عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-07-2017, 01:17 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي 40عاماًعلى مفاعل"ديمونة"الإسرائيلي!


إبراهيم الزعيم
- خطر داهم يهدد البشر والبيئة والأمن والسلام في الشرق الأوسط.
- تعتبر دولة الكيان القوة النووية الخامسة في العالم.
- ثمة تفاهم مشترك بين والولايات المتحدة وإسرائيل بأن تغضّ الأولى البصر عن البرنامج النووي للثانية طالما التزمت الثانية الصمت و السرية بشأن برنامجها، و لم تجري تجارب نووية.


أشار تقرير أعده مركز الإعلام و المعلومات بغزة أن مفاعل ديمونة الرابض في صحراء النقب على مقربة من الحدود المصرية أنتج حتى الآن ما لا يقل عن 200 قنبلة نووية قادرة على إبادة الشعوب العربية كلها؛ بل يمكن أن يمتد تأثيرها إلى خارج المنطقة العربية أيضاً بالإضافة إلى الأسلحة الكيماوية و البيولوجية التي تمتلكها إسرائيل، و التي استخدمتها بالفعل في حربها عام 1967، كما استخدمتها ضد الشعب الفلسطيني خلال انتفاضة الأقصى الحالية .
غموض حول جدية التخلص
ذكر أن طريقة الاحتلال الإسرائيلي في التخلص من نفاياته النووية لا تزال يشوبها الكثير من السرية، و لكن البعض يؤكد بأنها تدفنها في صحراء النقب وفي البحر الأحمر، وزاد في الآونة الأخيرة حديث الأوساط الدولية عن الخطر الذي أصبح يمثله مفاعل ديمونة الذي أقيم عام 1963 بسبب تسريب بعض مواده المشعة، الأمر الذي قد يؤدّي إلى كارثة جديدة تعيد تمثيل مأساة (تشيرنوبل) في الاتحاد السوفيتى ، منوّهاً إلى أن المفاعلات النووية تشكّل خطراً داهماً بمجرد وجودها، لأنها تتعامل مع المواد المشعة وتنتج النفايات النووية التي تهدد حياة البشر والبيئة الطبيعية، وليس فقط الأمن والسلام الدوليين.
وأوضح التقرير أن صوراً حديثة التقطتها الأقمار الاصطناعية التابعة لمؤسسة (إيكونوس) للتصوير الفضائي كشفت عن احتمال أن تكون إسرائيل قد أنتجت كمية من البلوتنيوم تكفي لتصنيع ما يصل إلى 200 رأس نووي جديد، كما لم تزود السلطات الإسرائيلية مفاعل ديمونة بأبراج تبريد جديدة منذ عام 71، مما يشير إلى أن قوة تشغيل المفاعل لم تتغير كثيراً منذ ذلك الحين، و تقول رابطة العلماء الأمريكيين إن تقديرات المخابرات لقدرات إسرائيل النووية في عام 90 كانت تشير إلى امتلاكها ما يتراوح بين 75 و 130 سلاحاً نووياً ، ويبلغ المعدل السنوي لإنتاج البلوتنيوم في المفاعل 20 كيلوجراماً، حيث تعتبر دولة الكيان في الوقت الراهن هي الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية، لكنها ترفض الاعتراف بملكية هذه الأسلحة، ورفضت باستمرار السماح لإجراء تفتيش دولي لمفاعل ديمونة ، كما أنها ترفض التوقيع على معاهدات حظر الانتشار النووي، وتتبع دولة الكيان ما تصفه بسياسة الغموض النووي وتقول إنها لن تكون أول دولة تقوم بإدخال الأسلحة النووية إلى الشرق الأوسط.
وقد أنشأت إسرائيل مفاعل ديمونة عام 1963 بمعونة من فرنسا التي كانت تربطها بها آنذاك علاقات تعاون وثيقة، وبتمويل من الولايات المتحدة و مساعدات متعددة من بينها نقل بعض اليورانيوم المخصب، وهو مكوَّن من تسعة مبانٍ بما فيها مبنى المفاعل و تخصص كلّ مبنى من تلك المباني التسعة في إنتاج نوع معين من المواد التي تُستعمل في إنتاج الأسلحة النووية، فمواد البلوتونيوم والليثيوم والبريليوم التي تُستخدم في صناعة القنبلة النووية تنتج هناك، هذا بالإضافة لإنتاج اليورانيوم المشبع والتريتيوم.
أهمية مفاعل ديمونة
ويعد المفاعل أحد أكبر أسرار الحياة النووية في العالم، حيث ظلت دولة الكيان منذ بداية إنشائها له رافضة تماماً عمليات التفتيش الدورية التي تخضع لها الدول الأخرى، كما ترفض الزيارات التي تقوم بها وكالة الطاقة النووية الدولية لمثل هذه المواقع في العالم وهي حتى يومنا هذا ترفض التوقيع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية والتي وقعتها الدول العربية، وحاولت الولايات المتحدة نفسها إرسال بعض المسؤولين فيها عن البرنامج النووي للتفتيش على مفاعل ديمونة بعيداً عن العاملين بوكالة الطاقة النووية الدولية، لكن الكيان رفضهم كما رفض ممثلي الوكالة الدولية، وهكذا فإن مفاعل ديمونة لم يدخله أحد من خارج الكيان منذ إنشائه.
وتعتبر دولة الكيان القوة النووية الخامسة في العالم فبالإضافة للقنابل النووية التي يمكن إلقاؤها من الجو تتضمن الترسانة النووية الإسرائيلية أيضاً رؤوساً نووية يمكن إطلاقها إلى مسافات تصل إلى 1500 كيلو متر باستخدام صواريخ "أريحا" الإسرائيلية ، وتشير التقديرات إلى أن الكيان يمتلك 2000 قنبلة نووية إلا أن بعض المصادر الغربية تشير إلى امتلاك الكيان أيضاً لكميات كبيرة من اليورانيوم والبلوتونيوم تسمح له بإنتاج 100 قنبلة نووية أخرى.
ويسعى الكيان في الوقت الحالي لزيادة الكفاءة الإنتاجية لمفاعل ديمونة إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف كفاءته الحالية، حيث ستزيد قوته من 28 ميجاوات إلى مائة ميجاوات.
تعاون أمريكي
ويقول (أفنير كوهين) الكاتب الإسرائيلي الذي يعيش في منفى اختياري في الولايات المتحدة الأمريكية في كتاب بعنوان "إسرائيل والقنبلة": إن ثمة تفاهماً مشتركاً بين إسرائيل والولايات المتحدة بأن تغضّ الولايات المتحدة البصر عن البرنامج النووي الإسرائيلي طالما التزمت إسرائيل الصمت و السرية بشأن برنامجها، و لم تجري تجارب نووية.
وأوضح التقرير أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نشرت مؤخراً ولأول مرة مقتطفات من سجلات من محاكمة (مردخاي فعنونو) الذي كان يعمل فنياًً في مفاعل ديمونة، و المتهم بكشف أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي لصحيفة "الصاندي تايمز" البريطانية، لكن المخابرات الإسرائيلية أغرته عن طريق عميلة لها بمغادرة بريطانيا إلى إيطاليا حيث اختطفته من هناك إلى إسرائيل، و حكم على (فعنونو) عام 86 بالسجن لمدة 18 عاماً ، و هدف (فعنونو) من نشر تلك الأسرار إلى التأكيد على حقيقة كانت معروفة لدى الجميع، و هي امتلاك دولة الكيان لأسلحة نووية و الضغط على الكيان من أجل إخضاع برنامجه النووي للرقابة الدولية.
كما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عام 2001 حديثاً مع عالم إسرائيلي آخر كان يعمل بمفاعل ديمونة و هو (عوزى إيبان) قال فيه: "إن مفاعل ديمونة لم يعد آمناً، و طالب بضرورة إغلاقه "قبل أن يتسبب في وقوع كارثة"، فعند بداية إنشائه كان العمر الافتراضي للمفاعل هو 30 عاماً، وقد مضى على هذا التاريخ الآن عشر سنوات كاملة دون أن يتم إغلاقه، ويكمن الخطر في استمرار عمل المفاعل لمدة تتجاوز العمر الافتراضي له في أن مادة النيوترونيوم التي ينتجها المفاعل - وهي مادة يصعب السيطرة عليها- تتسبب في إحداث شقوق في الأسمنت والحديد، وهكذا يمكن للمبنى أن يتداعى وأن تتسرّب بالتالي الكثير من مواده المشعة إلى الخارج.
صعوبة التخلص
وأعرب مسؤولون بيئيون إسرائيليون وفلسطينيون عن قلقهم بشأن كيفية التخلص من المخلفات النووية للمحطة، لكن مدير عام وزارة البنية التحتية (يائير معيان) قال: "إن محطات الطاقة النووية اليوم تعتبر من مصادر الطاقة الأقل كلفة مادياً والأنقى بيئياً، وهذا طبعاً طالما أنه لم يحدث خلل. المشكلة الرئيسة في هذا النوع من المحطات هي النفايات النووية، وقد تمت بلورة عددٍ من الحلول هذا العام يمكن تطبيقها في إسرائيل".
ويوجد في النقب أيضاً مفاعل ديمونة النووي الذي تقول دولة الكيان إنه لأغراض البحث، لكن تقارير كثيرة تقول منذ سنوات طويلة إنه ينتج قنابل نووية.
وهناك خطر حقيقي على المنطقة بشكلٍ عام ينتج عن التجارب النووية التي تُنفَّذ في مفاعل ديمونة الصهيوني . والأخطر من هذا هو التخلص من النفايات النووية، حيث لا توجد معلومات عن أماكن دفنها، ولا يستبعد أن تتخلص دولة الاحتلال من تلك النفايات في الأراضي الفلسطينية أو في البحر، حيث كشفت عدة محاولات لها للتخلص من المواد الخطرة عن طريق دفنها في المناطق الفلسطينية. حتى العاملين فيه لم يسلموا، فقد كشف تقرير أعدته القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي أن العشرات من عمال المفاعل النووي ماتوا جرّاء إصابتهم بالسرطان في وقتٍ ترفض فيه إدارة المفاعل و الحكومة الصهيونية الاعتراف بأن إصابتهم و من ثم موتهم كان بسبب إشعاعات ناجمة عن المفاعل.
وقال التقرير: إن عشرات العمال مصابون الآن بالسرطان، و لكن إدارة المفاعل ترفض الاعتراف بهم كمتضررين من إشعاعات نووية، و يشير التقرير إلى أن قسماً من هؤلاء العاملين المصابين طلبوا من مؤسسة التأمين الوطني - مؤسسة الضمانات الاجتماعية الحكومية - الاعتراف بهم كمصابين جرّاء حوادث عمل.
و نسب تقرير القناة ذاتها إلى أحد العمال الذين أصيبوا بالسرطان تأكيده أن الحرائق كانت تندلع بشكل يومي تقريباً داخل المفاعل واستنشقنا بخار المواد النووية الخطيرة, فيما قال عامل مصاب آخر : "كنت عدة مرات أجد نفسي داخل غيمة صفراء من المواد السامة".
إلى ذلك كشف التقرير عن قضية أخرى تتعلق بتسرب المياه الثقيلة المشبعة بالإشعاعات و النفايات النووية إلى جرن جغرافي طبيعي متصل بامتداده مع المفاعل. و اتهم أحد العاملين المصابين إدارة المفاعل بأنها قامت قبل سنوات و لدى إحاطتها علماً بزيارة وشيكة لوزير البيئة الصهيوني في حينه (يوسي سريد) للتحقق من الأمر بإخفاء النفايات، و روى أحد العمال : "لقد نزلت إلى ذلك الجرن الجغرافي و مهدت الأرضية و سترت النفايات و التلوثات السامة بطبقة ترابية ثم زرعنا الشتلات لكي يبدو المنظر جميلاً، و بعد أن قمنا بهذا جاء الوزير و رأى كل شيء نظيفاً".
ويتضح من تقرير أعدته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أن العشرات من أصل حوالي 100 عامل في مفاعل ديمونة النووي أصيبوا بالسرطان قد توفوا، و بحسب التقرير فقد وقعت في المفاعل حوادث عمل كثيرة ومن ضمنها احتراق مواد خطيرة وسامة دون أن يتم تزويدهم بمعدات وقائية مناسبة، وأصيب عشرات العمال وتوفي عدد منهم، ولكن إدارة المفاعل ودولة الكيان ترفضان الاعتراف بهم كمتضررين من إشعاعات نووية، ويطالب قسم منهم مؤسسة التأمين الوطني الاعتراف بهم كمصابين من حوادث عمل.

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59