الموضوع: الحسّ الأمني
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-09-2013, 03:15 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي الحسّ الأمني


حمل المرجع كاملا من المرفقات


الحسّ الأمني هو استشعار الأخطار ومصادرها والتصدي لها
الإخفاق في التوصل إلى نتائج ايجابية في التحقيقات يعزى لانعدام أو ضعف الحسّ الأمني
الحسّ الأمني عامل مساعد على أداء الواجبات في ظل المخاطر الأمنية
" الحس الأمني لضباط الأمــن "
إعداد المستشار القانوني
الدكتور مالك هاني خريسات


مقــدمــة:-


لقد عني الإسلام بتنمية الحس الأمني لدى الفرد المسلم وجعله مسؤولاً عن أمن بلده كما هو مسؤول عن أمن نفسه وأسرته وكل ما يخصه ولذلك فقد خاطب الإسلام المسلم ليعمق لديه الشعور بالمسؤولية سواءً المسؤولية الفردية أو الجماعية كما في قوله تعالى " ولا تقفُ ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" (1).

وعليه فإن هناك العديد من الوسائل التي تسهم في توقع ارتكاب الجريمة والتنبؤ بزيادة معدلاتها والتعرف على مقترفيها في الوقت الذي يحاول المجرمون فيه توظيف الإمكانات المادية والتقنيات العلمية ومنجزات العلم ومخترعاته في سبيل ارتكاب جرائمهم، والإفلات من قبضة العدالة. ولئن كان توفر الحس الأمني في رجال الأمن ضرورة بالغة الأهمية، فإنه من الأهمية كذلك توفره عند كل مواطن ولا سيما وأن مسؤولية الحفاظ على الأمن لا تقتصر فقط على العاملين في الأجهزة الأمنية، بل على جميع فئات وأفراد المجتمع باعتبار الأمن مسؤولية الجميع.

ولهذا فإن سبب اختياري لهذا الموضوع لأنه يتصل تمام الاتصال في ميدان عملي بحيث أستطيع أن أضع الخطوط العريضة بـدقـة ضمن النظرة الشمولية للعمل الشرطي ورسالته الأمنية.

ولرسم صورة واضحة حول هذه الدراسة، فقد ارتأيـت تقسيم البحث إلى فصلين الفصل الأول : ماهيّة الحس الأمني
الفصل الثاني : القيادة الأمنية وعلاقتها بمهارة الحس الأمني لضباط الأمن.




مشكلة البحث: تتمثل مشكلة البحث في أنها تتناول الحس الأمني الذي لـم ينل نصيبه الكافي من الدراسة والتحليل، وتسعى هذه الدراسة إلى إبراز أهميته للمجتمع بأسره ولرجال الأمن عموماً ولضباط الأمن على وجه الخصوص ، كونه من الوسائل الهامة التي تساعدهم على أداء واجباتهم في ظل المخاطر الأمنية التي تتسم بالغموض، والتعقيد، وكذلك الازدياد الملحوظ للجرائم على مستوى العالم أجمع.

أهمية البحث : تأتي هذه الدراسة في إطار السعي إلى تطوير قدرات ضباط الأمن لمواجهة التحديات المتنامية التي يقومون بمواجهتها في مختلف المجالات، وعليه فإن السبب الرئيسي في إخفاق بعض الضباط في التوصل إلى نتائج إيجابية في القضايا التي يحققون فيها هو انعدام أو ضعف الحس الأمني لديهم . وفي مقابل ذلك نجد أن بعض الضباط عندما تسند إليهم قضية معقده قد يكون مضى عليها عدة سنوات، وتعاقب عليها أكثر من محقق، وقد فشلوا في التوصل إلى نتائج إيجابية بشأنها، نجد أن هناك ضابطاً ينجح في الوصول إلى نتائج مرضية ويعود السبب في هذا النجاح أو الفشل إلى مدى استخدام مهارة الحس الأمني لدى الضابط.

أهـداف البحث :-

1. التعرف على أهمية الحس الأمني لدى ضابط الأمن.
2. التعرف على أي اختلاف في أهمية الحس الأمني لضابط الأمن باختلاف الرتبة، والمستوى التعليمي، وعدد الدورات، وجهة العمل.
3. التعرف على عوامل بناء الحس الأمني لدى ضابط الأمن.
4. التعرف على وسائل تنمية الحس الأمني لدى ضباط الأمن.

تساؤلات البحث :-

1. ما أهمية الحس الأمني لدى ضابط الأمن؟!
2. هل تختلف أهمية الحس الأمني لضابط الأمن باختلاف الرتبة ، المستوى التعليمي، عدد الدورات، وجهة العمل؟!
3. ما عوامل بناء الحس الأمني لدى ضابط الأمن؟!
4. ما وسائل تنمية الحس الأمني لدى ضابط الأمن؟!
الفصـل الأول :- مـاهيّـة الحـس الأمنـي :-

المبحث الأول :- تعــريف الحس الأمنـي


الحس في اللغـة


الحس لغة:- تحسس الخبر أي تطلب معرفته، قال تعالى " ياَ بنيَّ اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه …"(2) وتحسست من الشئ أي تخبرت خبره، قال تعالى " فلما أحس عيسى منهم الكفر"(3) والحس : الإدراك بأحد الحواس الخمس، وفعل تؤديه إحدى الحواس، والصوت الخفي، وما تسمعه قريباً منك ولا تراه.

ويرتبط الحس الأمني بعدة مصطلحات أهمها : ( الإحساس، الانتباه، الإدراك) وعرف الهنداوي والزغلول الإحساس بأنه :" عمليه الوعي والشعور بوجود المثيرات، والذي يتمثل بالاستجابة الفورية للإثارة القادمة من الجهاز الحسي وتحويلها إلى نبضات كهرو عصبية بحيث تشكل تصورات" (4).

وكذلك عرفا الإدراك بأنه :" عملية فهم المثيرات من خلال تفسيرها وإعطائها المعاني الخاصة بها وتنظيمها في تمثيلات عقلية معينة، فالإدراك عملية معرفية منظمة تمكن الأفراد من فهم العالم الخارجي المحيط بهم والتكيف معه من خلال اختبار الأنماط السلوكية المناسبة".

الحـس الأمنـي اصطلاحاً :-


يعرف الحس الأمني اصطلاحاً بتعاريف عدة من أهمها " أنـه ذلك الشعور أو الإحساس المتولد داخل النفس، والمعتمد على أسباب أو عوامل موضوعية تؤدي إلى توقع الجريمة بقصد منعها أو إلى ضبط مرتكبيها بقصد العقاب عليها" (5) وقيل أنـه: " التحسس والشعور بكل شيء يخل بالأمن، أو يدعو إلى الخوف" (6) .






كما عرفه السعيد بأنه:" صفة خاصة من صفات الشخصية التي تمكن من يمتلكها التعرف على الأشياء وإدراكها والتمييز بينها، ومن ثـم تفسيرها تفسيراً صحيحاً، والتوقيع الصادق لكل الاحتمالات كما تمكنه من أن يستشعر الأخطار ويعرف مصادرها وبالتالي يستطيع القضاء عليها قبل وقوعها أو مواجهتها بفاعلية فور وقوعها "(7).

ومن هنا يمكن القول أن الحس الأمني هو مهارة من المهارات التي تنطلق من الإحساس بالمسئوليّة والخبرة نحو استشعار مظاهر معينة يكون من شأنها الإخلال بالأمن بمفهومه الشامل.

ومن التعاريف السابقة يتضح أن الحس الأمني يعتمد على نوعين من العناصر هما كما يلي:-


‌أ. العناصر ذات الطبيعة الوجدانية أو الحسية الذاتية :-


وتتمثل في اتجاه الحس الداخلي أو الشعور الوجداني نحو أمر ما يجعل صاحبه يسلم بوجوده، أو يكون لديه إِحتمال قوي لوجوده، وتعتمد تلك العناصر الوجدانية أو الذاتية على مجموعة من الملكات الخاصة التي تتوفر غالباً في الإنسان بحكم خلقته، ولذلك يكون هناك اختلاف بين الأشخاص بحسب ما يتمتعون به من ملكات فطرية أو مكتسبة )(8) .

وعليه فإن العناصر الذاتية يمكن أن تتحقق بعدة وسائل ، أهمها ما يلي:-
1. الاستشعار بأمر غير طبيعي:-
ويقصد به ذلك الإحساس الداخلي غير المحدد بسبب معروف، والذي يجعل ضابط الأمن يتوقف بادراك داخلي نحو شيء أو إنسان، يقصد بأن وراءه أمر غير عادي، أو حدث غير مشروع يفرض عليه ضرورة الحذر منه، أو التركيز عليه، إما لمنع تفجر خطره، أو لضبط حالته (9) ومثال ذلك من يمر بآخر فيدرك بإحساسه الداخلي أن وراءه آمراً غير مشروع، نتيجة لاضطرابه أو التردد في حركته.




يتبع ....

المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc 633589851065290529.doc‏ (158.5 كيلوبايت, المشاهدات 13)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59