بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم
الباطِل كان زَهوقا
أتساءل لماذا لا نزن الأمور بميزان الواقعية ونبتعد في القياس عن تلك الموازين التي من شأنها أن تُباعِد ما بين الأفراد المسافات وتُلغي لغة التفاهم حين يضيع إيقاع الخِطاب ، ويُشوِشه الإضطراب النفسي والمعنوي والذهني والعصبي ، الأمر الذي يَلِف الحِس و الإدراك برداء من الجمود الذهني ويُشوّش الرؤية ويضعنا تحت تأثير الأهواء والرّغبات والميول الآنِيّة ، ودونما رجوع لليقين ، وحساب المنطق واللامنطق ، فنُطلِق الأحكام جُزافا ونحن نقبَع تحت ضغط الظن والريبة والشك وإفرازاتها من أحقاد ، وبَثٍّ للكراهية والنّميمة ، وأسباب الفُرقَة ، فيضيع الحُب والوئام والترابط بين أفراد الأسرة والمجموعة الواحدة ضِمن الهَيكل الإجتماعي الواحد .
ويَكون العائد الهَدم لتلك المعايير الأخلاقية والقِيم الإجتماعية ، فيتقَوّض البناء الإجتماعي ، ويُفرِز المشاكل الإجتماعية التي ما كانت لتكون لولا هذا الخَرْق لِجِدار الرّدع والأمان اللذين يكمنان في الذات الإنسانية ، فتُطلَق صفّارات الإنذار من دائرة العقل ، والتي من شأنها أن تُشير إلى مَواطِن الخَلَل ، أو أن تكون الباعِث والمُرَكِّز له ، كُلٌّ حَسب تُراثه الأخلاقي والديني والعلمي .
فَلنَقِف وِقفةً جِدِيّة كُلٌّ مع ذاته ، يواجِهها ويحاسبها ويَضبِطها ، فالنَفس خبيثة ، إن لم تُعَوِّدها على الحَق عوّدَتك على الباطل ، والباطِل كان زَهوقا .
دمتم برعاية الله وحفظه