عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-02-2012, 07:01 PM
الصورة الرمزية محمد خطاب
محمد خطاب غير متواجد حالياً
كاتب ومفكر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: فلسطين
المشاركات: 533
افتراضي

الاخت الكريمة نور الاسلام
اشكر لك هذه الاضافة للدفاع عن دولة ظلمها ابناؤها ، واسمحي لي ان اضبف ايضا دفاعا هو في اطار ما ذكرته

الدولة العثمانية

مما لاشك فيه أن هناك سلبيات للخلافة العثمانية فليس هناك دولة قامت لم يكن لها أخطاء ولكن إلى الدرجة التي يحاول البعض تصويرها فيه ، والتي كان لها الأثر في إضعاف الحكم، كإهمال اللغة العربية وإنما كان ذلك في آخر عهدها مع التأكيد مرة ثانية على أن ذلك كان في آخر عهدها ، مما أدى إلى انعدام الوعي الإسلامي الصحيح، وانحرافها عن شرع الله تعالى وتأثرها بالدعوات التغريبية ليس كدولة بل ممن كانوا حولها ، والملاحظ أن ذلك كان أيام حكم حزب الاتحاد والترقي.
وهناك الصراع بين الحركة الوهابية والدولة العثمانية عند محاولة الانسلاخ عن الدولة العثمانية والانفصال عنها والذي ، وعن الدور المشبوه الذي قام به محمد علي لصالح بريطانيا وفرنسا في ضربه للتيار الإسلامي في مصر، والحجاز ، والشام، وعن حركته التغريبية التي كانت خطوة نحو الانسلاخ عن المبادئ الإسلامية الأصيلة ، وكذلك الدعم الماسوني الذي كان خلف سياسات محمد علي المدمرة للأمة الإسلامية وأن محمد علي كان مخلباً وخنجراً مسموماً استعمله الأعداء في تنفيذ مخططاتهم ولذلك وقفوا معه في نهضته العلمية ، والاقتصادية والعسكرية بعد أن أيقنوا بضعف الجانب العقدي والإسلامي لديه ولدى أعوانه وجنوده، وكيف ترتب على دور محمد علي في المنطقة بأسرها أن تنبهت الدول الأوروبية إلى مدى الضعف الذي أصبحت عليه الدولة العثمانية، وبالتالي استعدادها لتقسيم أراضيها حينما تتهيأ الظروف السياسية.
والسلطان محمود الثاني الذي ترسم خطى الحضارة الغربية في حركته الإصلاحية، و أبنه عبد المجيد الذي تولى السلطنة من بعده والذي كان خاضعاً لتأثير وزيره رشيد باشا الذي وجد مثله وفلسفته في الماسونية، فقد ساهم هذا الوزير مع أنصاره في دفع عجلة التغريب التي كانت تدور حول نقاط ثلاثة هامة: الاقتباس من الغرب فيما يتعلق بتنظيم الجيش، والاتجاه بالمجتمع نحو التشكيل العلماني، والاتجاه نحو مركزية السلطة في استانبول والولايات، فاتخذ الماسون الأتراك خطوات باتجاه علمنة الدولة وإظهار خطى كلخانة وهمايون والوصول إلى دستور مدحت باشا عام 1876م وكان ذلك الحدث أول مرة في تاريخ الإسلام ودوله يجري العمل بدستور مأخوذ عن الدستور الفرنسي والبلجيكي والسويسري وهي دساتير وضعية علمانية.
وهكذا وضعت حركة التنظيمات الدولة العثمانية رسمياً على طريق نهايتها كدولة إسلامية ، فعلمنة القوانين ووضعت مؤسسات تعمل بقوانين وضعية، وابتعدت الدولة عن التشريع الإسلامي في مجالات التجارة والسياسة والاقتصاد، وبذلك سحب من الدولة العثمانية شرعيتها من أنظار المسلمين.
وهيمن رجال التغريب على الدولة العثمانية في زمن السلطان عبد العزيز وعندما تعرض لكثير من مخططاتهم عزلوه ثم قتلوه.
ولا يمكن إنكار الجهود العظيمة التي قام بها السلطان عبد الحميد خدمة للإسلام ، ودفاعاً عن دولته ، وتوحيداً لجهود الأمة تحت رايته، وكيف ظهرت فكرة الجامعة الإسلامية في معترك السياسة الدولية في زمن السلطان عبد الحميد وكذلك الوسائل التي اتخذها السلطان عبد الحميد في تنفيذ مخططه للوصول إلى الجامعة الإسلامية، كالاتصال بالدعاة، وتنظيم الطرق الصوفية، والعمل على تعريب الدولة، وإقامة مدرسة العشائر ، وإقامة خط سكة حديد الحجاز، وإبطال مخططات الأعداء، وكذلك هناك جهود الصهيونية العالمية في دعم أعداء السلطان عبد الحميد كالمتمردين الأرمن، والقوميين البلقان، وحركة حزب الاتحاد والترقي ، والوقوف مع الحركات الانفصالية عن الدولة العثمانية ، كما استطاع أعداء الإسلام عزل السلطان عبد الحميد ثم اتخذت خطوات للقضاء على الخلافة العثمانية ، فصنع البطل المزيف مصطفى كمال الذي عمل على سلخ تركيا من عقيدتها وإسلامها، وحارب التدين ، وضيق على الدعاة، ودعا إلى السفور والاختلاط.
ولعل أسباب السقوط من المنظور القرآني عديدة منها؛ انحراف الأمة عن مفاهيم دينها، كعقيدة الولاء والبراء، ومفهوم العبادة، وانتشار مظاهر الشرك والبدع، وانحرافات وظهور الصوفية المنحرفة كقوة منظمة في المجتمع الإسلامي تحمل عقائد وأفكار وعبادات بعيدة عن كتاب الله وسنة رسوله ، كما لا ننكر خطورة الفرق المنحرفة في إضعاف الأمة كالفرقة الأنثى عشرية الشيعية الرافضية، والدروز والنصيرية والإسماعيلية، والقاديانية، والبهائية وغيرها من الفرق الضالة المحسوبة على الإسلام، ولعل من أهم الأسباب غياب القيادة الربانية كسبب في ضياع الأمة وخصوصاً عندما يصبح علمائها ألعوبة بيد الحكام الجائرين ، ويتسابقون على الوظائف والمراتب وغاب دورهم المطلوب منهم، مما أصاب العلوم الدينية في نهاية الدولة العثمانية بالجمود والتحجر وانحصر اهتمام العلماء بالمختصرات والشروح والحواشي والتقريرات ، وتباعدوا عن روح الإسلام الحقيقة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله  ، ورفض كثير من العلماء فتح باب الاجتهاد، وأصبحت الدعوة لفتح بابه تهمة كبيرة تصل إلى الرمي بالكبائر، وتصل عند بعض المقلدين والجامدين إلى حد الكفر ، وما ترتب على ذلك الابتعاد عن شرع الله فكان من آثاره الخطيرة، الضعف السياسي ،والحربي، والاقتصادي، والعلمي، والأخلاقي، والاجتماعي، ففقدت الأمة قدرتها على المقاومة ، والقضاء على أعدائها؟ واستعمرت وغزيت فكرياً ، نتيجة لفقدها لشروط التمكين وابتعادها عن أسبابه المادية والمعنوية ، وجهلها بسنن الله في نهوض الأمم وسقوطها، قال تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} (سورة الأعراف: آية 196).

والتفسير والتحليل للأحداث التاريخية التي وقعت في زمن الدولة العثمانية والتي تأثرت بحركة الشعوب في صراعها العنيف فيما بينها نتيجة للاختلاف في العقائد والأهداف والقيم والمثل كانت سببا مهما في تفكك الدولة وانحلالها .
وتعرضت له الدولة العثمانية من قبل النصارى واليهود والعلمانيين الأتراك.... وغيرهم إلى تآمر وكيد عظيم للإيقاع بها وتقسيمها .
وكان علينا كشف الزور والبهتان الذي تعرضت له الدولة العثمانية من الأقلام المسمومة وبيان بطلان من سمّى الحكم العثماني استعماراً وقرنه بالاستعمار الغربي، كالاستعمار الفرنسي والانكليزي حتى ولو كان بمقال صغير.
واجبنا الدفاع عن إخواننا في العقيدة (العثمانيين) الذين تعرضوا للظلم ونسب إلى تاريخهم أباطيل وأكاذيب من قبل اليهود والنصارى والعلمانيين العرب والأتراك وترشيد الأجيال لمعرفة حقيقة العثمانيين كدولة إسلامية خدمت الإسلام بكل إخلاص.
إن إظهار صفحات الجهاد العظيم الذي قام به العثمانيون، ومساهماتهم في الدعوة إلى الله والتي حاول أعداء الأمة طمسها والتشكيك فيها، والطعن في حقيقتها واجب علينا لان في ذلك رفع للظلم الذي لحق بالدولة ورجالاتها ودرء لاتهامات باطلة طالتهم وشوهت صورهم فيسير بنا إلى عقيدة صحيحة وتصور سليم بعيدة عن سموم المستشرقين، وأفكار العلمانيين الذين يسعون لقلب الحقائق التاريخية من أجل خدمة أهدافهم.
والدولة العثمانية في بداية عهدها كانت تسير على منهج القرآن الكريم، وسنة سيد المرسلين  في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات وكافة شؤون الحياة.وقد كان لها المجلة العدلية في المذهب الحنفي وهو مرجع لكثيرين إلى الآن وإن غفل عنها البعض وكانت مجلة فقهية على مذهب أبو حنيفة بدون تعصب بل فيها انفتاح على المذاهب الأخرى .
ويمكن أن نشير هنا إلى التعريف ببعض العلماء العاملين والفقهاء الراسخين الذين ساهموا في بناء الدولة العثمانية وتربية الأمة ، مثل الشيخ مصطفى صبري شيخ الإسلام وله كتاب لابد أن أشير إليه لقوته وروعته بين الكتب وهو( موقف العقل العلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين ) وكذلك الشيخ أحمد الكوراني ، وشمس الدين آق (محمد بن حمزة) وغيرهم.
__________________
محمد خطاب
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59