عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 07-06-2014, 05:50 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة نظرة الشيعة للامام والصوفية للولي

نظرة الشيعة للامام والصوفية للولي. تطابق في الانحراف والزيغ*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

8 / 9 / 1435 هــ
6 / 7 / 2014 م
ــــــــــ



بين الشيعة والصوفية نسب وذمة, فكلاهما فرق ضالة خالفت الشرع الإسلامي والمنهج النبوي في التعامل مع العقائد الإسلامية, فكلاهما رفعا من قدر أشخاص معينيين إلى مراتب تساوي الأنبياء بل تفوقهم بعدة مراحل وجعل كل منهما إمامه أو وليه يصل لمرتبة تضاهي الألوهية – حاش لله -, فكان بينهما تطابق غريب في الأفكار ينبغي التنبه له والوقوف عنده.

والمتأمل في النصوص التي ساقوها للتعامل مع الأولياء والأئمة ليجد أنها خارجة تماما عن عقائد الإسلام ولا تتفق مع الإسلام في شئ.

فأضفى الشيعة على الأئمة والصوفية على الأولياء صفات إلهية فأوكلوا إليهم بحسب زعمهم التحكم في حياة الناس وفي أرزاقهم والتحكم أيضا في الحياة الآخرة فالحساب بين أيديهم هم وقرار دخول الجنة والنار فعل لائمتهم أو لأوليائهم, وهذا مما يؤكد على وجود هذه الصلة الوثيقة بين الشيعة والصوفية في العقائد والأفكار بحيث يمكن القول أن الصوفية هي باب اختراق شيعي لأهل السنة وكلاهما يدعى الانتصار لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكلاهم ينتهي أئمتهم وأولياؤهم إلى نسل الصحابي الكريم ابن عم رسول الله سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

ونستعرض بعض مما يضفيه الشيعة على أئمتهم والصوفية على أوليائهم من الغلو والتجاوز الذي يصل بصاحبه ومن يعتقد هذه الأقوال -كعقيدة دينية- إلى الكفر في دين الله، حيث يعتقد أن لله عز وجل شركاء في الخلق والأمر.

وهذا بعض ما يقوله الشيعة في الأئمة لنرى مدى هذه التجاوزات الخارجة عن دين الإسلام:

الإمام يوحى إليه, فتوجد روايات كثيرة مختلقة علَى أهل البيت يؤكدون فيها أنّ الأئمة يُوحَى إليهم، وأنّ عليًا - رضي الله عنه - ناجاه جبريل - عليه السلام - في فتح خيبر, وأن فاطمة - رضي الله عنها - لما تُوفي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعث الله لها ثلاثة ملائكة يُكلمونها ويسلونها، وكان عَلِيٌّ - رضي الله عنه - يكتب ما يقول المَلك!![1].

ويقول الخميني: "إنّ للإمام مقاما محمودًا ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لم يبلغه مَلَكٌ مقرب ولا نبي مُرسَل ... " وقال أيضًا: "إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلًا خاصًا وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلى يوم القيامة".[2] .

ويقول أيضًا: "فالإمام المهدي الذي أبقاه الله - سبحانه وتعالى - ذخرًا من أجل البشرية، سيعمل علَى نشر العدالة في جميع أنحاء العالم وسينجح فيما أخفق في تحقيقه جميع الأنبياء"[3]. .

ولهذا يعتقدون أن أول ما يُسألُ عنه الميت عند وضعه في قبره هو حبُّ أئمة الشيعة, ففي بحار الأنوار: "أول ما يُسأل عنه العبد: حبنا أهل البيت"[4]، فيسأله ملكان عن اعتقاده في: الأئمة واحدًا بعد واحد فإنَّ لم يُجِبْ عن واحد منهم يضربانه بعمود من نار يمتلئ قبره نارًا إلى يوم القيامة"!!! [5].

ويعتقدون أيضا أن الذي سيُحاسِبُ الناس يوم القيامة هم أئمة الشيعة؛ فقال شيخهم الحر العاملي: "إنَّ من أصول الأئمة - عليهم السلام -: الإيمان بأنَّ حساب جميع الخلق يوم القيامة إلى الأئمة"[6] .

ويعتقدون أيضا أن الذي سيُدخل من يشاء الجنة ومن يشاء إلى النار هو عليٌّ -رضي الله عنه-, فزعم علماء الشيعة أنَّ إمامهم الرضا - رضي الله عنه - قال: "سمعت أبي يُحدِّثُ عن آبائه عن علي - عليه السلام - أنه قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: يا عليُّ، أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي وهذا لك"[7] .

وفي بحار الأنوار: "إنَّ أمير المؤمنين - عليه السلام - لديَّان الناس يوم القيامة"[8] .وافتروا أنَّ عليًا - رضي الله عنه - قال: "أنا أُدخِل أوليائي الجنة، وأعدائي النار"[9] .

ويقولون بأن الأنبياء والرسل سيكونون جندًا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ولا ندري متى يكون هذا الزعم, فيقولون: "لم يبعث الله نبيًا ولا رسولًا إلا ردّ جميعهم إلى الدنيا حتَّى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين".[10] .

وغير ذلك من المعتقدات الباطلة التي ترفع الأئمة فوق مصاف الأنبياء وتجعلهم شركاء لله عز وجل في ملكه, فالأئمة عندهم هم أسماء الله الحسنى, وهم وجه الله هم جنب الله هم يد الله القادرة, ولهم مقام عظيم وخلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون. وهذا المقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل, وعندهم يعلمون ما كان وما يكون ولا يخفى عليهم شيء وهذا الفرق بينهم وبين الأنبياء الذين يعلمون ما كان ولا يعلمون ما يكون, ويعلمون متى يموتون ولا يموتون إلا متى يشاءون, ويعلمون الغيب مطلقًا, وأنهم هم المحاسِبون للخلق يوم القيامة. فإلى الخلق إيابهم وحسابهم عليهم وفصل الخطاب عندهم, وبالتالي فيجوز –عندهم- دعاء الأئمة لقضاء الحوائج وكشف الكرب والنوازل.

ويعتبر تسوية الشيعة لإمام من أئمتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم نوعا من تنازلهم فيقول المجلسي" "ولا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعاية خاتم الأنبياء, ولا يصل إلى عقولنا فرق بين النبوة والإمامة" [11], لأنهم يسبون النبي صلى الله عليه وسلم ويعتبرون الخميني مثلا أكثر نجاحا منه صلى الله عليه وسلم – حاش لله – في تربيته لأصحابه بالمقارنة بالخميني !!.

أما ولي الصوفية فيتعاملون معه بوصفه بلغ مكانه فوق النبي وأن من صفاته وإمكاناته ما يفوق البشر بكثير بما فيهم الأنبياء، وان وليهم هذا يتصرف في الكون في الحياة والممات وبعد البعث بتصرفات الآلهة التي تعبد، وصرحوا بمثل هذا في كتبهم وللأسف التي حققها وقدمها الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر, فقال النفري "لو كشف عن حقيقة الولي لعُبِد".[12]

ففي تفضيلهم للولي على النبي يصرح أكابرهم في كتبهم فيقولون:

يقول عبد القادر الجيلاني الذي يسمى عند الصوفية بشيخ الطائفة: "معاشر الأنبياء، أو تيتم اللقب، وأوتينا ما لم تؤتوه "[13].

ويقول أبو يزيد البسطامي عن نفسه : "تالله أن لوائي أعظم من لواء محمد صلى الله عليه وسلم، لوائي من نور تحته الجان والجن والإنس، كلهم من النبيين " [14].

ويبين شيخهم الأكبر ابن عربي الموقف بوضوح فيقول: "مقام النبوة في برزخ ** فويق الرسول ودون الولي " [15].

ويعتقد الصوفية أن الولي يتلقى عن الله مباشرة أما كل الرسل فتتلقى عن الله عن طريق الوحي ولذا يعتبرون الأولياء أعلى منزلة فيقول الحكيم الترمذي في جواب عن سؤال: ما الفرق بين النبوة والولاية؟ : "الفرق بين النبوة والولاية أن النبوة كلام ينفصل من الله وحيا، ومعه روح من الله فيقضي الوحي ويختم بالروح ... والولاية لمن ولى الله حديثه على طريق أخرى، فأوصله إليه فله الحديث، وينفصل ذلك الحديث من الله عز وجل، على لسان الحق معه السكينة، تتلقاه السكينة في قلب المحدث، فيقبله ويسكن إليه " [16]

أما في النهاية في يوم القيامة فللأولياء عند الصوفية مكانة لا يبلغها أحد, فيقول الحكيم الترمذي " فلم يزل هذا الولي مذكورا في البدء، أولا في الذكر، وأولا في العلم، ثم هو الأول في المشيئة، ثم هو الأول في اللوح المحفوظ، ثم الأول في الميثاق، ثم الأول في المحشر، ثم الأول في الجوار، ثم الأول في الخطاب، ثم الأول في الوفادة، ثم الأول في الشفاعة، ثم الأول في دخول الدار، ثم الأول في الزيارة، فهو في كل مكان أول الأولياء " [17].

ويقول أيضا في نص لا يمكن فهمه أبدا على أي قاعدة من قواعد عقائد الإسلام فيقول: "وقد يكون في الأولياء من هو أرفع درجة، وذاك عبد قد ولى الله استعماله، فهو في قبضته يتقلب، به ينطق، وبه يسمع، وبه يبصر، وبه يبطش، وبه يعقل، شهره في أرضه، وجعله إمام خلقه وصاحب لواء الأولياء، وأمان أهل الأرض، ومنظر أهل السماء، وريحانة الجنان، وخاصة الله، وموضع نظره، ومعدن سره، وسوطه في أرضه، يؤدب به خلقه، ويحيي القلوب الميتة برؤيته، ويرد الخلق إلى طريقه، وينعش به حقوقه، مفتاح الهدى، وسراج الأرض، وأمين صحيفة الأولياء، وقائدهم، والقائم بالثناء على ربه، بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! يباهي به الرسول في ذلك الموقف، وينوه الله باسمه في ذلك المقام، ويقر عين رسول الله صلى الله عليه وسلم!، قد أخذ الله بقلبه أيام الدنيا، ونحله حكمته العليا، وأهدى إليه توحيده، ونزه طريقه عن رؤية النفس، وظل الهوى، وأئتمنه على صحيفة الأولياء، وعرفه مقاماتهم، وأطلعه على منازلهم. فهو سيد النجباء، وصالح الحكماء، وشفاء الأدواء، وإمام الأطباء. كلامه قيد القلوب، ورؤيته شفاء النفوس، وإقباله قهر الأهواء، وقربه طهر الأدناس، فهو ربيع يزهر نوره أبدا، وخريف يجنى ثماره دأبا، وكهف يلجأ إليه، ومعدن يؤمل ما لديه، وفصل بين الحق والباطل. وهو الصديق والفاروق والولي والعارف والمحدث. هو واحد الله في أرضه " [18].

ويقول سعد الدين حمويه مستدلا باستدلال عجيب وساقط على ان الولي اقر لله من النبي فيقول: "واو الولاية أقرب إلى الحضرة الإلهية من نون النبوة، فلأجل هذا التقرب تعتبر الولاية أفضل من النبوة، فالحرف الأول من كلمة الولاية هو الواو والواو في وسطها ألف – أي : وهو ألف لفظ الجلالة - والحرف الأول من كلمة النبوة هو النون والنون في وسطها حرف الواو , إذن فالولي هو قلب النبي وروحه, أما روح الولي هو ذات الله ونفسه" [19].

وهكذا نجد هذا الانحراف الواضح والتطابق التام فيه بين مفهوم ومكانة الإمام عند الشيعة وما يناظرها من مكانة الولي عند الصوفية، وهو تطابق في الانحراف والزيغ بعيدان كل البعد عن العقيدة الإسلامية الصحيحة.

ــــــــــــــــــــــــــــ

[1] خطاب ألقاه الخميني يوم الأحد 2/ 3/86م بمناسبة عيد المرأة

[2] الحكومة الإسلامية ص112

[3] خطاب ألقاه الخميني بمناسبة الخامس عشر من شعبان عام 1401هـ

[4] بحار الأنوار ج27/ 79، عيون أخبار الرضا لابن بابويه ص222

[5] الاعتقادات للمجلسي ص95

[6] الفصول المهمة في أصول الأئمة للعاملي ص171

[7] عيون أخبار الرضاص239، بحار الأنوار39/ 194

[8] بحار الأنوار 39/ 200

[9] علل الشرائع لابن بابويه ص196

[10] بحار الأنوار53/ 41

[11] بحار الأنوار26/ 28

[12] "غيث المواهب العلية" للنفزي الرندي (1/ 235) بتحقيق الدكتور عبد الحليم محمود.

[13] "الإنسان الكامل" للجيلي (1/ 124)، كذلك "الجواهر والدرر" (ص 286) بهامش الإبريز، "الجواب المستقيم" لابن عربي (ص 247) نقلا عن الجيلي.

[14] "لطائف المنن" لابن عطاء الله السكندري , والأخلاق للشعراني (1/ 125. )

[15] طبقات الشعراني ج1 ص 68 ط دار العلم للجميع.

[16] كتاب "ختم الولاية" الفصل العاشر علامات الأولياء (ص 346 - 347).

[17] "ختم الولاية" للترمذي الحكيم الفصل التاسع (ص 344 - 345).

[18] "نوادر الأصول" للترمذي (ص 157، 158) ط الآستانا.

[19] "جهل مجلس" لعلاء الدين سمناني بتصحيح عبد الرفيع حقيقت (ص 45، 46).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــ
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59