لك من تهواها مما تحب إلى ما تكره فرأيت البغض وما يصنع بقلبك . إنما الذئب ناب وظفر وسورة وحش يعتري أكيلته فيسطو بها فيذهلها عن نفسها ثم لا يزيد بعد ذلك على طبيب جاهل في " عملية جراحية " ...أما البغض فذئب الدم ، يساورك سورة الحمى فإذا هو شعلة طائرة في عروقك ، لا تدع منك موضعاً إلاّ مسّته ،ولا تمس منك موضعاً إلاّ نقعت فيه مثل ناب الأفعى من وهج الحب وغيظه وألمه ، فما تدري في أي ناحية عذابك من هذا البغض، ولا من أي الآلام هو ؟
نصيحتي لكل من أبغض من حب أن لا يحتفل بأن صاحبته غاظته ، وأن يكبر نفسه عن أن يغيظ امرأة ، إنه متى أرخى هذين الطرفين ( يقصد العينين) سقطت هي بعيداً عن قلبه ، فإنها معلقة إلى قلبه في هذين الخيطين من نفسه .
ما من قفل بلا مفتاح وإلا فما هو بقفل ، والإهمال والازدراء وسمو النفس ثلاثة مفاتيح لقفل واحد هو قفل الغيظ .


يتبع..............



رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59